اوروبا تتخوف من حظر النفط العربي
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
زادت المخاوف في أوروبا من حدوث أزمة في الوقود قد تؤدي لاصطفاف آلاف الشاحنات، مع زيادة مخاطر الإمدادات من الشرق الأوسط نتيجة تصاعد وتيرة الحرب بين إسرائيل وغزة.
وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي، وفق «رويترز»، إن مسؤولي التكتل ناقشوا تنويع مخزونات النفط وتشكيل احتياطي من الديزل وزيت الغاز، وذلك خلال اجتماع طارئ لمجموعة تنسيق النفط التابعة للاتحاد.
وعُقد اجتماع الجمعة بدعوة من مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون الطاقة كادري سيمسون لتقييم المخاطر المحتملة على الإمدادات في حال أدت الحرب بين إسرائيل و«حماس» إلى اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقاً.
وقال المسؤول: «النفط مهم. عدم وجود ما يكفي من الديزل يمكن أن يؤدي إلى إضرابات. لا نريد أن تصطف شاحناتنا للحصول على الديزل»، متسائلاً: «هل هذه لحظة من عام 1973 أم لا؟».
وأعاد الصراع الذي تفجر هذا الشهر في قطاع غزة إلى الأذهان ذكريات صدمة النفط عام 1973 خلال حرب السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عندما فرضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) حظراً نفطياً على الدول الغربية الداعمة لإسرائيل، ما أدى لنقص الوقود.
وقال المسؤول إن اجتماع مجموعة تنسيق النفط التابعة للاتحاد الأوروبي خلص إلى أن المخاطر أقل كثيراً مما كانت عليه قبل 50 عاماً، إذ تعتمد أوروبا على النفط في نحو 30 في المائة فقط من مزيج الطاقة لديها، لكن السعودية لا تزال من أكبر 3 موردين للتكتل.
وأضاف المسؤول: «أي أزمة محتملة سيكون لها تأثير فوري على السعر لكنها أقل خطورة على أمن الإمدادات، وعلى الرغم من أن السوق تشهد نقصاً شديداً بسبب تخفيضات (أوبك بلس)، فإنه من المفترض أن يخف الشح في عام 2024». وتابع: «طريق الشرق الأوسط لا يزال يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لأوروبا... يمر 20 مليون برميل يومياً عبر (مضيق) هرمز. إنها نقطة اختناق حقيقية».
وفي كل يوم، يُشحن نحو خمس الطلب العالمي اليومي عبر مضيق هرمز. وتشعر القوى الغربية بالقلق من حدوث تصعيد قد يؤدي إلى إعاقة الإمدادات أو زيادة خطر الإبحار عبر الممر الضيق، حيث هاجمت إيران ناقلات نفط واحتجزتها في السابق.
وذكر المسؤول أن مخزونات الاتحاد الأوروبي من النفط تلبي حالياً متطلبات 90 يوماً، لكن معظمها من الخام، في حين أن إمدادات أوروبا من الديزل وزيت الغاز هي الأكثر عرضة للتأثر. ويعتمد أكثر من 50 في المائة من نقل البضائع في التكتل على شاحنات تستخدم الديزل.
وبموجب توجيه من الاتحاد الأوروبي، يتعين أن يكون لدى الدول الأعضاء مخزونات طارئة من النفط تعادل 90 يوماً من صافي الواردات، أو 61 يوماً من الاستهلاك.
واجتمعت المجموعة التابعة للاتحاد الأوروبي آخر مرة في يونيو (حزيران)، لكنها عقدت اجتماعاً (الجمعة) لبحث أمن النفط قبيل فصل الشتاء، نظراً لأن الاتحاد الذي يضم 27 دولة فقد تقريباً جميع إمداداته من الغاز والنفط الروسي.
ويستخدم زيت الغاز في التدفئة، خصوصاً منذ فقدان معظم الغاز الروسي، في حين يستمر ارتفاع الطلب على وقود الطائرات. وقال المسؤول: «الرسالة كان مفادها امتلاك تشكيلة من المخزونات أكثر تنوعاً، وامتلاك احتياطي من الديزل وزيت الغاز».
وقالت سيمسون في تصريحات اطلعت عليها «رويترز»: «استمرار تخفيضات صادرات النفط الخام من أوبك وروسيا، والصراع في أذربيجان، وهجمات (حماس) على إسرائيل واتساعها المحتمل إلى المنطقة، يعرض إمدادات النفط العالمية للخطر».
وأضافت سيمسون: «علاوة على ذلك، لا تزال هناك بعض الدول الأعضاء التي تستورد النفط الخام الروسي عبر خطوط الأنابيب، ما قد يجعلها عرضة لمزيد من التلاعب الروسي».
كما تطرقت سيمسون إلى قدرة موسكو على التحايل على سقف سعر النفط البالغ 60 دولاراً للبرميل الذي فرضته مجموعة السبع باستخدام «أساطيل الظل».
وذكر المسؤول أن روسيا تبيع النفط بشكل رئيسي إلى الهند والصين، لكن بدلاً من التخفيضات الكبيرة التي شوهدت حتى الصيف، فإنها تبيع الآن بسعر قريب من سعر التكافؤ مع خام برنت، الذي يجري تداوله حالياً عند ما يقرب من 90 دولاراً للبرميل.
حضر الاجتماع ممثلون عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ووكالة الطاقة الدولية واتحادات بالقطاع تضم شركات تكرير وموردي وقود ومشغلين للمخازن.
واختتمت أسعار النفط تعاملات الأسبوع يوم الجمعة، على ارتفاع بنحو 3 في المائة، إلى أعلى مستوى في أسبوع وسط مخاوف المستثمرين من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط؛ ما قد يتسبب في اضطراب إمدادات النفط الخام العالمية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.25 دولار، أو 2.6 في المائة، إلى 90.18 دولار للبرميل. كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.14 دولار، أو 2.6 في المائة، إلى 85.35 دولار للبرميل.
وعلى الرغم من أن التطورات لم تؤثر بشكل مباشر في الإمدادات فإن المخاوف من أن الصراع في قطاع غزة قد ينتشر ويعطل الإمدادات من منتج النفط الخام الرئيسي إيران، التي تدعم حماس قد زادت. ويمكن أن تؤثر حرب أوسع نطاقاً أيضاً على الشحنات القادمة من السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، وغيرها من كبار المنتجين في الخليج.
وأبقى محللون من غولدمان ساكس توقعاتهم لسعر برنت في الربع الأول من 2024 عند 95 دولاراً للبرميل، لكنهم أضافوا أن تراجع الصادرات الإيرانية قد يدفع الأسعار الأساسية للارتفاع بنحو 5 في المائة.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الاتحاد الأوروبی النفط الخام من الدیزل فی المائة
إقرأ أيضاً:
ليبيا تخطط لزيادة صادرات الغاز الطبيعي إلى أوروبا
أعلن وزير النفط والغاز المكلف، خليفة عبد الصادق، خلال مشاركته في منتدى إسطنبول للطاقة، عن خطط ليبيا لزيادة صادرات الغاز الطبيعي والكهرباء إلى أوروبا.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “التحديات والفرص لمستقبل مرن” ضمن المنتدى الذي تنظمه وكالة الأناضول برعاية وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية.
وأكد عبد الصادق أهمية التعاون الإقليمي لبناء خطوط نقل الغاز إلى أوروبا، قائلا “نسعى لزيادة حجم التصدير من الغاز الطبيعي، وهذا يعني التعاون والتشارك في إيجاد طرق لإنشاء خطوط نقل لأوروبا”.
وكشف عبد الصادق عن استراتيجية ليبيا لزيادة الاعتماد على تصدير الغاز، مستغلة موقعها الجغرافي المتميز في شمال أفريقيا الذي يجعلها مرشحة للاستثمار في الطاقة الشمسية.
وأوضح وزير النفط أن لليبيا استراتيجية في استخدام الغاز أكثر في التصدير، لافتا إلى أن موقعها في شمال إفريقيا مهم للطاقة الشمسية.
وأشار وزير النفط إلى أن ليبيا تعمل على استكمال مشاريعها في قطاع الغاز، معتبراً أن الحاجة للغاز ستزداد مع مرور الوقت، مقارنة بالبترول الذي تعتمد عليه ليبيا حالياً بشكل أكبر.
وفيما يتعلق بقطاع الكهرباء، أعلن عبد الصادق بدء ليبيا بتصدير الكهرباء بكميات صغيرة، مع طموح لزيادة هذه الكميات بشكل كبير في المستقبل، مضيفا إلى انفتاح الحكومة على المستثمرين في هذا المجال.
ولفت وزير النفط إلى أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وأن ليبيا قد وصلت بالفعل إلى الأسواق الأوروبية، مؤكدا التزامها باستكمال مشاريعها مع التركيز على تقليل الانبعاثات الكربونية.
المصدر: منتدى إسطنبول للطاقة.
Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0