«الهوية» تبدأ تطبيق مخالفات نظام «تتبّع الشاحنات والشحنات» الثلاثاء
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
أبوظبي: عماد الدين خليل
دعت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، أصحاب وسائل نقل البضائع وملّاك الشاحنات المسجلة في دولة الإمارات، للتسجيل في النظام الوطني لتتبع الشاحنات والشحنات إلكترونياً، خلال الفترة المعتمدة للتسجيل والتي ستنتهي في 30 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، على أن يكون البدء بتطبيق الغرامات الواردة في قرار مجلس الوزراء رقم (96) لسنة 2021 اعتباراً من يوم الثلاثاء الموافق 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأكدت الهيئة أن النظام يعد من أحدث المشاريع الجمركية التي تهدف لدعم المنظومة الأمنية الجمركية في الدولة، وتيسير حركة التجارة ورفع مستوى أمن وسلامة الطرق من خلال مراقبة حركة الشاحنات والشحنات من منفذ الدخول الأول، وحتى وصولها إلى مقصدها النهائي بالدولة، من خلال أجهزة التتبع الإلكترونية التي يتم تركيبها على الشحنات والشاحنات في منافذ الدولة، بما يسمح بمراقبة حركتها على مدار الساعة.
وأضافت أنه تم بناء النظام الوطني لتتبع الشاحنات والشحنات إلكترونياً، من خلال الاعتماد على إنترنت الأشياء، حيث يتم استخدام 3 أنواع من أجهزة التعقب والتتبع في النظام، موضحة أن الجهاز الأول معني بتتبع الشحنة والجهازين الآخرين معنيان بتتبع المركبات، حيث يتم تتبع الشاحنات والشحنات من خلال المركز الوطني لتتبع الشاحنات والشحنات التابع للهيئة وهو المركز المعني بمتابعة الشحنات بشكل لحظي وعلى مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع.
وحددت الهيئة 7 مخالفات بغرامات من 500 درهم، إلى 10 آلاف درهم، ضمن قائمة الغرامات الإدارية المقررة، موضحة أن المخالفة الأولى المقررة تشمل «عدم التسجيل في النظام خلال موعد أقصاه 31 أكتوبر/ تشرين الأول»، وتكون غرامتها 1000 درهم عن الشهر الأول، و100 درهم عن كل شهر يليه، وبحد أقصى 5000 درهم، والمخالفتان الثانية والثالثة «عدم تجديد التسجيل خلال 60 يوماً من تاريخ انتهاء صلاحيته»، و«عدم تحديث البيانات خلال 30 يوماً من تاريخ تغيير البيانات»، تكون غرامتهما 500 درهم عن كل شهر وبحد أقصى 2500 درهم.
وتتضمن المخالفة الرابعة «تقديم بيانات مضللة أو غير صحيحة في طلب التسجيل» غرامة 5000 درهم، وبحد أقصى 10 آلاف درهم، والمخالفة الخامسة «إتلاف أو نزع أو التلاعب بأقفال جهاز التتبع الإلكتروني، أو الأجهزة التابعة له، أو فتح الشحنة قبل الوصول إلى وجهتها» وغرامتها 1000 درهم وبحد أقصى 5000 درهم، فيما تكون غرامة المخالفة السادسة «تغيير مسار الشاحنة المحدد أو تغيير سائق الشاحنة أو تغيير رأس الشاحنة من دون إعلام الهيئة» 500 درهم وبحد أقصى 2000 درهم، بينما الغرامة السابعة والأخيرة «تحميل أو إنزال البضاعة المحمّلة قبل وصولها لوجهتها النهائية خلال المدة المسموح فيها» تكون غرامتها 5000 وبحد أقصى 10 آلاف درهم.
وأضافت الهيئة، أن المستهدف من النظام الوطني لتتبع الشاحنات والشحنات، هي كل الشحنات المنقولة والشاحنات التي تمارس عملية النقل داخل النطاق الإقليمي للدولة، كذلك التي تمارس النقل بالعبور عن طريق الدولة، والتي تحددها الهيئة وتشمل 5 أنواع من الشاحنات وهي: «شاحنات النقل بالعبور (ترانزيت)، وشاحنات نقل المواد الخطرة، وشاحنات نقل المواد المقيدة، وشاحنات نقل البضائع ذات الرسوم الجمركية المرتفعة، وأي شاحنات أخرى يتم تحديدها من قبل الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات من خلال
إقرأ أيضاً:
انهيار نظام البعث: دروس وعبر
عشرة أيام فقط احتاجتها المعارضة السورية المسلحة لكي تبسط سيطرتها على معظم الجغرافيا السورية، بدءا من حلب ثم حماة ثم دمشق ومدن الساحل.
ونستطيع أن نقول إن النظام سقط دون مواجهات عنيفة كانت متوقعة، ولهذا كانت الخسائر البشرية في حدها الأدنى في حلب كما في حماة ودمشق، وهرب عشرات الآلاف من جنود النظام أمام بضعة مئات من قوى فصائل الثورة.
كان الظن أن النظام يجمع قواته ليبدأ هجومه المضاد ولم يكن متصورا أن يكون الانهيار بهذه السرعة، حيث لا وجه للمقارنة بين قوات النظام وقوات المعارضة من حيث العدد ولا من حيث التسليح.
وحتى اللحظات الأخيرة قبل هروبه كان بشار يعتقد أن بقاءه مصلحة لجميع القوى في المنطقة باستثناء تركيا، فهو مصلحة روسية بعد أن جعل لها قاعدة بحرية في المتوسط وقاعدة جوية في حميميم، ومن خلال القاعدتين كانت روسيا تقوم بعملياتها في ليبيا ودول أفريقيا والشرق الأوسط، ومصلحة لإيران يتيح لها التواصل مع حزب الله في لبنان وعن طريقه تستطيع أن تحجم التهديدات الإسرائيلية.
وكان بشار يعلم أن بقاءه مصلحة إسرائيلية ولطالما أعلن المسئولون الصهاينة ذلك، بل وأعلن بشار إبان المرحلة الاولى من ثورات الربيع العربي أن انهيار نظامه ومجيء نظام إسلامي في سوريا لن يكون في مصلحة الكيان. وكان متأكدا أن بقاءه مصلحة للأنظمة العربية التي وقف معظم قادتها في قطار التطبيع وقادوا الثورة المضادة، وربطوا بين بقائهم في السلطة وتفانيهم في خدمة الكيان الصهيوني.
ولهذا ذكرت التقارير أن الأسد ظل متعلقا بالأمل أن تتدخل روسيا وإيران وربما بعض الأنظمة العربية وتمنع انهياره، حتى قبل هروبه بساعات.
إن دروس هذا الانهيار السريع لواحد من أعتى الأنظمة وأكثرها بطشا كثيرة وتحتاج إلى الرصد والتحليل من كل من يريد التغيير، ولذكر بعض هذه الدروس باختصار شديد نقول:
الدرس الأول: أن أنظمة القمع والبطش والفساد هي أنظمة ضعيفة لا تستطيع الدفاع عن نفسها مهما تجبرت، وصدق الكذوب بشار الجعفري عندما قال: إن النظام سقط باختصار لأنه لم يكن هناك نظام وإنما منظومة للفساد. وهذا يفسر الهلع الذي أصاب قادة الانقلابات والثورات المضادة في المنطقة.
الثاني: أن الحلفاء الخارجيين لهذه الأنظمة ليس عندهم مشكلة في التخلي عنها إذا صارت عبئا عليهم أو كانت عقبة أمام مصالحهم.
الثالث: أهمية الدور التركي في معركة رد العدوان، وواضح أن تركيا كانت جزءا منها من البداية فهي التي قامت بحماية فصائل الثورة في إدلب باتفاقياتها مع روسيا وإيران، وكان مطلوبا منها من خلال هذه الاتفاقيات محاربة هيئة تحرير الشام ولكنها لم تفعل، بل أنهت الخلافات والنزاعات العسكرية بين الفصائل والتي كانت مستمرة حتى العام الماضي، ثم كان دورها مع روسيا وإيران وإقناعهما بأن حقبة الأسد قد انتهت.
وكان الدور الأهم لتركيا في عملية الخداع الاستراتيجي وطلب أردوغان اللقاء بالأسد وحل الخلافات بين الدولتين، ومن خلال موقفه في حرب غزة، حيث كان متهما بالتقصير مع طوفان الأقصى ولم يتحرك إلا متأخرا، لكنه فقد دعم جزء من حاضنته الانتخابية الإسلامية في تركيا بسبب ذلك وفقد بلديتي أنقرة وإسطنبول. كان هو يعمل لما يستطيع أن يحققه استراتيجيا، وهو درس لكل من يعمل في السياسة أن تقوم بواجبك في حدود ما تملك من أوراق على أن تعمل لكسب المزيد منها في المستقبل، وأن تُعلي الهدف الاستراتيجي على المؤقت.
كذلك كان دوره مهما في كف أذى دول الثورة المضادة بعد ما وثق علاقاته بها ودخل معها في مشروعات عسكرية من قبيل تصنيع الأسلحة والمسيّرات.
الرابع: إن على قوى التغيير أن تكون على علم بأذرع انظمة الفساد في كل المجالات السياسية والإعلامية والاقتصادية والقضائية والأمنية بحيث لا تعطيها المجال للعبث والعودة من جديد، وهي أذرع تجيد التلون وتركها خيانة للدماء التي اريقت وتهديد للإنجازات التي تحققت.
أما الخامس فهو دراسة مشاكل الوطن ووضع الحلول الممكنة والبدء بما يؤثر على حياة الناس، وعدم التردد والانتظار، وتجهيز الكفاءات المؤهلة والقادرة على العمل.
أخيرا فإن الثورة السورية مضى عليها أسبوعان وأمامها تحديات كثيرة، ولكن الآمال في نجاحها تتعزز كل يوم ولا شك أنها ستكون ملهمة لكل الأحرار في عالمنا العربي لتكون بداية لمرحلة جديدة من التحرر والاستقلال.