إن نصر 6 أكتوبر 1973 كان الطريق لطوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، ومن الواضح أن حركات المقاومة الفلسطينية بدأت بدراسة نموذج حرب أكتوبر عام 1973، الذي لا يزال مصدرًا ملهمًا لكثير من الجيوش، سواء في التخطيط والخداع الاستراتيجي، أو التنفيذ على أرض الواقع على المستوى السياسي والعسكري.

قدم نصر أكتوبر نموذجًا للخداع الاستراتيجي بشكل متفرد لا يقل أهمية عن نماذج الخداع الاستراتيجي المعروفة والموثقة في التاريخ العسكري كنموذج "بيرل هاربر" والهجوم الألماني على الاتحاد السوفييتي سابقًا خلال الحرب العالمية الثانية، ويزال النموذج المصري ملهما لكل محارب في شتى بقاع الأرض من حيث التوقيت والزمان والمكان، وحرف انتباه العدو عن حقيقة ما تم الإعداد العملي له على الجبهة المصرية والسورية؛ في الجانب الدبلوماسي كانت التوجهات الدبلوماسية لمصر لسفرائها وممثليها في الخارج التركيز على أن مصر تريد استعادة سيناء بواسطة الحل السلمى، وأن إسرائيل ترفض قرارات مجلس الأمن الذي صدرت عنه بعد عدوان 1967، وكذلك ترفض المبادرات المصرية التي تقدمت بها مصر قبل حرب أكتوبر، ثم أن دور الإعلام المصري حينها كان متميزا لإنجاز ذات المهمة، لتضليل العدو عن موعد نشوب الحرب.

النموذج المصري في الخداع الاستراتيجي خلال حرب أكتوبر، قامت حركات المقاومة الفلسطينية بدراسته واستخلاص الدروس منه وظهر ذلك خلال تكتيكات الهجوم على إسرائيل، التي تتمثل في الإرادة والسرية والتكتم والتخطيط والتمهيد لإحداث المفاجأة الاستراتيجية.

من السابق لأوانه أن تعلن المقاومة الفلسطينية وفى مقدمتها حركة حماس، أنها من قامت وفق كافة الدلائل والتصريحات المعلنة بالعبء الأكبر، في التخطيط والتنفيذ لعملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر عام 2023، نقلة استراتيجية في المواجهة مع إسرائيل عن أسرار التخطيط لطوفان الأقصى.

عدم الكشف عن ذلك احتياط مهم في مواجهة العدو، لعدم الالتفات لنقاط ضعفه والثغرات الأمنية التي أدت إلى تنفيذ تلك العملية المعقدة والمتعددة الأبعاد من الناحية الاستراتيجية والسياسية، والإبقاء على الغموض والإبهام الذي أحاط بالتخطيط والتنفيذ، وهو الغموض الذي يثير البلبلة في صفوف إسرائيل، ويثير حفيظة المؤسسة الأمنية والعسكرية التي بالغت –فيما يبدو- في تقدير منعتها وحصانتها في مواجهة الشعب الفلسطيني والمقاومة.

وأعتقد أن الكشف تدريجيًا عن كواليس التخطيط والتنفيذ والأسس الاستراتيجية، التي تقف وراءها، يرتهن بمصير المواجهة الراهنة والنتائج التي قد تسفر عنها.

وسيكون الكشف عن كيفية عدم تسريب أي معلومات بالرغم من العيون الإسرائيلية المقصود بها شبكات الاستخبارات العسكرية والداخلية والخارجية؛ "أمان" الخاصة بالاستخبارات العسكرية و"الموساد" الخاص بالاستخبارات الخارجية و"الشاباك" الخاص بالاستخبارات الداخلية، فضلاً، عن الوحدة 8200 التي يقال عنها إنها بمقدورها أن ترصد الذبابة عندما تقترب من الجدار الذي يفصل غزة عن أراضى 1948 والمستوطنات القائمة في ما يسمى بغلاف غزة"، فضلاً عن طرق ووسائل تدبير المُعِدَّات والأسلحة وأجهزة الرصد والمعلومات والإسناد الصاروخي والبري؛ لاستمرار عملية طوفان الأقصى لعدة أيام متواصلة في ظل توحش الجيش الإسرائيلي الذي استخدم الوحشية البربرية لإبادة شعب غزة الأعزل.

ولكن يظل تساؤل يطرح نفسه كيف غفلت إسرائيل عن نفس الدرس مرتين على الرغْم مما تشيعه عن نفسها بأنها الجيش الذي لا يقهر وأنها تمتلك منظومة أسلحة وأجهزة استخبارات متطورة للغاية بخلاف مساندة الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية لها ؟!

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يرد على رئيس الشاباك في المحكمة: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتي في تاريخ إسرائيل



رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد على الإفادة اللاذعة التي قدمها رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار إلى محكمة العدل العليا.

وقدم نتنياهو للمحكمة وثائق سرية من جلسات مجلس الوزراء في محاولة لدحض الاتهامات الموجهة ضده.

وجاءت المذكرة المضادة بعد أيام من اتهامات بار لنتنياهو بمحاولة إخضاع جهاز الأمن لسلطته الشخصية بدلا من احترام قرارات القضاء، في إشارة إلى أزمة دستورية محتملة. ورغم أن نتنياهو تناول هذه النقطة، إلا أنه لم ينكرها صراحة، قائلا فقط: "هذا غير موجود في المحضر".

وكشفت إفادة نتنياهو أن بار لم يصدر أي تحذير بخصوص هجوم 7 أكتوبر2023، رغم تقديمه تقييما للوضع قبل ساعة وربع من الهجوم. وأرفق رئيس الوزراء الإسرائيلي وثيقة تظهر أن بار نصح بـ "الجاهزية المتوسطة" وتجنب التصعيد، معتبرا أن ادعاءات رئيس الشاباك بـ "تحذير القيادة" غير صحيحة.

كما اتهم نتنياهو بار بتضليل الحكومة طوال عام 2023، حيث دفع، وفقا للوثائق، لتعزيز الاقتصاد في غزة وتفادي الاغتيالات، مدعيا أن حماس تفضل "الهدوء". ونقل عن بار قوله في إحدى جلسات الحكومة: "يحيى السنوار زعيم رصين.. لا يريد حربا شاملة".

وقال نتنياهو إن "7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتي في تاريخ إسرائيل".

في نقطة أخرى، نفى نتنياهو اتهامات بار بأنه حاول منعه من الإدلاء بشهادته في قضيته الجنائية. وأكد أنه طالب بالشهادة دون تأخير، بل وأمر الشاباك بتأمين الإجراءات اللازمة. وكتب: "كذب بار.. في اليوم التالي لهجوم على منزلي، أوضحت له أنني لا أريد تأجيل المحاكمة ولو ليوم واحد".

وردا على اتهامات بار بأنه طلب مراقبة غير قانونية لقادة الاحتجاجات ضده، أكد نتنياهو أنه سعى فقط لتوضيح "حدود القانون"، مشيرا إلى تقاعس الشرطة عن مواجهة التهديدات والعنف ضد المسؤولين. واستشهد بمحادثة مع بار قال فيها: "هل يسمح في المجتمع الحر أن يطاردك أحد؟ الشرطة لا تتحرك.. أريد فهم الحدود القانونية".

ولم ينكر نتنياهو صراحة اتهام بار له بمطالبته بالولاء له شخصيا في حال نشوب أزمة مع القضاء، قائلا إن الادعاء "غير موجود في المحاضر". لكنه لم يصنفه كـ "كذب"، مما أثار تساؤلات حول موقفه من تدرج السلطات في إسرائيل.

وأصدرت الحكومة بيانا حذرت فيه المحكمة العليا من "التدخل في قرار إقالة بار"، مع إشارة إلى أن القضية قد تعود إليها للبت فيها. ووصف وزير الاتصالات شلومو كاري القرار بأنه "إنذار واضح"، بينما أيد نتنياهو التصريح قائلا: "ستعود القضية إلينا".

مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء يشيد بصمود بالتطور الذي تشهده القوات المسلحة
  • عشرات الصهاينة يدنسون المسجد الأقصى المبارك
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات العدو
  • وسائل إعلام العدو تكشف عن حصيلة الخسائر البشرية منذ 7 أكتوبر
  • “حسام شبات” الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • الشاب الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد
  • نتنياهو يرد على رئيس الشاباك في المحكمة: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتي في تاريخ إسرائيل
  • معلومات... هذا الهدف الذي سيقصفه العدوّ الإسرائيليّ في الضاحية
  • مستوطنون صهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك