مركز أبحاث روسي: انقسام العرب يعزز ثقة إسرائيل بنفسها
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
نشر مركز أبحاث روسي تقريرا يقارن بين الحرب الحالية على غزة، وحرب 1973، وقال، إن العديد من الخبراء قدّموا "تصورات" مروعة لتطور الوضع تستند إلى حقيقة أن العالم الإسلامي، والدول العربية جزء لا يتجزأ منه، تمتلك إمكانات بشرية واقتصادية وعسكرية متكاملة لا تترك مجالا لإسرائيل لخوض حرب واسعة النطاق، غير أن الشيطان يكمن في التفاصيل.
وفي المقال الذي نشره موقع "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات"، يشرح الكاتب أنطون فيسيلوف بأن العرب اتفقوا خلال الدورة 26 لقمة جامعة الدول العربية في 29 مارس/آذار 2015، على إنشاء قوات مسلحة إقليمية موحّدة لمواجهة التهديدات الأمنية بشكل مشترك، لكن هذا الاتفاق ظل مجرد حبر على ورق.
وأكد أنه على الرغم من اتخاذ العرب في العديد من المناسبات خطوات للتوحد وتنسيق التحرك وتكوين جبهة موحدة، غير أن خاصية "اتفق العرب على أن لا يتفقوا" طغت على ذلك، والتاريخ يؤكد ذلك.
أقطار مشتتةوقد ألهمت أفكار الوحدة العربية كثيرين وأدّت إلى إنشاء الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا)، التي استمر وجودها 3 سنوات فقط ما بين 1958 و1961، في حين باءت جميع محاولات إنشاء الاتحادات المختلفة التي ضمت: مصر وسوريا والسودان والعراق وتونس وليبيا بالإخفاق.
ونتيجة لذلك نشأت "قيادات إقليمية"، ولم تعُد العلاقات بين الدول العربية المتجاورة مثالا لحسن الجوار.
وأوضح الكاتب بأن الانشقاق داخل الوسط العربي يعزز ثقة إسرائيل في نفسها، إضافة إلى ذلك، ولّدت سياسة الإفلات من العقاب تساهلا لافتا مع إسرائيل، مما جعل سلاح الجو الإسرائيلي يستهين بلبنان ويستخدم مجاله الجوي لشن هجمات على سوريا.
وفي الوقت الحالي، بينما ينشغل ملايين العرب بتنظيم مسيرات واحتجاجات حول العالم، يواصل الجيش الإسرائيلي بشكل منهجي تحويل ما تبقى من قطاع غزة إلى رماد.
تنديد فقط
وقال الكاتب، إنه بعد مقتل مئات الفلسطينيين في أحد مستشفيات غزة في 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أغلبهم من النساء والأطفال، عقد زعماء الدول العربية عشرات المشاورات والاجتماعات الطارئة، أدانوا خلالها عمليات القصف، وناشدوا الدول الرائدة بالتدخل لوقف المذبحة.
وبعد 4 أيام من المفاوضات المكثفة، سُمح لـ20 شاحنة تحمل الضروريات الأساسية بالدخول إلى جنوب غزة. وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، انعقدت في القاهرة "قمة السلام حول غزة" بمشاركة ممثلين عن أكثر من 30 دولة، لم يتمخض عنها أي نتائج.
وكشف الكاتب بأنه خلال ذلك، زار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا القاهرة، حيث كان في استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأكد الطرفان خلال اللقاء اهتمامهما بتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأميركية. وقد شدد السيسي على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لاحتواء الأزمة في قطاع غزة ووقف تصعيدها.
ويشير خبراء عسكريون -حسب تقرير المركز الروسي- إلى أن الأمر يتعلق بالدعم "اللوجستي" من مصر لوحدات البحرية الأميركية القريبة من مسرح الحرب.
وأكد الكاتب أن احتمال دخول إيران في الصراع يقضّ مضجع إسرائيل والغرب، غير أن الخوف تبدد عندما قال المندوب الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة، إن "القوات المسلحة الإيرانية لن تشارك في القتال في حال قيام إسرائيل بعملية برية في قطاع غزة، إلا إذا هاجمت تل أبيب الأراضي الإيرانية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
ما المتوقع من اجتماع القادة العرب في القاهرة بشأن مستقبل غزة؟
تسلط يورونيوز الضوء على الآمال والتوقعات التي تحملها الوفود المشاركة من مختلف دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قبيل انعقاد القمة الطارئة حول غزة في القاهرة يوم الثلاثاء.
يأتي لقاء قادة الدول العربية، الثلاثاء، في القاهرة ضمن قمة طارئة تهدف إلى توحيد الموقف العربي في مواجهة المقترح الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مستقبل قطاع غزة، والذي أثار جدلًا واسعًا بسبب ما يتضمنه من مخططات لترحيل سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
ويرى ريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، أن القمة تحمل أهمية استراتيجية كبيرة، إذ تهدف إلى إرسال رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل مفادها أن المنطقة بأسرها ترفض هذا المخطط وتدعم رؤية بديلة لمستقبل غزة.
لكن هذا الموقف لا يخلو من التشكيك والتباين، حيث ترى تهاني مصطفى، الأكاديمية والمحللة الفلسطينية، أن مثل هذه القمم ليست غير مسبوقة، إذ غالبًا ما تُعقد عند حدوث تطورات إقليمية كبرى، لكنها نادرًا ما تسفر عن تحولات جوهرية.
وكانت القمة قد تأجلت من الخميس الماضي وسط تقارير تشير إلى ضعف الحضور، ما يطرح تساؤلات حول قدرة الدول العربية على التوصل إلى توافق حقيقي. وفي ظل اختلاف وجهات النظر بين الوفود المشاركة، تبدو المفاوضات مفتوحة على احتمالات متعددة، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق رؤية تتماشى مع مصالحه وتصوراته الخاصة لمستقبل القطاع.
لا مكان في النُزلفي خضم الجهود الدبلوماسية لصياغة خطة تعالج تداعيات الصراع، برز الأردن ومصر كأكثر الدول انخراطًا في البحث عن بدائل واقعية. وبينما تستضيف القاهرة الاجتماعات، تسعى إلى وضع خطة شاملة لإعادة إعمار غزة دون المساس بحق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم.
حرصُ البلدين على تقديم رؤية بديلة ينبع من إدراكهما العميق للتبعات الكارثية التي قد تترتب على مخططات التهجير، إذ طُرحت سيناء المصرية والأراضي الأردنية كوجهتين محتملتين لملايين النازحين من القطاع، وهو ما يجعلهما في صدارة الدول المتضررة من مثل هذه السيناريوهات.
يرى خالد فهمي، أستاذ دراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بجامعة تافتس، أن هذا الطرح غير واقعي على الإطلاق. ويؤكد أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان ثابتًا في رفض هذه الخطط منذ بداية الحرب، وقبل أن تصدر التصريحات الأمريكية الأخيرة، موضحًا أن سيناء ليست خيارًا قابلاً للتطبيق بأي شكل من الأشكال بالنسبة لمصر.
الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد تزيد من تعقيد الموقف، حيث يُنظر إلى تدفق اللاجئين -الذين قد يكون بعضهم من مقاتلي حماس- كعامل إضافي يهدد الاستقرار الأمني والاقتصادي. التقارير الإعلامية الإسرائيلية تشير إلى أن مصر تعزز من إجراءاتها الأمنية، حيث قامت بتخزين طائرات مسيّرة في سيناء، وبنت جدارًا حدوديًا ثانيًا عند معبر رفح.
Relatedدعوات ومواقف في القمة العربية الإسلامية غير العادية بالسعودية بشأن حرب غزة ولبنان تغطية مستمرة| الحرب في غزة تتصدر جدول أعمال القمة العربية وإسرائيل تدفع بقوات إضافية إلى رفحقرارات القمة العربية الإسلامية الأولى بشأن غزة لم تجد طريقها للتطبيق فهل تكون الثانية مثلها؟القلق لا يقتصر على العجز عن استيعاب اللاجئين، بل يتجاوز ذلك إلى المخاوف من امتداد الصراع إلى الحدود المصرية، وهو ما شددت عليه تهاني مصطفى بقولها إن القضية ليست فقط مسألة إمكانيات تشغيلية، بل تتعلق بعدم رغبة القاهرة في زعزعة أمنها الداخلي.
أما الأردن، فلطالما كان ملاذًا للفلسطينيين منذ عام 1948، إذ تشير بيانات الأونروا إلى وجود 2.2 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في المملكة، رغم أن العدد الفعلي يُرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير. هذا الواقع يفرض على السلطات موقفًا رافضًا لاستقبال المزيد، حيث أن جزءًا كبيرًا من السكان، سواء كانوا فلسطينيين أو غير ذلك، يعتبرون التهجير مسألة غير قابلة للتفاوض.
وبحسب مصطفى، فإن القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر والأردن ليست مجرد شأن إقليمي، بل شأن داخلي له انعكاسات مباشرة على استقرارهما. وفي ظل شعورهما بآثار تقليص المساعدات الأمريكية، يظل السؤال المطروح هو إلى أي مدى يمكن لهما مقاومة الضغوط المتزايدة لتمرير مثل هذه المخططات.
أرني المالومن الضفة الأخرى للبحر الأحمر، يبرز العديد من اللاعبين الرئيسيين، وكل منهم يحمل أجندته الخاصة وأهدافه المتباينة.
على الساحة الدبلوماسية، تواصل قطر لعب دور محوري في الوساطة بين إسرائيل وحماس، سواء خلال هذا الصراع أو في مواجهات سابقة. ويرجع ذلك جزئيًا إلى استضافتها القادة السياسيين للحركة، مع الحفاظ في الوقت ذاته على علاقات وثيقة مع الوسطاء الأمريكيين بما يخدم المصالح الإسرائيلية.
أما الإمارات العربية المتحدة، فتقف في موقع فريد كأحد أقرب الحلفاء الإقليميين لإسرائيل. فقد وقّعت اتفاقية التطبيع الدبلوماسي خلال رئاسة ترامب، ما جعلها عرضة لاتهامات بتهميش القضية الفلسطينية. ومع ذلك، ومع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس عام 2023، شددت مرارًا على دعمها للفلسطينيين، وإن بقي موقفها متحفظًا فيما يتعلق بالمساعدات المالية لإعادة الإعمار. يشير فهمي إلى أن الإمارات دعت إلى "الترحيل الطوعي" للفلسطينيين، وهي فكرة يصعب أن تجد تأييدًا واسعًا على المستوى العلني.
على مقربة من ساحة الصراع، تحافظ المملكة العربية السعودية على موقعها كلاعب رئيسي، سواء على الصعيد الدبلوماسي أو المالي. ورغم العلاقة الوثيقة التي تربط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن المملكة لم تنضم إلى اتفاقيات أبراهام، ما يجعل موقفها أكثر تعقيدًا في هذا السياق.
وتقول مصطفى إن السعودية سعت إلى تصدر المشهد الفلسطيني في سياق مفاوضاتها بشأن التطبيع، مشيرةً إلى أن القضية ليست متعلقة بعلاقتها مع إسرائيل بقدر ما تتعلق بما يمكن أن تحققه من مكاسب من واشنطن، الحليف الدولي الأهم للمملكة.
ورغم مشاركة السلطة الفلسطينية في المؤتمر، إلا أن الشكوك تحيط بمدى فاعلية دورها. وتعبر تهاني عن هذا المأزق قائلة: "للأسف، تمثيلها يقتصر على مؤسسة واحدة يديرها رجل واحد ومعاونيه"، في إشارة إلى الهيمنة الفردية على القرار السياسي الفلسطيني.
لكن فابياني يرى أن المؤتمر، رغم كل الانتقادات، لا ينبغي الاستهانة به، واصفًا إياه بـ"مسرحية دبلوماسية حساسة، لكنها وجودية في محاولة لبناء تحالف"، ما يعكس رهان الأطراف المختلفة على إعادة رسم ملامح المشهد السياسي في المنطقة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ارتفاع قياسي في معدل السمنة عالميا وذوو الوزن الزائد سيشكلون 60% من السكان في 2050 هل مولت الوكالة الأمريكية للتنمية لقب "شخصية العام" لزيلينسكي؟ حماس: "لا تقدم يُذكر" في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة قطاع غزةجامعة الدول العربيةالقاهرةالهجوم عاى قافلة الحرية- غزة