بعد أزمة مكارثي.. صحيفة أمريكية تكشف كيفية تجنب "كابوس" الخلافة الرئاسية
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
بعد خلافات استمرت أسابيع وأحدثت شللاً في الكونغرس في ظل فترة تشهد أزمات دولية وقضايا داخلية، انتخب الجمهوريون، الأربعاء الماضي، مايك جونسون رئيساً لمجلس النواب الأمريكي، بعد إجماع حزبه عليه، منذ أطاح الجناح اليميني في الحزب الجمهوري بكيفن مكارثي في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول).
وفي هذا الشأن، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير لها، بإن "الإطاحة بكيفن مكارثي كرئيس لمجلس النواب في الكونغرس الأمريكي، أسفرت عن حالة من الفوضى في المجلس لأسابيع، وكان من الممكن أن يكون الوضع كارثياً بشكل أكبر لولا قاعدة في المجلس تم اعتمادها قبل 20 عاماً، والتي على إثرها تم وضع النائب باتريك ماكهنري رئيساً مؤقتاً لحين اختيار الرئيس الجديد".
#مايك_جونسون رئيساً لمجلس النواب الأمريكي https://t.co/qCOtGjiEhj
— 24.ae (@20fourMedia) October 25, 2023وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن هذه القاعدة غير كافية، لحل مشاكل المجلس وذلك لأنها تحد من وظائف الرئيس المؤقت، وتعكس القاعدة مشكلة أوسع تتمثل في ضعف التخطيط للخلافة في الحكومة الأمريكية والتي تمتد إلى البيت الأبيض.
وأضافت أن النظام الحالي يعاني من مشاكل كثيرة يمكن أن تؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي في حالات الطوارئ الوطنية، مشيرةً إلى أن حل هذه المشاكل لا يتطلب تعديلاً دستورياً، ويمكن للكونغرس أن يفعل ذلك من خلال التشريعات الجديدة.
مشاكل قانون الخلافة الرئاسيةوبموجب قانون الخلافة الرئاسية (التداول الرئاسي للسلطة) الذي أقره الكونغرس عام 1947، فإنه إذا توفي الرئيس الأمريكي ونائبه أو أصبحا عاجزين أو تركا منصبيهما، سيكون على رئيس مجلس النواب الأمريكي أن يتولى مهام الرئاسة، يليه رئيس مجلس الشيوخ المؤقت، ثم وزراء الحكومة، بدءاً من مع وزير الخارجية، وبحسب الصحيفة، فإن هذا القانون يوجد فيه العديد من المشاكل أبرزها:
وترى الصحيفة، أن المشكلة الأولى تكمن بالمرشحين في "خط الخلافة الرئاسية"، حيث أنها قد تخلق أزمة سياسية إذا حل رئيس من أحد الحزبين محل رئيس الحزب الآخر.. ومن الممكن أن يحل رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون محل الرئيس الديمقراطي جو بايدن.. وبوسع الجميع أن يتخيل حجم الضجة والتحديات التي قد تنشأ أمام الشرعية الرئاسية.
وبحسب الصحيفة، فإن المطلعين على هذا الشأن، انقسموا منذ فترة طويلة حول نجاح دستورية المشرعين في الرئاسة، باستثناء الخلافة التي تشمل الرئيس المنتخب ونائب الرئيس المنتخب -والتي لها أساس دستوري مختلف- لذا فإنه يجب إزالة المرشحين من خط الخلافة، بحسب القانون، واستبدالهم بوزراء مجلس الوزراء لإزالة المخاوف بشأن الفصل الدستوري بين السلطات ولضمان استمرارية الحزب في السلطة".
أما بالنسبة، لـ المشكلة الثانية، فهي أن القانون الحالي يسمح للخلفاء، بالعمل كرئيس بالنيابة خلال فترة وجيزة، إذا أصبح أحد وزراء مجلس الوزراء رئيساً بالنيابة، فإن القانون يسمح لرئيس مجلس النواب أو رئيس مجلس الشيوخ بإقالة الرئيس بالنيابة، إذا لم يتولى أحد المشرعين في البداية مقاليد السلطة التنفيذية.. وينبغي إلغاء هذا الحكم تماماً.
ووفقاً للصحيفة، فإن المشكلة الثالثة، تكمن في عدم وجود عملية قانونية لتحديد متى يصبح الرئيس ونائب الرئيس عاجزين عن أداء وظيفتهما، أو كيف يمكن أن يستعيدا صلاحياتهما وواجباتهما إذا تعافيا.. و في حال كان كلا شاغلي المنصب غير قادرين على تأدية الوظيفة، فيجب أن يكون لدى الولايات المتحدة خطة عمل، وينبغي للكونغرس أن يتبنى قانوناً على غرار التعديل الخامس والعشرين، الذي يحكم الحالات التي يكون فيها الرئيس وحده عاجزاً.
وأضافت الصحيفة، ينبغي أن يسمح القانون للخليفة المعين للرئاسة بتحديد ما إذا كان كل من الرئيس ونائب الرئيس غير قادرين على الوفاء بمسؤولياتهما، ثم يقوم الخليفة والحكومة بتقديم هذا إلى الكونغرس، بحيث يتمكن الرئيس ونائب الرئيس من استعادة صلاحياتهما وواجباتهما، من خلال إجراءات مماثلة لتلك المنصوص عليها في التعديل الخامس والعشرين.
وأخيراً، بموجب القانون الحالي، لا تملك الولايات المتحدة أي قانون للتعامل مع مشكلة نائب رئيس في حال أنه عاجز يعمل جنباً إلى جنب مع رئيس يتمتع بصحة جيدة، لذا فإن هذا السيناريو يحمل مخاطر، فهو يحبط آليات التعديل الخامس والعشرين التي تحكم العجز الرئاسي، والتي يلعب فيها نائب الرئيس دوراً أساسياً.. ويعني ذلك أيضاً أنه في حالة وفاة الرئيس أو ترك منصبه فجأة، فإن نائب الرئيس العاجز عن أداء وظيفته على وشك أن يصبح رئيساً عاجزاً، لذا فإنه يجب على الكونغرس إنشاء قانون أو تعديل، على غرار التعديل الخامس والعشرين للدستور، لتحديد متى يكون نائب الرئيس غير صالح للخدمة، وتعيين شخص ما للوفاء بمسؤوليات المكتب المتعلقة بالخلافة والعجز.
إصلاح عملية الخلافة الرئاسيةوفي أعقاب أحداث 11 سبتمبر، شارك معهد المشاريع الأمريكية ومعهد بروكينغز في إنشاء لجنة مكونة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي -لجنة استمرارية الحكومة- لاستكشاف خيارات السياسة للحفاظ على المؤسسات السياسية الأمريكية أثناء الأزمات.. ففي عام 2021، أنشأت "AEI" وهي لجنة لمواجهة تداعيات جائحة كوفيد، وسلط كلا الفريقين الضوء على أوجه القصور في خطة الخلافة الحالية، وعلى الرغم من تحذيراتهم، لم يُظهر أي من السلطة التنفيذية أو الكونغرس اهتماماً كبيراً بإصلاح قانون الخلافة الرئاسية.
ووفقاً لتقرير "وول ستريت جورنال"، فإن الهجمات الإرهابية والجائحة والتهديدات المتزايدة ضد المسؤولين المنتخبين، كشفت أن المواقف التي كانت تبدو في السابق لا يمكن تصورها أصبحت الآن ممكنة.
وشددت الصحيفة، على ضرورة أن يكون إصلاح عملية الخلافة الرئاسية مسألة غير حزبية، حيث يمكن لإدارة بايدن أن تتصدى لأي مشكلة من خلال إظهار أنها لا تخشى معالجة الشغور أو العجز المؤقت.. وبوسع الجمهوريين أن يظهروا حنكة سياسية من خلال دعم التشريع الذي من شأنه أن يزيل رئيس الحزب الجمهوري من خط الخلافة المعتاد.
وختمت الصحيفة تقريرها قائلة: إن "حل المشاكل في النظام الأمريكي غير الكافي للخلافة الرئاسية، من شأنه أن يحمي الولايات المتحدة من أسوأ السيناريوهات، وأن يوفر فرصة للتعاون بين الحزبين في وقت نحن في أمس الحاجة إليها".
Opinion | How to Avoid a Presidential Succession Nightmare - The Wall Street Journal https://t.co/NCVpkRmsVD
— Bob Rosenstock now at threads (brstock) ???????? (@brstock) October 28, 2023المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الكونغرس أمريكا مجلس النواب ونائب الرئیس مجلس النواب نائب الرئیس رئیس مجلس من خلال
إقرأ أيضاً:
فيلم اللّذة القاتلة.. إجازة عائلية تكشف عن أزمة الذات والتصدع الاجتماعي
ما بين دراما العائلات واستكشاف الأماكن يمكن النظر إلى العديد من الأفلام التي تستعرض تلك اليوميات الخاصة بأفراد العائلة في إطار من الروتين اليومي أو الفعاليات اليومية.
وهنا سوف تتفاوت دراميا الأهداف من وراء تلك الدراما التي سوف تتطور تدريجيا إلى نوع من الرضا والتسامح والتعاطي مع الأمر الواقع، مع أن الواقع يتكشف عن مشكلات وتعقيدات ما تلبث أن تتفجر وتنعكس على الشخصية الدرامية.
هذه المقدمة تنطبق على العديد من الأفلام التي تنتمي إلى هذا النوع، نذكر منها، فيلم "الطريق الذي سلكناه- 2009" وفيلم "السمكة الكبيرة 2003"، وفيلم "دان في حياته الحقيقية -2007"، وفيلم "صخرة العائلة – 2005"، وفيلم "هانا وأخواتها -1986"، وفيلم "بيت من أجل العطلة – 1996"، وفيلم "قابل الوالدين -2000"، وفيلم "راتشيل تتزوج – 2008"، وفيلم "حياة لا نهائية -2005" وغيرها من الأفلام...
واقعيا نحن أمام فيلم "اللذة القاتلة" للمخرجة نيل ستوفين وهو من إنتاج ألماني - فرنسي، وقد افتتح عرضه العالمي الأول في مهرجان برلين السينمائي الدولي الذي اختتم قبل أقل من شهر من الآن، وهو يحاكي إلى حد ما ذلك النوع من أفلام العائلات، كما انه من جهة أخرى يمزج ما بين الفانطازيا والرعب والجريمة في شكل سينمائي، يبني من جانب آخر على ما يمكن أن نسميه اختلاف الثقافات.
وإذا توقفنا عند هذه النقطة الأخيرة قبل أن نغوص عميقا في أحداث الفيلم، فإن سلسلة من الإحالات يمكن التوقف عندها، فالعائلة الألمانية ميسورة الحال قادمة لقضاء إجازتها في منطقة بجنوب فرنسا، وما أن تصل إلى ذلك البلد حتى تجد نفسها وسط موجات من التظاهرات في ذلك الوقت وكلها بالطبع تتعلق بتحسين الأحوال المعيشية.
هذا التمهيد وفيما العائلة محاصرة في داخل السيارة والمصادمات بين المتظاهرين ورجال الشرطة الفرنسية والضرب واستخدام الغازات تجري من حولهم، كلها صور ومشاهد تبدو وكأنها المرة الأولى التي تشاهدها العائلة وهو ما سوف تؤكده مرة أخرى في علاقتها مع طبقة صغار الموظفين التي تنظر إليها من الأعلى حتى تتسلط على العائلة فتاة تدعى تيودورا - الممثلة الإسبانية كارلا دياز التي سوف تتمكن من فرض الأمر الواقع على العائلة وتعيش في وسطهم بصفة مدبرة منزل ومن ثم تبدأ التسلل إلى حياة تلك الأسرة وصولا إلى تداعيات خطيرة لم تكن في الحسبان.
واقعيا نحن أمام قصة درامية تتكشف من خلالها شخصيات نستطيع أن نقول إنها تائهة وشبه منقطعة عن الواقع، فضلا عن تصدعات كانت متوارية وسرعان ما تتكشف تباعا، سواء في طبيعة العلاقة بين الزوجين والتي تتجلى من خلال العديد من المشاهد التي تجمع الزوجين القادمين من تلك الطبقة الموسرة، وهما اللذان يشعران كأن العائلة أصبحت مثل سمكة خارج الماء عندما وجدت نفسها على تماس مع طبقة الخدم ومشاهدة المتظاهرين ولاحقا انضمام تيدورا إلى العائلة من خلال الحادث المدبر الذي لفقته بحجة أنها صدمت بسيارة جون وفقدت وظيفتها بعد ذلك ومن ثم أصبح تسللها إلى العائلة في حكم الأمر الواقع.
يقول الناقد نيل بيثرو الناقد السينمائي في موقع سكرين رانت:" لا شك أن رسالة الفيلم تأتي هنا على شكل رمزية بصرية متميزة وحوارات متقنة، ولكن القصة والشخصيات تصبح تدريجيًا أقل تأثيرا للتعبير عن الفكرة الرئيسية للفيلم، رغم أن رسالته تبقى قوية ومؤثرة طوال الوقت.
القصة تأتي ثانوية مقارنةً برمزية الفيلم المتعددة الطبقات، والتي تُكرّر النقاط الواردة في المشهد الافتتاحي بطرق لافتة للنظر ويُعدّ هذا سلاحًا ذا حدين للفيلم. فبينما تُعدّ العناصر البصرية للفيلم مُكمّلًا مثاليًا للتعبير عن سردية الفيلم، إلا أن هذا المستوى نفسه من التفاعل لا يُترجم بشكل واحد من طرف الشخصيات".
أما الناقدة السينمائية كارينا بلوم في موقع ميت كريتيك فتقول: "على الرغم من أن الفيلم يُقدم على أنه دراما إثارة منزلية تقليدية، مدعومة بالمؤامرات، إلا أنه يصمد دراميا رغم بعض الحوارات غير المتقنة في مقابل المهارات الإخراجية التي تفوق النص المكتوب، ويمكن القول إن المخرجة قد نجحت في انتزاع أداء قوي من الممثلين، وإضفاء جو كثيف ومتوتر على القصة التقليدية، على خلفية براعة تصوير فرانك كريب".
لاشك أن تسلل تيدورا كان عبارة عن ثقب اسود كبير بدأت العائلة تدخله بالتدريج عندما استدرجت الزوجة تعبيرا عن سخطها من إخفاق زوجها وانضمامها إلى ثلة تيدورا من الشباب المنطلقين على دراجاتهم النارية ليلهم كنهارهم وخلال ذلك تفصح تيدورا بوضوح أنها تنتمي إلى جيل سوف يعجزون عن السيطرة عليه أو إدراك نواياه، وهو ما تشير من خلاله إلى الدوامة التي سوف يدخل فيها الجميع ولن يخرجوا منها بسلام.
إخراجيا عمدت المخرجة إلى بناء حلول جمالية وتعبيرية من خلال خطوط السرد المتعددة، إذ أتاحت لكل شخصية أن تعبر عن أزماتها الخاصة وحيث الصمت المطبق يخيم على الطفلين لكن شهادة الطفلة لوحدها التي لا تستمع إليها الأم كانت كفيلة بكشف نوايا تيدورا في التسلل إلى حياة العائلة سواء بسرقة هاتف الزوجة أو التفتيش في دولابها.
وهنا يمكننا التوقف عند التداعي المستمر للشخصيات ضمن نطاق السرد الفيلمي القائم على فكرتي الممكن والمتوقع والمبني على رغبات أكثرها يتميز بالأنانية وعدم الانفتاح على الآخر وهي ثغرات مهمة كانت كافية للكشف عن الشخصيات وهي في أشد أزماتها صعوبة حتى إذا انتقلنا إلى الحل الإخراجي وما رسمه السيناريو بأن تيدورا وأصحابها بالإضافة إلى التنسيق فيما بينهم للإيقاع بالضحايا إن هم إلا مجموعة من مصاصي الدماء وهو ما سوف يظهر في المشاهد الأخيرة، وفي الحقيقة إنه تفصيل لم يكن ذا قيمة مهمة على صعيد الدراما الفيلمية.
ومن جهة أخرى وجدنا أن جون وزوجته بما أوتيا من خبرات وتجارب وتاريخ مهني وطبقة أرستقراطية، إلا أنهما بديا شبه مغفلين وبالإمكان خداعهما والتلاعب بهما وخاصة من طرف تيدورا وأصدقائها وهو تضارب ملفت للنظر في بناء الشخصيتين، وربما كانت الطفلة أكثر يقظة من والديها اللذين سوف ينحدران تباعا في اللعبة التي يصنعها أصدقاء تيدورا وهي مفارقة درامية ملفتة للنظر واستثنائية.
لاشك أن الفيلم على بساطة الفكرة التي عالجها على صعيد هذا النوع من الدراما العائلية، إلا أنه امتزج بمعطيات كثيرة وتماهى مع فكرة فيلم الرعب والكوميديا السوداء وأفلام مصاصي الدماء في مزيج درامي جعل مسألة الاهتمام والمتابعة للأحداث مؤكدة ومثيرة للاهتمام لدى المشاهد.
...
سيناريو وإخراج/ نيل ستوفين
تمثيل/ فاليري باشنر في دور إستر، فخري يارديم في دور جون، كارلا دياز في دور تيودورا
مدير التصوير/ فرانك كريب
موسيقى/ فولكر برتيلمان
العرض الأول/ مهرجان برلين السينمائي الدولي - 2025
• اسم الفيلم تم تعديله من طرف نيتفليكس من اللذة إلى اللذة القاتلة.
• الفيلم ليس للمشاهدة العائلية.