طوفان غزّة يغرق اقتصاد “إسرائيل”.. واقتصاد العالم يتجهز لما بعد الحرب
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
يمانيون – متابعات
منذ بداية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر، وفاتورة خسائر الاحتلال الاقتصادية تتصاعد يوماً بعد آخر، ووسط التردد الملحوظ من قبل “جيش” الاحتلال في العملية البرية على قطاع غزّة، تزداد المخاطر الجيوسياسية والأمنية الناتجة عن الحرب.
فتردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية داخل “إسرائيل” تستمر. وهذا التردّي نتج عنه نقص في السلع الغذائية داخل الأسواق بشكلٍ جلي، مع استمرار هروب المستثمرين والسياح وحتى العمال الأجانب، وتهاوي عملة الشيكل والبورصة وأسواق المال.
هل يتحمّل الاقتصاد الإسرائيلي “حرب” غزّة؟
وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، قدّر التكلفة المباشرة للحرب بنحو مليار شيكل (246 مليون دولار) يومياً لـ”إسرائيل”، أي ما يعادل 5 مليارات و412 مليون دولار، منذ بداية ملحمة “طوفان الأقصى” حتى اليوم.
ومن المؤكّد أنّ هذا الرقم ليس نهائياً، فسموتريتش قال، في بثّ لإذاعة “الجيش” الإسرائيلي، إنّه ليس لديه حتى الآن تقييم للتكاليف “غير المباشرة” على الاقتصاد، الذي دخل “حالة شلل جزئي، بفعل التعبئة الجماعية لجنود الاحتياط والإطلاقات الصاروخية الفلسطينية واسعة النطاق”، وخلص إلى أنّ الميزانية المقرّرة في “إسرائيل” لـ 2023-2024 “لم تعد صالحة” بسبب الحرب وستخضع لتعديلات.
وبحسب المحلل الاقتصادي الإسرائيلي، جوزيف زعيرا، فإنّ “الاقتصاد مقبل على ركود لا محالة، مع تراجع الإنتاجية المتوقّع وكلفة الحرب الكبيرة على اقتصاد البلاد”.
وهذا ما أكّده موقع “ذي ماركر” الاقتصادي الإسرائيلي الملحق الاقتصادي لصحيفة “هآرتس”، عن معلومات تفيد بأنّ “إسرائيل دخلت الحرب، وهي في حالة ركود، والتجارة صفر حالياً”.
فيما تفيد صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، بأنّ احتمال نشوب حرب طويلة الأمد، من الممكن أن يؤدي إلى فوضى اقتصادية شاملة في “إسرائيل” إضافة إلى وقوع خسائر بشرية مُدمّرة.
وقالت الصحيفة إنّ “تل أبيب” تُواجه ضربةً جديدة لاقتصادها. ومع استدعاء نحو 360 ألف جندي احتياط، ازدادت الحاجة إلى تجهيزات وغذاء ومأوى، إضافةً إلى أنهم تركوا وظائفهم في الشركات من أجل التعبئة العسكرية، الأمر الذي أدّى إلى تعطيل الأعمال التي كانت تقوم عليها، وتوقفت أجزاء كبيرة في الاقتصاد لدى الاحتلال الإسرائيلي.
تهاوي الشيكل والبورصة وأسواق المال
تستمر العملة الإسرائيلية “الشيكل”، في فقدان قوّتها أمام الدولار الأميركي، مسجّلةً انخفاضاً إلى أدنى مستوى لها منذ العام 2012، وبالغةً نسبة 5%. ووصل سعر الصرف الشيكل أمام الدولار إلى 4.06 اليوم السبت، وهو أحد أهم المقاييس التي تعكس المخاطر الاقتصادية في الكيان، بحسب ما أشار تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وأُصيب الشيكل بهذا التدهور السريع، رغم أنّ البنك المركزي في الكيان يعمل في السوق المفتوحة بشكلٍ فوري، وفي سوق المقايضة بشكلٍ مكثف. وقد ضخّ، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، 45 مليار دولار لمنع “الشيكل” من الانهيار.
وحذّر تحليل أجرته وكالة “بلومبيرغ”، من أنّ التراجعات التي يشهدها الشيكل، قد تستمر لفترة أطول مع غياب أي حلول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة. ويأتي ذلك فيما يسجل سعر صرف الشيكل الإسرائيلي أطول سلسلة خسائر منذ 39 عاماً أمام الدولار.
ووسط ظروف الحرب الشرسة على قطاع غزة، تتوقع تقارير أن تضطر البنوك الإسرائيلية إلى زيادة مخصصاتها لتغطية الديون المتعثرة والمشكوك في تحصيلها والخسائر في سوق المال، بسبب هروب المستثمرين الأجانب وسحب الودائع والإقبال على شراء الدولار وتخزينه.
في غضون ذلك، مُنيت البنوك الإسرائيلية بخسائر كبيرة، إذ انخفض مؤشر البنوك في بورصة “تل أبيب” بنسبة 20% منذ 7 أكتوبر، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية.
وأشارت إلى أنّ مؤشر البنوك يشمل أكبر 5 بنوك في “إسرائيل” وهي: بنك “لئومي” وبنك “هبوعليم” وبنك إسرائيل “ديسكونت” وبنك “مزراحي تفاحوت”، وبنك “فيرست إنترناشيونال”.
وتعتقد مصادر السوق أنّه كلما طال أمد الحرب في غزة، كلما زاد عدد المستثمرين الذين يبيعون أسهمهم في البنوك الإسرائيلية.
ففي الأسبوع الأول من الحرب، قدّر بنك “هبوعليم”، وهو أكبر بنك إسرائيلي، أنّ المعركة ضد المقاومة في غزة، ستُكلّف “إسرائيل” في أقل تقدير 1.5% من إجمالي الناتج المحلي، وهو ما يوازي 7 مليارات دولار، وهي أكبر تكلفة قد تكبّدها الكيان في كل مواجهته مع الفلسطينيين.
ووسط هذا التخبّط، أتى قرار شركتي “موديز” و”فيتش” للتصنيف الائتماني بوضع الكيان المؤقت تحت المراقبة الماليّة تمهيداً لخفض تصنيفه كالصاعقة، وانضمت وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال “S&P” إليهما وخفّضت، توقّع التصنيف الائتماني لـ”إسرائيل” إلى سلبي. وهذا التخفيض قد يؤدي إلى جعل الاقتراض أكثر تكلفةً بالنسبة لكيان الاحتلال.
“طوفان الأقصى” يهدّد استثمارات الغاز في “إسرائيل”
“تغطي حقول الغاز الطبيعي قبالة السواحل الإسرائيلية، نحو 70% من إنتاج الكهرباء واحتياجات الطاقة في البلاد”، بحسب صحيفة “إسرائيل اليوم”.
وفي 9 تشرين الأول/أكتوبر، دفعت وزارة طاقة الاحتلال، بإيقاف الإنتاج في أهم حقلٍ للغاز الطبيعي البحري في “إسرائيل”، منصّة “تمار” الإسرائيلية (التي يبلغ إنتاجها نحو 10.2 مليارات متر مكعب، وتؤمن نحو 70% من حاجة “إسرائيل” لتوليد الكهرباء)، خوفاً من استهدافها.
وهو ما من شأنه أن يكبّد قطاع الطاقة والغاز مئات ملايين الدولارات أسبوعياً، بحسب تقديرات وسائل الإعلام الإسرائيلية.
كذلك، علّقت شركة “شيفرون” الأميركية، أنشطتها في منصّة “تمار” الإسرائيلية لاستخراج الغاز، بعد أن طلبت حكومة الاحتلال منها ذلك، وأوقفت ضخ الغاز عبر خط أنابيب شرق المتوسط (EMG) تحت سطح البحر، الذي يربط مدينة عسقلان في جنوب الأراضي المحتلة بالعريش في مصر.
الخسائر تتوالى في القطاعات الرئيسية
تهدّد ملحمة “طوفان الأقصى”، الواردات التي يستقبلها الاحتلال الإسرائيلي عبر الموانئ على سواحل فلسطين المحتلة. لم تكن الموانئ بمنأى عما يحصل، ففي 9 أكتوبر، أغلق ميناء عسقلان ومنشأة النفط التابعة له في “إسرائيل” بشكلٍ كامل.
فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية في 22 من الشهر الجاري، عن “فراغ مرفأ حيفا من السفن الأجنبية”، بالتزامن مع إخلاء المستوطنات في شمالي فلسطين المحتلة.
وتتوالى الخسائر في القطاعات الرئيسية لدى “إسرائيل”، حيث شهدت صناعة التكنولوجيا، التي تفتخر بها “إسرائيل” خسائر فادحة.
ويشكّل قطاع تكنولوجيا المعلومات، أكثر من نصف قيمة الصادرات الإسرائيلية البالغة 165 مليار دولار. وأقدمت الشركات الكبرى على وقف أعمالها بسبب هروب بعض موظّفيها واستدعاء بعضهم الآخر للـ “جيش”،ما يعادل 10% من العاملين، وسط انخفاض قوتها العاملة من المديرين التنفيذيين المؤهّلين بنسبة 10% إلى 15%.
وقالت شركة “إنفيديا” أكبر شركة مصنّعة للرقائق المستخدمة في الذكاء الاصطناعي والرسومات الحاسوبية في العالم، إنّها “ألغت قمّة الذكاء الاصطناعي التي كان من المقرر عقدها في “تل أبيب”.
وصلت السياحة في “إسرائيل” إلى طريقٍ مسدود، وتجاوزت خسائر هذا القطاع الــ 6 مليارات دولار، حيث تتجنّب السفن السياحية شواطئ “إسرائيل” ويلغي الناس زياراتهم.
في حين أوقفت شركات الطيران الكبرى رحلاتها من وإلى “إسرائيل”، وعلّقت نحو 42 شركة طيران أميركية وكندية وأوروبية رحلاتها إلى الكيان، بما في ذلك رحلات الشحن.
أمّا القطاع الزراعي في “إسرائيل”، فتزايدت الضغوط أيضاً عليه، خاصةً وأنّ أكثر من 75% من الخضراوات المستهلكة لدى كيان الاحتلال تأتي من غلاف غزّة، بحسب رئيس اتحاد المزارعين لدى الاحتلال، عميت يفراح.
وتُعرف المنطقة المحيطة بقطاع غزة، باسم “رقعة الخضار الإسرائيلية”، كما تضم مزارع للدواجن والماشية، إلى جانب مزارع للأسماك.
وكان وزير داخلية الاحتلال، موشي أربيل، قد أوعز لسلطة الإسكان والهجرة بتجنيد وتشغيل، بصورة مستعجلة، عمال في مجال الزراعة، من دول جديدة لم يجنّد منها أيّ عامل من قبل.
وتأتي هذه التطورات، في وقت سجل الاحتلال هروب الآلاف من العمال الأجانب بشكلٍ فوري منذ 7 أكتوبر، وكشف تقرير بثه راديو “كان” التابع لهيئة البث والإذاعة الإسرائيلية، أمس الجمعة، أنّ نحو 4 آلاف عامل أجنبي غادروا “إسرائيل” بسبب الحرب الدائرة الآن.
وأوضح التقرير أنّ 1290 من هؤلاء العمال الأجانب يعملون في مجال التمريض، لافتاً إلى أنّه إضافة للأزمة في مجال التمريض، فإنّ مزارعي مستوطنات غلاف غزة يحذّرون من خسائر بالملايين وانهيار المجال الزراعي، بسبب النقص الحاد في الأيدي العاملة.
تداعيات على المنطقة والعالم
فيما أنهى عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة أسبوعه الثالث، تظهر تداعيات ذلك على المنطقة والعالم، ويشكّل ذلك خطراً كبيراً على الاقتصاد العالمي، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة وتعطيل طرق التجارة الرئيسية، ولا ينتهي بتأثيره على المشاريع التي يتم العمل عليها من مشروع “نيوم” إلى الممر الهندي.
وقبل أيام، أوقفت أنقرة مؤقتاً خططها للتنقيب المشترك عن الطاقة مع “إسرائيل” في البحر الأبيض المتوسط وصادرات الغاز إلى أوروبا.
وتصدّر “إسرائيل” الغاز إلى أوروبا عبر مصر، حيث يتم نقل الغاز في أنابيب إلى محطتي الإسالة المصريتين في إدكو ودمياط، وبعد ذلك يتم نقله بعد إسالته إلى أوروبا.
ولكن تصدير “إسرائيل” نحو مصر متوقّف حالياً، وهذا يعني أن أزمة أوروبا مع الطاقة الروسية، ستضاف إليها أزمة جديدة.
وبعيداً عن الاضطرابات في البورصات والذهب والبترول والدولار، فإن تأثيرات هذا العدوان وما يرافقها من تهديدات توسيع الاشتباك في المنطقة، تمثّل إحدى أهم المخاطر الجيوسياسية على أسواق النفط منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا العام الماضي.
وفي السياق، رأى رئيس البنك الدولي، أجاي بانجا، أنّ الصراع بين “إسرائيل” وغزة شكّل صدمة اقتصادية عالمية “لا ضرورة لها”، مؤكّداً أنّه “سيجعل من الصعب على البنوك المركزية تحقيق خفض سلس للتضخم في اقتصادات عديدة إذا انتشر”.
ولن تقف التداعيات هنا، فمن المتوقّع إلى حدٍ كبير أن تتجمّد أيّ مخططات لإقامة تعاون اقتصادي وتجاري بين الدول العربية و”إسرائيل”، بعد العدوان على غزة، بما فيها الدول التي أبرمت اتفاقات مع “إسرائيل”؛ لأنّ هذه الاتفاقات ستكون تحت الأضواء وسيتم تصويرها على أنّها “دعم لإسرائيل”، وبالتالي ستكون الدول العربية محرجة أمام الرأي العام.
وفي هذا السياق من المتوقع أن يؤثر هذا التصعيد على الممر التجاري الجديد من الهند إلى الشرق الأوسط وأوروبا، حيث يجب أن يمر من ميناء حيفا.
وسيتأثر مشروع مدينة “نيوم” السعودية العملاقة التي أعلنت عنها المملكة عام 2017، كذلك الأمر، إذ سبق أن قامت مصر بتخصيص نحو ألف كيلومتر مربع في جنوب سيناء، لتكون جزءاً من المشروع.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی طوفان الأقصى إلى أن
إقرأ أيضاً:
غازي زعيتر: يجب التنبه للمخاطر التي تتعرض لها سوريا من قبل الاحتلال الإسرائيلي
دعا النائب غازي زعيتر إلى "حماية المواطنين اللبنانيين الموجودين في سوريا من جهة، وحماية اللبنانيين الذين يتعرّضون للقصف والاعتداءات في القرى المحاذية للحدود اللبنانية السورية".
وقال خلال لقاء إعلامي في دارته في مدينة بعلبك، خلال استقباله وفود المعزين بإبن شقيقته الذي قتل بعد اختطافه من منزله في سوريا من قبل جماعات مسلحة: "الشهيد المغدور خضر كرم زعيتر كبقية الشهداء الذين سقطوا أيضا في هذه المواجهة، وقد قتل على يد مجموعات مسلحة ارهابية، اختطفوه من بيته، والشهيد خضر لم يتعاط مع أحد، ولم يتدخل بأي أمر، هو يسكن في بيته الذي هو لأهله وأجداده منذ عشرات العقود. وعندما كان مختطفا كانت الوعود بإطلاق سراحه خلال أيام، أثناء الاتصالات التي تمت مع الجهات التي تعتبر نفسها المسؤولة هناك".
وأضاف: "اللقاء مع الإعلاميين، هو لتوضيح بعض النقاط الأساسية بالنسبة للمنطقة، وما يجري فيها، وأولها ان اللبنانيين الذين يعيشون داخل الأراضي والقرى السورية التي تتجاوز الـ20 قرية هم يسكنون هناك بالحد الادنى منذ أكثر من 130 سنة، وهذه العائلات التي تعيش في تلك المنطقة الحدودية الشمالية الشرقية، امتدادا من أكروم إلى القصير، هم عائلة واحدة، عشائر وعائلات ومن مختلف الطوائف، مسلمين سنة وشيعة ومسيحيين، ولم يكن هناك أية مشاكل بينهم. الان تحت عنوان ان هناك تهريب ترتكب الجرائم فضبط التهريب يكون على الحدود، ومن جهتنا نحن سلمنا منذ زمن للجيش اللبناني والقوى العسكرية اللبنانية الرسمية بأن تقوم بواجباتها بالنسبة الى الحدود، ورفعنا الغطاء في حركة أمل وحزب الله عن أي مخل بالأمن أو بموضوع التهريب، ولكن اليوم تحت هذا العنوان يرتكبون المجازر في قرانا داخل سوريا بحرق البيوت والأماكن الدينية والقتل، وما زال هناك 3 أشخاص مختطفين ولا نعرف مصيرهم".
ورأى أن "ما يحصل هو تهجير قسري وإجرام متماد، تحت ذريعة ضبط الحدود. فلتضبط السلطة الجديدة في سوريا الحدود من جهتها، ونحن هنا بدورنا سلمنا الجيش اللبناني مسؤولية ضبط الحدود والدفاع عن المنطقة، بتوجيهات من دولة الرئيس نبيه بري وفخامة الرئيس جوزاف عون، لان ضبط الحدود اللبنانية السورية والحفاظ على الأمن، وحماية الأهالي والعائلات في الأراضي اللبنانية مسؤولية الجيش، وكما تعلمون تعرضت بعض القرى والمناطق اللبنانية للقصف من قبل هذه المجموعات التي تقول بأنها من هيئة تحرير الشام".
وأمل أن "تعود سوريا واحدة موحدة لكل ناسها وأهلها، كما نحلم بلبنان وطنا حرا سيدا مستقلا عربيا".
وأعلن زعيتر "لقد فوضني أهلنا في القرى الحدودية برفع همومنا وهواجسنا وما يجري في المنطقة إلى الرئيس نبيه بري، ليرفع هذا الموضوع لفخامة الرئيس من أجل الحفاظ على اهلنا والدفاع عن القرى والمناطق اللبنانية التي تتعرض للقصف، وللبحث مع السلطات السورية الموجودة هناك".
وتابع: "بالأمس استمعنا إلى كلام فخامته مع وزير خارجية البرتغال، وأخذ موقفا وطنيا وقوميا مشرفا برفضه تهجير الفلسطينيين من فلسطين، وتمنياتنا ان يرفع أيضآ الصوت بعد نيل الحكومة الثقه للتواصل مع السلطة الجديدة في سوريا من اجل بحث هذه المواضيع كلها".
واكد أن "تبرير جرائم المجموعات المسلحة بحجة ضبط الحدود وسقوط الشهداء، فهناك من ابناء عمنا واهلنا آل جعفر ثلاثة شهداء وجرحى ما زالوا في المستشفيات، واوضاع بعضهم خطيرة. ما يجري ليس بسبب ضبط حركات التهريب كما تزعم هذه المجموعات".
وأردف: "كما نحافظ على أرضنا واستقلالنا وسيادة أرضنا في مواجهة العدو الاسرائيلي، ايضا الاراضي اللبنانيه التي تملكها عائلات لبنانية في سوريا منذ عقود نريد المحافظة عليها بأي شكل من الأشكال، وهذه مسؤولية السلطة الجديدة في سوريا، ومسؤولية الدوله اللبنانية بأن تحمي وتحافظ على هؤلاء المواطنين اللبنانيين الذين كانوا يسكنون في سوريا في قراهم وأرضهم التاريخية. وهؤلاء اللبنانيين لم يكونوا طارئين في القرى السورية، بل هم أبناء تلك الارض، ونحن لن نتخلى عن هذه الأرض، لكن نترك الأمر لدولتنا اللبنانية لفخامة الرئيس عون ولدولة الرئيس بري، وللحكومة الجديدة التي نتمنى بعد نيلها الثقة بأن تقوم بالتواصل مع السلطات الجديدة في سوريا من اجل حماية اللبنانيين الموجودين في سوريا من جهة، وحماية المواطنين اللبنانيين الذين يتعرضون للقصف والاعتداءات في القرى المحاذية للحدود اللبنانية السورية من جهه أخرى".
وأكد "نحن سنستمر كأبناء تلك القرى بعلاقاتنا مع أهلنا وعشائرنا العربية داخل سوريا، كما كنا في الماضي تاريخيا، ومسألة الفتنة بين المسلمين وأبناء الدين الواحد مرفوضة من قبلنا كليا، هذه الفتنه يحاول البعض من جنسيات مختلفة من خارج سوريا إثارتها، ولكن لطالما كان أبناء العشائر والعائلات اللبنانية والسورية يعيشون بأخوة وتفاهم مع بعضهم البعض".
وحيا "العشائر العربية والعائلات السورية التي لها مواقف جيدة في رفض الفتنة"، وقال: "أنا شخصيا ولدت في تلك الأرض، وأجدادي وآبائي سكنوا هناك، لذا أعرف هذه العلاقة المتينة الاخوية التي تربط بين العشائر والعائلات السورية وبيننا، ولا نرضى أن تتزعزع تلك العلاقة أو تتبدل أو تتغير مهما كانت الظروف قاسية".
واعتبر أن "ما يجري من قبل المجموعات المسلحة في القرى الحدودية هدفه أبعد من موضوع تهجير العائلات القاطنة في تلك القرى، هناك أهداف ترسم من جهات دولية ومن العدو الاسرائيلي، والبعض للأسف يساهم بتحقيق أهداف العدو".
وتابع: "السيد الشرع في كلمة له قال بانه سيحافظ على العلاقات التاريخية بين اللبنانيين والسوريين، هذا الكلام يجب ان يقرن بأفعال، لأنه حتى الآن لا وضوح في مركزية القرار عند السلطة الجديدة في سوريا".
وختم زعيتر: "نحن نتمنى لسوريا كما نتمنى لبلدنا الاستقرار والازدهار وتحرير الأرض، سيما وان العدو الإسرائيلي وصل إلى القنيطرة، ويتواجد بين درعا والقنيطرة. يجب التنبه إلى المخاطر التي تتعرض لها سوريا من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى إلى التوسع، ولكن لطالما هناك شعوب عربية وإسلامية مستعدة للتضحية والنضال من أجل العزة والكرامة لن تتوسع اسرائيل، وستبقى فلسطين لأهلها مع إقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس".