قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن توجيه رشقات صاروخية لعدد من مدن ومستوطنات إسرائيل بما في ذلك منطقة ديمونة التي يوجد بها المفاعل النووي، تزامنا مع الهجوم البري على قطاع غزة -مساء الجمعة- يؤكد أن المقاومة ما تزال قادرة على ضبط إيقاع المعركة وتحديد توقيت القصف وأهدافه.

وأضاف الدويري في تحليل على الجزيرة أن فصائل المقاومة من خلال قصفها لإسرائيل في ليلة هي الأقسى من حيث الضربات على القطاع يعني أنها تواصل استغلال ما لديها من إمكانيات حتى لو لم تكن مساوية لإمكانيات الجانب الإسرائيلي، وتقول إنها هي من يختار توقيت الإطلاق وأهدافه.

وعن التصدي لعملية التوغل البري التي بدأتها قوات الاحتلال مساء الجمعة، قال الدويري إنه لا توجد معلومات دقيقة عما وقع بالأمس، لكن المعروف أن المقاومة تعاملت مع دبابة وجرافتين في خان يونس وأوقعت إصابات بهم في الأمتار الـ10 الأولى.

وفي منطقة بيت حانون -يضيف الدويري- دخلت 5 دبابات وجرافتان وتم التعامل معهم أيضا بعد مئتي متر من توغلهم، لكن شدة القتال وطول فترته تعنيان أن إسرائيل دفعت بمجموعة قتال مختلطة من دبابات وجرافات وناقلات جند وقوات إسناد.

وقال الدويري إن المقاربة العسكرية تشير إلى أن هناك مجموعة من 35 آلية قتالية في كل منطقة وهو ما تسبب في المواجهات العنيفة التي دارت أمس بين الجانبين.

ولفت إلى أنه لا أحد يمكنه معرفة حجم الخسائر التي وقعت أمس في أي من الجانبين، لكن السؤال حاليا هو: هل انسحبت القوات الإسرائيلية التي توغلت أم لا؟

وأعرب الخبير العسكري عن قناعته أن هذه القوات قد انسحبت وليست موجودة حاليا كما يقول جيش الاحتلال، لأنها لو بقيت موجودة من الضوء الأول حتى الضوء الأخير لما تركتها فصائل المقاومة دون استهداف واشتباك من مسافة صفر.

وأضاف أن هذه القوات -من وجهة نظره- دخلت في جنح الظلام وخرجت قبل مجيء النهار، مؤكدا أنه لا يتصور أن تسمح عقيدة القتال لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ببقاء هذه الأليات على الأرض دون التعامل معها.

إلى جانب ذلك، فإن العقيدة القتالية لجيش الاحتلال تقضي بأنه لن يغادر منطقة دخل إليها إلا إذا كانت فاتورة البقاء أكبر من فاتورة الانسحاب.

وعن الأسلحة التي استخدمتها المقاومة لصد الهجوم، قال الدويري إنه تم استخدام صواريخ كورنيت المعروفة للجميع، وقذيفة ألياسين، وهي عبارة عن قذيفة "RBG-7”" تم تطويرها بحيث تكون ترادفية أي أن بها حشوتين إحداهما تنفجر لاختراق التصفيح البيني قبل جسم الدبابة ثم تنفجر الثانية لاختراق جسم الدبابة نفسه.

وتعمل قذائف ألياسين عن طريق التوجيه البصري ومداها الأقصى 300 متر قاتلة، ولا يمكن التمييز بين الفاصلين الزمنيين الأول والثاني لأنه يقاس بالميكروثانية.

وبالنسبة لصواريخ الكورنيت، فإن المقاومة -برأي الدويري- تستخدم جيلا يمكنه اختراق أكثر من 60 سنتيمترا في الفولاذ الصلب ويصل مداه إلى 5500 متر، فضلا عن الأجيال الحديثة منه فيصل مداها إلى 10  كيلومترات ويمكنها إسقاط الطائرات العمودية وسبق له بالفعل إسقاط طائرة مروحية.

وقال الدويري إن ما تقوم به إسرائيل في غزة مخالف للعرف العسكري المتعارف عليه لأنها بالأصل معركة ليست تقليدية وغير متناظرة وحرب هجينة، مضيفا بالقول "إنها المرة الأولى التي يتم فيها المزج بين الحرب غير المتناظرة والحرب الهجينة لأنه لم يسبق أن يستخدم جيش قوته السيبرانية كلها ضد مجموعة مسلحة وليس جيشا نظاميا".

وخلص إلى أن ما جرى بالأمس هو تمهيد لإنجاح عملية التفاوض بشأن الأسرى وأيضا لإنجاح العملية البرية إذا ما قررت إسرائيل المضي فيها قدما.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

إيران اليوم ليست كما كانت

30 أبريل، 2025

بغداد/المسلة:

وليد الطائي

في عالم تحكمه موازين القوى لا المبادئ، تتجلى المفاوضات الأمريكية الإيرانية كصورة حيّة للصراع بين مشروعين: مشروع الهيمنة الغربية، ومشروع الاستقلال والسيادة الذي تمثله الجمهورية الإسلامية في إيران.

منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، بدا واضحًا أن واشنطن لا تبحث عن حلول دبلوماسية حقيقية، بل تسعى لفرض شروطها عبر سياسة “الضغط الأقصى”، ظنًا منها أن الحصار الاقتصادي سيُجبر إيران على الركوع. لكن الجمهورية الإسلامية، بقيادتها الحكيمة وموقفها الشعبي الصلب، أثبتت أن الكرامة الوطنية لا تُشترى، وأن السيادة لا تُفاوض عليها.

إيران… ثبات في الموقف لا يُكسر

إيران لم ترفض التفاوض كمبدأ، بل رفضت أن تكون المفاوضات غطاءً للابتزاز. دخلت طاولة الحوار من موقع القوي، لا الخاضع، وأكدت مرارًا أن أي اتفاق لا يضمن مصالح الشعب الإيراني ويرفع العقوبات الجائرة بشكل فعلي ومضمون، فهو مرفوض.

لم تكن إيران يومًا الطرف المتعنت، بل الطرف الذي يلتزم بالاتفاقات، كما أثبتت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارًا. أما الطرف الذي نكث عهده وخرق القانون الدولي، فهو الولايات المتحدة، التي انسحبت من الاتفاق دون أي مبرر قانوني، متجاهلة كل التزاماتها الدولية.

أمريكا… سياسة ازدواجية في الرداء الدبلوماسي

تتناقض الولايات المتحدة في مواقفها: تفاوض من جهة، وتفرض عقوبات وتصعّد في المنطقة من جهة أخرى. تحاول واشنطن استخدام أدوات الحرب النفسية والإعلامية والمالية لإجبار إيران على تقديم تنازلات. لكن هذه الأساليب فشلت أمام “الصبر الاستراتيجي” الإيراني، الذي لم يكن خنوعًا، بل حسابًا دقيقًا للردع، والقدرة، والتوقيت المناسب.

المعادلة تغيّرت… وإيران لاعب إقليمي لا يُتجاوز

إيران اليوم ليست كما كانت قبل عشرين عامًا. أصبحت قوة إقليمية ذات نفوذ سياسي وأمني، وصاحبة حلفاء استراتيجيين في محور المقاومة من لبنان إلى اليمن. هذا العمق الجيوسياسي جعل من طهران رقماً صعبًا في أي معادلة تخص المنطقة، وجعل من واشنطن مجبرة على التفاوض، لا منّة منها بل اعترافًا بواقع جديد.

مفاوضات على قاعدة الندّية لا التبعية

إن الدعم لإيران اليوم، هو دعم لمشروع السيادة في وجه الغطرسة، ودعم لحق الشعوب في امتلاك قرارها ومقدّراتها. فكما رفضت إيران أن تتحول إلى دولة وظيفية خاضعة، أثبتت أن الكرامة قد تُحاصر، لكنها لا تُهزم.

المفاوضات ستستمر، لكن من موقع قوة متكافئة، لأن إيران أثبتت أن من يملك الإرادة… لا يساوم على كرامته.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الدويري .. لا تكتبوا عن بطولات المقاومة ، اكتبوا عن الخذلان والصمت العربي
  • سرايا القدس توثق سيطرتها على مسيّرة إسرائيلية بخان يونس
  • الدويري: كمين حي السلطان يدحض مزاعم الاحتلال ويضرب خططه
  • خبير الزلازل التركي يُصيب مجددًا: زلزال يُهدد ولايتين إضافيتين
  • والي شمال دارفور وقائد الفرقة السادسة يهنئان البرهان بالإنتصارات التي حققتها القوات المسلحة على المليشيا بالفاشر
  • إسرائيل التي تحترف إشعال الحرائق عاجزة عن إطفاء حرائقها
  • تفاصيل معركة سبع ساعات ومقتل قائد كبير في الدعم السريع
  • باكستان: لدينا معلومات استخباراتية موثوقة بعزم الهند شن هجوم عسكري خلال 24 ساعة
  • إيران اليوم ليست كما كانت
  • موقع إيطالي: معركة شرسة بين أميركا والصين وتركيا على منطقة الصومال