الثورة نت:
2025-04-27@06:03:43 GMT

محور المقاومة والحسابات الاستراتيجية..!!

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

 

 

قبل طوفان الأقصى ارتكبت إسرائيل عدداً كبيراً من الانتهاكات في المسجد الأقصى، ومع كل انتهاك كنا نسمع أصواتاً تنادي مقاومة غزة، حماس تحديداً والجهاد وبقية فصائل المقاومة إلى عمل عسكري ضد الكيان الاستيطاني الغاصب.
واليوم وبعد ملحمة طوفان الأقصى التي جاءت رداً على جرائم الكيان الصهيوني اليومية في حق الشعب الفلسطيني، ظهرت أصوات تقول بأن حماس غامرت وأقدمت على خطوة غير محسوبة، وكلا الصوتين القديم والجديد يهدف إلى تثبيط الهمم وزرع الخيبة والانكسار، بعضها بحسن نية والأخرى بسوء نية.


المقاومة ليست حماسة وخوض الحرب فيها ليس على طريقة فروسية عنترة أو تحرك حماستها بيت الشعر الليل والخيل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم، بل إنها باتت عملاً كبيراً وشاقاً وإعداداً وتخطيطاً وتراكم قوة، ولن تكون فاعلة وتحقق أهدافها إلا عندما تصل قوتها إلى درجة الردع الاستراتيجي.
ولم يصل لبنان وحزب الله إلى هذا المستوى من القوة والردع الاستراتيجي إّلا من خلال بناء القدرات والتخطيط وحتى أضحى الكيان يُبدي خشيته وخوفه من حزب الله، وبنى قدرات أكبر بعد أن أذاق الكيان مرارة الهزيمة في حرب تموز 2006م، وقدم فيها تضحيات كبيرة وتحمّل شعب لبنان في هذه الحرب التدمير والقصف وضحايا مدنيين ارتكبها الكيان الصهيوني، ودمر الكيان الضاحية الجنوبية واستهدف المباني السكنية والجسور.
ولم يستسلم ويقر بهزيمته إّلا بعد ملّحمة صمود وبطولة المقاومين بعد أن تكبد خسائر فادحة بسبب صواريخ المقاومة، واقتنع باستحالة تحقيق نصر على المقاومة.
ومذاك أخذت المقاومة تواصل بناء وتطوير قدراتها العسكرية وتراكمها، وصار الكيان يخشى ارتكاب حماقة جديدة أو التورط في حرب مع حزب الله، كما لم يستطع الكيان أن يخترق المقاومة أو يحصل على معلومات عن حجم قدراتها العسكرية.
وفي المقابل هناك أصوات بعضها يسخر من حزب الله وبعضها يسخر من أنصارالله والبعض الآخر يسخر من إيران ويتساءل لماذا لم يدخلوا المعركة، ويشكك بقدراتهم وصدق شعاراتهم.
وهؤلاء الساخرون والمستهزئون والمشككين صنفان، صنف يناصب المطبعين والسائرين في ركب المشروع الصهيوأمريكي، أي أدواته المستقرة في الخيبة والهزيمة، الأدوات الإقليمية والمليشيات التي ذاقت الهزيمة في كل ملفات المنطقة، وهؤلاء يظنون بأنهم يستطيعون تعويض خسارتهم من خلال دفع المنطقة إلى الحرب المفتوحة مع أسيادهم وبعد أن تندلع الحرب المفتوحة سيصوبون فوهات مدافعهم وبنادقهم صوب فصائل المقاومة، أي أنهم يبحثون عن دخول المشغلين للمعركة لمساعدتهم فيما عجزوا عنه سابقاً ولا تهمهم لا غزة ولا القضية الفلسطينية.
أما الصنف الآخر فإنه يريد أن تتحرر فلسطين، لكن في نفس الوقت يمني نفسه أن يتم الإجهاز على الكل مقاومة والكيان، مع بقاء نمط الحياة الغربي الأمريكي بلا كيان صهيوني في المنطقة وتتحول المنطقة إلى نمط حياة خليجي، لكن بصورة أوسع أو بمعنى آخر خلجنة العالم العربي كله.
لقد تم بناء فصائل محور المقاومة على قاعدة التحالف وليس التبعية وكل فصيل فيه يعرف مسؤوليته في إطار العمل المشترك، ولن تجد قيادياً فيه يتسول المساعدة أو يبدي تذمره من حلفائه أو يردد اسطوانة خذلونا الحلفاء أو يردد نغمة خيبة أو انكسار، لأنه يدرك ويتفهم ظروف وحسابات الطرف الآخر ويثق بأن حلفاءه لن يخذلوه إذا كان بإمكانهم عمل شيء ويكبر فيهم أي عمل يقومون به مهما كان صغيراً.
وأخيراً ترتفع أصوات بالقول بأن حماس السنية جرى توريطها ولماذا لم تتصدر المشهد حركة الجهاد الإسلامي، مع العلم إذا حدث ذلك لكان الإعلام شغل النغمة المذهبية وجرى اتهام إيران بأنها السبب في زعزعة أمن المنطقة ومنح الدويلات والممالك العربية السنية المطبّعة مبرر الوقوف مع الكيان، خصوصاً أن نغمة استبدال عداوة الكيان بإيران منصة وعي جرى إعدادها منذ وقت مبكر ورددها كثير من النخب وقنوات البترودولار الإعلامية.
وعليه فإن محور المقاومة يدير المعركة بحسابات دقيقة ومدروسة ولا يمنح خصومه ثغرات ينفذون منها…!!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟

يتّفق المحللون الإسرائيليون على أنّ المذكرةَ التي قدّمها رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار إلى المحكمة العليا، (أعلى سلطة قضائية)، وما تضمّنته من اتهامات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ستعمّق الأزمة الداخلية في إسرائيل، وتنعكس مباشرة على مسار مفاوضات وقف الحرب في قطاع غزّة.

لا جدال حول ما يعيشه نتنياهو اليوم من لحظة تقييم حقيقية، بعد أن حصل في السابق على تفويض غير مشروط لتصعيد الحرب من أجل استعادة الأسرى، وتحقيق أهداف عسكرية، دون أن ينجح فعليًا في أي منها.

لم تهدأ الساحة الداخلية الإسرائيلية، ولم تستكن تلك الاحتجاجات الملونة في دعواتها، التي تبدأ بالدفع بالحكومة نحو إبرام صفقة الأسرى مع حركة حماس ووقف النار، ولا تنتهي عند حالات التمرّد داخل المؤسسات العسكرية، والتي شكّلت حالة "توترية" مستحدثة سببتها تلك الرسالة العلنية التي نشرها نحو ألف من أفراد سلاح الجو الإسرائيلي في 10 أبريل/ نيسان الجاري، والتي تدعو إلى إعادة الأسرى ووقف الحرب.

لا شكّ أن الداخل الإسرائيلي يشهد على اهتزازات، لم تعهدها الدولة العبرية في تاريخها، حيث وصلت الحال بزعيم المعارضة الإسرائيلي، يائير لبيد، في تصريحات أطلقها، الأحد 20 أبريل/ نيسان الجاري، إلى حدّ التحذير من أن هناك كارثة ستبدأ من الداخل الإسرائيلي "نتيجة التحريض المستمر"، محملًا رئيسَ جهاز الأمن المسؤولية عن "الفشل في التعامل مع هذه التحديات".

إعلان

كما أضاف لبيد، أنه "وفقًا لمعلومات استخباراتية، نحن مقبلون على كارثة وهذه المرة ستكون من الداخل". ما دام أن جميع المعطيات تتقاطع حول موضوع الانهيار الداخلي الإسرائيلي، فلمَ لم يحصل إذًا؟

عقبات كثيرة تقف عائقًا أمام استمرارية حكومة نتنياهو، وإشكاليات تطرح عليها من الداخل والخارج، وهذا ما برزَ بعد استئناف حربه على قطاع غزة، حيث تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تصاعد الضغوط داخل الحكومة على رئيسها، لاتخاذ قرار باحتلال كامل قطاع غزة، في ظلّ مخاوف رئيس الأركان الجديد إيال زامير من الثمن العسكري لمثل هذه الخطوة.

يشير أغلب التقارير إلى أن إطالة أمد الحرب في المنطقة، يصبّ في صالح توفير الحماية لنتنياهو، الذي تحيط به ملفات مشبوهة. هو الذي مثَلَ في مارس/ آذار الماضي أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، للردّ على اتهامه بالتورط في فساد وتلقّي رِشا.

كُشفت نوايا نتنياهو من خلال إفشال مسارات التفاوض، ومن الذهاب إلى الخيار العسكري، ولكن الذي ما يزال غامضًا، هو الموقف الأميركي (اللين) تجاه نتنياهو، ورفضه المقترحات التي قدّمها الأميركي لحلّ الأزمة في المنطقة.

هذا (التراخي) الأميركي تجاه نتنياهو، قابله صرامة وصلت إلى حدّ "البهدلة" بالنسبة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض عقب لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 28 فبراير/شباط الماضي.

لا يوفّر ترامب مناسبة إلا ويتهجم فيها على زيلينسكي، لا بل ذهب بعيدًا في مواقفه، عندما عرض عليه الأربعاء 23 أبريل/ نيسان الجاري، ورقة "الذل" لإنهاء الحرب، طالبًا منه الموافقة على التخلي عن شبه جزيرة القرم، من خلال أخذ كييف إلى الاعتراف بملكيتها لروسيا. لا يتوقف الموضوع عند فرض الاستسلام على كييف، بل ذهب بعيدًا في المطالبة بالاستيلاء على الموارد النادرة في أوكرانيا. رغم أن ترامب أطلق في حملاته الانتخابية مواقف حاسمة تتعلق بإنهاء حالة الحرب في كل من القطاع وأوكرانيا.

إعلان

لا مصالح لأميركا في الحرب الدائرة في أوكرانيا، بل على العكس هناك مكاسب لها تستطيع أن تستغلها لصالح سياساتها في الشرق الأوسط. يفتّش ترامب عن صادقات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، كيف لا وهو يجد في أوكرانيا تسوية كبرى ترتبط بمنطقة الشرق الأوسط.

إنّ جلّ ما يريده الرئيس الأميركي من روسيا ممارسة المزيد من الضغط على حليفتها إيران للتوصل إلى تسويات في المنطقة، بهدف إبعاد شبح الحرب معها.

أفصح نتنياهو عن "تهديد وجودي" يداهم إسرائيل من خطورة التسوية التي تقودها أميركا مع إيران، ورفع من مستوى خطابه تجاه إيران. فعبّر قائلًا الأربعاء 23 أبريل/ نيسان، إن "إيران تمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل وخطرًا على مستقبلها"، مؤكدًا عزم حكومته على مواصلة التصدي لما وصفه بـ"الخطر الإيراني" حتى لو اضطرت إسرائيل للتحرك بمفردها".

هذا السقف العالي من التهديدات تحتاجه إدارة ترامب، كي تستغلّه لفرض شروطها في المفاوضات مع الجانب الإيراني. وبهذا يتبلور ما تخطط له واشنطن في المنطقة، بعيدًا عن التوجّسات الإسرائيلية، مستغلة تهديدات نتنياهو تجاه إيران.

إنّ زيارة وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت، إلى الرياض، السبت 19 أبريل/ نيسان الجاري، وإعلانه عن "طريق مشتركة" لاتفاق نووي مدني مع السعودية، دليل واضح على ما تراه الإدارة الأميركية للمرحلة القادمة في المنطقة، ودليل إضافي على أن النظرة الأميركية تختلف كل الاختلاف عن نظرة نتنياهو.

في السبعينيات، قام نيكسون ووزير خارجيته في حينها "هنري كيسنجر" ببلورة مبادئ ما سُمي "سياسة الركيزتين" ووقتها الخطة استهدفت ضمان استقرار إقليمي، ووفرة النفط ومساعدة متبادلة ضد النفوذ السوفياتي، بينما اليوم تتوجه ضد النفوذ الصيني.

وقعت المملكة مع الولايات المتحدة على اتفاقية المادة 123 التي تطرق إليها قانون الطاقة النووية الأميركية من العام 1954، والذي يسمح لواشنطن بنقل التكنولوجيا النووية إلى دول أخرى. قد تهدف واشنطن من هذا الاتفاق إلى خلق تقاربات إقليمية تعتمد على ركائز متنافسة، بدل اللجوء إلى خيار الحروب المباشرة، التي يحتاجها نتنياهو.

إعلان

ليس صحيحًا أن يد نتنياهو مطلقة التصرف، بل الأصح هو أن لواشنطن حساباتها في المنطقة، وأن نتنياهو أصبح أداة تدار من قبل الإدارة الأميركية، التي تتصرف بما ينسجم مع مصالحها.

فنتنياهو يدمر غزة لأجل تحقيق الممر الاقتصادي الهندي، وبناء "ريفيرا الشرق"؛ تمهيدًا لفتح الاستثمارات الأميركية تحديدًا الخدماتية والسياحية.

لهذا لن يتخلَّى ترامب في المدى المنظور عن نتنياهو، ولن يُسمح للداخل الإسرائيلي بالتهور وأخذ الأمور نحو الانهيار، ما دام لم تُرسم المنطقة بحسب مع تريده واشنطن، ولم يزل النظام الدولي يرسم أطره العامة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • يافا وحيفا تحت النيران.. اليمن يزلزل الكيان الصهيوني
  • جيش الاحتلال يعلن عن منطقة آمنة بين محور موراج والحدود المصرية
  • مرغّت انف الجنجويد وغيرت مسار الحرب.. سردية معركة مايرنو
  • إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟
  • كيف تبدو خريطة إسرائيل لـاليوم التالي في غزة؟
  • سلاح المقاومة… درع الكرامة وخط النار الأخير في وجه العدوان الصهيوني
  • سلاح حزب الله: الحاجة والضرورة لردع العدو الصهيوني
  • بسبب منشور عن سلاح المقاومة.. لبنان تستدعي السفير الإيراني
  • الكيان يُقِّر: المقاومة ما زالت تملك عشرات آلاف الأنفاق والقضاء على حماس الآن هراء وكذب
  • حزب الله في لبنان.. من حرب العصابات إلى احتكار العمل المقاوم