أمريكا والكيان الصهيوني يتلقيان صفعة ثانية من المقاومة بصواريخ كورنيت وقذائف ياسين علّمت المقاومةُ الاحتلالَ معنى امتلاك العقيدة أزعجت العالم برغبتها الهجوم على غزة برّياً وبعد التنفيذ بساعات نقلت قتلاها بالمروحيات

الثورة /
بعد أن أشغل  الكيان الصهيوني العالم بنواياه تنفيذ عملية هجومية برية ضد غزة وأعد العدة بدعم مفتوح من دول الشر، أمريكا وباقي الغرب، انتظر العالم البيان الذي سيخرج به متحدث الجيش المليشاوي الصهيوني ويعلن من خلاله عن كم الإنجاز الذي حققه في اليوم الأول العملية.


وبالفعل جاء البيان ولكن من حركة المقاومة حماس التي زفت من خلال خبر الفشل المريع الذي مُنيت القوات الغازية.
فجأة وبدون سابق انذار، بدأ الكيان عملية في مسعى لتحقيق عنصر المفاجأة والمباغتة تماماً كما فعلت المقاومة الفلسطينية صبيحة يوم السابع من اكتوبر المبارك من عملية «طوفان الأقصى»، لكن العدو فوجئ، وكانت هذه الصدمة الأولى له في العملية بكمائن محكمة أسقطت قتلى وجرحى في صفوفه ما يكشف أن المقاومة كانت على جهوزية تامة، وأنها قد أعدّت عدتها لهذا اليوم.
نجحت الكمائن في تحقيق هدفها، رغم الغطاء الجوي الذي تفوّق الكيان به في ساحة المعركة، إلا أنه لم يستفد من ميزته، بينما استخدم المقاومون صواريخ من نوع “كورنيت وقذائف من نوع “ياسين” في صدّ الهجوم، وكان النجاح حليفهما.
وإلى ذلك عمد الكيان إلى سياسة الخديعة حتى بتدمير وتجاوز الثوابت الأخلاقية التي أوصت بها القوانين الدولية، فلجأ قبيل العدوان البري الى قطع الاتصالات والإنترنت في القطاع، وهو ما حذرت منه اسبانيا، ومنظمة “هيومن رايتس ووتش» التي قالت: إن قطع الاتصالات والإنترنت في غزة يهدّد بالتستر على فظائع جماعية.
وهو ما كانت نبهت إليه حركة حماس بقولها: إن قطع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، وتصعيد القصف براً وبحراً وجواً، ينذر بنّية الاحتلال ارتكاب المجازر بعيداً عن أعين الصحافة والعالم.
توافقت هذه النتيجة المخزية للكيان الصهيوني مع التوقعات التي تواترت قبيل العملية من كل اتجاهات العالم محذرة الكيان من مخاطرها، ليس لجهة ما يمكن أن تتولد عنه مآسي بين المواطنين، وإنما وهو الأهم يمكن أن تخرج به قوات الاحتلال من مكاسب.
وحتى يوم أمس كانت التحذيرات تتوارد إلى حكومة النتنياهو إلا الصلف قد اعماه.
فشل الهجوم البري الذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي على غزّة عبر 3 محاور، ليستعين عقب ذلك بالطيران المروحي لإجلاء الجرحى والقتلى من ساحة المعركة.
وكنتيجة طبيعية للفشل الذي سيكون له أثره على داخل الكيان، ذهب الكيان لوضع صياغات تحفظ ماء وجهه أمام مستوطنيه.. وأكد مصدر قيادي في سرايا القدس، أن “تهويل العدو للتوغل البري في قطاع غزة يأتي في إطار إفلاسه بتحقيق أي صورة نصر أمام جبهته الداخلية، وهي كذبة يبررها العدو باستمرار”.
الا أن ذلك لم يدُم طويلا لتُقر قوات كيان العدو الإسرائيلي بفشل هجومها البري الذي حاولت تنفيذه، إلا أنها في ذات الوقت جددت مطالبتها سكان شمال القطاع بالنزوح إلى الجنوب مبررة ذلك بالتحضير لعملية برية جديدة.
وخلال مؤتمر صحفي عقدته أمس في بيروت وأكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية تصدّت ببطولة وثبات لمحاولات التقدّم البري، واشتبكت بقوة مع جيش الاحتلال وأوقعت خسائر فادحة بجنوده ومعداته، وذلك أثناء محاولته تنفيذ اقتحام بري على حدود غزة في اليوم الـ22 من العدوان المستمر عليها.
الحركة قالت أيضا في المؤتمر: إن “الاحتلال سيرى ما يسوؤه منّا ويمرّغ أنفه في التراب، فقد انتهى زمان الغطرسة والعربدة بلا حساب، فغزة كانت وستبقى مقبرة للغزاة”.. مشددة على أن العدو الصهيوني لن يستطيع ترميم صورة الهزيمة الاستراتيجية التي لحقت به يوم السابع من أكتوبر الجاري.
وإلى ذلك، لم يكن بالأمر اللافت تواطؤ الخيانة الأمريكية في كل جرائم الكيان الصهيوني بما في ذلك تنفيذ عملية برية لقتل المزيد من المواطنين، ومشاركة البنتاجون كشفتها عدة مصادر أمريكية، منها ما ذكره موقع المونيتور الامريكي الذي كشف عن محاولة واشنطن تحميل الكيان هذا الإخفاق في الوقت الذي سحبت فيه مشاركتها بعد فشل الهجوم البري على غزة ..
وأفاد مراسل «المونيتور « الأمريكي في البنتاغون بأن قائد الحملة المكلّف بإدارة الهجوم البري ويدعى جيمس غلين  عاد إلى واشنطن ..
كما نقل المراسل عن قائد مشاة البحرية الأمريكي ايريك سميث قوله: « إن ما يحدث في غزة  قرار إسرائيلي»
واعترف المسؤول الأمريكي بعدم رغبة بلاده بتحمل نتائج العملية الذي أكد بدءه أخذ خطوات إلى الوراء في إشارة واضحة للهزيمة. وكانت الولايات المتحدة أعلنت ارسال وحدات خاصة إلى إسرائيل للمشاركة في الهجوم على غزة لتعزز مؤخرا، وفق وسائل اعلام أمريكية بـ900 جندي من مشاة البحرية  تم نشرهم قبل الهجوم البري الذي نفذ مساء الجمعة وحتى صباح أمس السبت دون نتائج تذكر.
وتشير الخطوة الامريكية إلى محاولة واشنطن تحميل إسرائيل تداعيات الهزيمة في الأراضي المحتلة والتي قد لا تحتملها أمريكا التي تسوّق نفسها كدولة عظمى  مقابل بضعة مسلحين بأسلحة بسيطة.
كما كشفت صحيفة «ميلتاري واتش» الأمريكية المتخصصة بالشؤون العسكرية، عن مقتل عدد من القوات الامريكية الخاصة، شاركت في الهجوم البري على غزة.
وفي وقت سابق اكد الكولونيل المتقاعد بالجيش الأمريكي دوغلاس ماكغريغو، بعض قوات العمليات الخاصة الامريكية وقوات العمليات الخاصة في جيش الاحتلال إلى غزة للاستطلاع، بهدف التخطيط للمكان الذي قد يرغبون في الذهاب إليه لتحرير الرهائن.. الا انه تم إطلاق النار عليهم وتكبدوا خسائر فادحة.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الهجوم البری على غزة

إقرأ أيضاً:

لومومبا رمز المقاومة وبطل الكونغو الذي قُتل في ذروة شبابه

في غوما، جمهورية الكونغو الديمقراطية، قبل ظهر الخميس في يونيو/حزيران 1960، صعد باتريس لومومبا، البالغ من العمر 34 عاما، إلى المنصة في قصر الأمة في ليوبولدفيل (التي تسمى اليوم كينشاسا) وهو يحمل حلما لتوحيد بلاده التي نالت استقلالها حديثا.

أمام كبار الشخصيات والسياسيين، بمن فيهم الملك بودوان ملك بلجيكا، التي كانت جمهورية الكونغو آنذاك قد نالت استقلالها منها للتو، ألقى أول رئيس وزراء على الإطلاق خطابا مثيرا ومفاجئا إلى حد ما، أثار استياء الأوروبيين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: حظر الأونروا.. مخطط إسرائيلي لضم القدس الشرقيةlist 2 of 2واشنطن بوست: العفو الذي أصدره بايدن وترامب تقويض لسيادة القانونend of list

قال لومومبا "لن يستطيع أي كونغولي جدير بالاسم أن ينسى أبدا أنه بفضل النضال تم تحقيق استقلالنا".

وأضاف قائلا، بينما كان الملك يراقب وهو في حالة صدمة، "لقد فُرضت علينا العبودية بالقوة. نحن نتذكر الضربات التي كنا نضطر لتحملها صباحا ومساء لأننا كنا زنوجا".

وأعلن أنه مع الاستقلال، أصبح مستقبل البلاد أخيرا في أيدي شعبها، مضيفا: "سوف نُظهر للعالم ما يمكن أن يفعله الرجل الأسود عندما يعمل وهو حر، وسنجعل الكونغو فخر أفريقيا".

ولكن لم يتحقق هذا الوعد، فبعد 6 أشهر فقط قُتل القائد الشاب.

لسنوات طويلة، أحاط الغموض بتفاصيل مقتله، ولكن من المعروف الآن أن رجالا كونغوليين مسلحين قتلوا لومومبا يوم 17 يناير/كانون الثاني 1961، بمساعدة البلجيكيين وبموافقة ضمنية من الولايات المتحدة.

إعلان

وبعد مرور 64 عاما، لا يزال لومومبا رمزا للمقاومة الأفريقية، بينما لا يزال عديد من الكونغوليين يحملون عبء إرثه غير المكتمل، سواء أكانوا يؤيدون أفكاره أم لا.

سيارات جيب تحمل جنودا كونغوليين تمر بينما ينظر الناس على جانب الطريق في السابع من ديسمبر/كانون الأول 1960 بعد اعتقال لومومبا (أسوشيتد برس) "لقد آلمني موته"

قال كاسيريكا لوكومبولا (85 عاما) الذي يعيش حاليا في حي فيرونغا في مدينة غوما بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية: "عندما علمت بموت لومومبا، صُدمت".

لقد تم بناء منزله، الذي يتسم باللون الذهبي والطراز الغربي، وهو أمر غير مألوف في هذه المنطقة، خلال الحقبة الاستعمارية ويعد تذكيرا ببقايا ما يقارب 80 عاما من الحكم البلجيكي.

وقال لوكومبولا إنه وُلِد خلال الحرب العالمية الثانية، مضيفا "في ذلك الوقت، كان الرجل الأسود في أفريقيا لا يستطيع معارضة المستوطنين البيض لأسباب معينة، بما في ذلك لون بشرته وحقيقة أنه كان مستعبدا. أولئك الذين تجرؤوا على تحدي البيض كانوا إما يُسجنون أو يُضربون أو يُقتلون".

كان لوكومبولا في الـ20 من عمره عندما قُتل لومومبا، وقال "أتذكر أنني كنت في قريتي في بنغي عندما سمعت الخبر. شعرت بالندم، فقد أحزنني موته. وفي ذلك اليوم، لم أتناول الطعام، كنت أعاني من الأرق"، مضيفا أنه لا يزال يتذكر ذلك كما لو كان بالأمس.

ويتهم لوكومبولا الـ"وازونغو"، وهي كلمة تعني "الأجانب"، ولكنها تستخدم عادة للإشارة إلى المستعمرين البلجيكيين بأنهم كانوا وراء اغتيال لومومبا.

وقال "كان البلجيكيون يمارسون التفرقة العنصرية في الكونغو، وكان لومومبا يصرخ ضد ذلك. لقد شجعنا على القتال بكل قوتنا للتخلص من المستعمرين".

وتابع "لقد اكتشف بعض المؤامرات التي كان يحيكها المستعمرون ضدنا، نحن الشعب الكونغولي. وكانوا يريدون أن يستمروا في فرض العبودية علينا إلى الأبد. عندها بدأ البلجيكيون يطورون كراهية تجاهه، مما أدى إلى اغتياله".

ويعتقد لوكومبولا أنه لو لم يُقتل "لومومبا"، لكان قد حوّل البلاد إلى جنة على الأرض لملايين الكونغوليين، استنادا إلى الرؤية التي كان يحملها لشعبه وللقارة بأسرها.

إعلان قتلته قوى غربية

ويعتقد تومسيفو أكرم، الباحث الكونغولي المقيم في غوما، أن لومومبا قُتل بأوامر من بعض القوى الغربية التي أرادت الاحتفاظ بثروات الكونغو الطبيعية.

وقال تومسيفو أكرم للجزيرة "إن قرار تصفية أول رئيس وزراء كونغولي اتخذه مسؤولون أميركيون وآخرون على أعلى المستويات".

وقال أكرم "على الرغم من أن لومومبا كان له أصدقاء داخل وخارج البلاد، فإن أصدقاءه، رغم كثرتهم، لم يكونوا بالعزيمة نفسها التي كان عليها أعداؤه الذين كانوا مصممين ومنظمين للقضاء عليه. لقد دعمه أصدقاؤه بالكلمات أكثر من الأفعال".

لم يتبقَّ سوى سن واحدة

بعد أيام قليلة من إلقاء لومومبا خطابه في يوم الاستقلال في 30 يونيو/حزيران 1960، بدأ البلد في الانهيار. ووقع تمرد مسلح، ثم انفصلت مقاطعة كاتانغا الغنية بالمعادن في يوليو/تموز. وأرسلت بلجيكا قوات إلى كاتانغا، ثم طلبت الكونغو المساعدة من الأمم المتحدة، وعلى الرغم من إرسالها قوات حفظ السلام، فإنها لم تنشرها في كاتانغا. لذلك، لجأ لومومبا إلى الاتحاد السوفياتي للمساعدة، وهو ما أثار قلق بلجيكا والولايات المتحدة.

وفي سبتمبر/أيلول، قام الرئيس جوزيف كاسافوبو بعزل لومومبا من الحكومة، وهو ما تجاهله لومومبا. وبعد فترة قصيرة، قام انقلاب عسكري بقيادة العقيد الكونغولي جوزيف موبوتو (الذي عُرف لاحقا باسم الدكتاتور موبوتو سيسي سيكو) بإزاحته تماما من السلطة. ووُضع لومومبا رهن الإقامة الجبرية، التي هرب منها، لكنه تم القبض عليه لاحقا من قبل قوات موبوتو في ديسمبر/كانون الأول.

ويوم 17 يناير/كانون الثاني 1961، تم نقل لومومبا واثنين من مساعديه، جوزيف أوكيتو وموريس مبولو، إلى كاتانغا بالطائرة، حيث قام الجنود بضربهم وتعذيبهم في أثناء الرحلة وفي وجهتهم.

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، أُعدم الثلاثة في كاتانغا رميا بالرصاص تحت إشراف بلجيكي.

إعلان

وفي البداية تم دفن أجسادهم في قبور ضحلة، ولكن لاحقا تم استخراجها وتهشيمها إلى قطع، ثم أذيبت البقايا في الحمض.

في النهاية، لم يتبق سوى سن واحد من أسنان لومومبا، سرقه شرطي بلجيكي ولم يعده إلى أقارب لومومبا إلا في عام 2022.

وعلى مر السنين منذ اغتياله، اعترفت بلجيكا بأنها "مسؤولة أخلاقيا عن الظروف التي أدت إلى وفاته". وفي الوقت نفسه، ظهرت معلومات تكشف تورط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في مؤامرة قتل لومومبا.

"خطأ جسيم؟"

وفي منزله في غوما، استعاد لوكومبولا ذكرياته عن جميع "اللحظات الأولى" التي عاشها خلال تاريخ بلاده المعقد، بما في ذلك مشاركته في أول انتخابات بلدية عام 1957، حين صوّت لحزب الحركة الوطنية الكونغولية بقيادة لومومبا، قائلا "لأنني كنت مقتنعا بأن الحزب يحمل رؤية عظيمة لبلدنا. وكان ذلك بدافع من الشعور بالفخر".

وروى أنه كان موجودا في أثناء أعمال الشغب التي وقعت في الرابع من يناير/كانون الثاني 1959، وإعلان استقلال الكونغو في 30 يونيو/حزيران 1960، وانفصال كاتانغا وكاساي الجنوبية بين يوليو/تموز وأغسطس/آب 1960، وأفراح زائير الاقتصادية والسياسية منتصف الستينيات.

وبعد أن عاش في ظل حكم جميع رؤساء الكونغو الخمسة، يدرك لوكومبولا "لغز" جمهورية الكونغو الديمقراطية وشهد مدى التغيرات التي يمكن أن تطرأ عليها.

وقال إن ندمه الوحيد هو أن عديدا من الأحداث التاريخية وقعت بعد رحيل لومومبا، مضيفا "لو كان حيا، لأعاد إلينا المجد والعظمة".

لومومبا يوقع قانون استقلال الكونغو في يونيو/حزيران 1960 وعلى يمينه غاستون إيسكينز، رئيس الوزراء البلجيكي الذي وقع القانون نيابة عن بلجيكا (أسوشيتد برس) ليس الجميع متعاطفين معه

ومع ذلك، لا ينظر الجميع إلى إرث لومومبا بمثل هذه الرهبة والعطف.

ويعتقد غريس باهاتي (45 عاما)، وهو أب لـ5 أطفال، أن لومومبا هو السبب في بعض المصائب التي حلت بجمهورية الكونغو الديمقراطية والتي لا تزال البلاد تعاني منها.

إعلان

فوفقا له، كان رئيس الوزراء الأول متسرعا للغاية في السعي إلى تحقيق الاستقلال الفوري للكونغو، في حين كانت البلاد تفتقر إلى ما يكفي من المثقفين القادرين على قيادتها بعد رحيل البلجيكيين.

قال باهاتي للجزيرة: "كان لومومبا في عجلة من أمره للمطالبة بالاستقلال. لقد وجدت أن عديدا من قادتنا لم يكونوا مستعدين لقيادة هذا البلد، وهذا أمر مؤسف. في رأيي، كان ذلك خطأ كبيرا من جانب لومومبا".

لا يتفق داني كاييه، وهو مؤرخ في غوما، مع هذا الرأي، فهو يعتقد أن لومومبا أدرك مبكرا أن الاستقلال كان هو الحل الوحيد، نظرا لأن البلجيكيين كانوا يستغلون البلاد منذ ما يقرب من 80 عاما وكان الكونغوليون هم الذين يعانون.

وأشار كاييه أيضا إلى أن "لومومبا لم يكن أول من طالب بالاستقلال الفوري للبلاد. فقد كان الجنود الذين عادوا من الحرب العالمية الثانية، بعد أن قاتلوا إلى جانب المستعمرين، هم أول من فعل ذلك".

وقال المؤرخ إن لومومبا أصبح هدفا للغرب بعد ما تم اعتباره "متطرفا"، عندما بدأ في بناء علاقات مع الاتحاد السوفياتي، إذ اعتبرته القوى الغربية تهديدا لمصالحها خلال فترة الحرب الباردة الحاسمة. وقد تم استخدام الكونغوليون، مثل موبوتو سيسي سيكو، في المناورات ضده.

وأوضح كايي أن "الكونغو كانت محل حسد لفترة طويلة بسبب مواردها الطبيعية. ولم يرغب البلجيكيون في مغادرة البلاد، والطريقة الوحيدة لمواصلة استغلالها كانت من خلال تفكيكها وقتل الوطنيين"، وأضاف: "في هذا السياق، قُتل لومومبا وأصدقاؤه موريس مبولو، رئيس مجلس الشيوخ آنذاك، وجوزيف أوكيتو، وزير الشباب آنذاك".

حارب من أجل العدالة

جان جاك لومومبا هو ابن شقيق باتريس لومومبا وناشط ملتزم بمحاربة الفساد في البلاد.

نشأ ابن الشقيق البالغ من العمر 38 عاما في كينشاسا، حيث ترعرع على يد والدة لومومبا وأخيه الأصغر، لكنه اضطر إلى المنفى عام 2016 بعد أن كشف عن الفساد في محيط الرئيس الكونغولي السابق جوزيف كابيلا.

إعلان

بالنسبة له، يبقى عمه رمزا للكونغو العادلة والأفضل، وهو شخص يستلهم منه في نشاطه السياسي.

وقال جان جاك للجزيرة: "أخبرني أفراد عائلتي أنه كان شخصية غير تقليدية. فقد كان صريحا ومباشرا للغاية. وكان لديه إحساس بالشرف والبحث عن الحقيقة منذ نعومة أظفاره وصولا إلى نضاله السياسي".

وتابع: "لقد ناضل من أجل العدالة والإنصاف. هو نفسه رفض الفساد"، واصفا الفساد بأنه "أحد الأوبئة التي تميز البلدان النامية".

وأضاف: "باتريس لومومبا كان يريد التنمية والرفاهية لشعبه.. وهذا مصدر إلهام في النضال الذي أواصل خوضه من أجل صعود القارة الأفريقية".

ويشعر جان جاك أن لومومبا لم يعد ينتمي إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وأفريقيا فحسب، بل إلى جميع أولئك الذين يرغبون في الحرية والكرامة في جميع أنحاء العالم.

وعلى الرغم من أنه لم يلتقِ عمه قط، فإنه يشعر بالسرور لأن ذاكرته وإرثه لا يزالان حيين.

وعلى الرغم من أنه لقي نهاية مأساوية ومدمرة، فإن وفاة لومومبا بالنسبة لجان جاك هي أيضا شيء خلّد اسمه والمعارك التي خاضها.

وقال لومومبا الصغير إنه يجب على القادة الأفارقة تكريم ذكرى أشخاص مثله وآخرين ممن قدموا حياتهم من أجل بناء "أفريقيا متطورة ومشرقة ومزدهرة، مستعدة للتأكيد على مكانتها في محفل الأمم".

محتجون يحملون لافتات مناهضة للبلجيكيين ومؤيدة للومومبا في شارع ويست 51 في نيويورك خارج مبنى أسوشيتد برس في 11 فبراير/شباط 1961 قبل نشر مقتل لومومبا (أسوشيتد برس) إرث لومومبا الخالِد

بعد مرور أكثر من 6 عقود على مقتل لومومبا، تعاني جمهورية الكونغو الديمقراطية من أزمات متعددة، سواء من التمرد المسلح إلى استخراج الموارد والفقر.

وعلى الرغم من أن الكونغو دولة تتمتع بثروات طبيعية هائلة، فإنها لم تجد طريقها إلى غالبية الشعب الكونغولي، وهو ما يعزوه عديد في البلاد إلى الاستغلال المستمر من القوى الداخلية والخارجية.

إعلان

ويعتقد دانيال ماكاسي، المقيم في غوما، أن الاستعمار الذي كان لومومبا مصمما على محاربته لا يزال مستمرا، رغم أنه يظهر بطرق مختلفة اليوم.

وقال للجزيرة: "اليوم، هناك عدة أشكال من الاستعمار لا تزال مستمرة من خلال الشركات متعددة الجنسيات التي تستغل الموارد في جمهورية الكونغو الديمقراطية ولا تفيد المواطنين العاديين".

وأضاف أن الأفارقة بحاجة إلى توجيه روح لومومبا لوقف هذا الاستعمار الجديد بقدر الإمكان، حتى يتمكنوا من التمتع بكامل ثرواتهم الطبيعية.

وقال ماكاسي إن لومومبا كان قادرا على تحويل البلاد في فترة زمنية قصيرة، مما جعل الكونغوليين "أكثر فخرا"، وهذا يجعله "خالدا"، داعيا الناس إلى الاقتداء به.

ويوافق آخرون على أن الأجيال القادمة مدينة للومومبا "بديْنٍ لا يُقاس" لما بدأه.

وقال مويس كوميومبي، أحد سكان مدينة غوما: "بالنسبة لي، يُعد باتريس إيميري لومومبا رمزا للمقاومة ضد القوى الإمبريالية"، مذكرا بخطاب يوم الاستقلال في يونيو/حزيران 1960 الذي اعتبره البلجيكيون "هجوما شرسا"، لكنه لا يزال يُلهم عديدا من الأفارقة حتى يومنا هذا.

وقال كوميومبي "لقد ألهمنا أن نبقى وطنيين وحماية وطننا ضد جميع أشكال الاستعمار"، مذكرا نفسه بأن عمل لومومبا لم ينتهِ بعد.

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية تعرب عن إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلية على مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة
  • عاجل المملكة تعرب عن إدانة واستنكار الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال على مدينة جنين
  • عاجل المملكة تعرب عن إدانة واستنكار بأشد العبارات الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلية على مدينة جنين
  • الخارجية تعرب عن إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلية
  • السيد الخامنئي: لولا الاسناد الأمريكي لانهار الكيان الصهيوني في الأسابيع الأولى
  • لومومبا رمز المقاومة وبطل الكونغو الذي قُتل في ذروة شبابه
  • عن عملية الاحتلال العسكرية في جنين.. ما الذي يحدث وما علاقة السلطة؟ 
  • الرئيس الإيراني: الشعب الفلسطيني وقف ضد الكيان الصهيوني بقوة وكرامة
  • الشوبكي يعدد خسائر الكيان الاقتصادية
  • إيران: التطورات الأخيرة في غزة بداية المتاعب لإسرائيل