DW عربية:
2024-11-23@09:15:30 GMT

سيناريوهات غزة ما بعد الحرب .. ما البدائل لسلطة حماس؟

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

تستعد إسرائيل لعملية برية في قطاع غزة وهدفها المعلن القضاء على حماس

استدعت إسرائيل حتى الآن نحو 350 ألف جندي احتياطي. يتمركز جزء من الجيش على الحدود مع لبنان وآخر على الحدود مع قطاع غزة. الهدف المعلن من الهجوم البري في قطاع غزة: تدمير حركة حماس.

مختارات كيف توّحد الموسيقى فلسطينيين وإسرائيليين في برلين؟ "النقد الدولي" ـ الحرب بدأت تؤثر على اقتصادات الشرق الأوسط الصراع بين إسرائيل وحماس: ما هي قواعد القانون الدولي؟

ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

لا بديل للعملية البرية، يقول ميشائيل ميلشتاين، العضو السابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية والباحث الآن في "مركز موشيه ديان" بجامعة تل أبيب. مصالح إسرائيل الأمنية هي ما يشغل ميشائيل ميلشتاين حتى اليوم، وتقييمه لحماس واضح: "صاغت حماس أهدافها بشكل واضح للغاية: تشجيع الجهاد والقضاء على إسرائيل. ولم تنظر أبدا إلى التحسن الاقتصادي كإنجاز استراتيجي، ودائما تعلن عن هجوم مستقبلي على إسرائيل"، يقول الخبير الأمني ​​الإسرائيلي في مقابلة مع DW.

منع فراغ جديد في السلطة

ولكن السؤال الذي يبرز الآن: كيف ينبغي إدارة قطاع غزة سياسياً في المستقبل بعد تدمير حماس وبنيتها الإرهابية؟ لم يقدم الإسرائيليون بعد رداً رسمياً حتى اللحظة. وليس من الواضح بعد فيما إذا كانوا سينجحون فعلياً في القضاء على حماس بالكامل هذه المرة، خلافاً لما حدث من قبل.

ولكن هناك شيء واحد أكيد، كما يقول ميشائيل ميلشتاين: "لا يمكن ولا ينبغي أن يكون هناك فراغ في السلطة. الانسحاب السريع بعد تدمير نظام حماس من شأنه أن يخلق فراغاً ستملؤه الفوضى والجماعات الإسلامية المتطرفة".

وقد تأكدت صوابية تحليل الخبير الإسرائيلي من تجربة أفغانستان؛ إذ أن فراغ السلطة السياسية اجتذب قوى أكثر تطرفاً من طالبان كتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وفي أفريقيا استغل تنظيم "الدولة الإسلامية" ضعف هياكل الدولة أو غيابها في منطقة الساحل لصالحه. وحتى إيران قد تستفيد من فراغ السلطة وتستسلم لإغراء استخدام أساليب جديدة أو حتى حلفاء جدد لشن هجمات على إسرائيل.

كيف يمكن أن يبدو النظام السياسي الجديد في قطاع غزة بعد دحر حماس؟ يرى ميشائيل ميلشتاين، عدة خيارات، لكنها جميعا تنطوي على مشاكل. ويرى شتيفان شتيتر، الباحث السياسي في "جامعة الجيش الألماني" في ميونيخ، الأمر بهذه الطريقة أيضاً.

السيناريو الأول: إسرائيل تعيد السيطرة على قطاع غزة

أحد السيناريوهات المحتملة، هو أن تقوم إسرائيل بالسيطرة المباشرة على قطاع غزة عسكرياً، كما فعلت حتى عام 2005، أي عودتها كقوة احتلال. ولكن مثل هذه الخطوة يمكن أن تطلق مقاومة مسلحة جديدة. كما ستكون لها آثار قاتلة على التوازن الإقليمي في المنطقة، كما يرى الخبير السياسي شتيفان شتيتر في تصريح لـ DW.

بالإضافة إلى ذلك، يترتب على قوة الاحتلال التزامات تجاه السكان الخاضعين للاحتلال، على الأقل من الناحية النظرية وفق ما ينص عليه القانون الدولي. ويقول السياسي شتيفان شتيتر: "من الناحية المالية، فإن ذلك سيتجاوز كل إمكانيات إسرائيل، وخاصة بعد الضربة الاقتصادية إثر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. يضاف إلى ذلك التوتر الذي سيظهر في العلاقة مع الحلفاء الغربيين وبعض الدول العربية التي أبرمت معها اتفاقيات سلام أو تعتزم القيام بذلك". ويستنتج شتيفان شتيتر: "لهذه الأسباب أعتقد أن مثل هذه الخطوة غير محتملة".

وهذا السيناريو من شأنه أن يشكل مشكلة أخرى لإسرائيل، إذ عليها أن تعزل نفسها بشكل كامل عن قطاع غزة المعادي لها. "ستتحول إسرائيل إلى مديرة سجون وستحكم إلى الأبد معسكر اعتقال ضخم"، كما أوردت مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية المرموقة.

السلطة الفلسطينية بقيادة رئيسها محمود عباس ليست لها شعبية كبيرة

السيناريو الثاني: حكم السلطة الفلسطينية لغزة

السيناريو الثاني هو عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة وإدارته من جديد. نقطة ضعف هذا السيناريو الرئيسية، وفق الخبير الإسرائيلي ميشائيل ميلشتاين: "علينا أن نتذكر ضعف محمود عباس وعدم شعبيته، وسلطته المحدودة في المناطق الخاضعة له، في مقابل السلطة الكبيرة لإسرائيل".

في الواقع لا تحظى السلطة الفلسطينية وحركة فتح، حزب محمود عباس، بشعبية كبيرة في الضفة الغربية في ظل الفساد وضعف أداء الحكومة. كما أن السلطة الفلسطينية متهمة بالافتقار إلى الشرعية الديمقراطية. وأجريت آخر انتخابات رئاسية في عام 2005، ومنذ ذلك الحين يحكم عباس هناك باعتباره الزعيم الفلسطيني "الأبدي". وبينما أثار انتقادات في الدول الغربية مؤخراً بسبب تصريحاته المعادية للسامية وعدم النأي بالنفس عن إرهاب حماس، فإن عدداً لا بأس به من الفلسطينيين في الضفة الغربية يتهمونه بأنه ليس صارماً وحاسماً بما يكفي تجاه إسرائيل، القوة المحتلة.

ستكون هناك نقطة ضعف أخرى لهذا السيناريو، كما يقول الباحث في الصراعات شتيفان شتيتر: "إذا دخلت السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة بعد انتصار إسرائيل على حماس، فقد ينظر إليها البعض على أنها منتفع من الحرب واستولت على السلطة على حساب أرواح الضحايا. ويجب على السلطة الفلسطينية أن تحذر من مثل هذا الانطباع"، بيد أن الخبير في السياسة الدولية يستدرك: "في الوقت نفسه، يجب أن تلعب السلطة الفلسطينية دوراً مهماً في جميع السيناريوهات المستقبلية الأخرى لقطاع غزة".

إعادة إعمار القطاع وفرض الأمن فيه سيتصدر أجندة أي سلطة ستتولى الحكم بعد حماس

السيناريو الثالث: الإدارة المدنية الفلسطينية المختلطة

يقول الخبير الأمني الإسرائيلي ميشائيل ميلشتاين إن "الخيار الأفضل، ولكنه الأصعب، هو إدارة مدنية فلسطينية من ممثلين لسكان غزة - بما فيهم رؤساء البلديات – مع وجود علاقة وثيقة للإدارة المدنية مع السلطة الفلسطينية. ويمكن أن تدعم مصر والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة هذا الخيار. ولكن يمكن ألا يكون هذا النموذج مستقراً إلا لفترة قصيرة. لكنه سيكون أفضل بكثير من أي بديل آخر".

السيناريو الرابع: إدارة الأمم المتحدة

من الناحية النظرية، يمكن للأمم المتحدة أن تتولى إدارة منطقة صراع بعد هزيمة أحد أطراف الصراع، كما يقول شتيفان شتيتر، ويستشهد بما حصل في كوسوفو أو تيمور الشرقية، على سبيل المثال، بيد أنه يردف: "لكن في قطاع غزة، هذا غير واقعي. وسيكون الأمر أكثر صعوبة، إن لم يكن مستحيلاً، لأن هذا الصراع هو في بؤرة اهتمام الرأي العام العالمي. ويضاف إلى ذلك مسألة حصول الأمم المتحدة على التفويض".

السيناريو الخامس: الإدارة من قبل الدول العربية

يفضل الباحث في شؤون الصراعات شتيفان شتيتر سيناريو مختلف: "أخذ الدول العربية زمام المبادرة في إدارة قطاع غزة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية. وقد يكون هذا في مصلحة بعض الدول العربية لأسباب أخرى، وهي تلك التي لديها تحفظات قوية على جماعة الإخوان المسلمين، وحركة حماس هي فرعها الفلسطيني. وقد اتخذت مصر إجراءات ضد جماعة الإخوان المسلمين، كما تواجه الجماعة حملات من السعودية والإمارات".

ويضيف الخبير: "وحتى لو كان الخطاب الحكومي الرسمي في البلدان المذكورة، بدفع من مشاعر السكان المعادين لإسرائيل، يؤكد على التضامن مع الفلسطينيين ومعاناة السكان المدنيين الفلسطينيين، بيد أنه سينظر في الرياض والقاهرة إلى هزيمة حماس بعين الرضى".

ويرى شتيفان شتيتر أن نقطة قوة هذا السيناريو هي "إقناع الفلسطينيين بأن مصالحهم الأساسية، حق تقرير المصير الوطني وحل الدولتين، لن يتم المساس بها. لكن هذا يتطلب قوات مشتركة، بالتعاون مع الغرب والأمم المتحدة. وبالإضافة إلى الدعم السياسي، سيتطلب السيناريو الدعم المالي والاقتصادي". ويختم الخبير بالقول إن هذا النموذج "لن يقدم آفاقاً للفلسطينيين فحسب، بل سيجلب المزيد من الأمن لإسرائيل أيضاً".

ويضيف: "مهما يكن من الأمر وفي ضوء التصعيد الحالي الذي أسفر عن مقتل عدة آلاف، يبدو من غير الواضح ما إذا كانت الدول العربية التي لها علاقات رسمية مع إسرائيل ستكون مستعدة للمخاطرة للعب هذا الدور مع أخذها بالحسبان احتمال الفشل". لكن من المحتمل أن يدخل هذا السيناريو حيز التنفيذ على المدى المتوسط.

كريستن كنب/ خ.س

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: غزة إسرائيل حماس الهجوم البري السلطة الفلسطينية الوضع الاقتصادي محمود عباس الدول العربية السلام التطبيع عملية السلام الجيش الإسرائيلي غزة إسرائيل حماس الهجوم البري السلطة الفلسطينية الوضع الاقتصادي محمود عباس الدول العربية السلام التطبيع عملية السلام الجيش الإسرائيلي السلطة الفلسطینیة الدول العربیة هذا السیناریو فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: نزيف متواصل وإنجاز محدود بغزة والصفقة هي الحل

خيّمت تفاصيل المعارك في شمالي قطاع غزة على تغطيات وسائل الإعلام الإسرائيلية. وانتقد محللون عسكريون ما يقولون عنه إنه نزيف متواصل للجيش، مقابل إنجازات محدودة، مؤكدين أن الحل يتمثل في الذهاب إلى صفقة تنهي الحرب وتعيد الأسرى من غزة.

وأكد محلل الشؤون العسكرية في قناة 13، ألون بن ديفيد، أن الجيش الإسرائيلي خسر بالمجمل 27 جنديا منذ بداية العملية العسكرية شمال غزة، مشيرا إلى وجود اﻵﻻف من عناصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تلك المنطقة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لماذا نتنياهو مستعد لقبول وقف إطلاق النار مع حزب الله دون حماس؟list 2 of 2كاتب روسي: التعاون بين كييف وكابل يشكل تحديا لموسكوend of list

وتساءل ديفيد عن الإنجازات التي يحققها الجيش الإسرائيلي في شمال غزة، قائلا "هل نحن في وضع بات اﻹنجاز فيه ﻻ يبرر الثمن؟ وشبّه ما يحدث في قطاع غزة بما حدث للإسرائيليين في جنوب لبنان في التسعينيات بأنه "نزيف متواصل مقابل إنجاز محدود نسبيا".

ومن جهة أخرى، ذكرت قنوات إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى نقاشا خاصا حول قضية الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، وكيفية التوصل إلى صفقة.

وقال مراسل الشؤون السياسية في قناة 12، يارون أبرهام، إن نقاشا عاجلا أجري بحضور قادة اﻷجهزة اﻷمنية ووزراء مثل، الدفاع يسرائيل كاتس، والأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش.

أهالي يحاولون انتشال ضحايا من تحت أنقاض منزل تعرض لقصف إسرائيلي في بيت لاهيا شمال غزة (مواقع التواصل الاجتماعي)

وكشف المراسل الإسرائيلي أن قادة اﻷجهزة اﻷمنية أوصلوا رسالة تقول "حتى بعد مرحلة يحيى السنوار (رئيس المكتب السياسي الراحل لحركة حماس)، لم تغير حماس مطالبها لصفقة تشمل مقترحا ﻹنهاء الحرب وانسحابا تاما لقوات الجيش من قطاع غزة".

وحسب المتحدثين، "فإن ذلك هو السبيل الوحيد للصفقة، وعدم الذهاب في هذا المسار يعني الدخول في طريق مسدود وفقدان المخطوفين"، كما يؤكد مراسل قناة 12 الإسرائيلية.

وانتقد عضو كنيست عن حزب الليكود، عميت هاليفي، طريقة إدارة الحرب في غزة، وقال في حديث لقناة 13 "كل ما قمنا به حتى اﻵن في قطاع غزة هو عمليات اقتحام محدودة.. هذه خطة رزمة عمليات محدودة، والحرب ﻻ تكون كذلك".

ومن جهته، قال ميكي روزنتال، وهو صحفي وعضو كنيست سابق للقناة 13، إن "الجيش ينفذ اﻷوامر التي تصدرها الحكومة له، حكومة إسرائيل ومن هو على رأسها تحديدا ليس معنيا بإنهاء الحرب ﻷن ذلك يعني نهاية حكمه".

واتهم مكتب رئيس الحكومة بممارسة الخداع على الإسرائيليين "إنهم يمارسون الخداع علينا، فيقولون إن هناك حربا مفروضة علينا، لكن ﻻ توجد حرب مفروضة، لقد أنهينا المهام في قطاع غزة، ويجب التوصل لتسوية ما تنهي هذا النزيف الفظيع".

وذكر قائد الفيلق الشمالي سابقا، نوعام تيبون، "إن لم نعد المخطوفين فلن ننتصر في الحرب، فهذا هو الهدف اﻷول للحرب، لذلك ﻻ خيار حتى لو كان الثمن باهضا، وهو إنهاء الحرب، فيجب فعل ذلك، وإﻻ فستكون لطخة ﻷجيال على روحنا اليهودية".

مقالات مشابهة

  • السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بتشجيع المستوطنين على الإرهاب
  • السلطة الفلسطينية تُرحب بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
  • أول تعليق من السلطة الفلسطينية على قرار الجنائية الدولية بشأن اعتقال نتنياهو
  • إسرائيل: الظروف تغيرت ونقترب لاتفاق يوقف الحرب في غزة قبل تنصيب ترامب
  • “نبي الغضب” يستلهم قصة “كائن فضائي” ويؤكد فشل إسرائيل في حربها ضد حماس وحزب الله
  • بريطانيا تبدي استعدادها لحماية إسرائيل مرة أخرى.. استمرار الحرب لا يدمر حماس
  • الجيش الإسرائيلي يعترف بعدم استطاعته السيطرة على قطاع غزة
  • الرئاسة الفلسطينية: نرفض خطط إسرائيل لإنشاء منطقة عازلة في شمال غزة
  • صفارات الإنذار تدوي في عدد من مستوطنات الجليل الأعلى شمال إسرائيل
  • إعلام إسرائيلي: نزيف متواصل وإنجاز محدود بغزة والصفقة هي الحل