مصرد ولة ذات سيادة ولن يستطيع أحد المساس بها
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
جهود مكثفة لوقف إطلاق النار فى غزة وإقرار هدنة فى الأراضى الفلسطينية
وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى رسائل طمأنة إلى الشعب المصرى ورسائل تحذير لأى محاولات خارجية للمساس بسيادة مصر، وأكد أن الدولة المصرية تبذل جهودا كبيرة من أجل تهدئة الاقتتال فى قطاع غزة وإدخال أكبر حجم من المساعدات التى يحتاجونها.
وقال السيسي خلال افتتاح فعاليات النسخة الثانية من الملتقى والمعرض الدولى السنوى للصناعة أمس: «سياستنا ليست قائمة على الغدر أو الخسة أو التآمر، ولا تحركنا المصالح، بل هدفنا البناء والتعمير».
وأضاف الرئيس أن الدولة المصرية بفضل شعبها وجيشها قادرة على حماية مقدراتها تماما، «لا تقلقوا وواصلوا العمل من أجل البناء والتعمير.. وأطمئنكم أن لا أحد يستطيع إيذاء مصر». مشدداً على أن الدولة المصرية تقوم بدور إيجابى فى ملف إطلاق الأسرى والمحتجزين فى قطاع غزة، مضيفا: «هناك الكثير من التفاصيل، وليس كل شيء يتم الإعلان عنه».
وتقدم السيسى بالشكر إلى كل الدول التى أرسلت مساعدات إنسانية لإدخالها إلى قطاع غزة.. وقال: «إننا نبذل جهودا كبيرة من أجل الاستجابة لمتطلبات 2.3 مليون فلسطينى فى غزة تحت الحصار، دون ماء ووقود ومواد طبية ضرورية، وأن إدخال 20 شاحنة يوميا ليس كافيا، بل نحتاج إلى قدر أكبر من المساعدات للدخول إلى قطاع غزة»، مؤكداً حرص مصر على أن تلعب دورا إيجابيا جدا فى القضية الفلسطينية.
وقال السيسى إن كل المسئولين فى الدولة المصرية خلال السنوات الماضية، وقبل أن أتولى رئاسة مصر، كانوا حريصين على لعب دور إيجابى فى إطار فهم أن الاستقرار مهم جدا للمنطقة وللدولة، مشددا على أن الدولة المصرية الآن تسير على نفس النهج، وهى حريصة كل الحرص على تحقيق الاستقرار وتبذل دورا كبيرا جدا من أجل تحقيقه.
ورحب الرئيس بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الصادر أمس، والداعى لوقف الاقتتال والتهدئة وإقرار هدنة فى الأراضى الفلسطينية، مؤكدا أهمية هذا القرار لأن حالة الغضب والاندفاع فى رد الفعل قد تجعلنا نندم بعد ذلك عندما تخرج الأمور عن السيطرة، وهو ما أريد تسجيله والتحذير منه.
وأشار السيسى إلى أنه يتابع ويطلع على تقارير تفصيلية عن الأحداث ويشاهد تعليقات وتفاعل الشباب والمواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفا: «ما لفت نظرى حالة القلق المتزايدة وأنا أشارككم هذه الحالة، وهى ظاهرة إيجابية ولكن دورى أن أطمئنكم»، مضيفا: «أمس كانت هناك طائرات مسيرة دخلت إلى البلاد وتم إسقاطها، وأيا كان المكان الذى جاءت منه، فقد حذرت قبل ذلك من أن اتساع نطاق الصراع ليس فى مصلحة المنطقة، وستكون المنطقة عبارة عن قنبلة موقوتة تؤذينا جميعا».
وشدد الرئيس على أن مصر دولة قوية جدا لا تمس، وذات سيادة وأرجو أن يحترم الجميع سيادتها ومكانتها، وهذا كلام ليس للتباهى.
وقال: «من المهم أن أقول لشبابنا وكل المصريين المعنيين بالموضوع، لا تقلقوا، وبفضل الله سبحانه وتعالى مثلما حفظ الله هذا البلد فى 2011 و2013 سيحفظه دائما، لأن سياستنا لم يكن بها غدر ولا خسة ولا تآمر ولا انتهازية ولا حتى مصالح.. مصلحتنا أن يسود الاستقرار العالم ونبنى ونعمر بلادنا هذا ما عملنا عليه.. ولا أعتقد أن من سنن الوجود أن يتم التعامل مع أصحاب مثل هذه القيم بالإيذاء أو القضاء عليهم أو تدميرهم أو أى شىء».
وأضاف: «الدولة المصرية بفضل الله وبفضل شعبها وشبابها وجيشها ووعيكم قادرة على توفير الحماية التامة.. لذلك لا تقلقوا.. وانتبهوا إلى أعمالكم وعيشوا حياتكم، نحن نبذل جهدا كبيرا جدا حتى نخفف ونهدئ من حالة الاقتتال الموجودة فى قطاع غزة، كما نبذل جهودا كبيرة حتى يتم إدخال المساعدات الإنسانية كلها، وهنا أسجل كل الشكر والتقدير للدول التى قامت بإرسال المساعدات».
وتابع السيسى: «من المهم أيضا أن نبذل الجهد ونضغط حتى يتم إدخال كل المساعدات بحجم يتناسب مع حجم الطلب والضرر الواقع وحجم الاحتياج الموجود داخل القطاع، نحن نتحدث عن 2.3 مليون شخص، وكان هناك حصار موجود من قبل ذلك، واشتد جدا حتى طال المياه والوقود والمواد الغذائية والمواد الطبية والكهرباء أيضا، لذلك الاحتياج ضخم جدا، وبالتالى لا أعتقد أننا نستطيع أن نحدد ذلك بـ20 شاحنة أو 60 شاحنة أو 100 شاحنة، أى حجم من الشاحنات التى يمكن إدخالها إلى القطاع أمر فى منتهى الأهمية حاليا».
واستطرد السيسى بالقول: «إننا حريصون أيضا على أن يكون لنا دور إيجابى فى تخفيف حدة الأزمة من خلال إطلاق الأسرى والرهائن الموجودين فى القطاع، ونبذل فى هذا جهدا كبيرا ولكن ليس كل شيء يتم الحديث عنه وعندما ننتهى سيتم الإعلان عن التفاصيل»، مشددا على أنه لا أحد يستطيع إلحاق الأذى بمصر، وقال: «مرة أخرى نطمئنكم بفضل الله سبحانه وتعالى.. لا أحد يستطيع.. لا أحد يستطيع، دعونا نعمل ونبنى ونعمر».
وشدد الرئيس على دعم الدولة للمستثمرين وتشجيعها لجذب المزيد من الاستثمارات وقال: «إن الدولة مستعدة لمساعدة المستثمرين من خلال تخفيض التكلفة المالية للمشروعات وتوفير كافة المرافق وإنشاء ما يلزم لها لكى يتفرغ المستثمر ويركز جهده فى البدء بشكل أسرع فى مشروعه دون أية عوائق قد تطيل مدة الإنشاء قبل أن يدخل المشروع مرحلة التشغيل».
وأضاف السيسى أن الدولة أنشأت 15 تجمعا صناعيا بناء على مطلب وزارة التجارة والصناعة لتوفير الجهد والوقت على المستثمر، حيث نفذت الدولة أعمال البنية التحتية ويتم تسليم المنشآت شاملة كافة الموافقات اللازمة لكى يحضر المستثمر الآلات ويبدأ العمل مباشرة فى مشروعه.
وتابع: «إن الهدف من إنشاء هذه التجمعات الصناعية ليس مشاركة المستثمر فى الربح بل توفير كافة المتطلبات لكى يبدأ مشروعه فورا ويوفر فرص عمل جديدة ».
وضرب الرئيس مثالا افتراضيا بأنه: «إذا صرف المستثمر 200 مليون جنيه على الجزء الإنشائى الذى يستغرق 5 سنوات مثلا لتنفيذه، فإن الدولة توفر عليه هذه المدة والأموال وتطلب منه أن يبدأ فورا فى تنفيذ مشروعه وعدم استنفاد الوقت فى أمور إدارية أو إنشائية».
وأكد السيسى استعداد الدولة لتذليل كافة العقبات التى تواجه المصنعين والمستثمرين، مشيراً إلى إن عدد محطات المعالجة ومحطات الصرف التى سيتم إنشاؤها تحتاج كميات ضخمة من مواد تصنيع مكونات ومعدات محطات معالجة الصرف الصحى ومحطات تنقية مياه الشرب.
وشدد الرئيس على أن الدولة عندما تقوم بإنشاء المنشآت المدنية للمصانع لا تسعى إلى المشاركة فى الربح ولكنها تسعى إلى توفير الجهد، فإذا قام مستثمر بصرف مبلغ مالى فى المنشآت المدنية بمبلغ 200 مليون جنيه، وتقدر خطته فى إطار التدفق المالى المتاح له ودراسات الجدوى بأن مصنعه سيتم تنفيذ إنشاءاته فى خمص سنوات، وإذا قامت الدولة بعمل المنشآت المدنية سيكون جهد المستثمر فقط فى جلب المعدات وتوفير الوقت بدلا من خمس سنوات لتصبح الفترة سنة أو سنتين فقط قبل بدء التشغيل، وأن الدولة تقوم بهذا العمل من أجل تشجيع المصنعين.
وتعليقا على كلمة المهندس محمد الصيحى – أحد العارضين – قال الرئيس السيسي: «لو تريد زيادة المحطات إلى محطة أو اثنتين أو ثلاث، نحن مستعدون للمساعدة وفى الأماكن التى تريدها»، فيما رد الصيحى مؤكدا «إن سمعة المنتج المصرى بالخارج سواء فى الخضراوات والفاكهة والموالح تحظى بثقة كبيرة، وهو ما يساعد بدوره فى زيادة عدد المحطات».
وأكد الرئيس السيسى ضرورة زيادة الكفاءة التشغيلية من 25 أو 40 ألف طن فى الموسم الواحد إلى 100 أو 200 ألف طن، مشيرا إلى وجود الكثير من الشركات التى تعمل فى هذا المجال، وأن الدولة حريصة على تقديم الدعم والمساعدة لشركته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس عبدالفتاح السيسي رسائل طمأنة الشعب المصرى جهودا كبيرة الغدر قطاع غزة أن الدولة المصریة لا أحد یستطیع قطاع غزة من أجل على أن
إقرأ أيضاً:
مليشيات الخراب
قبل أن أبدا حديثى عن مليشيات الخراب، لابد ان أوضح شيئا مهما حتى لا يتصيد البعض أو يفهم أحد مقالى هذا على غير المراد منه.
فالأمر في حالة فلسطين مختلف ولا يدخل فى إطار المقصود من مليشيات الخراب، لأن حركة حماس والجماعات المسلحة الأخرى كالجهاد الإسلامي والقسام وغيرها يرتبط وجودها بشكل مباشر بظروف الاحتلال والاضطهاد التي يعيشها الشعب الفلسطيني، لذا يعد الوجود المسلح لهذه الفصائل بالنسبة للكثيرين حقا مشروعا في الدفاع عن الأرض، رغم اختلاف الأراء حول الأسلوب.
أما مليشيات الخراب التى أعنيها، فهى الجماعات المسلحة التى تعمل خارج سيطرة الدول المستقرة، وتمثل تهديدا كبيرا على استقرار المجتمعات وأمنها، حيث يمكن أن تؤدي هذه المجموعات إلى آثار سلبية تتعلق بالأمن الوطني، والاستقرار السياسي، والتنمية الاقتصادية، وتمزق النسيج الاجتماعي، حيث يمكن أن تتحدى هذه الميليشيات سلطة الحكومة وتؤدي إلى تصاعد النزاعات المسلحة أو الحروب الأهلية، مثل ما يحدث في كل من العراق واليمن وليبيا والسودان، لأنها تتصرف بمعزل عن النظام القضائي وتفرض قوانينها الخاصة، مما يضعف هيبة الدولة ويجعل المواطنين أقل احتراما للقوانين الرسمية، وتشيع ثقافة قانون القوة.
كما أن وجود ميليشيات مسلحة خارج إطار الدولة يؤدى إلى تهريب السلاح، والمخدرات، والبضائع، مما يلحق ضررا مباشرا بالاقتصاد المحلي ويؤدي إلى فقدان الثقة في الاستثمار، ويزيد من تكلفة الحياة بسبب انعدام الأمان. وعندما تعجز الحكومة عن السيطرة على الميليشيات المسلحة، ينشأ شعور بعدم الثقة لدى المواطنين تجاه قدرتها على حماية الدولة وحفظ الأمن، مما يفتح المجال لتنامي نفوذ هذه الميليشيات وجذب تأييد مجتمعي في بعض الأحيان. وغالبا ما تستغل هذه الميليشيات الانقسامات الدينية أو الطائفية أو العرقية، مما يعزز الانقسامات داخل المجتمع ويؤدى إلى صراعات بين المجموعات المختلفة، كما قد تؤدى إلى تهجير السكان وانتهاكات لحقوق الإنسان. وغالبا ما تحاول الميليشيات التأثير على القرارات السياسية والانتخابات من خلال التهديد والترهيب، مما يعطل أي عملية ديمقراطية، ويفقد المواطنين حقهم في المشاركة الإيجابية في أى انتخابات رئاسية أو برلمانية، أو حتى انتخابات الوحدات المحلية.
وعلى سبيل المثال، فقد عانت الحكومة العراقية منذ عام 2003 من تزايد نفوذ الميليشيات الطائفية التي يتم تمويلها ودعمها من دول خارجية. وكذلك اليمن التى شهدت صعود ميليشيا الحوثيين التي تسيطر على العاصمة صنعاء وأجزاء أخرى من البلاد، ما أدى إلى نزاع مدمر. وحزب الله اللبناني هو مثال آخر على ميليشيا مسلحة خارج إطار الدولة، حيث يمثل لاعبا عسكريا وسياسيا مستقلا بشكل كبير عن الحكومة اللبنانية.
من هذا المنطلق نستطيع أن نؤكد أن وجود ميليشيات مسلحة منفصلة عن الدولة يعقد المشهد الأمني والسياسي، ويجعل أي جهود لإرساء السلام أو تحقيق النمو الاقتصادي مستحيلة دون معالجات جذرية لهذا الوضع.
وهذا ما فطنت إليه قواتنا المسلحة فى عهد الرئيس السيسى، وتحركت بقوة نحو تطهير سيناء الحبيبة من دنس الإرهابيين المتسربلين برداء الدين، والدين منهم براء. حيث كانوا يخططون للاستقلال بسيناء وإعلانها بالزور والبهتان ولاية إسلامية، ثم سرعان ما تقدم لها الدول التى ترغب فى زعزعة استقرار الدولة المصرية يد العون وتمدها بالسلاح حتى تقوى شوكتها وتمثل تهديدا وخطرا حقيقيا على مصر وشعبها.
وفى سبيل القضاء على هذه المليشيات، خاضت قواتنا المسلحة حربا حقيقية على هؤلاء المجرمين الخونة، تكبدت خلالها خسائر كبيرة فى المعدات والعتاد والأرواح، حماية لوحدة الأمة المصرية، وكسرا لشوكة هذه المليشيات قبل ان يقوى نفوذها، وتفرض سيطرتها على جزء من أرض مصر عزيز وغال على كل المصريين.
اللهم احفظ مصر وشعبها، ووحد صفها، وانصرها على من عاداها، واجعل كيد المتربصين بها فى نحورهم، وكن معنا عليهم، اللهم آمين.
[email protected]