عربي21:
2025-03-06@18:05:23 GMT

هل يستطيع العرب إدخال المساعدات إلى غزة؟

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

يطالب العرب بالإجماع بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، وتعززت تلك المطالب بقرار أممي صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة 27 أكتوبر.

تحيط بقطاع غزة 8 معابر، ستة منها تصل القطاع بالأراضي المحتلة عام 1948، وتسيطر عليها سلطات الاحتلال، التي تغلق أربعة منها بشكل تام، وتفتح معبرين بشكل متقطع هما: "بيت حانون" و"كرم أبو سالم"، بينما تسيطر مصر على معبرين آخرين، هما "رفح" و"بوابة صلاح الدين".



بعد إغلاق الاحتلال كافة المعابر التي يسيطر عليها يبقى معبر وحيد يمكن أن يكون مدخلا للمساعدات وهو معبر رفح، وهو معبر فلسطيني مصري خالص.

ما الذي يمنع فتح معبر رفح؟

المانع سياسي بحت، حيث يعمل المعبر وفق اتفاقية المعابر (عام 2005 التي وقعت عقب الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من القطاع بموافقة السلطة الفلسطينية) بالشراكة بين الإدارتين الفلسطينية والمصرية، وتُشرف عليه من الجانب الفلسطيني هيئة المعابر والحدود التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني، ويتم ذلك تحت رقابة الاتحاد الأوروبي.

وقد عارضت حماس بعد سيطرتها على الجانب الفلسطيني من المعبر عام 2007، مشاركة الاحتلال الإسرائيلي في تشغيل المعبر، كما توقفت الرقابة الأوروبية بسبب غياب قوات السلطة الفلسطينية، ورفض الأوروبيون التعامل مع الموظفين المحسوبين على حماس، الأمر الذي أدى إلى إبقاء المعبر مغلقا.

واعتبرت مصر أن المعبر في ظل غياب السلطة الفلسطينية والرقابة الأوروبية لا تتوافر فيه الشروط الواردة في الاتفاق، ومن ثم اعتبرت نفسها في حل من تشغيله بشكل طبيعي، رغم أن مصر لها القدرة الفعلية على فتح معبر رفح، فهو يقع ضمن سيادتها والمفروض أن لا تسمح لأحد بالتدخل في هذا الشأن السيادي، لكن للأسف فقد شهدنا إغلاقات مستمرة للمعبر.

هل تغير الوضع الآن؟

من المفروض أن الوضع قد تغير الآن بشكل كلي نتيجة الإغلاق التام للمعابر من الجانب الصهيوني الذي كان يعتمد سياسة التقطير للضغط على حماس متى شاء، ومنع الغذاء والدواء والوقود وهو بمثابة عقاب جماعي وجريمة حرب بتوصيفات القانون الدولي. ولذلك من غير المفهوم أن يبقى معبر رفح مغلقا أمام المساعدات الإنسانية والوقود التي تتكدس في مطار العريش قرب رفح. ومصر حاليا مسلحة بإجماع عربي وأممي بل وحتى غربي بضرورة إدخال المساعدات للقطاع.

إذن ما الذي يمنع ذلك؟

مع الإجماع العربي وحتى الغربي وجزء من الرأي الأمريكي وأغلبية دول العالم التي صوتت لصالح قرار الجمعية تطالب بإدخال المساعدات الإنسانية والوقود، فالطرف الوحيد في العالم الذي يرفض ذلك هو الكيان الصهيوني، وهنا تكمن المفارقة، فكيف يرفض الكيان إدخال مساعدات عبر معبر سيادي بين مصر وفلسطين؟

الدول العربية وعلى رأسها مصر دول ذات سيادة، وعليها التزام سياسي وأخلاقي وقومي للوقوف مع أهالي قطاع غزة، وهو ما قاموا به على نحو ما سياسيا، لكنهم عجزوا حتى الآن عن إيقاف العدوان وإدخال المساعدات.بالإضافة إلى الضغط الدبلوماسي والسياسي على القاهرة لمنع فتح المعبر، هناك تهديدات إسرائيلية بقصف المساعدات التي تدخل دون إذنه أو دون التنسيق معه، وقد أكد تلك التهديدات بقصف معبر رفح من الجانب الفلسطيني أكثر مرة.

هل هذا سبب كاف لمنع دخول المساعدات؟

في الواقع لا يبدو سببا كافيا، فالدول العربية وعلى رأسها مصر دول ذات سيادة، وعليها التزام سياسي وأخلاقي وقومي للوقوف مع أهالي قطاع غزة، وهو ما قاموا به على نحو ما سياسيا، لكنهم عجزوا حتى الآن عن إيقاف العدوان وإدخال المساعدات. فهل يمكن إبطال السبب الأخير وهو التهديد الصهيوني؟

يمكن ذلك بقليل من الجرأة والإرادة والإجماع العربي بالتعاون مع الدول الإسلامية، حيث يمكن رفع أعلام مصر والدول العربية والإسلامية على شاحنات المساعدات، ويمكن التنسيق مع الأونروا والصليب الأحمر ووكالات الأمم المتحدة لاستلام المساعدات حين وصولها للمستودعات وذلك حتى لا يتحدث أحد أن المساعدات هي لحماس.

لا يمكن للكيان أن يغامر بقصف شاحنات ترفع علم مصر وأعلام الدول العربية، وإذا ما قصف الطرق الرئيسية لإعاقة وصول المساعدات، فإن الجيش المصري قادر على إعادة إصلاحها بسرعة.

صحيح أن الولايات المتحدة ودول غربية سترفض هذه الخطة وستضغط على مصر والدول العربية لعدم التفكير بها، لكننا شهدنا أمثلة في الآونة الأخيرة على مواقف عربية مستقلة ضد الإرادة الأمريكية، فلماذا هنا يمكن أن يستجيبوا للضغط.

 لكن الوضع الكارثي الذي يعاني منه أهل غزة والصلف الصهيوني لا يترك المجال إلا لمثل هذا الأسلوب، وربما مجرد التلويح به سيؤدي إلى فتح معبر رفح بشكل دائم لإدخال المساعدات، فالواجب السياسي والأخلاقي والقومي يحتم على الدول العربية ذلك..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة مصر معبر رفح فتح مصر غزة فتح معبر رفح رهانات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة معبر رفح فتح معبر

إقرأ أيضاً:

3 أيام من منع إدخال المساعدات.. شبح المجاعة يهدد قطاع غزة مجدداً

#سواليف

‏تواصل #قوات_الاحتلال الإسرائيلي #إغلاق #معابر قطاع #غزة، لليوم الثالث على التوالي، وتمنع إدخال #المساعدات الإنسانية، وذلك في قرار اتخذته حكومة بنيامين #نتنياهو فور انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن تواصل وقف إدخال المساعدات تعد #جريمة جديدة، تزيد من تفاقم #الكارثة_الإنسانية التي يعانيها 2.4 مليون إنسان داخل قطاع غزة.

وحذر المكتب من خطورة تداعيات هذه الجريمة، التي تمثل استخفافا بالمجتمع الدولي والقانون الدولي الإنساني، وضربا بعرض الحائط للشرعية الدولية لحقوق الإنسان، التي نصت على أن الماء والغذاء والدواء والمأوى هي حقوق أساسية لا يمكن المس بها.

ووصف استخدام الاحتلال لهذا الأسلوب بأنه “وسيلة للابتزاز الرخيص، لتحقيق أهداف سياسية على حساب معاناة مئات آلاف البشر”.

مقالات ذات صلة الملك يؤكد دعم الأردن لخطة إعمار غزة بلا تهجير 2025/03/04

وتابع البيان: “استمرار هذا المنع يعني عودة شبح المجاعة من جديد، في ظل توقف عجلة الإنتاج والعمل داخل قطاع غزة، واعتماد سكانه على هذه المساعدات في توفير لقمة عيشهم، ‏كما يتسبب منع الوقود في توقف المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، وعدم قدرة البلديات والمرافق العامة عن تقديم خدماتها الإنسانية للمواطنين”.

وأضاف “كما يعني مفاقمة الوضع الصحي سوءا، لمنع دخول الأدوية والمستهلكات الطبية؛ ما يعني حكما بالموت على آلاف المرضى المزمنين والجرحى لعدم توفر الرعاية الصحية، وحكما بالإعدام على المنظومة الصحية المنهارة أساسا بفعل تخريب وتدمير جيش الاحتلال المتعمد لها طوال 15 شهرا”.
وأشار إلى أن “منع إدخال مستلزمات الإيواء المؤقت، يعني بقاء نحو 1.5 مليون إنسان بلا مأوى بعد تدمير بيوتهم، في ظل أجواء شديدة البرودة، وظروف معيشية قاهرة تنعدم فيها أبسط سبل الحياة من ماء وغذاء وكهرباء”.

وشدد على أن منع وصول المعدات والآليات الثقيلة التي يحتاجها القطاع، يعني بقاء أكوام الركام التي تزيد على 55 مليون طن، تحتجز تحت أنقاضها أكثر من 10 آلاف شهيد، وتعيق الحركة بسبب الشوارع المغلقة، كما تشكل مكرهة صحية وبيئية.
وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي “الاحتلال ومن يعاونه مسؤولية تداعيات هذه الجريمة الجديدة ضد الإنسانية”، مرحبا في الوقت ذاته بكل المواقف الدولية التي أعلنت رفضها لهذه الجريمة بتجويع شعب كامل، وطالبهم بإسقاط هذه المواقف عمليا على الأرض عبر ممارسة الضغط على الاحتلال، وإجباره على الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني، وعدم استخدام الحاجات الأساسية سلاح ضد المدنيين.
‏كما طالب القمة العربية التي تنعقد اليوم بتبني قرارات جادة تجاه ما يتعرض له قطاع غزة، وإنفاذ قراراتهم السابقة بكسر الحصار وضمان دخول احتياجات قطاع غزة بشكل منتظم ودون قيود.

من جانبها، أكدت حركة حماس في بيان، أن إغلاق الاحتلال لمعابر قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، ومنعه دخول المساعدات والبضائع، “يمثّل إمعانًا صهيونيًا في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، وجريمة حرب موصوفة تُرتكب أمام سمع العالم وبصره، عبر استهداف المدنيين الأبرياء بحملات التجويع وتعميق معاناتهم الإنسانية لتحقيق أهداف سياسية”.

وأضافت أنه “يتعيّن على المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، التحرّك الفوري لوقف هذه الانتهاكات الممنهجة وغير المسبوقة للقانون الدولي والإنساني، ومحاسبة قادة الاحتلال باعتبارهم مجرمي حرب، وفرض إدخال المساعدات ومواد الإغاثة الإنسانية والطبية ومواد الإيواء والإنقاذ إلى قطاع غزة”.

وتابعت: “في ظل انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة (قمة فلسطين)؛ نتطلّع إلى دور عربي فاعل ينهي المأساة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في قطاع غزة، ويُلزم حكومته الفاشية بوقف جرائمها بحق المدنيين العزّل، ويضغط لفتح المعابر وإدخال ما يحتاجه شعبنا في القطاع لتعزيز صموده على أرضه، وإفشال مخططات الاحتلال لتهجيره”.

مقالات مشابهة

  • منظمات أممية تحذر من توقف إدخال المساعدات إلى غزة
  • “يونيسف”: القيود على إدخال المساعدات إلى غزة ينبئ بكارثة
  • الاحتلال يواصل إغلاق معبر كرم أبو سالم ومنع دخول المساعدات إلى غزة
  • لليوم الرابع على التوالي.. إغلاق معبر كرم أبو سالم ومنع دخول المساعدات إلى غزة
  • أونروا تحذر: المساعدات الإنسانية لا يمكن استخدامها كأسلحة حرب
  • 3 أيام من منع إدخال المساعدات.. شبح المجاعة يهدد قطاع غزة مجدداً
  • 3 أيام على وقف الاحتلال إدخال المساعدات إلى غزة.. ابتزاز رخيص
  • شيخ الأزهر: ندعو الله أن يوفِّق القادة العرب في القمة العربية ووضع حدٍّ للغطرسة والفوضى التي يتعامل بهما الداعمون للكيان المحتل
  • اليونيسف تحذر من عواقب وخيمة بعد منع إدخال المساعدات لغزة
  • موجة غضب عالمية على قرار نتنياهو وقف إدخال المساعدات لغزة