محمد عبدالجواد يكتب.. الإنسانية كلمة سيئة السمعة!!
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
الجحيم الذى صبته إسرائيل على الشعب الفلسطينى المغلوب على أمره، والذى باعه أبناء جلدته قبل الغرباء تقرباً وتودداً إليها أسقط ورقة التوت الأخيرة عن شعوب وحكومات تدعى زوراً وبهتاناً أنهم دعاة التحضر والإنسانية العمياء، فتحالفوا مع الشيطان الأعظم وصموا آذانهم عن استغاثات أطفال فى عمر الزهور فقدوا المأوى والأهل والملاذ والحماية، وأغمضوا أعينهم عمداً عن كم المآسى والأهوال التى يتعرضون لها على يد آلة عسكرية غاشمة تتغذى على دم الأبرياء وبلعوا ألسنتهم الطويلة، التى طالما تغنت بحقوق الإنسان ولم ينطقوا بكلمة لوقف المجازر الوحشية التى ترتكب فى حق شعب كل جريمته أنه يحلم باسترداد وطن مسروق بمؤامرة دولية دنيئة تأبى إلا أن تجرده من كل شىء أمام صمت مطبق، فلكم الله يا شعب فلسطين ضحية شعارات الإنسانية الجوفاء.
لقد مات ضمير العالم وتم تشييعه إلى مثواه الأخير غير مأسوف عليه.. فالدول التى تتشدق بالإنسانية وصدعتنا بها ليلاً ونهاراً تجردت منها قطعة قطعة كراقصة استربتيز فى حانات السياسة العالمية، ومن يحملون رايات الإنسانية الخفاقة داسوها بأقدامهم فى وحل الانحياز الأعمى ضد شعب أعزل يناضل منذ 75 عاماً من أجل استرداد وطنه المسلوب برعاية ومباركة دعاة الإنسانية.
فالزعماء والدول والحكومات ووسائل الإعلام العالمية الراكعة فى محراب الصهيونية لا تترك فرصة لإلصاق تهمة الإرهاب بكل عربى أو مسلم عند وقوع حادث فردى من شخص موتور يرتكب جريمة عنيفة أو يقوم بتفجير انتقامى رداً على ما يرتكب فى حقه، لكنهم يصبحون صماً بكماً عمياً أمام جرائم ومجازر الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى التى حولت غزة إلى مقبرة جماعية ولم يجرؤ أحدهم على النطق ببنت شفه أو إدانة أو تجريم ما يحدث إلا القليل منهم، فدعاة الإنسانية العمياء لم يحركوا ساكناً لقصف مبانى المدنيين ودفنهم أحياء تحت الركام ولا لقصف المستشفيات وقتل المرضى ولا لقطع المياه والكهرباء عن المنكوبين فى جريمة يندى لها جبين الإنسانية السوية.
أين كانت إنسانية أصحاب الشعارات الجوفاء من تدمير واحتلال العراق وأفغانستان والصومال على يد القوات الأمريكية ومن حالفها وناصرها؟ وأين كانت من تدمير سوريا واليمن وليبيا؟ وأين كانت من تجييش الإرهابيين وحشدهم فى سيناء لإضعاف مصر الدولة الوحيدة التى نجت من فخ الربيع العربى وخرجت منتصرة على الجميع بفضل تلاحم شعبها مع رئيسها وجيشها ولقنت كل المتآمرين درساً لن ينسوه أبداً؟
حتى منصات التواصل الاجتماعى، التى دُشنت من أجل الحرية وتقريب المسافات فى زمن التكنولوجيا الرهيبة التى حولت العالم إلى قرية صغيرة، تصر على المشاركة فى الجريمة بتقييد الوصول للمنشورات من أجل الدعم وتقوم بحذف الفيديوهات التى تدعم قضية شعب فلسطين العادلة، ويصر القائمون عليها على مناصرة المعتدى ودعمه وتأييده بعد أن خلعوا رداء الإنسانية وتجردوا منه وركنوه على قارعة الطريق، فبدت سواءتهم للقاصى والدانى وطفقوا يخصفون عليها من أوراق دولارات تمويل دولة الاحتلال فى محاولة لستر أنفسهم، لكن هيهات أن ينالوا الستر وهم ومن فضحوا أنفسهم.
لقد حول المتشدقون بالإنسانية هذا المصطلح إلى كلمة سيئة السمعة، وفرغوها من هويتها ومضمونها بانحيازهم الأعمى للمحتل الغاشم بدلاً من الوقوف إلى جانب الطرف الأضعف صاحب الحق وصاحب الأرض، وتفرغوا للترويج للمثلية الجنسية والدفاع عنها باستماتة غريبة مع أن ذلك ضد الفطرة الإنسانية السوية.
ورغم حالة السواد الحالك التى وضعوها حول الشعب الفلسطينى كانت مصر كعادتها هى طاقة النور وطوق النجاة لهذا الشعب الضحية، وناشدت العالم ضرورة العمل على وقف حرب الإبادة الجماعية التى يتعرض لها، وطلبت ضرورة توفير المساعدات اللوجيستية العاجلة من طعام ومياه وأدوية ومستلزمات طبية لإنقاذه من آلة البطش العنصرية الغاشمة، وخيراً فعلت حينما خصصت مطار العريش القريب من غزة لاستقبال المساعدة لضمان سرعة التوصيل، وأصر الرئيس عبدالفتاح السيسى بكل حزم على ضرورة فتح معبر رفح لإدخال المساعدة ورفض خروج الأجانب من المعبر إلا بعد دخول المساعدات لإنقاذ الشعب الفلسطينى المحاصر براً وبحراً وجواً.
وهكذا كانت مصر وستبقى الداعم الأول والأكبر للشعب الفلسطينى على مدار التاريخ منذ نكبة 1948، وهى من تحملت بقوة وعزيمة تبعات هذا الدعم، وخاضت 4 حروب من أجل هذا الدعم اللامحدود، كل هذا لأنها مصر كنانة الله فى أرضه بقيادتها وشعبها وجيشها خير أجناد الأرض.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر فلسطين إسرائيل غزة الشعب الفلسطینى من أجل
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة الفلسطينى: سنحمل الكتاب من تحت الركام ونواصل المسيرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في العاشر من مارس، تحتفي أمتنا العربية بيوم المكتبة العربية، التي أقرّتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو).
وبهذه المناسبة قال وزير الثقافة الفلسطينى عماد حمدان، إنه في هذا اليوم الذي يُفترض أن يكون مناسبة للاحتفاء بالمكتبات باعتبارها ذاكرة الأمم ومستودع معارفها، ومناراتها التي تهدي الساعين إلى العلم والبحث. لكنه يأتي هذا الَعام، ونحن في فلسطين، نحمل بين أيدينا رماد المكتبات المحترقة، ورفات الكتب الممزقة، بعد أن حوّلت آلة الحرب الإسرائيلية عشرات المكتبات في غزة إلى أنقاض، في مشهد يتجاوز الاستهداف العسكري إلى حربٍ على الوعي، وعدوانٍ على الذاكرة، وإبادةٍ للمعرفة.
وأضاف حمدان، لقد دُمِّرت أكثر من 80 مكتبة عامة وأكاديمية ومدرسية في قطاع غزة، ولم يكن ذلك مجرد “أضرار جانبية”، بل كان فعلاً متعمَّداً، وامتداداً لتاريخ طويل من محاولات اجتثاث الوجود الفلسطيني عبر محو ذاكرته ومصادر معرفته. من مكتبة الجامعات التي كانت تحتضن أبحاثاً ورسائل علمية لا تُقدّر بثمن، إلى مكتبات الأطفال التي كانت تزرع بذور الحلم في العقول الصغيرة، إلى المكتبات العامة التي كانت ملاذاً لكل طالب علمٍ أو قارئٍ متعطشٍ للمعرفة؛ جميعها استُهدفت، لأن الاحتلال يدرك أن الثقافة هي جبهة مقاومة لا تقل خطورة عن أي جبهة أخرى.
وشدد حمدان، إننا، في وزارة الثقافة، لا نقف اليوم أمام هذا الدمار موقف الباكي على الأطلال، بل نرى فيه دافعاً لتجديد العهد مع الكتاب، ومع المعرفة، ومع الإبداع الذي لا تهزمه القنابل ولا تَحرقه النيران. سنعيد بناء مكتباتنا، ونعيد طباعة كتبنا، ونستثمر في التحول الرقمي لحماية إرثنا المعرفي من الاندثار، وسنحمل على عاتقنا مسؤولية إيصال صوت المثقف الفلسطيني إلى كل منبرٍ عربي ودولي.
وختم الوزير حمدان، في يوم المكتبة العربية، ندعو المؤسسات الثقافية والأكاديمية العربية إلى إعلان موقف واضح في مواجهة هذه الجريمة الثقافية، عبر إطلاق مبادرات لدعم المكتبات الفلسطينية، ورقمنة الكتب التي فُقدت، وتوفير فضاءات معرفية لأطفالنا وشبابنا. وندعو الأمة العربية إلى أن تدرك أن حماية المكتبات الفلسطينية ليست مسألة تضامن، انما هي جزء من معركة الدفاع عن الهوية العربية نفسها، وعن الحق في المعرفة في وجه محاولات الطمس والإلغاء.
ستبقى فلسطين تقرأ، وستبقى غزة تكتب، وستبقى القدس تروي حكايتها للأجيال القادمة.