فلسطينيون ينتظرون المساعدات بالقرب من معبر رفح

شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم السبت (28 أكتوبر/ تشرين أول) على أن الحرب ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة ستكون "طويلة وصعبة".

مختارات سيناريوهات غزة ما بعد الحرب .. ما البدائل لسلطة حماس؟ الحرب في الشرق الأوسط: إغراق للمنطقة أم فرصة للسلام؟

بعد ارتفاع حدة الصراع بين إسرائيل وحركة حماس واتساع رقعة الحرب، يخشى خبراء من أن تغرق منطقة الشرق الأوسط في حرب أوسع، طويلة الأمد.

لكن هناك من يرى أن الحرب الدائرة حاليا قد تتحول إلى فرصة لتحقيق السلام.

عباس يدعو لوقف الحرب.. وماكرون: حماس لا تمثل الفلسطينيين

حث الرئيس الفلسطيني نظيره الفرنسي على العمل لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، ودعا إلى تشكيل تحالف دولي لصنع السلام، فيما قال ماكرون إن هجوم حماس على اسرائيل كان "كارثة على الفلسطينيين"، وإنه كان صادماً لإسرائيل.

وقال نتانياهو في مؤتمر صحافي عقده عقب لقائه ممثلي عائلات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة والبالغ عددهم 229 بحسب أحدث بيانات السلطات الإسرائيلية، أن "المرحلة الثانية من الحرب" قد بدأت، وأن "الهدف واضح: تدمير القدرات العسكريةلحماس وقيادتها وإعادة الرهائن إلى وطنهم".

متحدّثا في تل أبيب، شدّد نتانياهو على أن "الحرب في قطاع غزة ستكون طويلة وصعبة ونحن جاهزون لها"، مضيفا أن الجيش "سيدمّر العدو على الأرض وتحتها". وأضاف نتانياهو "أعتقد أن 90% من ميزانية حماس العسكرية مصدرها إيران التي تمولها وتنظمها وترشدها". لكنّه أقر بأنه "لا يمكنه القول" إن طهران "شاركت في تفاصيل التخطيط لهذا العمل المحدد في هذا الوقت المحدد"، في إشارة إلى هجوم حماس غير المسبوق داخل أراضي إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن إلحاق الهزيمة بحركة حماس هو "تحد وجودي" لإسرائيل يطال أيضا "الحضارة الغربية بكاملها".

فيما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء السبت، الزعماء العرب إلى عقد قمة طارئة "لوقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية". جاء ذلك في كلمة بمستهل اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله.  وتعهد عباس بإعادة إعمار القطاع مؤكدا أن غزة "ستبقى جزءاً أصيلاً من الدولة الفلسطينية".

رغم التصعيد - استمرار المفاوضات بين الطرفين

من جهته أعلن رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة يحيى السنوار السبت أن الحركة الفلسطينية مستعدة "فورا" لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع إسرائيل.

وقال السنوار في بيان "جاهزون فورا لعقد صفقة تبادل" تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون إسرائيل مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى حماس.

ويأتي تصريح السنوار، بعد قليل من إعلان أبوعبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، "أن اتصالات جرت في ملف الأسرى وكان هناك فرصة للوصول إلى صيغة اتفاق"، متهما إسرائيل "بالمماطلة" في ذلك. 

ومن جهته أفاد مصدر مطلع لرويترز أن المفاوضات التي تتوسط فيها قطر بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التهدئة في غزة استمرت اليوم السبت، رغم تصعيد إسرائيل لهجماتها على القطاع.

وأضاف المصدر، الذي تحدث شريطة عدم نشر هويته بسبب حساسية الأمر، أن المحادثات لم تشهد انهيارا لكنها تجري "بوتيرة أبطأ بكثير" مما كانت عليه قبل التصعيد الذي بدأ مساء أمس الجمعة.

يذكر أن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وفي الدوحة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الموجود حاليا في قطر، (دعا) مجددا اليوم السبت إلى وقف فوري لإطلاق النار الإنساني في حرب غزة، وقال في بيان إن ذلك "شجعه في الأيام الأخيرة ما بدا أنه إجماع متزايد في المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الداعمة لإسرائيل، على الحاجة إلى هدنة إنسانية على الأقل". لكنه أضاف أنه "فوجئ بتصعيد غير مسبوق للقصف وآثاره المدمرة" التي تقوض الأهداف الإنسانية.

الأمين العام للأمم المتحدة جدد مطالبته بوقف فوري لإطلاق النار لتمكين جهود الإغاثة للوصول إلى المدنيين.

وذكر "أكرر ندائي القوي من أجل وقف فوري لإطلاق النار الإنساني، إلى جانب الإفراج غير المشروط عن الرهائن وإيصال الإغاثة الإنسانية على المستوى الذي يتوافق مع الاحتياجات المأساوية لسكان غزة، حيث تتكشف كارثة إنسانية أمام أعيننا".

وأضاف غوتيريش أنه "قلق للغاية" أيضا بشأن موظفي الأمم المتحدة الذين يقدمون خدمات في غزة في ضوء انهيار خدمات الاتصالات. وقال: "التاريخ سيحكم علينا جميعا".

وانقطعت الاتصالات تقريبا بين سكان غزة المحاصرين والعالم الخارجي اليوم السبت، فيما أسقطت الطائرات الإسرائيلية المزيد من القنابل تزامنا مع هجوم بري.

ع.أ.ج/ ص ش (د ب ا، أ ف ب، رويترز)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: حرب غزة السنوار الوساطة القطرية قطاع غزة الحصار على قطاع غزة قصف غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو حرب غزة السنوار الوساطة القطرية قطاع غزة الحصار على قطاع غزة قصف غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو الیوم السبت فی قطاع غزة على أن

إقرأ أيضاً:

اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلّق بخيط رفيع

كان ظهور مقاتلي حماس المدجّجين بالسلاح في أثناء تسليم الرهائن الثلاثة الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى الصليب الأحمر يوم الأحد بمثابة تذكير كريه، لمن يحتاج إلى تذكير، بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الأسبوع الماضي معلّق بخيط رفيع - وقد يتهاوى في أي لحظة.

تكمن المشكلة الأساسية، مستقبلًا، في أنه لا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولا قيادة حماس المعاد تشكيلها، يريدان حقا للهدنة أن تستمر. فقد قام دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بإرغام نتنياهو -وهو مجازيا يركل ويصيح- فوافق على الصفقة.

فعلى مدى أشهر عديدة، قاوم نتنياهو -وهو نفسه رهينة لدى حلفاء الائتلاف اليميني المتطرف- المقترحات التي طرحها الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن في مايو الماضي. ولكن هل من المعقول أن نفترض أن نتنياهو قد يتخلى عن هذه التهدئة؟ ويبدو الآن أن موافقته التي يحتمل أن تكون مؤقتة ناجمة إلى حد كبير عن رغبته في ألا يفسد حفل تنصيب ترامب في واشنطن.

لقد تردد، قبل حتى أن يجف حبر الصفقة، أن نتنياهو طمأن الوزراء الساخطين إلى أن وقف إطلاق النار مؤقت وأنه لا ينوي احترام شروطه بالكامل. ويقال إنه وعد المتشددين إيتمار بن غفير، الذي استقال احتجاجا، وبتسلئيل سموتريتش، الذي يهدد بذلك، بأنه سوف يستأنف الحرب عما قريب.

من المقرر أن تستمر المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع. ويجب أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، التي تدعو إلى الانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل وتحرير جميع الرهائن الأحياء في مقابل إطلاق سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين، في موعد لا يتجاوز خمسة عشر يوما من الآن. ومن المستبعد أن تبدأ هذه المفاوضات.

فقد كتب أمير تيبون، المحلل في صحيفة هآرتس يقول إن «لدى نتنياهو طريقتين لإغراق الاتفاق وإيجاد ذريعة لتجديد الحرب. الأولى هي ببساطة تعطيل مفاوضات المرحلة الثانية... وإضاعة الوقت. وقد مارس هذا مرات عدة مع فريق بايدن الذي اتسم إما بالضعف الشديد أو العزوف عن الاعتراف بحقيقة هذا التخريب».

«والثانية هي إثارة اندلاع العنف في الضفة الغربية. وقد اشتعلت النيران هناك بالفعل، إذ أشعل المستوطنون المتطرفون النار في المنازل والسيارات في العديد من القرى الفلسطينية ليلة الأحد، في الوقت الذي كان فيه ملايين الإسرائيليين يحتفلون بعودة الرهائن الثلاثة».

وما عنف الضفة الغربية، سواء أثير عمدا أم لا، سوى أحد المحفزات المحتملة لاستراتيجية التخريب. قد يزعم نتنياهو أن حماس لا تمتثل للاتفاق، ولقد فعل ذلك بالفعل في نهاية الأسبوع، معطلا بدء وقف إطلاق النار لعدة ساعات. ومن بين الاحتمالات الأخرى التي علينا أن ننتظرها اندلاع اشتباكات مفاجئة وعشوائية قد تؤدي إلى تمزيق الهدنة في غزة و/أو لبنان.

الحق أن نتنياهو يواجه خيارا مصيريا خلال الأسبوعين المقبلين أو نحو ذلك. فمن خلال التخلي عن وقف إطلاق النار، قد يسترضي اليمين، ويحافظ على تماسك ائتلافه، ويستبقي نفسه في السلطة، ويتجنب التحقيقات في سياسته قبل السابع من أكتوبر القائمة على التسامح مع حماس وفشله في وقف أسوأ هجوم على اليهود منذ عام 1945. وفي حال استئناف الحرب، فلديه كما يقول وعد من ترامب بمدد غير محدود من الأسلحة.

أو قد يراهن على السلام، ويواجه غضب اليمين المتطرف ويخاطر بانهيار حكومته وبانتخابات مبكرة. ومن المتوقع أن يخوض نتنياهو حملته الانتخابية بصفته زعيم الحرب الذي هزم حماس، وأعاد بعض الرهائن إلى الوطن، وسحق حزب الله في لبنان، وألحق بإيران الضرر الكبير مرتين.

وبما أنه يقال إن نحو 60% إلى 70% من الناخبين الإسرائيليين يفضلون إنهاء الحرب، فمن المحتمل أن يخرج نتنياهو على عادته طول عمره السياسي ويفعل الصواب. ومن شأن سلام دائم أن يكسبه نقاطًا إضافية لدى البيت الأبيض، ويمهد الطريق لترامب كي يواصل مشروعه المفضل، أي تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية وعزل إيران بوسائل غير عسكرية.

لكن المشكلة تكمن في أن حماس وحلفاءها من مسلحي الجهاد الإسلامي في غزة لا يريدون أيضًا لوقف إطلاق النار أن يستمر.

وقد وجَّهت استعراضها للقوة يوم الأحد، وإن كان محدودًا للغاية، رسالة استفزازية مفادها أن حماس نجت، وأنها لا تزال تسيطر على بقية الرهائن، وأنه لم تخلفها حتى الآن أي سلطة في غزة. وفي بيان صدر يوم الاثنين، تعهدت حماس بأن غزة «سوف تنهض من جديد» - تحت وصايتها المشكوك فيها.

ثمة حديث كثير عن إدارة مؤقتة من التكنوقراط مدعومة من مصر وقطر، وعن تولي السلطة الفلسطينية (التي تدير الضفة الغربية من الناحية النظرية) المسؤولية عن غزة. ولكن في الوقت الراهن، ليس لدى أحد السلطة أو الاستعداد لتولي الحكم - وحماس، بطبيعة الحال، تملأ الفراغ في السلطة. ويلام نتنياهو جزئيا في ذلك. فقد رفض لمدة خمسة عشر شهرا وضع خطط «اليوم التالي» أو حتى مناقشتها.

وحينما ننظر قدمًا إلى الأسابيع المقبلة، نجد أن الأمن في غزة قد يصبح قضية بالغة الأهمية مع عودة عشرات الآلاف من النازحين والجياع إلى منازلهم المحطمة وأحيائهم المدمرة وبدء محاولات استئناف حياتهم. وسوف تحاول حماس السيطرة على توزيع مساعدات الأمم المتحدة والوكالات المتحالفة معها، مثلما تسيطر على إطلاق سراح الرهائن من خلال الصليب الأحمر. وقد يتسبب هذا في تعميق الاضطراب وتصاعد الصراع الداخلي.

في الوقت نفسه، من المتوقع أن تبدأ حماس بسرعة في إعادة بناء قدراتها العسكرية، وقد ازدادت عزما عن ذي قبل، بعد الضربة القاضية التي تلقتها، على تكبيد إسرائيل ثمنا باهظا، فهي لا تزال على وعدها بتدميرها. وقد أشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أن «صور مقاتلي حماس كانت تذكيرا صارخا بأن الجماعة الإرهابية لا تزال مسؤولة عن غزة».

وقالت الصحيفة: إن المسؤولين الإسرائيليين يقدرون أن اثنتين فقط من كتائب الجماعة الأربع والعشرين لا تزالان تعملان.

ولكن يقال إن حماس تعيد تجميع صفوفها تحت قيادة محمد السنوار، الأخ الأصغر ليحيى السنوار، العقل المدبر لأحداث السابع من أكتوبر الذي قتلته إسرائيل في الخريف الماضي. وقال وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته، أنطوني بلينكن الأسبوع الماضي: إن الولايات المتحدة تعتقد أن حماس جندت عددا من المقاتلين يساوي عدد من فقدتهم منذ بدء الحرب.ومثلما حدث في أزمات سابقة في الشرق الأوسط، ربما كان من المتوقع أن يتدخل الرئيس الأمريكي في هذه المرحلة الحرجة لضمان التزام الجانبين بكلمتهما فيصبح وقف إطلاق النار سلاما دائما. لكن ترامب ليس من هذا النوع من الرؤساء. فقد كان يخشى من أن تطغى الحرب على يومه المنتظر. والآن سينصرف انتباهه إلى جهة أخرى. فهو لا يطرح خطة أو أفكارا جديدة - وكل ما يطرحه لا يعدو قوائم أمنيات وتهديدات وتحيزات.

وإذا ما قرر زعماء إسرائيل وحماس معاودة القتال في الأسابيع والأشهر المقبلة، فقد لا يكون ثمة من يوقفهم - برغم حقيقة أن معظم الإسرائيليين والفلسطينيين والعالم المتابع يتوقون إلى السلام.

مقالات مشابهة

  • قيادي في حماس: سنسلم غداً أسماء الأسرى الصهاينة الدفعة الثانية للوسطاء
  • حالة تأهب في إسرائيل انتظارا لقائمة حماس بشأن الرهائن في غزة
  • حماس تعلن موعد السماح بحرية التنقل بين شمال قطاع غزة وجنوبه
  • حركة حماس تنشر أهم نقاط اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • اتفاق غزة: ترتيبات لبدء مفاوضات المرحلة الثانية والأنظار تتجه ليوم السبت
  • إسرائيل تستعد لتسلم أسماء 4 أسيرات بغزة وبدء مفاوضات المرحلة الثانية
  • بعد الحرب..إسرائيل تريد السلام في غزة لكنها لن تمول إعادة الإعمار
  • اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلّق بخيط رفيع
  • قيادي في حماس: سنفرج السبت المقبل عن 4 رهينات ضمن صفقة التبادل مع إسرائيل
  • حركة الفصائل الفلسطينية: الدفعة الثانية لتبادل الأسرى مع إسرائيل ستتم في موعدها المحدد يوم السبت 25 يناير