غزة وثقافة “المقاطعة” اسماء شركات مستهدفة
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
صراحة نيوز – في خطوة تعبّر عن تضامنهم مع أهالي قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان احتلال وحشي؛ يقوم أطفال خلال تجوالهم في “السوبرماركت” بالبحث عن بدائل لتلك السكاكر والمأكولات المفضلة لديهم، التزاما بالمقاطعة التي لطالما سمعوا عن تفاtصيلها من عائلاتهم، في محاولة منهم لـ “دعم صمود غزة وأطفالها تحت القصف” بحسب متابعة لصحيفة الغد الأردنية .
وإلى جانب سلسلة مطاعم “ماكدونالدز” تشمل دعوات المقاطعة سلاسل مطاعم عالمية أخرى، أبرزها “بيتزا هت” و”برغر كينغ” ومقاهٍ مثل “ستاربكس” وكذلك سلاسل تجارية، بينها سلسلة “كارفور” الشهيرة والعلامة الرياضية “بوما”.
ومنذ ما يقارب العشرين يوماً، حرصت جوانا (14 عاما) على الالتزام مع أسرتها بالمقاطعة التي حدثتها عنها والدتها، وأن تستغني عن الكثير مما تحبه من المواد الغذائية والشوكولاتة، حتى تكون جزءا من هذه الحركة الداعمة وتقلص حجم مبيعات الشركات العالمية الداعمة “للاحتلال”، على حد تعبيرها.
وتقول جوانا، إنها حاولت كذلك الحديث مع صديقاتها واستغلال وجود الهواتف الذكية لديهن، والقيام ببحث مكثف عن المواد الغذائية التي يفضلنها. تقول “نحن نعي أهمية المقاطعة ونشاهد مئات المقاطع المصورة من مختلف دول العالم العربي التي تبين حجم المقاطعة فيها”.
ويلعب الأهل دورًا مهمًا في تنمية الوعي الوطني لدى أطفالهم، وذلك من خلال الحديث معهم حول القضايا القومية، وإشراكهم في الحوار حولها، والمساهمة في تعزيز قدرتهم على المقاومة والدعم، حتى ولو كان ذلك بأبسط أشكاله.
ومن خلال رسوماته، عبر الطفل علي (7 سنوات) عن المأكولات التي يحبها، ولكنه وضع فوقها رسما لطفل جريح ويبكي، ويقول لوالده “هاي الشوكولاتة تموت أطفال غزة”، وذلك بعد أن تحدث معه عن ماهية المقاطعة التي تعتبر جزءا من دعم أهل غزة وأطفالها.
ويقوال والد علي الحديث الذي يدور بين أفراد الأسرة، أوجد حالة من الوعي لدى الأطفال، وإن كانت مقاطعتهم بطريقة عفوية أو مؤقتة، ولكنها تساعد بإيجاد تصور بأن “أهل غزة بحاجة إلى أي شكل من أشكال الدعم المعنوي كذلك، وقد تكون المقاطعة جزءا منه”.
وكانت العديد من الجهات “التطوعية” قد قامت برصد العديد من المنتجات الغذائية والمصنوعات، والأدوية، والمحال التجارية، ونشر أسمائها عبر المنصات الإلكترونية، أو منشورات ورقية، بهدف التعريف بها ومقاطعتها للضغط على الحكومات من خلالها “لدعم وقف العدوان على غزة”.
الاختصاصي التربوي والنفسي الدكتور موسى مطارنة، يبين أن الأطفال هم المستقبل والأمل، ومن المهم أن تكون التربية قائمة على بناء الانتماء في أعماقهم، وأن نكون القدوة للأطفال في نصرة الآخرين، كما هو الحال الآن في غزة.
ووفق مطارنة، “علينا أن نُشعر الأطفال بأننا نعبر بكافة الطرق عن حبنا وتضامننا مع الشعب الفلسطيني، وما يحدث في فلسطين من انتهاك صارخ، ونحارب كل من يدعم هذا الكيان المحتل، وهذا يتطلب أن نبين الوسائل التي نقدمها كجزء من الدعم، ومنها المقاطعة، كنوع من التعبير، ولو بشكل رمزي، ولو عمقنا هذا الشعور لديهم فإنهم يشعرون بمفهوم الانتماء والمقاطعة والإحساس بإخوانهم، ونتيح لهم المجال للتعبير عن مشاعرهم بالصوت والمقاطعة”.
ويصف مطارنة أن ما يقوم به الطفل، وبدعم من أهله، من حملات مقاطعة مهما كانت قيمتها، هي جهد ورمزية جميلة، خاصة عندما يتبناها الأطفال، كونها عفوية وصادقة، ولا غاية استعراضية منها، أو للمظاهر فقط، بل هي تعبير صادق منه تبناه من خلال مجتمعه الداعم له، سواء من البيت، والمدرسة، والمجتمع المحيط، وبالتالي ننمي لدى الطفل الشعور بالقوة وأن لديه القدرة على العطاء، وما يقوم به هو جزء من هذه المعركة.
ولذلك، من الجيد، وفق مطارنة، أن يتواجد الطفل في بيئة نفسية صلبة وقوية، والتي تنعكس إيجاباً عليه، وفي فكره وعقيدته التي يدافع عنها، وهذا أيضاً يؤدي لبناء شخصية متوازنة وقوية، تحمل مبادئ وأفكارا، مثل “المقاطعة” لكل ما يحبه من أجل قضيته، فالانتماء لديه يتمثل بالقول والعمل.
ومن جهتها، تؤكد الاستشارية والخبيرة التربوية الدكتورة سعاد غيث أهمية استثمار الوضع الحالي، وخاصة لدى الأطفال الذين لم يعايشوا فترات الصراع والحروب وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان، بأن نشرح لهم هذا الصراع الوجودي على أرض فلسطين، وهي فرصة للتربية من خلال “المواقف”، كونهم يعيشون في ظل حدث كبير وكل أنظار العالم متوجهة عليه.
وتقول غيث إن العائلة والأبناء جميعهم يتابعون ما يحدث، لذا، علينا توعيتهم بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحصار غزة وكم امتد ومتى، وكل التفاصيل التي لها علاقة بمعاناة القطاع، ولا ننكر أن الأطفال يشاهدون هذا كل يوم، لذا علينا أن نشدد على فكرة الانتماء التي تطور نمو الطفل العقلي، ولا بد من التعليم العملي والانتقال من التعاطف فقط إلى اتخاذ موقف عملي، والذي يتمثل هنا بـ “المقاطعة”، وذلك من خلال شرح ماهية المقاطعة وهدفها ونتائجها إن نجحت، ومدى السرور الذي يمكن أن يدخل إلى قلوبهم وقلوب الشعب الغزي كوننا متضامنين معهم.
وبحسب غيث، “علينا أن نكون حريصين في شرح عملية المقاطعة لدى الطفل كلاً حسب مرحلته العمرية، وأن يكون لدينا موقف رفض لكل ما يدعم العدو”، مشيرةً إلى أهمية التربية بـ “النموذج” وذلك من خلال الأهل أو الأشخاص المؤثرين، والحث على أن يكون لديهم موقف والابتعاد عن كل الشركات التي يمكن أن تكون داعمة للاحتلال الذي يقاتل إخوانهم وأقرانهم من أطفال غزة، وأن ما نقوم به هو موقف تضامني.
وتعتقد غيث، أن فكرة المقاطعة كذلك من شأنها أن تنمي لديهم شعور دعم المحلي، من مختلف المنتجات والمحال التجارية، والتي من الممكن أن تزيد من جودة الخدمات للمواطن، وهذا أيضاً يعزز الجانب الوطني، مع الإشارة إلى أهمية أن تكون المقاطعة “من دون إكراه”، بل من خلال النقاش والإقناع للأطفال بكل هدوء ووعي، وانه كـ “طفل” لديه القدرة على أن يكون مؤثرا ومقاوما في ذات الوقت، ومراعاة مستويات استيعابه لهذا الأمر.
ويؤكد غيث أن الأطفال بشكل عام “عاطفيون”، وسريعو التفاعل والتجاوب، خاصة عندما يعلمون أنهم جزء من الدعم لإخوانهم في فلسطين وغزة تحديداً، وأن لهم وجودا وموقفا لا يستهان به، وهذا يخلق لديهم شعورا بالثقة والتقدير، ويساهم في النمو النفسي بشكل إيجابي.
وتقول “علينا أن نشكر الأطفال على موقفهم ودعمهم وصبرهم وتنازلهم عما يرغبون به ويحبونه مقابل قضيتهم، وهذا يعزز في نفوسهم التقدير وأنهم على قدر من المسؤولية”.
وينصح مطارنة الأهل، بأن يعززوا هذا العمل لدى أطفالهم كذلك من خلال دفعهم إلى التبرع بأي قيمة تتوفر لديهم، لصالح الأهل في غزة، من خلال حملات التبرع اليومية، متفقاً مع غيث على أهمية فكرة التقدير والتعزيز للطفل، لبناء شخصية ومجتمع “صلب” وواع.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن منوعات منوعات اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علینا أن من خلال
إقرأ أيضاً:
ما هي قاعدة “حتسور” الجوية الصهيونية التي استهدفها حزب الله للمرة الثانية
يمانيون – متابعات
في إطار معركة “أولي البأس” نفذ مجاهدو حزب الله اليوم الأحد عملية نوعية استهدفت قاعدة حتسور الجوية الصهيونية في عمق الكيان جنوب يافا المحتلة التي يطلق عليها العدو تسمية “تل أبيب”.
وتعد هذه هي العملية الثانية التي يتم استهداف القاعدة بصواريخ مجنحة لأول مرة يتم الكشف عنها.
فما هي قاعدة حتسور الجوية؟
قاعدة حتسور الجوية، هي مطار عسكري وقاعدة عسكرية جوية رئيسية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، تقع في بئر السبع، بالقرب من “كيبوتس حتسريم” جنوب “تل أبيب” وشرقي مدينة أسدود، وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 150 كلم.
تم إنشاء القاعدة في أوائل الستينيات، وأعلن تشغيلها في 3 أكتوبر 1966، كما يوجد في “حتسيريم” متحف القوات الجوية الإسرائيلية، وبها أكاديمية الطيران التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي منذ ابريل 1966.
تم بناء القاعدة بأمر من قائد القوات الجوية الإسرائيلية، عيزر وايزمان، وصممها المهندس المعماري يتسحاق مور، وكان القائد الأول للقاعدة يوسف الون.
وتضم قاعدة “حتسور” جناحاً جوياً رئيساً، يحوي على تشكيل استطلاع مؤهل وأسراب من الطائرات الحربية، وتعد مقراً لأسراب 101 أو ما يعرف باسم “المقاتل الأول” الذي يمثل نخبة سلاح الطيران للعدو، وسُمي “105” العقرب لأنه يحمل العقرب كشعار.
واستهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان -حزب الله- القاعدة للمرة الأولى في21 – 11 – 2024م بصلية من الصواريخ النوعية المجنحة.
وكشف حزب الله عن إدخال سلاح الصواريخ المجنحة للحرب المتواصلة مع جيش العدو الصهيوني خلال هذه العملية.