في خضم التطورات التي تشهدها الاراضي الفلسطينية المحتلة والاحداث الاخيرة التي رافقتها ابتداء بمعركة طوفان الاقصى وانتهاء بهجمات المقاومة جنوب لبنان واخرى على قواعد عسكرية وامريكية بالمنطقة .. برز مؤخرا تصريحات المتحدث الرسمي للكيان الصهيوني والتي حدد فيها ما اسماه "التهديدات القادمة من البحر الأحمر".

والتساؤل هنا هو لماذا اعلن عنها الاسرائيلي بنفسه هذه المرة وليس الامريكي؟

وفي ذلك يفند العميد عبدالله عامر نائب دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة لماورد مبتدأ بتصريح متحدث الجيش الاسرائيلي الذي قال في مؤتمره الصحفي وبالحرف: (تم رصد تهديد جوي في البحر الاحمر وتم ارسال طائرات هليكوبتر قتالية رداً على التهديد).

وقال العميد عامر: "رغم انه لم يحدد نوع التهديد ولا المنطقة بالضبط لكن لماذا اختار -متحدث الجيش الاسرائيلي- سلاح المروحيات للتعامل مع التهديد!"

متسائلا: هل يعني ان التهديد بات قريبا وماذا ستعمل المروحيات اين المنظومات الاعتراضية!؟

 ويضيف العميد عبدالله بن عامر : الاهم من ذلك هو ان اضطرار الاسرائيلي للتعامل بنفسه مع التهديد يؤكد حقيقة واحده! هي "فشل القوات الامريكية في البحر الاحمر في اعتراض هذا التهديد"

بمعنى ان التهديد تجاوز تلك المنظومات واذا تجاوزها فحتماً سوف يتجاوز المنظومات الاسرائيلية لأننا نتحدث عن منظومات تعمل بتقنية واحدة .. ماذا حدث؟!

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

حلول بسماركية للتعامل مع الحقبة الترامبية في المنطقة العربية

عاد ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من المنطقة العربية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن ليشارك الرئيس حفل تنصيبه، مستعرضا النجاح الذي حققه لانفاذ صفقة وقف إطلاق النار وتبادل سراح الاسرى في كلمة القاها امام المشاركين في حفل تنصيب الرئيس حدد فيها مبادئ السياسة الترامبية تجاه المنطقة والعالم.

ويتكوف الذي يعد أحد أعمدة الهيكل في إدارة ترامب حدد اربعة مبادئ للسياسة الترامبية بحسب زعمه، الاول يتمثل باحترام سيادة الدول، المبدأ الذي حطمه ترامب مسبقا بالإعلان عن رغبته السيطرة وفرض السيادة الأمريكية على قناة بنما وجزيرة غرينلاند الدنماركية، وضم كندا والمكسيك إلى بلاده وتغير مسمى خليج المكسيك إلى خليج اميركا، ففي ضربة واحدة نسف سيادة اربع دول خلافا لمبادئ ويتكوف التي كان ترامب مستمتعا بعرضها امامه، وهو يهز رأسه موافقا على كل كلمة مما يقوله ويتكوف، في نموذج غالبا ما سيتكرر ما باقي اعضاء طاقم إدارة ترامب على الارجح، فلهم كل الحق أن يقولوا ما يشاؤون وله وحده الحق بأن يفعل ما يريد.

أما المبدأ الثاني الذي تحدث عنه ويتكوف فكان، الازدهار الاقتصادي والاستثمار، كجسر للعلاقات بين الدول، علما أن ترامب أعلن نيته التي أكدها غير مرة بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 10 إلى 60 في المئة على أوروبا والصين وكندا والمكسيك واليابان وكوريا الجنوبية، إلى جانب عقوبات تربط الصين بروسيا وإران وطالبان في أفغانستان والحوثيين في اليمن فيما يشبه الفوضى الخلاقة لتدمير الازدهار وجسور العلاقات بين الدول، فهو يهدد بتدمير الجسور على أمل اخضاع من يقف على طرفها المقابل، عاكسا الجانب التطبيقي العكسي الأثر لمبادئ ويتكوف بجعل بناء الجسور وهدمها سلاح فتاك وروقة رابحة.

ثالث هذه المبادئ الوتكوفية، الدبلوماسية الشجاعة نحو يقين قوي وقرارات صادقة وثقة تامة، علما أن سياسة ترامب مليئة بانعدام اليقين، فهي تعتمد على غيابه، فضلا عن كونها مليئة بالتناقضات يشوبها الغموض حتى لدى المقربين منه، فالشجاعة مقرونة بالجهل وانعدام اليقين والخوف من المجهول الذي يمثله ترامب وقراراته المباغتة للمقربين والحلفاء والأصدقاء والشركاء والمنافسين والخصوم في آن واحد، مدخلال الجميع في فوضى التعامل مع قراراته كل بحسب فهمه وامكاناته في التعامل مع هذه الشجاعة الترامبية، التي لا معنى لها سوى إجهاد وإنهاك المحيطين به ذهنيا وماديا وإبقائهم في حال انشغال واشتغال بانتظار تقييمه لأدائهم الفوضوي ومقدار اقترابه من احتياجاته ومتطلباته الغامضة.

أخيرا، يبرز رابع هذه المبادئ الوتكوفية التي صفق لها ترامب والحضور بحماس، ألا وهو التعامل بالمثل والالتزام المتساوي المقرون بمسائلة الشركاء، فعهد الشيكات على بياض انتهى في إشارة إلى الشراكة مع دول حلف الناتو، والشركاء والأصدقاء في الخليج العربي، وجنوب شرق اسيا وصول إلى الباسفيك حيث اليابان وكوريا الجنوبية، والأهم تقييد الدعم المطلق وغير المقيد لأوكرانيا، فتهديد روسيا بعقوبات إن لم تتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب قابله تهديدات أشرس وأكثر إرعابا للرئيس الأوكراني زيلنسكي بوقف الدعم والتدفقات المالية والعسكرية عن بلاده وجيشه المنهك.

إدارة ترامب جادة في تحقيق النتائج وتحسين جودة الفوضى في العالم، أو ما أسماه ويتكوف "جودة الحياة" خصوصا للرئيس دونالد ترامب.

في اليوم التالي لخطاب ويتكوف علا صوت وزير الخارجية الأمريكي المعين ماركو روبيو، وهو عمود آخر في هيكل ترامب بالقول: كل ما نقوم به يجب أن يبرر بالإجابة عن واحد من ثلاثة أسئلة: هل يجعلنا ذلك أقوياء، هل يجعلنا أكثر أمنا؟ هل يجعلنا أكثر ازدهارا؟ إذا لم يحقق ما سنفعله أحد هذه الأمور الثلاثة فلن نقوم به، مستبقا ذلك بقوله: سنجعل الأولوية لمصالحنا الوطنية وأمننا وقيمنا في كل قرار يتعلق بالسياسة الخارجية، وخاتما ذلك بقوله: سنحقق السلام من خلال القوة دائما دون التخلي عن قيمنا، القيم التي بعثرها دونالد ترامب في قراراته التنفيذية التي ناهزت الثمانين قرارا في اليوم الأول من رئاسته.

دونالد ترامب أطلق مزادا سياسيا عالميا خلال مشاركته في منتدى دافوس، إذ عاد وأكد على منطق الصفقات والمساومات رافعا سعره للمملكة العربية السعودية التي طالبها برفع قيمة الاستثمارات من 600 مليار دولار إلى تريليون دولار، مهددا بخفض أسعار النفط في الآن ذاته مصدر الدخل الأساسي للعربية السعودية وليس فقط لروسيا، مؤكدا على ضرورة أن تقدم أوروبا المزيد، ومحذرا كندا من عقوبات وخيمة وضرائب جنونية.

مساومات ترامب لا تتوقف عند حدود، فنتنياهو لن يسلم من هذا البازار، إذ سيلتقي ترامب الجمعة (24 كانون الثاني/ يناير) في البيت الأبيض الحاخام اليهودي أهارون تيتلبوم زعيم حركة "ساتمار" الحسيدية المناهضة للصهيونية ولإسرائيل، وذلك لمباركته كونه أحد أبرز الداعمين لترامب في الانتخابات، وبحسب زعم ترامب كان لمباركته وصلواته خلال الانتخابات دور كبير في فوزه، فمبادئ ترامب السياسية وديانته الأخرى تتغير بحسب المكاسب التي يحققها من وراء ذلك.

الخلاصة من ذلك كله، أن بنية وهيكل سياسة ترامب تجاه المنطقة العربية وقضيّتها المركزية فلسطين أو المتقلبة في سوريا تتغير بحسب المكاسب والكلف، فارتفاع الكلف الأمنية والاقتصادية والقيمية حافز قوي لترامب للتراجع عن سياساته الاستيطانية في الضفة الغربية والتراجع عن مشاريعه الانفصالية في سوريا.

التراجع أمر لا يخجل منه ترامب ولا يعده هزيمة بل نصرا لا يختلف في جوهره عن مفارقة جسور الازدهار التي هدد ببنائها وتحطيمها في الآن ذاته، فكما طالب السعودية برفع استثماراتها وتخفيض سعر نفطها في الآن ذاته، طالب روسيا بوقف الحرب، علما أن نهايتها تعني إغراق روسيا الأسواق العالمية بنفطها وغازها.

التراجع بهذا المعني كامن في بنية سياسة ترامب وهيكلها الأساسي بحسب المصلحة المرتجاة منها، وهنا تبرز المقاومة المسلحة كرهان للشعب الفلسطيني قادر على رفع الكلف والتأثير في سلوك ترامب وتوجهاته للتقدم والتراجع، وليس الخطابات والتصريحات والتحذيرات التي أطلقها المستشار البروسي بسمارك أمام البرلمان في العام 1862، عندما عاتبوه على عدم لجوئه للحوار لإقناع الفيدرالية الألمانية الشمالية بالانضمام للاتحاد الألماني الجديد وتفضيله القوة على ذلك مخاطرا بمواجهة الدنمارك والنمسا وفرنسا وبريطانيا، حيث قال: إن المشاكل المصيرية لا تتحقق بالخطابات وبقرارات الأغلبية البرلمانية بل بالحديد والدم.

x.com/hma36

مقالات مشابهة

  • سرقة اسم مسرحية شهيرة والمخرج يعلق "ليها جمهور يدافع عنها".. ما الحكاية؟
  • في عيد الشرطة الـ 73.. العميد عاطف الإسلامبولي ترك إرثًا من الفخر والشجاعة
  • الناتو يطلق مهمة "حارس البلطيق" لحماية الكابلات والأنابيب من التهديدات الروسية
  • حلول بسماركية للتعامل مع الحقبة الترامبية في المنطقة العربية
  • أوقاف البحر الاحمر تفتتح ثلاث مساجد بالغردقة وسفاجا والقصير
  • محللون يؤكدون ..التصنيف الامريكي إجراء عدواني ولن يثني الشعب اليمني عن موقفه
  • ترمب يعيّن ويتكوف للتعامل مع ملف إيران: دبلوماسية أم ضغوط؟
  • تقرير إسرائيلي يحذر الاحتلال من إيران.. تمثل التهديد الأمني الأكبر
  • بالفيديو.. تأكيداً لما أعلنه عدد من القادة.. شاهد قائد الجيش “البرهان” يقود معارك الخرطوم وبحري وأم درمان بنفسه
  • وزراء الزراعة والشباب والرياضة والعمل يتفقدون بعض المشروعات في البحر الاحمر