كريم خالد عبد العزيز يكتب: عامي الثلاثين.. بداية عقد جديد
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
أيام تفصلني عن يوم ميلادي الثلاثين ، بوابة لمرحلة جديدة من شبابي وعقد جديد من عمري وعهد جديد يبدأ في حياتي ومعه كل جديد ... عمر الثلاثين يعني استمرارية لمرحلة الشباب ولكن بفكر أكثر نضجا وعقل أكثر حكمة ... نعم العمر مجرد رقم ولكن لكل رقم حكايات ، تجارب ومغامرات تحفر في ذاكرتنا وتسطر في سجل حياتنا ... لذلك علينا أن نحب الحياة ونتصالح مع أنفسنا لنسجل ونسطر أجمل المغامرات والحكايات.
كلما يكبر الإنسان ينضج أكثر ويتعلم أكثر من الحياة ، ومن المعروف حسب القرآن الكريم أن سن إكتمال النضج العقلي والجسدي والفكري هو سن الأربعين ، حيث يبلغ الإنسان فيه أشده : "..حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ.." {الأحقاف : ١٥} ... نرى أن نزول الوحي والنبوة لمعظم الأنبياء تكون في سن الأربعين ، قال تعالى عن يوسف عليه السلام : "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" {يوسف : ٢٢} ... وعن موسى عليه السلام : "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" {القصص : ١٤} ... بلوغ الأشد هو بلوغ شدة البدن وقواه التي من بعدها يبدأ في الضعف تدريجيا مع مرور الوقت ... يكون الإنسان مر بتجارب لا حصر لها في العشرينيات والثلاثينيات حتى يصل بنضجه العقلي والفكري إلى المنتهى في عمر الأربعين الذي فيه يرى الحياة بشكل أكثر عمقا وحكمة.
بالرغم من أن الإنسان يبلغ أشده في سن الأربعين إلا أنه كلما يكبر عام واحد قبل بلوغه الأربعين ينضج أكثر وتختلف نظرته للحياة من حوله ... في سن الثلاثين يكون الإنسان قد نضج على الصعيد النفسي والفكري أكثر من سن العشرينيات بشكل يجعله يستطيع الاختيار بحكمة وعناية أكثر من السابق ، سواء اختياراته لشريك الحياة لو لم يتزوج بعد أو حتى إختياراته العامة ... الإنسان في الثلاثين لا يريد العلاقات العابرة الطائشة كالماضي وأن يبحث عن العلاقات العميقة ، المستمرة التي تجلب له الإستقرار النفسي والتي تضيف له لا تأخذ منه ومن طاقته ... كما أننا في عمر الثلاثين نرى النسخة المتطورة من ذاتنا التي بنيناها على مدار سنوات وتخبطنا في الحياة وسقطتنا وقمنا عدة مرات لنصل لما وصلنا إليه الآن من نضج وحكمة ودراية وقوة.
في النهاية العمر مجرد رقم ... حافظوا على قلوبكم بريئة ولا تسمحوا لتجارب الحياة القاسية ولا لغدر بعض البشر أن يغيروا قلوبكم فتتلوث بالقسوة أو الشر ... حافظوا على علاقتكم بالله لأن العمر فرصة وهدية منه يجب أن تستثمر وتستغل لتجديد العهد معه ولإصلاح ما تم إفساده في الماضي.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
وزير الإسكان يؤكد أن المدن الخضراء تمثل مستقبلًا تتناغم فيه الحياة الحضرية مع البيئة.. وتبني مبادئها يؤدي إلى مجتمعات أكثر صحة
أكد المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن المدن الخضراء تمثل مستقبلًا تتناغم فيه الحياة الحضرية مع البيئة، ومن خلال تبني ممارسات وتقنيات مستدامة، تعمل هذه المدن كنماذج يحتذي بها الآخرون، مما يمهد الطريق لعالم أكثر استدامة ومرونة، مشيرًا إلى ان تبني مبادئ المدن الخضراء يمكن أن يؤدي إلى مجتمعات أكثر صحة وكوكب أكثر صحة.
جاء ذلك خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى لإطلاق استراتيجية العمران الأخضر، ضمن فعاليات اليوم الثاني للمنتدى الحضرى العالمى، حيث استهل كلمته بالترحيب بالحضور الكريم فى النسخة الـ12 للمنتدى الحضرى العالمى والذى تستضيفه القاهرة، وسيركز على إضفاء الطابع المحلي على أهداف التنمية المستدامة، وتسليط الضوء على الإجراءات والمبادرات المحلية اللازمة للحد من التحديات العالمية الحالية التي تؤثر على الحياة اليومية للناس.
وأضاف وزير الإسكان، أن محور استراتيجية مصر الجديدة للأبنية الخضراء، تعمل على تشجيع زيادة كفاءة استخدام الطاقة عند كل منعطف لخفض الانبعاثات، وتوفير الإنفاق، وتحفيز فرص العمل الجديدة، والابتكار في اقتصادنا، موضحًا أن استراتيجية المدن الخضراء في مصر تمثل خطوة مهمة نحو مستقبل حضري مستدام، ومن خلال دمج الأهداف البيئية والاقتصادية والاجتماعية، تهدف مصر إلى إنشاء مدن ليست صالحة للعيش فحسب، بل قادرة أيضًا على مواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ والتوسع الحضري.
وقال الوزير: يعتمد البناء الأخضر على إدارة استهلاك المياه والطاقة وتحسينه، وتعزيز مواد البناء المستدامة، ودمج مصادر الطاقة المتجددة، وإنشاء أنظمة التنقل الحضري المستدامة، وضمان الجودة في كل من البيئة المبنية الداخلية والخارجية، وتنفيذ الإدارة الشاملة للنفايات، وتشمل الأهداف الأساسية لاستراتيجية المدن الخضراء في مصر ما يلي، الحد من انبعاثات الكربون، وتعزيز جودة الهواء، وتعزيز الطاقة المتجددة، والحفاظ على الموارد المائية، وزيادة المساحات الخضراء.
واختتم المهندس شريف الشربيني، كلمته قائلًا: في حين أن السعي وراء المدن الخضراء يمثل العديد من التحديات، فإن التغلب عليها أمر ضروري للتنمية الحضرية المستدامة، ومن خلال الحلول المبتكرة والجهود التعاونية والالتزام بالمسؤولية البيئية والاجتماعية، يمكن للمدن أن تتحول إلى مجتمعات نابضة بالحياة ومستدامة تكون بمثابة نماذج للمستقبل.