تجدّدت الاشتباكات الضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتهم كتائب عز الدين القسام، وقوات الاحتلال الإسرائيلي في محاور عدة شمال قطاع غزة ووسطه، الذي يشهد قصفا غير مسبوق منذ مساء أمس الجمعة، من الجو والبر والبحر.

وفي حين أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت -اليوم السبت- أن الحرب "دخلت مرحلة جديدة"، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إجهاض الهجوم البري.

​​​​​​​وشهدت غزة ليلة قصف هي "الأعنف" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تسببت "بتدمير مئات المباني كليا"، تزامنا مع محاولة توغل بري إسرائيلي، وقطع للاتصالات والإنترنت بشكل كامل عن القطاع وعزله عن العالم الخارجي.

وقال مراسل الجزيرة، إن قوات الاحتلال واصلت قصفها المكثف على مناطق متفرقة في قطاع غزة، من الجو والبر والبحر.

ووفقا لوسائل إعلام فلسطينية، فإن اشتباكات عنيفة تدور على الحدود الشرقية لغزة على امتداد الجدار الفاصل، مؤكدين أن أبرز هذه الاشتباكات تدور في بيت لاهيا وحي البريج وخانيونس.

بدورها أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس -الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي-، أنهما أطلقا رشقات صاروخية عدة استهدفت تل أبيب وبئر السبع وديمونة وقاعدة "زيكيم" وقاعدة "صوفا"، ردا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة.

مرحلة جديدة

ميدانيا، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه دمر خلال الليل 150 هدفا تحت الأرض في شمال قطاع غزة، من بينها: أنفاق ومواقع قتال تحت الأرض ومنشآت أخرى، وقتل "إرهابيين" عدة من حماس.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في مقطع مصور نشره مكتبه، "لقد دخلنا مرحلة جديدة في الحرب. الليلة الماضية (الجمعة) اهتزت الأرض في غزة".

وأضاف، لقد هاجمنا مواقع فوق الأرض وتحت الأرض، وسنبقى أقوياء ودقيقين وسنطارد كل "إرهابي".

وتابع، "التعليمات للقوات واضحة: مواصلة جهودها لكشف إرهابيي حماس والقضاء عليهم، بمن فيهم القادة والأفراد الناشطون على حد سواء، والعمل سيستمر حتى صدور أمر جديد".

وجاءت تصريحات وزير الدفاع في ختام تقييم للوضع العملياتي مع كبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

كما طالب الجيش الإسرائيلي -اليوم السبت- الفلسطينيين مجددا بإخلاء شمال قطاع غزة، قبل توسيع الهجوم البري.

وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاجاري، على منصة إكس، "هذا تحذير عسكري عاجل. ومن أجل سلامتكم الفورية على جميع سكان شمال غزة ومدينة غزة الانتقال مؤقتا إلى الجنوب".

وتشن إسرائيل منذ 22 يوما عملية عسكرية في قطاع غزة، أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، دمرت أحياء بكاملها، وتسببت في استشهاد 7326 منهم 3038 طفلا، و1726 سيدة، و414 مسنا، إضافة إلى إصابة 18967 مواطنا بجراح مختلفة.

غارات عنيفة

في المقابل، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، أن الضربات التي نفذتها إسرائيل ليلة أمس الجمعة، دمرت مئات المباني كليا في القطاع.

وأضاف في بيان، أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مبان حكومية ومنازل مدنية، وأراض فارغة، موقعة عددا كبيرا من الشهداء والجرحى، وشدد على أن القصف تركز في محيط مستشفيي الشفاء والإندونيسي وسط القطاع، مستخدما القنابل الفوسفورية الحارقة.

بدورها، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، اليوم السبت، إن ما يحدث في قطاع غزة "إبادة جماعية"، مناشدة العالم بالتدخل وممارسة الضغط لوقف الحرب على القطاع.

وأضافت، أن إسرائيل "تقتل يوميا كلّ أمل" في نجاة الجرحى والعالقين تحت الأنقاض، بفعل استمرار الحرب وقطع كل خطوط الاتصال في قطاع غزة.

​​​​​​​وأشارت إلى أن الحالة الإنسانية في قطاع غزة أصعب من الوصف، فالاحتلال يقتل المواطنين والطواقم الصحية ويدمر ويقصف مراكز العلاج وسيارات الإسعاف، ويمنع الوقود اللازم لعمل المستشفيات، ويمنع إدخال الإمداد الصحي العاجل، ويحرم الجرحى والمرضى من الخروج للعلاج، ويمنع دخول الفرق الطبية المتطوعة.

شهداء وإصابات ودمار كبير في حي النصر جراء قصف إسرائيلي استهدف منازل مأهولة بالسكان#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/bXLJxSQZEx

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) October 28, 2023

إجهاض الهجوم

من جانبها، أكدت حركة حماس أن المقاتلين في فصائل المقاومة، وفي مقدمتهم كتائب عز الدين القسام، بكامل جهوزيتها تتصدى بكل قوة للعدوان وتحبط التوغلات، مضيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "وجيشه المهزوم عاجزون عن تحقيق أي إنجاز عسكري".

وقالت حركة حماس في بيان، "نزفّ خبر إخفاق الهجوم البري الذي شنّه الاحتلال على غزة عبر 3 محاور"، وأكدت أن الاحتلال تكبّد خسائر كبيرة في صفوفه، جنودا وعتادا.

وأضافت أن جنود الاحتلال وقعوا في كمائن أعدتها المقاومة الفلسطينية على محاور عدة، مؤكدة أنها استخدمت "صواريخ كورنيت وقذائف ياسين في صد الهجوم، ونتوقع معاودة العدو المحاولة مرة أخرى".

وأكدت الحركة أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم الطائرات المروحية لإجلاء الجرحى والقتلى من ساحة المعركة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الهجوم البری مرحلة جدیدة فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

محلل فلسطيني: إسرائيل تعمل بشكل ممنهج لإطالة زمن الحرب على غزة (فيديو)

قال الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني ، إن الاحتلال يرتكب كل يوم المزيد من المجازر الدموية ضد الفلسطينيين وعمليات التدمير بقطاع غزة، لافتا إلى أن قادة الاحتلال يرفضون أي مقترح توافق عليه حركة حماس لارتكاب أكبر كمية من عمليات القتل بالقطاع.

حماس: نرفض أى تصريح أو موقف يدعم خططًا لدخول قوات أجنبية إلى غزة منظمة الصحة تحذر من نقص الوقود لتشغيل المستشفيات في غزة

وأضاف الدكتور ماهر صافي، في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم،أن قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي وجميع المسؤولين يعملون بشكل ممنهج على إطالة زمن الحرب على قطاع غزة.

تابع االمحلل السياسي الفلسطيني، أن قادة دولة الاحتلال "يضحكون" على المجتمع الدولي حينما يصرحون بأنهم يقتربون من الوصول لاتفاق مع حماس وفي نفس التوقيت يخططون لإفشالهما لارتكاب المزيد من المجازر، وما يقال حول أن هناك انفراجة في المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة غير صحيح.
 

  وأكدت حركة حماس، أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بأي وصاية أو بفرض أي حلول، أو معادلات خارجية تنتقص من ثوابته المرتكزة على حقه الخالص في نيل حريته وتقرير مصيره، مجددة رفضها لأي تصريحات، أو ومواقف تدعم خططًا لدخول قوات أجنبية إلى قطاع غزة تحت أي مسمى أو مبرر.


وقالت “حماس”، خلال تصريحاته عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، اليوم الجمعة، إن: "نؤكد رفضنا أى خطط أو مقترحات تسعى لتجاوز الإرادة الفلسطينية بشأن مستقبل قطاع غزة".


وأشارت إلى أن إدارة قطاع غزة بعد دحر العدوان الإسرائيلي شأن فلسطيني خالص يتوافق عليه الشعب الفلسطيني بأطيافه كافة.

 

حماس تنعى شهداء مخيم جنين وتؤكد: دماؤهم وقود للانتفاضة ضد الاحتلال:

 في إطار آخر، نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، شهداء مخيم جنين الذين ارتقوا صباح اليوم الجمعة، مؤكدة أن دماء الشهداء وقودٌ للانتفاضة ضد الاحتلال، وأن سياسة الإرهاب والخراب الصهيونية لن تكسر إرادة شعبنا.

وأضافت حماس في بيانها: ننعى الشهيد القسامي القائد: ياسين العريدي (٣٠ عاماً)، وكلا من الشهداء؛همام د حشاش (23 عاماً)، قصي هزوز (23 عاماً)، فؤاد أشقر (25 عاماً، أحمد عموري (20 عاماً)، ومحمد جبارين (54 عاماً).

 

وأكدت حماس أن جرائم الاحتلال المتواصلة في غزة وجنين وطولكرم وكل ربوع بلادنا المحتلة، لن تُفلِح في كسر إرادة شعبنا الفلسطيني، وأن هذه الدماء الزكية ستشكل وقوداً لانتفاضة شعبنا الأبي ضد الاحتلال وسياسة الخراب والدمار التي يريد فرضها عليه.

 

وقالت حماس: إن سياسات حكومة المتطرفين الصهاينة في الضفة المحتلة، والتي يقودها الإرهابي سموتريتش، عبر إجراءات الضم وتوسيع المستوطنات، وفرض الوقائع على الأرض، والقتل اليومي وتهديد شعبنا بتحويل مدنه إلى خراب؛ هي الوجه الأبشع للفاشية الصهيونية، المستمرة في انتهاك كافة القوانين، والتي سيتصدى لها شعبنا البطل ومقاومته الباسلة بكل الوسائل.

 

وطالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة الوقوف عند مسؤولياتهم واتخاذ قرارات واضحة لوقف هذه الجرائم المستمرة، ولجم الفاشيين الجدد من قادة الاحتلال، وتقديمهم للعدالة الدولية للمحاسبة كمجرمي حرب.

 

مقالات مشابهة

  • محلل فلسطيني: إسرائيل تعمل بشكل ممنهج لإطالة زمن الحرب على غزة (فيديو)
  • حزب الله يصعد من هجماته وفرصة مهمة بالدوحة لإنهاء الحرب في غزة
  • جولة مفاوضات جديدة بين إسرائيل وحماس.. ما التوقعات بشأنها؟
  • جيش الاحتلال: مقتل جندي برتبة رقيب من لواء المظليين في اشتباكات حي الشجاعية
  • تقرير: إسرائيل وحماس على وشك التوصل إلى اتفاق إطاري لوقف إطلاق النار
  • قناة أمريكية: هجمات حماس ورد الاحتلال يخلق مأساة جديدة في خان يونس
  • تحت الأرض أو فوقها.. تفاصيل رحلة البحث عن يحيى السنوار
  • معارك ضارية بالشجاعية والاحتلال يعلن 23 إصابة جديدة بين جنوده
  • رفض عشائري لإدارة قطاع غزة.. وعجز إسرائيلي عن إيجاد بديل لحماس
  • معضلة إسرائيل القادمة.. من يدير قطاع ​​غزة بعد الحرب؟