بدون مقدمات وبدون تمهيد، يدور الحديث فى جلسات المصريين فى المنازل وعلى المقاهى وغيرها، بأن هناك سلعاً ارتفع سعرها، مرة السكر ومرة الطماطم ومرة البصل واللحمة وغيرها، وبضمير حى أشفق على الجميع من هذا الغلاء، فالجميع اكتوى بناره وما وصلت إليه الأسعار، ولكن لك عزيزى المواطن أن تبحث على شبكات الإنترنت وستجد أن الغلاء يضرب العالم كله فهى آفة سببتها أحداث كثيرة يعلمها القاصى والدانى، منها جائحة كورونا والحرب الأوكرانية وغيرها.
وأريدك عزيزى القارئ أن تطلق العنان لتفكيرك، وتخبرنى بما هى أهم سلعة فى الوجود.. هل اهتديت إليها..؟ والاجابة أن أهم سلعة فى الوجود هى «سلعة الأمن» قد يسأل سائل ماذا قدم النظام الحالى للمصريين؟ لن أذكر أرقام الإنجازات التى لا حصر لها، ولكنى كمواطن مصرى أؤكد لك أن أهم سلعة وفرها السيسى للمصريين هى «سلعة الأمن»، نعمة لا تقدر بثمن، بكرم من الله وعونه استطاع هذا الرجل الذى جاء فى ظروف صعبة على المصريين لا يعلمها الا الله واستطاع اجتثاث جذور الإرهاب وبدد التخويف والترويع الذى كان يطال ابنائنا من تفجيرات ليل نهار، لا نسمع لها صوت الآن.
هل تشاهد شاشات التلفزيون والقنوات الإخبارية، والتى تنقل الجحيم الذى يدور فى غزة على الهواء، هل شاهدت لحظات الفزع التى يلاقيها الأطفال، من أصوات براميل البارود والقذائف الصاروخية التى تسقط عليهم، من ناحية أخرى عد بذاكرتك للوراء مشاهد فرار الإخوة السودانيين من الجحيم فى السودان، هل نظرت غرباً وما يدور فى ليبيا من سيطرة الميليشيات عليها ومن بعدها اليمن والنيجر وغيرها من البلاد التى انهارت بها منظومة الأمن، تقاسى هذه الشعوب ويلات العذاب حالمين أن يسود الأمن أوطانهم، أعتقد أن جهاز الميمورى فى عقلك استحضر كل هذه المشاهد.
السؤال هنا أين أنت الآن فى منزلك؟ أمن وسط أولادك، أو مع أصدقائك على المقهى، أو فى عملك تحت التكييف، لا أنكر على أحد هذا لا سمح الله، فهذا حق أى إنسان، ولكن علينا أن نكون منصفين، وان نقول كلمة الحق بأن السيسى وفر للمصريين أهم سلعة فى الوجود، تحققت وتوفرت هذه السلعة بفضل الله اولًا وبفضل جيشنا العظيم، الجيش الذى أصبح فى الآونة الأخيرة من أقوى جيوش العالم، وشرطة مدنية على أعلى مستوى، واستراتيجية وطنية، حافظت على مصر وسط كتل اللهب التى تحيطنا من كل مكان.
حقق السيسى قول الله تعالى فى كتابه العزيز (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) وحقق قول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): (من أصبح منكم آمنًا فى سربه، معافى فى جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها) ترى لماذا قدم نبينا الكريم «الأمن» على كل النعم، ليس الأمر على إطلاقه ولكن هناك دلالات كبيرة لابد ان نقف أمامها بعد أن مر على الوطن وقت عصيب كان يخشى الفرد منا السفر أو التنقل، يخشى على بيته وأولاده بعد ان انتشر الإرهاب وزادت أعمال البلطجة والتثبيت، فكان هم القيادة السياسية توفير «الأمن» حفاظاً على الدولة المصرية وتحقيقًا لمًا وعد به المولى عز وجل ورسوله الكريم، فوعد الله محقق لامحالة، وكذلك كلام نبيه الصادق الأمين.
فى ختام حديثى أدعوك عزيزى القارئ أن تأخذ نفسًا عميقًا، وتتدبر هذه السطور جيدًا، وستعلم أن الله وهب هذا البلد نعماً عظيمة حافظ عليها أبناءها المخلصين، ووضعها الرئيس فى مقدمة أولوياته أمامه وفوق كل اعتبار، موفرًا هذه السلعة التى لا تقدر بمال وهى سلعة الأمن، والسؤال.. البصل واللحمة والطماطم وغيرها من السلع مهما رخص ثمنها هل يمكن الاستمتاع بها فى ظل الخوف والرعب والإرهاب والبلطجة؟ أوقن أنه بدون الأمن تستحيل الحياة، شكرًا سيادة الرئيس على توفير أهم وأحسن وأرفع وأغلى سلعة فى الوجود.
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية.
المحامى بالنقض
عضو مجلس الشيوخ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كلمة حق المحامي بالنقض المنازل
إقرأ أيضاً:
"هاريس - ترامب " رهان خاسر و سبات عميق
أتابع عبر الشاشات و منصات التواصل الاجتماعى نظرة تفائل هنا و تشاؤم هناك حول المرشحين فى الانتخابات الأمريكية للرئاسة التى بدأت صباح الثلاثاء ، أتابع و أنا أضحك وجود معسكرين فى المنطقة العربية الأول ينحاز لترامب و الثانى لهاريس، كلا المعسكرين يبنى آمال عريضة على مرشحه و كأننا نحمل الجنسية الأمريكية، صحيح أن الولايات المتحدة هى وحدها التى تضع سياسة العالم و هى الدولة الكبرى الوحيدة فى العالم التى لا ينافسها أحد، لكن مسألة المبالغة فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين هو أمر مثير للدهشة منا كعرب، لأن هاريس و ترامب و جهين لعملة واحده. بالنسبة لبعض الدول العربية هناك وجه منهم مريح إلى حد ما فى بعض الأمور لكن بالنسبة للقضايا الرئيسية التى تشغل العرب مثل القضية الفلسطينية أو اعتداءات الكيان الصهيونى على بعض الأشقاء فتلك السياسات لن تتغير، سيبقى الأسطول الأمريكي فى البحر المتوسط لحماية الكيان الصهيونى، و سيظل "الفيتو" الأمريكي موجود لتعطيل و تعديل أى قرار ضد الكيان الصهينونى، و ستظل المساعدات العسكرية و المالية تصل إلى تل أبيب فى الميعاد الذى تطلبه حكومة الكيان.
أمريكا طوال تاريخها و هناك فتى واحد مدلل بالنسبة لها فى منطقة الشرق الأوسط، هذا الفتى هو الشرير الذى يحرق و يقتل و يرفع راية البلطجة على الجميع.
خلال عام قام هذا البلطجى" مصاص الدماء" بقتل أبناء فلسطين حتى وصل عدد الشهداء إلى ما يقرب من خمسين ألف،و تجاوز عدد المصابين المائة ألف بين طفل و سيدة و كبار سن، دمر هذا الطفل المدلل ما يقرب من ٧٠% من غزة و حولها إلى تلال من المبانى المنهارة، أصبحت غزة بقايا مدينة، لم تعد بها أسرة واحدة مكتملة البناء"الأبناء الأب الأم "، احدهما او كلاهما شهيد، و هناك أسر كاملة استشهدت، لم يعد لها من يحمل اسمها، نعم أسر كاملة أبيدت برعاية أمريكية، و بسلاح و مسانده و دعم أمريكى.
لذلك لا أعلم كيف و بأى وجه أجد بعض العرب يبنون آمال عريضة على نجاح مرشح أمريكى بعينه أو أجد متشائم من وصول الآخر لسدة الحكم، كلاهما مر .
أمريكا هى التى ترعى دولة الكيان و حريصة على بقائها، و بقاء هذه الدولة المحتلة مرهون ببقاء أمريكا، و نحن العرب ستظل أمريكا بالنسبة لنا هى الكابوس الذى يطاردنا فى الليل و النهار.
سياستها تجاهنا قائمة على مصلحتها، و مصلحة الكيان الصهيونى الذى يحركها كما و متى يشاء، الموضوع بينهما تخطى مرحلة المصالح إلى مرحلة الحياة و الموت ، إسرائيل تعتبر أمريكا قلبها النابض،الذى يمد جسدها بالدم المحمل بالاكسجين، و أمريكا تعتبر إسرائيل الابن المدلل.
و بالنسبة لنا كعرب أمريكا هى سفينة النفايات التى تحمل لنا السموم و الميكروبات بكافة اشكالها.
أمريكا ليست للعرب فقط مركز السموم،و وكر الافاعى، لكنها تمثل نفس الامر لدول كثيرة حول العالم تضررت منها و ذاقت من شرورها الكثير.
الغريب فى الأمر و الشئ العجيب أن كل الاقطار العربية تعى تماما حجم العلاقة بين الكيان الصهيونى و أمريكا و رغم ذلك مازلنا نبحث عن الأمان عندها، تريدون أن تعوا
قيمة الكيان الصهيونى لدى أمريكا، اقرأوا
هذا الرقم الذى يوضح حجم العلاقة بينهما،
منذ تأسيس إسرائيل في عام 1948حتى عام 2022 تلقت 158 مليار دولار من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، مما يجعلها أكبر متلق في التاريخ.
فى النهاية نجحت هاريس أم سقطت، نجح ترامب أم سقط كلاهما مر.فلا تشغلوا حالكم بمن هو الرئيس القادم، الكل ينفذ أجندة واحدة تم وضعها منذ سنوات طويلة و لم و لن تتغير .
تلك الحرب الدائرة فى كل بقاع الأرض أمريكا هى كلمة السر فيها. فلا تسرفوا فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين كلاهما مر، كلاهما لا يهمه سوى مصلحته و مصلحة الكيان الصهيونى.
فلا تصدقوا
التعهد الذى قطعته نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، بأنها ستسعى لإنهاء الحرب في قطاع غزة في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، معتبرة أن قتل الفلسطينيين الأبرياء في القطاع وصل إلى مستوى غير معقول، و لا تصدقوا ترامب عندما يقول نفس المفردات، خاصة ان امريكا لن تسمح بحل الدولتين مهما حدث.
على العرب يستيقظوا من السبات العميق الذى هم عليه، علينا كعرب البحث عن طرق أخرى للتعامل مع هذا الكيان "الامريكى- الصهيونى" .