واشنطن بوست: إدارة بايدن غيرت سياستها وتضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
مباشر: ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إدارة الرئيس جو بايدن غيرت سياستها تجاه وقف إطلاق النار المؤقت للأغراض الإنسانية في غزة، وأصبحت حاليا داعمة له بشكل كامل وتضغط على إسرائيل لتنفيذ وقف إطلاق نار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل دوري.
وأشارت الصحيفة - في تقرير على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت - إلى أنه بعد أسابيع من رفض دعم الدعوات الدولية المتزايدة من أجل "وقف إنساني" للغارات الجوية الإسرائيلية للسماح بتدفق مستمر للمساعدات إلى غزة، والسماح للمواطنين الأمريكيين والأجانب بالخروج وتسهيل إطلاق سراح الرهائن؛ فإن إدارة بايدن أصبحت - الآن - تدعم هذا المطلب وتضغط على إسرائيل للموافقة.
ورأت الصحيفة أن التحول المفاجئ في السياسة بإدارة بايدن؛ يأتي في الوقت الذي أصبح فيه الوضع الإنساني داخل قطاع غزة أكثر خطورة، وكذلك رفض الكثير من دول العالم أن يحذو حذو الولايات المتحدة في حجب الانتقادات العلنية لكيفية إدارة إسرائيل لحربها ضد حماس.
ولفتت الصحيفة إلى أن المبعوث الخاص للرئيس بايدن للوضع الإنساني في غزة ديفيد ساترفيلد، زار إسرائيل - هذا الأسبوع - سعيا لإحراز تقدم بشأن المساعدات وإخراج المواطنين الأجانب، لكن وفقا لمسؤولين من الولايات المتحدة والأمم المتحدة وإسرائيل، تحدثوا - شرط عدم الكشف عن هويتهم - لم يتم إحراز أي تقدم ملموس.
وأضافت الصحيفة أن إدارة بايدن بدأت - بشكل متأخر - تروج علنا للوقف المؤقت لإطلاق النار للأغراض الإنسانية؛ وهو ما يجعلها متخلفة عن الرأي العام الدولي في هذا السياق، خاصة وأن الجمعية العامة للأمم المتحدة وافقت - أمس - بأغلبية ساحقة على القرار العربي الذي يدعو إلى وقف كامل لإطلاق النار في غزة، بعد تصويت 14 دولة فقط من بين 193 عضو في الأمم المتحدة ضد هذا الإجراء.
ودعا القرار الأممي، "جميع الأطراف" إلى الالتزام بالقانون الدولي في الصراع، وطالب على وجه التحديد إسرائيل، حيث وصفها القرار بـ"القوة المحتلة"، بإلغاء أوامر الإخلاء في غزة.
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت الأسبوع الماضي حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى هدنة إنسانية، قائلة إن هذا الإجراء لا يؤكد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
لكن في نهاية الأسبوع الماضي، عرض وزير الخارجية أنتوني بلينكن "دراسة" الوقف المؤقت لإطلاق النار لحماية المدنيين، لكن تطور الدعم الأمريكي لإجراء وقف إطلاق النار بحلول الثلاثاء الماضي مع ارتفاع عدد القتلى في غزة، حيث طرحت الولايات المتحدة وقتها قرار خاص يدعو بشكل مباشر إلى هدنة إنسانية، بحسب "واشنطن بوست".
ونوهت الصحيفة عن أن المفاوضات لا تزال جارية حول ما ستحصل عليه إسرائيل مقابل موافقتها على الهدنة، لكن من جانب حماس فقالت إنها مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن غير الإسرائيليين مقابل وقف محدود لإطلاق النار، بما في ذلك مواطنون من 41 دولة من بين حوالي 200 أسير، كما قالت حماس إنها ستدرس في إطلاق سراح الرهائن المدنيين الإسرائيليين في حال تلبية مطالبها الأخرى، بما في ذلك إطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين في إسرائيل.
للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا
المصدر: معلومات مباشر
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: السوريون ابتكروا لغة مشفرة لتفادي مخابرات الأسد
“للجدران آذان"، عبارة تناقلها السوريون محذرين بعضهم بعضا من أن تكون عناصر المخابرات السورية متربصة في المقاهي وسيارات الأجرة وحتى في غرف المعيشة.
ولا يمكن للمرء معرفة إذا ما كان عامل النظافة في الشارع أو زميله المقرب في العمل، أو بائع الألعاب المبتسم أو حتى أحد أفراد العائلة مخبرا، فقد امتدت جذور الجهاز الأمني لتتوغل في كل جزء من حياة الناس.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يديعوت أحرونوت: الحوثيون يتحدون أميركا والعالم ولا يمكن ردعهمlist 2 of 2تحقيق للوموند: أزمة عميقة تضرب النظام الدولي بسبب حرب غزةend of listهكذا بدأ تقرير بصحيفة واشنطن بوست، راسما صورة الرعب الذي عاناه المجتمع السوري على مدار نحو 50 سنة تحت حكم حافظ الأسد ونجله المخلوع بشار الأسد، الذي دفع السوريين لابتداع لغة مشفرة للتواصل والتعبير عن آرائهم بحرية، واقتصر ذلك على أعضاء العائلة والأصدقاء الموثوق بهم.
واستعرض التقرير، الذي أعده الكاتبان بالصحيفة، محررتها للشؤون الخارجية روبي ميلين ومراسلها في بيروت محمد الشماع، أمثلة من تلك اللغة الرمزية ودلالتها، استنادا إلى شهادات سوريين وتجاربهم.
“خطهُ جميل"وكشفت ميسون (49 عاما)، التي اشترطت عدم استخدام اسمها الكامل بالتقرير، خوفا من مناصري النظام، عن أن السوريين كانوا إذا شكوا بأن أحدهم مخبر، قالوا عنه إن "خطه جميل".
وفي هذا الصدد، أضافت الكاتبة السورية علياء مالك أن الشخص "لم يكن أبدا ليكتشف من يستمع إليه، بغض النظر عن المكان الذي هو فيه، إذ كان عناصر النظام حاضرين حتى في غيابهم، وبالتالي كان على السوريين استخدام لغة مشفرة للتواصل".
إعلانوأخبرت ميسون الصحيفة أنها عاشت الخوف المستمر من "ذوي الخطوط الجميلة"، سواء داخل سوريا أو حتى عندما نزحت جراء الحرب للبنان مع عائلتها.
"هل عندك بقدونس؟"ووفق ما نقله التقرير عن خبير الحاسوب ثابت بيرو (60 عاما)، كان تداول العملة الأجنبية يعاقب بالسجن لسنوات، إذ كان الأسد يريد السيطرة على سعر صرف الليرة السورية، وبالتالي لم يكن السوريون يجرؤون حتى على قول كلمة "دولار"، واستبدلوها بالـ "أخضر".
ولكن، أضاف بيرو -الذي يعيش الآن في دبي- أن السلطات سرعان ما كشفت مغزى تلك العبارة، فغيرها السوريون إلى مصطلحات أخرى تدل على اللون الأخضر مثل "البقدونس" أو "النعناع".
وعبّر بيرو عن سعادته بمقدرته البوح باسمه الكامل بعد سنوات من التعبير عن رأيه تحت اسم مستعار على الإنترنت، ولكنه شفع ذلك بقوله إن الكوابيس لا تزال تراوده "بأن الأمر برمته مجرد حلم، وأن المخابرات سيمسكونني في نهاية المطاف".
"فلان ذهب إلى منزل خالته"وكان الخوف من الاعتقال هاجسا سائدا شغل بال معظم السوريين منذ أن كان حافظ الأسد في السلطة، وكانوا يشيرون إلى السجن بـ"بيت الخالة"، وفقا للصحيفة، فكان الناس يقولون "فلان في بيت خالته".
وحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تعرض أكثر من 110 آلاف معتقل للاختفاء القسري على يد النظام منذ 2011، وتوفي أكثر من 15 ألفا جراء التعذيب.
وتحدث عبد الوارث اللحام (45 عاما) عن اعتقاله لمدة يومين في يناير/كانون الثاني 2012، في أثناء مشاركته في مظاهرة مناهضة للحكومة ضمن الثورة السورية.
وقال اللحام للصحيفة إن الحراس ضربوه لساعات بالسياط والقضبان المعدنية، وأكد أنه فوجئ حقيقة "بمدى قدرة الجسم البشري على التحمل"، وبعد ليلتين قضاها بين الضرب والتعذيب في زنزانته، أُطلق سراحه وغادر السجن مذهولا بعد أن علم أنه سيستطيع رؤية زوجته وطفله مجددا، لكن شعورا "لا يمكن وصفه" راوده وهو يفكر فيمن تركهم وراءه ممن قد لا يرون أشعة الشمس مرة أخرى.
إعلان "هل تريد فنجانا من قهوة؟ أم كوبا من الشاي؟"ولم تقتصر اللغة المشفرة على المدنيين، وفق الكاتبة السورية مالك، فقد كان لنظام الأسد "معجم شيطاني" يخصه.
وكانت المخابرات إذا أرادت أن تستدعي شخصا ما لاستجوابه أو معاقبته، دعته إلى "كوب من الشاي"، وأكد لحام ذلك مضيفا أن الدعوة كانت إلى "فنجان قهوة"، إذا كانت العقوبة أكثر حدة.
ومع انتقال سوريا إلى حكومة جديدة، ومقدرة السوريين أخيرا على الكلام بحرية، أصبح كثيرون يتوقون للعودة إلى منازلهم، ولكن حتى مع انهيار النظام، فإن عقودا من الخوف تركت آثارا يصعب محوها من قلوب السوريين وعقولهم وأجسادهم، وفقا لما جاء في التقرير.