صحيفة الاتحاد:
2025-01-31@03:29:08 GMT

الأفغانيات يدفعن ثمن الزلازل مرتين

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة الإمارات تدعو مجدداً لتحقيق السلام وإنهاء أزمة أوكرانيا جوتيريش يندد بتصعيد القصف على غزة ويدعو لهدنة إنسانية

في الوقت الذي تسابق فيه الأمم المتحدة الزمن لجمع 14.4 مليون دولار، دعماً للمتضررين من الزلازل الأخيرة في أفغانستان؛ حذر خبراء دوليون، من أن القيود المفروضة منذ أكثر من عامين على الأفغانيات، تفاقم من المحنة التي أَلَمت بهن، من جراء تلك الكارثة الطبيعية، التي شَكَّلَ النسوة والأطفال، ما يزيد على 90 % من ضحاياها.


فهذه القيود، والتي تشمل الحد من حرية حركة الفتيات والنساء الأفغانيات، أدت إلى أن تبقى كثيرات منهن في المنازل، ما زاد عدد القتلى والجرحى في صفوفهن، بفعل الزلازل التي ضربت المناطق الغربية من أفغانستان في وقت سابق من شهر أكتوبر الجاري، وأوقعت بحسب حصيلة مُحدَّثة، قرابة 1000 قتيل، بجانب آلاف الجرحى.
كما أن التضييق على النسوة في أفغانستان، بما تضمن إصدار السلطات الحاكمة في كابول قرارات تحظر عملهن بشكل كامل تقريباً في المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية العاملة في البلاد، أدى إلى تقليل مشاركتهن في عمليات توزيع الإمدادات والمساعدات الإنسانية الطارئة، على المنكوبين.
وفي هذا السياق، نقلت إذاعة «صوت أميركا» على موقعها الإلكتروني عن عدد من هؤلاء النساء والفتيات إشارتهن، لتزايد الصعوبات التي تكتنف حصولهن على أي نصيب من تلك المساعدات، إذ يُشترط في نقاط التوزيع، إما وجود أقرباء من الذكور معهن، أو أن يكون بحوزتهن، بطاقات هوية تخص هؤلاء الأقرباء، لكي ينلن حصصا من الإمدادات الإغاثية.
ويقود ذلك، بحسب مسؤولين أمميين، إلى أن تصبح النسوة الأفغانيات في «وضع مميت، وليس صعبا فحسب» بعد سلسلة الزلازل الأخيرة، نظراً لأن معاناتهن من تلك الكارثة، تبدو مزدوجة مقارنة بأقرانهن من الرجال. ويزداد الوضع سوءاً، مع اقتراب حلول فصل الشتاء بطقسه البارد، وهو ما سيجعل من الضروري توفير المزيد من أماكن الإيواء المؤقتة، لمن دمرت الهزات الأرضية المدمرة منازلهم الطينية، وسوتها بالأرض، في بعض القرى والبلدات الأفغانية المنكوبة.
ومن جهتها، شددت أليسون دافديان، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في أفغانستان، على أن النساء والفتيات يَكُنَّ عادة الأكثر تأثراً بالكوارث الطبيعية، والأقل استفادة من جهود الإغاثة ومساعي التعافي من الأزمات. 

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة أفغانستان الزلازل

إقرأ أيضاً:

غزة.. مدينة لا تُهزم

 

سالم الكثيري

تابعنا بإكبارٍ وإجلالٍ، وللأسبوع الثاني على التوالي، لحظة تسليم حركة "حماس" للأسيرات الإسرائيليات الثلاثة، ثم المُجندات الأربعة إلى الصليب الأحمر الدولي، الذي قام بدوره بنقلهن إلى ذويهن داخل إسرائيل، وما صاحب ذلك من تنظيم واستعراض للقوة وتماسك المقاومة، وزخم الحضور لعناصر كتائب القسام وسرايا القدس؛ بل ومن حاضنة شعبية تُعبِّر بما لا يدع مجالًا للشك عن حقيقة مُساندة سكان قطاع غزة للمقاومة التي تدافع عنهم بكل عِزة وكرامة، على عكس ما يروج له البعض؛ إذ يزعم هؤلاء أن المقاومة باتت منبوذة شعبيًا لما سببته من دمار في حق غزة وأهلها.

وقد تابع العالم مشدوهًا ومذهولًا مسيرات العودة المليونية إلى شمال قطاع غزة، وكأنَّ هؤلاء سيعودون إلى قصور عالية أو حدائق مُعلَّقة، لا إلى أنقاض بيوت دكتها الصواريخ والدبابات الإسرائيلية على مدار سنة و3 أشهر متواصلة ليل نهار، في إشارة عملية وواقعية إلى حق العودة الذي يحتفظ به الفلسطينيون منذ اليوم الأول للاحتلال قبل أكثر من سبعة عقود.

والمتأمل في أمر هذا القطاع، يتساءل منذ الوهلة الأولى عن سِر هذا الصمود العجيب لمدنيين عُزَّل، محاصرون من العالم أجمع، إلّا أن المتأنِّي لن يطول عليه وقت الحصول على إجابة ومعرفة سِر هذا الثبات، فمن حيث المبدأ، فإنَّ هؤلاء لا يُدافعون عن حدود وطنٍ بمفهومه السياسي، ويقفون في وجه محتلٍ غاصبٍ فحسب؛ بل إنهم يدافعون عن أرض مُقدَّسة للفلسطينيين بكل أطيافهم.

هذا من الناحية الإيمانية والعقائدية، والتي تمثل السد المنيع الأول في وجه أي مُحتل ومُعتدٍ.. أما من الناحية الديموغرافية، فإنَّ مدينة غزة تُعد بمثابةِ فلسطين صغرى بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وذلك أن معظم سكانها هم من مختلف مدن فلسطين قاطبةً؛ حيث إن 70 في المئة من سكان غزة مُهجَّرون من 521 قرية وبلدة فلسطينية، أبادتها إسرائيل وأزالتها من الوجود عام 1948؛ أي عام النكبة، وفقًا لما ذكره الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، في إحدى مقابلاته على قناة الجزيرة. البرغوثي يؤكد أن هؤلاء المُهجَّرين لن يُكرِّرُوا تجربة النزوح مرة أخرى بالخروج من غزة، مهما كان الثمن.

أما من الناحية التاريخية، فقد اشتهرت بعض المدن بأنها مدن لا تُهزم، ولعل أشهرها تاريخيًا مدينة "طروادة"، التي تُشير بعض التنقيبات الأثرية إلى أنها موجودة في تركيا الحالية، والتي يُقال إن جيش الإغريق حاصرها لعشر سنوات، ولم يتمكن من دخولها إلّا بالحيلة التي اشتهرت لاحقًا بـ"حصان طروادة"، في جانب أقرب إلى الأسطورة والخيال، أكثر منه إلى الواقع والحقيقة.

وفي التاريخ المعاصر يُشار إلى صمود مدينة السويس المصرية في حرب أكتوبر 1973 لمدة 101 يوم أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي، وشجاعة أهلها المنقطعة النظير، في ملحمةٍ خلَّدت المدينة وأبناءها في سِجِل الخالدين.

ولا يخفى على الجيل الحالي، صمود مدينة الفلوجة العراقية، وبسالة رجالها إبان الغزو الأمريكي للعراق عام 2003؛ لتصبح مضربَ مثلٍ في الدفاع عن الأوطان، بشهادة الأمريكان أنفسهم قبل العرب والعراقيين.

ولمدينة غزة تاريخ حافل ومُشرِّف في قائمة المدن التي لا تُهزم؛ فلطالما وقفتْ- وما زالت- حجر عثرة في وجه الكيان الصهيوني المحتل منذ بداية الاحتلال إلى اليوم، وهذا ما يُفسِّر لنا مقولة إسحاق رابين الشهيرة "أتمنى أن أقوم من النوم يومًا ما وأجد البحر قد ابتلع غزة"!!

وبما أن البحر بهيجانه وأمواجه المتلاطمة لم يستطع ابتلاع غزة، فمن المنطق ألّا يبتلعها كيان هَشٌ لا يعيش إلّا على إنعاش الإمدادات الأمريكية التي إذا انقطعت عنه ليوم واحد يموت، كمن يموت فجأة بالذبحة الصدرية أو السكتة الدماغية.

قد يقول قائل إنَّ غزة تدمرت عن بكرة أبيها، واستُشهِدَ فيها ما يقارب 50 ألفًا، وأصيب ما يزيد عن 100 ألف، وهذه حقيقة لا يُنكرها أحد، لكنَّنا، على ما نأسى له من حال أهلنا في غزة ودمار مدينتهم، نسأل هؤلاء أن يُخبروننا عن مدينة واحدة على مدار التاريخ، وقد تحررت دون دفع الثمن؛ فالأوطان لا تتحرر إلّا بالدماء والتضحيات. وبالمقياس المادي لعدد الشهداء والجرحى والدمار الهائل، نقول إنَّ غزة مهزومة، لكن بالمقياس السياسي والنفسي وبشهادة الفلسطينيين أنفسهم من مُستقلين وفصائل غير محسوبة على حماس؛ بل ومن مُحلِّلين إسرائيليين وغربيين، يؤكدون أن المقاومة انتصرت؛ لأن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من اجتثاثها- كما كان يُخطط- ولم يستطع إزاحة حماس عن قيادتها للقطاع، كما صرح وزعم نتنياهو مرارًا وتكرارًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • نهلة الصعيدي: المرأة القوية التي تحسن تربية الأبناء وتقدر على صنع المستحيل
  • لغز وجهي المريخ المتناقضين.. هل كشف العلماء السبب؟
  • أفغانستان.. تعليق المساعدات الأميركية أغلق 50 منظمة إنسانية في 28 إقليماً
  • مقتل عشرة مدنيين شرق أفغانستان
  • أفغانستان: تعليق المساعدات الأمريكية أغلق 50 منظمة إنسانية
  • حُرم من عائلته مرتين.. طه دسوقي “يتيم” ويتمنى الزواج في رمضان 2025
  • غزة.. مدينة لا تُهزم
  • حُرم من عائلته مرتين.. طه دسوقي "يتيم" ويتمنى الزواج في رمضان 2025
  • القائد الأعلى لطالبان في أفغانستان يندد بـالتهديدات الأجنبية
  • رداً على الجنائية الدولية.. زعيم طالبان في أفغانستان: من هم هؤلاء؟