آلاف من الفرنسيين بساحة "شاتليه" بالعاصمة باريس، في مظاهرات حاشدة بالرغم من حظرها بأمر من قائد شرطة باريس، وذلك للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في ظل استمرار الحرب الدموية والقصف الإسرائيلي وتطور العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. 
فبالرغم من حظر الشرطة وعدم السماح بتنظيم هذه المظاهرة وبالرغم من تأييد القضاء الفرنسي قرار الحظر، تجمع عدد غفير من المواطنين بعد ظهر اليوم في ساحة "شاتليه" بين الدائرتين الأولى والرابعة بباريس، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

 
وهذه المظاهرة بالرغم من الحظر إلا أنها شهدت مشاركة كبيرة من المواطنين الفرنسيين الداعمين للقضية الفلسطينية. ففي المظاهرات السابقة مثل الأحد الماضي، كان هناك عدد كبير من المتظاهرين من أصول عربية لدعم الشعب الفلسطيني إلا أن مظاهرة اليوم شهدت مشاركة لمواطنين فرنسيين جاؤوا خصيصا للمطالبة بوقف العمليات الإسرائيلية "الوحشية" ودعم الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن قطاع غزة، مرددين هتافات "من باريس إلى غزة.. نحن هنا معكم". 
وأعربت "كلويه" عن تضامنها مع الفلسطينيين، وقالت لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس: "زرت الضفة الغربية وإسرائيل وأدركت أننا هنا لا نتحدث عن الاحتلال والاستعمار الذي تقوم به إسرائيل، وأعتقد أن هذا هو سبب هجمات السابع من أكتوبر والأمر يتعلق بالسياسة وليس بالدين"، مضيفة أن تواجدها في هذه المظاهرة لتؤكد أن غالبية الشعب الفرنسي متضامن مع الشعب الفلسطيني على عكس ما تقوله الحكومة الفرنسية". 
ووسط هتافات منددة بأعمال إسرائيل الوحشية و"اغتيال الإنسانية"، منها "إسرائيل قاتلة"، وصفت "لولا" ما يحدث بغزة بالفظيع حيث أكدت أيضا أنه لم يكن هناك تحرك كاف لا على المستوى الفرنسي ولا على المستوى الأوروبي لحماية حقوق وحياة المدنيين الفلسطينيين "وأنا هنا لأقف تضامنا معهم". 
كذلك دعت "ناتالي" إلى وقف إطلاق النار وعبرت عن دعمها للشعب الفلسطيني، قائلة "ندرك ما يحدث ولكن لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي، الحكومة صامتة عما يحدث، لكننا لسنا كذلك، ورغم الحظر أنا هنا لأن هناك ازدواجية بالمعايير، بعض الأشخاص مسموح لهم بالتظاهر والبعض الآخر ممنوع، لذلك لا يمكننا أن نبقى سلبيين وأريد أن أؤكد للشعب الفلسطيني نحن هنا ندعمكم". 
ورفعت "لينا" لافتة كتب عليها "أوقفوا جرائم الحرب" وقالت: "أنا هنا لأنني ضد جرائم الحرب هذه وما يحدث في غزة وخاصة بالأمس عندما تم قطع كل الاتصالات عن غزة، ليس لدينا أخبار عما يحدث هناك ونحن على يقين أن هناك قصف مستمر ضد المدنيين والمستشفيات.. ولا تتوقف وسائل الإعلام عن الجدل حول ما إذا كان يجب تبريرها كدفاع أم لا مع أن من الواضح أن ما يحدث هي إبادة جماعية".
وأضافت "نحن هنا لأنه في فرنسا، يُحظر التظاهر بحجة أننا يمكن أن نمثل تهديدا للنظام العام، لكننا ببساطة أشخاص يريدون مشاركة آلام الفلسطينيين". 
وأكدت "كلير" أن ما يحدث حقا هو "إبادة جماعية" على أرض الواقع.. وقالت "لا أحد يفعل شيئا، العالم يرى هذه الإبادة الجماعية ولا أحد يتفاعل، يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك ويقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.. وأقول للفلسطينيين، لا تتخلوا عن قضيتكم، الحكومة ليست معكم لكن الشعوب معكم.. فالشعب الفلسطيني له الحق في الوجود، وله الحق في أن يكون حرا ومستقلا وله الحق في العيش في سلام وعدالة". 
أما "جون مارك"، فقد أعرب عن استنكاره لموقف الحكومة الفرنسية قائلا: "أنا هنا وقبل أي شيء للتنديد بموقف الحكومة الفرنسية التي قالت إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وبذلك تتبنى موقفا غير متوازن، وتبدو أنها لا تدرك أن حق الدفاع هذا هو حق للقتل، فهناك أكثر من 5 آلاف مدني لقوا حتفهم في غزة من بينهم أكثر من ألفي طفل، وهذا أمر وحشي". 
ومن جهتها أكدت "ليندا" فرنسية جزائرية على مشاركتها هي والجميع من أجل السلام، قائلة "أنا هنا ضد الاستعمار الإسرائيلي غير الشرعي والذي لا يحترم القانون الدولي.. ونحن هنا جميعا للسلام وأن يحصل الشعب الفلسطيني على حريته واستقلاله" وأضافت أن الشيء الوحيد الذي يمكن القيام به هو الخروج إلى الشوارع من أجلهم والدعاء لهم. 
وردد المتظاهرون هتافات تدين إسرائيل منها: "إسرائيل قاتلة" وأخرى داعمة لفلسطين مثل "كلنا فلسطين" ورفعوا لافتات تطالب بتحرير قطاع غزة، ولافتات أخرى كتب عليها "الإنسانية هي من تغتال" وهتافات أخرى موجهة للإعلام الفرنسي لقول الحقيقة، وأخرى تحث على استمرار المقاومة الفلسطينية والتضامن مع الشعب الفلسطيني، رافعين العلم الفلسطيني.
وقد أيدت المحكمة الإدارية بباريس صباح اليوم قرار حظر هذه المظاهرة الداعمة للشعب الفلسطيني والتي تم حظرها بأمر من قائد شرطة العاصمة لوران نونيز. وجاء في نص قرار المحكمة بأن القاضي المختص لم يعلق قرار الحظر الذي أصدره قائد شرطة باريس، نظرا لأن هذه التظاهرة تأتي "في سياق تتزايد فيه التوترات المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني والظروف التي تجرى فيها هذه المظاهرة"، بالإضافة إلى أنها تأتي في ظل تزايد الأعمال المعادية للسامية في فرنسا. 
وبالرغم من هذا الحظر، تجمع الآلاف قدر عددهم بين 3 آلاف و4 آلاف شخص بحسب الشرطة الفرنسية، في ساحة "شاتليه" بباريس، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في ظل استمرار القصف الذي يتعرض له قطاع غزة وتطور العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، إلا أن الشرطة الفرنسية ألقت بعد ذلك في المساء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الفرنسيين باريس الشعب الفلسطيني غزة مع الشعب الفلسطینی هذه المظاهرة قطاع غزة نحن هنا ما یحدث أنا هنا الحق فی

إقرأ أيضاً:

في موقف غريب: المجلس الانتقالي الجنوبي يطالب بعودة الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي إلى ممارسة مهامهما من العاصمة المؤقتة عدن

  

 طالبت اليوم هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي خلال اجتماعها الدوري اليوم الخميس، بضرورة عودة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى ممارسة مهامهما من العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن)، وطالبت إلى تحمل مسؤولياتهما تجاه المواطنين.

   

وزعم الانتقالي الذي يسيطر على عدن ويعرقل تحركات قيادات الدولة من اجل تكريس الإنفصال في بيان له إطلع عليه موقع مأرب برس"أن استمرار الغياب لم يعد مقبولا، ويزيد من معاناة الشعب، ويتركه يواجه مصيره في ظل الأوضاع الاقتصادية والخدمية الصعبة.

 

الانتقالي ذاته هو الذي عمل جاهدا طوال السنوات الماضية على عرقله عمل الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي، ووضع العراقيل واصطنع المشاكل بهدف مغادرة الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي محافظة عدن. 

  

وجددت الهيئة ترحيب المجلس بالدعوات للمنظمات والبعثات الدولية إلى نقل مقارها الرئيسية إلى العاصمة عدن، مؤكدة استعدادها لتقديم التسهيلات اللازمة لضمان أداء مهامها.

   

ومنذ تشكيل المجلس الانتقالي في مايو 2017 بدعم إماراتي ضمن مساعي تحقيق الانفصال، يمنع الانتقالي تواجد قيادات الدولة في عدن ويعرقل تحركاتها ويمنعها من مزاولة عملها في استتباب الأمن والاستقرار، كما نفذت عدة اقتحامات لقصر "معاشيق" مقر الحكومة في عدن، كان آخرها نهاية ديسمبر الماضي، بالسيطرة على نقطة أمنية تابعة لقوات الحماية الرئاسية.

   

ورغم مشاركة الانتقالي في المجلس الرئاسي والحكومة إلا أنه يمارس ازدواجية بين الجلوس على طاولة السلطة، وتصعيد الشارع ضدها.

 

وعلى صعيد اخر جدد المجلس الانتقالي ترحيبه بالمنظمات والبعثات الدولية ودعوته لها لنقل مقارها الرئيسية إلى العاصمة عدن، مؤكدةً استعداد المجلس لتقديم التسهيلات اللازمة لضمان أداء مهامها بسلاسة، بما يسهم في تعزيز جهود الإغاثة والتنمية والاستقرار في العاصمة عدن وعموم المحافظات.

 

مقالات مشابهة

  • الآلاف يتظاهرون في ألمانيا ضد اليمين المتطرف
  • برلماني سابق: حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة
  • كاتب صحفي: تضامن ودعم مصر مع القضية الفلسطينية «أسطوري»
  • الشعب قال كلمته «لا للتهجير».. عشرات الآلاف يهتفون أمام معبر رفح: «سيناء مش للبيع» (ملف خاص)
  • حزب المؤتمر: المشهد أمام معبر رفح يعكس تضامن الشعب المصري مع قيادته السياسية
  • «المنطاد الأولمبي» يعود إلى باريس كل صيف حتى «لوس أنجلوس 2028»
  • الآلاف من أبناء المنوفية يتوجهون إلى رفح لرفض مخطط تهجير الفلسطينيين.. صور
  • في موقف غريب: المجلس الانتقالي الجنوبي يطالب بعودة الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي إلى ممارسة مهامهما من العاصمة المؤقتة عدن
  • «أستاذ علوم سياسية»: إسرائيل لم تستطع كسر إرادة الشعب الفلسطيني
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل لم تستطع كسر إرادة الشعب الفلسطيني