ذات خريف فصل أو ذات خريف عمر أو كلاهما، فأيهم يصلح عنوانا لتلك الحفلة التي أقيمت تكريما لسكان القرية المجرية ممن تعدوا الستين ربيعا، حفل ترفيهي تعبيرا عن مشاعر العرفان و التراحم و الإجلال و التضامن من خلال فقرات فنية و عشاء مجاني.
حفل بدأ بالأحفاد، أطفال الحضانة فيعلمونهم فنون التمثيل و الرقص و حب الطبيعة و الموسيقي و العمل الجماعي و النظام منذ نعومة أظفارهم، فيشبون محبين لمدرستهم بينما يطلقون مواهبهم، و يحسنون التعبير قولا و حركة، يليه رقص و غناء و اشعار من مراحل دراسية تالية بكلمات تشع حكمة و رعاية لمن اثرت الشيخوخة علي صحتهم الجسمانية و النفسية، تثنيهم عن تمني ماض لن يعود، و عن اجترار مرارة الاوجاع و الاعراض، و تناديهم ان يتمتعوا بما زال لديهم و ان يدركوا ان الروح لا تشيخ، فيشعرون انهم محل رعاية من شباب القرية و من ادارتها.
لكن الفن ليس حكرا علي الشباب، فهناك رقص و غناء من سيدات تقدمن في العمر، يعتبرن ان التعبير الفني و التلقائية حق للجميع، و ان الانتظام في محموعات لممارسة الهواية و النشاط الاجتماعي يضفي المرح و الحيوية علي انفسهن، فيؤدين فخورات بأعمارهن و مواهبهن..
و مع توالي الفقرات الفنية يستعين الحفل بمحترفي غناء الاوبريت و الشابات اللاتي تهوين الرقص الشرقي علي ايقاعات صعيدية و خليجية باجادة أخاذة، لينتهي الحفل بالعشاء و السمر.
الحفل يبعث برسائل عديدة، اولها ان تقدم بك السن فلست وحدك، بل مجتمعك يتذكرك بالرعاية والعرفان و التكريم و التراحم. و ثانيها ان مهما كان عمرك، فهناك من الفنون ما يناسبك اداءها، تتمتع من خلالها بالتعبير عن مواهب تنميها و تحظي بتقدير مجتمعي، و ثالثها ان هناك دوما سببا ان تفخر بمرحلتك العمرية و ان تعيش عفويتك و ابداعك من خلال فنون تعبر فيها عن شغفك. و رابعها ان الحياة هي ما نصنعه منها؛ فالروح الايجابية النشطة قادرة أن تبعث فيك الحيوية و ان تسعد بنفسك و بمازال لديك من مزايا و فرص، و خامسها ان مجتمعك يعتز بك و يحرص علي رعايتك و اسعادك و ان التضامن الاجتماعي درع لك في مواجهة صعوبات الحياة و التقدم في السن، و سادسها ان قوة المجتمعات من وعي افرادها، من تضامنهم و تراحمهم و مسالمتهم، من احترام حرياتهم و تنمية مواهبهم و تقديرها، من استقامة تعاملاتهم و تحليهم بالقيم الايجابية التي تشيع الوفاق و التقدم، و تجعل الفرد معتدا بنفسه فخورا بمجتمع يتبادل معه الدعم في أمان و سلام و محبة ، بما يجعل الحياة حفلة من المشاعر السامية يتبادلها سكان ودودون متراحمون و داعمون، حفلة تجعل خريف العمر ربيع الروح، و تشيع الدفء الانساني في برد خريف العام.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
فاروق هادزيبيجيتش يقدم ملفه لتدريب المنتخب التونسي
قدم المدرب الفرنسي، من أصول بوسنية، فاروق هادزيبيجيتش، اليوم الجمعة، ملف ترشحه لتدريب المنتخب الوطني التونسي.
وذكرت إذاعة "موزاييك إف.إم." التونسية - التي أوردت النبأ - أن المدرب فاروق هادزيبيجيتش (67 عاما) أشرف على عدة فرق في فرنسا من بينها سوشو وتروا وفالنسيان وراد ستار وباستيا إلى جانب تدريبه فرق في تركيا، بالإضافة إلى إشرافه على نادي مولودية العاصمة الجزائري لفترة قصيرة ومنتخب البوسنة والهرسك، العام الماضي.