صدى البلد:
2025-04-16@22:52:21 GMT

ذكرى طه حسين.. اتهموه بالتحيز للص.هيونية ما القصة؟

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

 أطلق العميد طه حسين، عملاق الأدب العربي، منذ القدم صيحة تحذير مدوية، داعيًا للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الظلم الذي يتعرض له من قبل العصابات الصهيونية الإجرامية.

 

في عام 1933، كتب مقالًا مؤثرًا يعكس الأحداث الدامية التي وقعت في 27 أكتوبر من ذلك العام، بعد احتجاجات قوية قام بها أهالي بلد الأقصى اعتراضًا على الهجرة الجماعية لليهود في تلك الفترة، والتي أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والمصابين.

طه حسين 

وفي جزء من مقاله، قال طه حسين: "لو لم يكن بيننا وبين إخواننا من أهل فلسطين إلا هذا الإخاء العام، لكان من الحق علينا ألا نقف بلا حساسية تجاه هذه الأحداث التي ألمت بهم. نرغب في أن يشعر إخواننا الفلسطينيين أننا نشاركهم الألم والحزن".

مثقفون: رحيل مهاب نصر خسارة فادحة للشعر العربي لماذا لم يدفن طه حسين إلا بعد 3 أيام من وفاته؟.. تفاصيل اتهموه بالتحيز للصهيونية

وبعد تسعين عامًا، لا تزال فلسطين تعاني في ظلام دامس من جرائم ارتكبها جيش الاحتلال في غزة، والتي شهدتها العالم، وتعتبر مجازر بمستوى التطهير العرقي والإبادة الجماعية، حيث يسعى الاحتلال لتنفيذ مخططه الذي بدأه في عام 1917 من خلال الطرد القسري والاعتداءات الوحشية على السكان.

طه حسين 

ومع ذلك، بعد اثنتي عشرة عامًا من نشره لمقاله، واجه "العميد" تهمًا واتهامات شرسة في عام 1945، حيث اتهمه العديد من المثقفين بتحيزه للصهيونية في إصدار مجلة "الكاتب المصري" التي كانت تمولها أسرة هراري اليهودية وكان يشرف على تحريرها. وقد قام الناقد علي شلش بكتابة دراسة مفصلة للدفاع عن وطنية العميد في كتابه "طه حسين.. مطلوب حيًا وميتًا"، حيث استند إلى مواقف وكتابات متعددة للرد بشدة على اتهامات النقاد. لم تكن هذه الواقعة الوحيدة التي واجهها عميد الأدب العربي والذي هزم العمى بفكره وقلمه في وقتال الظلم والعدوان. إنها حقبة تاريخية تستحق الاحترام والتقدير، فقد كان طه حسين صوتًا مؤثرًا ومناضلاً شجاعًا في دعم قضية فلسطين وإظهار الحقيقة للعالم.

تحذير العميد طه حسين يذكرنا بأهمية الوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة ودعمها في مواجهة الظلم والاضطهاد. فلسطين تعاني منذ عقود من الاحتلال والقمع، ويجب أن نستمع إلى صوت العدالة والإنسانية وندعم حقوق الفلسطينيين في حريتهم وكرامتهم.

طه حسين 

إن توعية العالم بالمأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وتضامننا معهم، هي أمور حيوية لتحقيق السلام والعدالة في المنطقة. يجب أن نعمل معًا للضغط على الحكومات والمؤسسات العالمية للتدخل ووقف العدوان والانتهاكات بحق الفلسطينيين، والعمل نحو إيجاد حل سياسي عادل يضمن لهم حقوقهم الأساسية وإقامة دولتهم المستقلة.

في النهاية، تحذير العميد طه حسين ما زال صادحًا ومؤثرًا في ظل الأحداث الراهنة. يجب أن نستلهم رسالته ونعمل بجدية لوقف الظلم والعدوان، ونسعى لتحقيق السلام والعدالة في فلسطين وفي جميع أنحاء العالم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: طه حسين الادب العربي التطهير العرقي الهجرة الجماعية الشعب الفلسطيني الصهيونية العصابات الصهيونية

إقرأ أيضاً:

أسبوع الآلام بين المسيحية وغزة

الفوضى الخلاقة التي أنتجت تفسخًا في الضمير الإنساني، وأحدثت انحرافًا في المفاهيم الدينية، ما زالت تُعيد إنتاج نفسها عبر العصور، ولكن بثوب جديد يتناسب مع أدوات كل زمن. ففي أسبوع الآلام، تُحيي الكنيسة ذكرى أكثر مراحل الألم التي عاشها المسيح، حين حُكم عليه ظلمًا، وضُرب وجُلد وسُخر منه، ثم صُلب على يد اليهود بتحريض واضح وتآمرٍ فجٍّ، في مشهد يُجسّد قمة الخيانة والغدر باسم الدين.

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا المشهد التأسيسي في التاريخ، بل كان بداية لمسار طويل من الدماء والخراب، حملت رايته نفس العقلية.

فمنذ لحظة صلب يسوع، لم تكفّ الدوائر المتطرفة من اليهود عن التخطيط لسفك الدم، وإشعال الفتن، وصناعة الانقلابات، وبثّ الفوضى، وقيادة الحروب العالمية، إمّا بتحريض مباشر، أو من خلال اختراق مراكز القرار والتحكم في مفاصل الاقتصاد والإعلام. هم من خططوا وأسقطوا عروشًا، وزرعوا الكيانات المصطنعة، وهجّروا الشعوب، تحت عباءة الديانة والحق التاريخي، بينما هم أبعد ما يكونون عن الدين أو القيم، وفي زمننا هذا، يتكرر المشهد ذاته، ولكن على أرض غزة.

فمنذ أشهر، يعيش الشعب الفلسطيني معاناة تفوق الوصف، في عدوان دموي تقوده نفس العقلية التي حكمت على المسيح بالموت. عقلية الاستعلاء العرقي، والتبرير الديني المزيف، والنزعة التوسعية التي ترى الآخر مجرد أداة أو عائق يجب سحقه.

إن المحطة الأشد ظلمًا في أسبوع الآلام كانت تلك المحاكمة الصورية التي أقامها مجمع السنهدريم اليهودي ضد المسيح، محاكمة افتقرت إلى أبسط قواعد العدالة، وتمّت في الليل خلافًا للتقاليد اليهودية التي تمنع المحاكمات ليلًا، تم استدعاء شهود زور، وضُغط على الحاكم الروماني لإصدار حكم بالإعدام دون إثبات جريمة حقيقية. خالفوا قوانينهم، ودهسوا أعرافهم، فقط ليُنزلوا أقسى العقوبة على رجل لم يحمل سيفًا، بل حمل رسالة محبة وسلام.

وكان دور الحاكم الروماني - بيلاطس البنطي - يمثل الوجه الإمبراطوري المتواطئ مع الباطل، الذي غسل يديه من الدم ظاهريًا، بينما سَلَّمه فعليًا للصلب. تردد في اتخاذ قرار، لكنه في النهاية خضع للابتزاز، واختار مصالح الإمبراطورية على حساب العدالة.

وهذا الدور يتجدد اليوم في صورة الحكومة الأمريكية، التي تمثل الإمبراطورية المعاصرة، وتغسل يديها من دم غزة ببيانات مكررة عن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، بينما تدعم القتل بالسلاح والفيتو، وتفرض توازنات القوة على حساب الأرواح. إنها بيلاطس الجديد، تلبس بدلة ديمقراطية ناعمة، لكنها تحمل نفس عقلية الإمبراطور الذي يهمّه حفظ النظام الإمبراطوري أكثر من إنصاف المظلوم.

وها هي حكومة نتنياهو تعيد نفس المشهد، بل وبنفس العقلية، وكأن التاريخ لا يتغير بل يعيد نفسه. حكومة تبرر قتل الأطفال بحجج واهية، تُحاصر المدنيين وتمنع عنهم الغذاء والدواء، تُبرر القتل الجماعي بأنه "دفاع عن النفس"، وتُنزل أشد العقوبات على شعب أعزل. إنه مجمع السنهدرين بثوبٍ عصري، يستدعي مبررات قانونية زائفة، ويُفصّل قراراته على مقاس أهوائه السياسية والعقائدية.

يُسفك اليوم دم الأطفال في غزة تحت أنقاض البيوت، وتُباد العائلات بالكامل، وتُرتكب مجازر في وضح النهار، وسط صمت دولي مُخزٍ، وتواطؤ مكشوف من قِبَل من يدّعون الدفاع عن الحقوق والإنسانية.

أسبوع الآلام في المسيحية ليس مجرد ذكرى دينية، بل هو صرخة ضمير تُعيد التذكير بأن الظلم واحد، وأن التضحية والفداء لا تعني الخنوع، بل تعني مقاومة الباطل مهما كانت التكاليف. والمسيح الذي حمل صليبه وسار إلى الجلجثة، هو نفسه الذي قال: "طوبى لصانعي السلام"، لكنّه لم يسكت على الظلم ولم يتملّق السلاطين.

وغزة اليوم، وهي تنزف في كل زاوية، تُجسد المعنى الحيّ لأسبوع الآلام، فكل بيت مهدوم هو صليب جديد، وكل شهيد هو صورة للمسيح المصلوب، وكل طفل فقد عائلته هو صورة حية للمعاناة التي لا يراها العالم إلا كأرقام في نشرات الأخبار.

نعم تغيّرت الأسماء والوجوه، لكن الروح واحدة: روح الظلم والكراهية والاستعلاء. وبينما تحتفل الكنائس بذكرى أسبوع الآلام، لا بد أن نتأمل في الجرح الفلسطيني المفتوح، وأن ندرك أن صلب المظلوم لم يتوقف، وأن القيامة الحقيقية لا تأتي إلا بعد رفض الظلم والوقوف في وجهه.

اقرأ أيضاًفلسطين: اقتحام نتنياهو لشمال غزة وبن غفير للحرم الإبراهيمي يطيل جرائم الإبادة

الإغاثة الطبية بغزة: القطاع يعيش أزمة خانقة منذ 45 يومَا

مقالات مشابهة

  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • فلسطين.. 6 شهداء جراء قصف الاحتلال خيمة نازحين في شروع بيت لاهيا شمال غزة
  • فلسطين.. ارتفاع عدد ضحايا مجزرة الاحتلال في مواصي خان يونس إلى 15 شهيدًا
  • أسبوع الآلام بين المسيحية وغزة
  • رئيس البرلمان العربي يدين المخططات التخريبية التي تستهدف أمن الأردن
  • وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 
  • ذكرى ميلاد أمينة رزق.. “راهبة الفن” التي كتبت تاريخ الأمومة على المسرح والسينما (بروفايل)
  • بين السجن والترحيل| القصة الكاملة للواقعة التي أثارتها الصحافة الهولندية حول سائحة اعتدت على شاب
  • البرلمان العربي: قصف المستشفى المعمداني في غزة تجاوز لكل الخطوط الحمراء