صدى البلد:
2024-07-06@06:32:44 GMT

هادي التونسي يكتب: ذات خريف

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

ذات خريف فصل أو ذات خريف عمر أو كلاهما، فأيهم يصلح عنوانا لتلك الحفلة التي أقيمت تكريما لسكان القرية المجرية ممن تعدوا الستين ربيعا، حفل ترفيهي تعبيرا عن مشاعر العرفان و التراحم و الإجلال و التضامن من خلال فقرات فنية و عشاء مجاني.


حفل بدأ بالأحفاد، أطفال الحضانة فيعلمونهم فنون التمثيل و الرقص و حب الطبيعة و الموسيقي و العمل الجماعي و النظام منذ نعومة أظفارهم، فيشبون محبين لمدرستهم بينما يطلقون مواهبهم، و يحسنون التعبير قولا  و حركة،  يليه رقص و غناء و اشعار من مراحل دراسية تالية بكلمات تشع حكمة و رعاية لمن اثرت الشيخوخة علي صحتهم الجسمانية و النفسية، تثنيهم عن تمني ماض لن يعود،  و عن اجترار مرارة الاوجاع و الاعراض، و تناديهم ان يتمتعوا بما زال لديهم و ان يدركوا ان الروح لا تشيخ، فيشعرون انهم محل رعاية من شباب القرية و من ادارتها.


لكن الفن ليس حكرا علي الشباب، فهناك رقص و غناء من سيدات تقدمن في العمر، يعتبرن ان التعبير الفني و التلقائية حق للجميع، و ان الانتظام في محموعات لممارسة الهواية و النشاط الاجتماعي يضفي المرح و الحيوية علي انفسهن، فيؤدين فخورات بأعمارهن و  مواهبهن..
و مع توالي الفقرات الفنية  يستعين الحفل بمحترفي غناء الاوبريت و الشابات اللاتي تهوين الرقص الشرقي علي ايقاعات صعيدية و خليجية باجادة أخاذة، لينتهي الحفل بالعشاء و السمر.
الحفل يبعث برسائل عديدة، اولها ان تقدم بك السن فلست وحدك، بل مجتمعك يتذكرك بالرعاية والعرفان و التكريم و التراحم. و ثانيها ان مهما كان عمرك، فهناك من الفنون ما يناسبك اداءها، تتمتع من خلالها بالتعبير عن مواهب تنميها و تحظي بتقدير مجتمعي، و ثالثها ان هناك دوما سببا ان تفخر بمرحلتك العمرية و ان تعيش عفويتك و ابداعك من خلال فنون تعبر فيها عن شغفك. و رابعها ان الحياة هي ما نصنعه منها؛ فالروح الايجابية النشطة قادرة أن تبعث فيك الحيوية و ان تسعد بنفسك و بمازال لديك من مزايا و فرص، و خامسها ان مجتمعك يعتز بك و يحرص علي رعايتك و اسعادك و ان التضامن الاجتماعي درع لك في مواجهة صعوبات الحياة و التقدم في السن، و سادسها ان قوة المجتمعات من وعي افرادها، من تضامنهم و تراحمهم و مسالمتهم، من احترام حرياتهم و تنمية مواهبهم و تقديرها، من استقامة تعاملاتهم و تحليهم بالقيم الايجابية التي تشيع الوفاق و التقدم، و تجعل الفرد معتدا بنفسه فخورا بمجتمع يتبادل معه الدعم في أمان و سلام و محبة ، بما يجعل الحياة حفلة من المشاعر السامية يتبادلها سكان ودودون متراحمون و داعمون، حفلة تجعل خريف العمر ربيع الروح، و تشيع الدفء الانساني في برد خريف العام.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

محمد قمر يصرخ من ألم الروح والجسد: لمن تتركيني يا أمي

غزة «رويترز»: يرقد الطفل الفلسطيني محمد قمر مصابا في مستشفى بقطاع غزة بعد أن أسفرت غارة جوية إسرائيلية عن استشهاد أمه واثنين من أقاربه وإصابة أشقائه أيضا.

وأُصيب قمر (12 عاما) في الوجه والعينين وإحدى القدمين في هجوم وقع يوم الإثنين، إلا أن مصابه الأكبر باستشهاد أمه جعله ينتحب في مشهد صار مألوفا جدا بعد استمرار الحرب منذ قرابة تسعة أشهر.

وقال وهو يرقد في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب القطاع «حزنت كثير وصرخت كيف مشيتي وتركتينا يا أمي؟ لمين تركتينا؟». وصاح متسائلا «أمي، سامعاني؟ ردي عليا».

وتذكر كيف كان يساعد أمه في أعمال المنزل، وقال «أحبها كتير، كنت أساعدها وأرتب الغرف وأغسل لها الصحون».

وجلست امرأة بجانب سريره في المستشفى وهي تحتضن شقيقه الرضيع. أما والده أحمد قمر وشقيق آخر فيرقدان في سريرين بالمستشفى بعد الغارة الجوية التي هشمت النوافذ وملأت غرفة المعيشة بالغبار.

وقال الأب أحمد قمر «ولادي أعمارهم شهر واحد وثلاث سنين وخمس سنين و10 سنين، هما بحاجة لأُم، مش حاقدر على رعايتهم وحدي».

وتمثل محنة هذه الأسرة نموذجا صار شائعا في غزة منذ أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر.

مقالات مشابهة

  • ميزة Gemini القادمة تجعل تعدد المهام أمرًا سهلاً
  • تشيع جثامين شهداء جنين
  • علاء ناجي يكتب: عندما تعشق الروح
  • النقل تستعد لاستقبال زوار موسم خريف ظفار
  • تشيع رسمي وشعبي كبير لفقيد الوطن المناضل اللواء خالد باراس بصنعاء
  • العمالقة تسحق مغامرات التقدم الحوثية- انفوجرافيك
  • محمد قمر يصرخ من ألم الروح والجسد: لمن تتركيني يا أمي
  • جماهير غفيرة تشيع جثمان الشهيد العامر في جنين
  • فيديو| مختصة توضح.. كيف تجعل ابنك قياديًا؟
  • حقيقة رؤية ملك الموت عند خروج الروح.. الإفتاء توضح