إسرائيل وأمريكا تتحديان العالم
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
يعتبر رد فعل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية برفض قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الدورة الطارئة للجمعية، والذى جاء بغالبية كبيرة بـ«هدنة إنسانية فورية»، فى اليوم الحادى والعشرين من الحرب بين إسرائيل وفلسطين، بمثابة تحدٍ صارم منهما لدول العالم أجمع. فما تفعله إسرائيل من مجازر وإبادة جماعية وبلطجة وأفعال مشينة بمساعدة أمريكا، هو تخطٍ لجميع الخطوط الحمراء، الذى بلغ حد الفُجر.
والسؤال هنا هل يكون هناك رد فعل من الجمعية العامة للأمم المتحدة على هذا الرفض والاستهزاء بالقرار؟
فالمعروف أنه عندما ترفض أى دولة الالتزام بقرار الجمعية، يكون رد الفعل هو وقوف جميع الدول الأعضاء ضد هذه الدولة غير الملتزمة. وإسرائيل لم ترفض فقط بل ردت بأسلوب مهين، حينما وصف السفير الإسرائيلى لدى الأمم المتحدة التصويت بأنه «مشين» وأنه «يوم مظلم للأمم المتحدة والإنسانية». وكذلك ما قاله جلعاد إردان: «كلنا أصبحنا شهودا على أن الأمم المتحدة لم تبق لديها ذرة واحدة من الشرعية أو الواقعية».
والغريب أن إردان يقلب الحقائق، بوصفه للأحداث الجارية، بأن إسرائيل «شهدت أكبر مجزرة منذ محرقة اليهود، وبالتالى إسرائيل ترفض أى مفاوضات أو مناقشات، ولن نقف مكتوفى الأيدى ولن نسمح لهم بإعادة التسلح وارتكاب الفظائع من جديد». فما هى الفظائع التى ارتكبتها دولة فلسطين التى تدافع عن أرضها وعرضها وتقف أمامهم بأسلحة أقل قوة بكثير عن الأسلحة التى تتعامل بها إسرائيل والتى تمدها بها أمها أمريكا؟!
الغريب أن إسرائيل تتحدث عن نفسها بأنها المجنى عليها، وأن فلسطين هى المجرمة فى حقها. إسرائيل تستخدم جميع الطرق غير المشروعة والممنوعة دوليا فى الحروب، سواء ما قامت به من مجازر ضد المدنيين العزل عن السلاح والسيدات والأطفال، والمستشفيات التى تم تفجيرها بالمصابين، والأبشع من كل ذلك استخدامها للذخيرة العنقودية الممنوعة دوليا، فهى بذلك لم تحارب هذا الجيل فقط بل حاربت الأجيال القادمة فهى تقوم بتشويه الأجنة وإلحاق الضرر بالبشر على مدى زمنى بعيد، فمن المعروف أن هذه الأسلحة يمتد مفعولها لعشرات السنين.
وصرح منسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض، جون كيربى، بأن الولايات المتحدة لا تضع خطوطا حمراء لإسرائيل خلال الهجوم على قطاع غزة، ولن تقيّم التصرفات الحالية للجيش الإسرائيلى فيما يخص قطاع غزة. وقال: «لقد اطلعت على تقارير عن عملية للجيش الإسرائيلى، ولن أتحدث عما يفعلونه وكيف». أليس هذا ما يفعله البلطجية، وهل هذه هى الديمقراطية وحقوق الإنسان التى تتحدث عنهما أمريكا دائما، وتؤكد أنها هى من تقيم ذلك وتطالب جميع الدول بفعله؟.. «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم».
لقد جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة فورًا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع، وأيده 120 دولة مقابل 14 صوتا ضده وامتناع 45 دولة عن التصويت. فكيف تنفذ مائة وعشرون دولة قرارها ضد إسرائيل؟! نظل فى حالة ترقب فى انتظار رد فعل الجمعية العمومية للأمم المتحدة على عصيان إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إطلالة إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة للأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: جيل بأكمله في غزة سيُحرم من التعليم إذا انهارت الأونروا
حذر فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم الأربعاء من أن جيلا كاملا من الفلسطينيين في غزة “سيُحرم من الحق في التعليم” إذا انهارت الوكالة في القطاع بموجب تشريع إسرائيلي جديد.
أقر الكنيست الشهر الماضي تشريعا يحظر على الأونروا العمل في الأراضي المحتلة بمجرد دخوله حيز التنفيذ في أواخر يناير كانون الثاني المقبل. وقال لازاريني إن تنفيذ القانون “ستكون له تداعيات كارثية”.
وقال أمام لجنة تابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة “في غزة، سيؤدي تفكيك الأونروا إلى انهيار الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة، والتي تعتمد بشكل كبير على البنية الأساسية للوكالة… الغائب بوضوح عن المناقشات بشأن غزة بدون الأونروا هو التعليم”.
وأضاف “في غياب إدارة حكومية أو دولة قادرة، فإن الأونروا وحدها هي التي يمكنها توفير التعليم لأكثر من 660 ألف فتاة وفتى في أنحاء غزة. وفي غياب الأونروا، سيتم حرمان جيل كامل من الحق في التعليم”، محذرا من أن هذا من شأنه أن يزرع “بذور التهميش والتطرف”.
كما دعا لازاريني الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى التحرك لمنع تنفيذ هذا التشريع.
تأسست الأونروا في 1949 عقب الحرب التي اندلعت لإعلان قيام دولة الاحتلال في العام السابق. وتقدم الوكالة المساعدات والرعاية الصحية والتعليم لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والأردن.
ووصفت الولايات المتحدة، حليفة الكيان الصهيوني، دور الأونروا في غزة بأنه “لا غنى عنه”. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد أمس الثلاثاء إنه من المهم للغاية أن يوقف الاحتلال تنفيذ هذا التشريع.
لكن من المقرر أن يدخل التشريع حيز التنفيذ في أواخر يناير كانون الثاني، بعد أيام فقط من تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المنصب لولاية ثانية مدتها أربع سنوات. وبالنظر إلى نهجه في ولايته الأولى، فمن المرجح أن يتبنى ترامب نهجا مؤيدا للاحتلال بقوة، ويتجاوز حتى الدعم القوي الذي قدمه الرئيس جو بايدن.
وعند سؤاله في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء عما إذا كان سيتواصل مع ترامب، قال لازاريني “الإجابة المختصرة هي نعم”.
وأبدى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دعمه للأونروا، وحذر “بشدة من أي محاولات لتفكيكها أو تقليصها”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للكيان الصهيوني إن استبدال الأونروا في غزة والضفة الغربية سيكون مسؤولية الكيان الصهيوني كقوة احتلال. وتعتبر الأمم المتحدة غزة والضفة الغربية أرضا محتلة من إسرائيل.
ويقول الاحتلال إن موظفين في الأونروا شاركوا في هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي أعقبه شن الحرب على غزة.
وقالت الأمم المتحدة إن تسعة من موظفي الأونروا ربما شاركوا في الهجوم وتم فصلهم. كما تبين أن أحد قادة حماس في لبنان، والذي قتله الاحتلال، كان موظفا في الأونروا.
المصدر رويترز الوسومالأمم المتحدة الأونروا الاحتلال الإسرائيلي فلسطين