الجزيرة:
2025-02-16@12:58:48 GMT

غياب السياح يخنق محال بيع الأنتيكة في دمشق

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

غياب السياح يخنق محال بيع الأنتيكة في دمشق

أغلقت عشرات المحال التجارية في العاصمة السورية دمشق المتخصصة ببيع التحف والمقتنيات التراثية "الأنتيكة" أبوابها بسبب غياب السياح القادمين من خارج البلاد، بسبب الأزمة التي تعيشها سوريا منذ أكثر من 13 عاما.

وتكثر محال بيع الأنتيكة في الأسواق المشهورة في العاصمة دمشق، وخاصة أحياء دمشق القديمة التي تعد أبرز الوجهات السياحية، ومنها سوق الحميدية وسوق باب شرقي، إلا أن غياب السياح -وتحديدا الأوروبيين- أفقد تلك المحال التجارية أهم زبائنها مما دفع بالكثير من أصحاب تلك المحال إلى إغلاقها أو التحول إلى تجارة أخرى.

سوق الحميدية الشهير

في سوق الحميدية الشهير وسط دمشق القديمة، يصر أحمد سبيني أبو فراس (80 عاما)، ورغم اعتلال صحته على الحضور اليومي إلى محله في مدخل سوق الحميدية قائلا "قطع الأنتيكة من خشب ونحاس وصدف وفخار وغيرها هي جزء من شخصيتي وعندما تباع قطعة أفرح وأحزن بذات الوقت، لأنها تذهب لشخص قد دفع بها مبلغا جيدا فهو يقدر قيمتها".

ويحبس أبو فراس في صدره حزنا على ما آلت إليه هذه المهنة بعد إغلاق وتحول عدد كبير من المحال التي كانت مخصصة لبيع الأنتيكة إلى مهن أخرى.

وعمل بيع قطع الأنتيكة يحتاج لشخص عاشق لهذه المهنة، الكثيرون مروا مرور العابرين، مستغلين طفرة السياحة قبل سنوات الحرب ولكنهم اليوم غيروا مهنتهم إلى عمل آخر، يقول أبو فراس بحزن في حديثه لوكالة الأنباء الألمانية.

قبل الحرب كان في سوق الحميدية أكثر من 25 محلا لبيع الأنتيكة والقطع التراثية، أما الآن فهي 3 محال فقط، وباقي المحال تحولت إلى مهن أخرى تبيع ألبسة وأحذية وغيرها.

احمد سبيني صاحب محل بيع أنتيكة في سوق الحميدية في دمشق (الألمانية) لماذا غيرت مهنتي؟

ويبرر عيسى محمد ترك هذه المهنة وتحوله إلى مهنة بيع الألبسة بقوله "المحل الذي أشغله هو استثمار، وقيمة بدل الإيجار في تصاعد مستمر، انتظرت عدة سنوات على أمل تحسن الأوضاع ولكن كانت الأمور في تراجع، لذلك قمت ببيع ما لدي من قطع تراثية، والآن أبيع ملابس أطفال".

ويستذكر عيسى سنوات ما قبل الحرب كيف كان العمل في محله "عندما يزورنا سياح يشترون بالجملة ويدفعون مبالغ كبيرة، لأنهم يفتقدون إلى القِطع النحاسية والخزفية والخشبية المشغولة يدويا.. وكانت أفواج السياح على مدار العام خلال فصل الصيف – الخليجية والعربية- وباقي الفصول من دول أوروبية وأميركية وغيرها".

سوق الحميدية بدمشق اشتق اسمه بعد بنائه في عهد السلطان عبد الحميد الأول عام 1780 (أرشيف جامعة أسطنبول) مواقع التواصل تبيع "الأنتيكة"

ويحمل مازن لطفي التطور التقني دورا في تراجع عدد المحال التجارية خاصة لجهة العرض "هناك عشرات الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تنشر قطع الأنتيكة، وأصبح التفاوض والبيع يتم بين البائع والشاري مباشرة دون وجود وسيط".

من جهته يجلس أبو نادر لطفي أمام محله وسط سوق باب شرقي، ويقضي معظم وقته يلعب طاولة الزهر مع جاره ولا يكترثون لحركة المارة، ويقول "كما ترى نحن أصحاب 5 محال لبيع الأنتيكة، لم يبق سوى محلي فقط، أما الأربعة الآخرون فقد أغلقوا أول محل قبل 5 سنوات، وآخرهم مطلع العام الحالي، نجلس أغلب اليوم لا يدخل إلى المحل أحيانا أي زبون، ولكن يبقى الجلوس في المحل أرحم من الجلوس في المنزل".

لقطة تبين خواء أحد الأسواق الفرعية في سوق الحميدية في دمشق (الجزيرة) تراث الزمن الجميل

ولم تقتصر حركة الإغلاق على المحال التجارية، بل وصلت لورش التصنيع، فقد أغلقت الكثير من الورش بسبب انقطاع التيار الكهربائي أكثر ساعات اليوم، وغلاء المواد الأولية، وأغلبها مستوردة، وهجرة الكثير من الشباب.

نقص الورش الفنية في تصنيع الأنتيكة قابلته زيادة في العرض من قبل السكان المحليين، حيث يكشف لطفي عن عرض الكثير من القطع التي لها قيمة كبيرة من قبل أصحابها "يمرّ علينا سيدات ورجال يحملون قطعا زجاجية وخزفية ونحاسية وخشبية وغيرها، يريدون بيعها بسبب الأوضاع الاقتصادية، وآخرون بدافع الهجرة، البعض منهم لا يقدر قيمتها ربما ورثها من عائلته".

تدخل محل لطفي أم جورج تحمل قطعة زجاجية تريد بيعها، وهي عبارة عن خزف صيني، هذه القطعة عمرها أكثر من 40 عاما كما تقول "اشتريتها وكانت قيمتها تعادل 5 غرامات من الذهب، والآن أبيعها بسبب ضيق ذات اليد، ولا تساوي ثمن أقل من غرامين".

وتضيف أم جورج "ما زلنا نعيش بفضل خيرات الزمن الجميل، لقد بعت الكثير من مقتنيات المنزل ومصاغي الذهبي، حتى تدبرت تكاليف سفر ولدي إلى أوروبا، وأنتظر أن يباشر عمله حتى يساعدني على تدبر أموري المعيشية".

سوق الحميدية من أشهر معالم دمشق  (الأوروبية) سوق موازٍ

قلة المحال التي تعمل بالأنتيكة أوجدت سوقا موازيا بواسطة صاحب محل، يقول علي التدمري "تُعرض علينا الكثير من قطع الأنتيكة، وهي ذات قيمة كبيرة ولكن نقص السيولة لدينا لا يمكننا من شرائها من عارضها، لذلك نحصل على صورها ورقم هاتفه، وعندما يطلب أحد منا قطعة تشبه مواصفاتها نتواصل مع البائع ليحضرها وتتم عملية البيع".

وتتحدث مارو سهيل -وهي مقيمة في الولايات المتحدة الأميركية- بأنها وجدت مشقة في تأمين عدد من الهدايا لأصدقائها في الولايات المتحدة لقلة المحال التي اعتادت على زيارتها كل عام "أزور سوريا كل عام، وأحمل معي الكثير من الهدايا من علب صدف أو موزاييك أو نحاسيات وغيرها.. هذه الأشياء لها قيمة كبيرة لدى الأجنبي باعتبارها قطعا مشغولة يدويا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المحال التجاریة الکثیر من

إقرأ أيضاً:

هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل في البلاد

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يبلغ ارتفاع جبل "تاي" الشاهق 1،524 مترا تقريبًا. والجبل، الواقع في مقاطعة شاندونغ شرق الصين، معروف بتحويل أرجل أي شخص يحاول تسلقه إلى هلام.

وتُظهِر مقاطع الفيديو المنتشرة في جميع أنحاء وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، مثل تطبيق "Douyin" الشقيق لـ"تيك توك" أكثر المتنزهين لياقة وهم ينهارون في طريقهم للأعلى، أو يزحفون.

ولكن توصّل مسؤولو السياحة في شاندونغ إلى فكرة، وهي استخدام الأرجل الآلية للتسلق.

صورة للمتسلقين أثناء استخدام الأرجل الآلية في جبل "تاي" بالصين.Credit: Taishan Cultural Tourism Group

وفي 29 يناير/كانون الثاني، أي أول يوم من السنة الصينية الجديدة، ظهرت عشرة هياكل خارجية تعمل بالذكاء الاصطناعي في جبل "تاي" لأول مرة.

وجذبت الهياكل أكثر من مئتي مستخدم مقابل رسوم تتراوح بين 8 إلى 11 دولارًا أمريكيًا لكل استخدام خلال تجربة استمرت أسبوعًا، وفقًا لوكالة أنباء "شينخوا".

وتم تطوير هذا الجهاز عن طريق تعاون بين مجموعة "تايشان" للسياحة الثقافية وشركة "Kenqing" للتكنولوجيا، ويقع مقرها في شنتشن.

وصُمِّمت الأداة للالتفاف حول خصر وفخذي المستخدمين، ويبلغ وزنها 1.8 كيلوغرام فقط، بحسب المعلومات المقدَّمة عن المنتج.

يبلغ وزن الجهاز أقل من كيلوغرامين.Credit: Taishan Cultural Tourism Group

وأشارت الشركة أنّ الجهاز يعمل بخوارزميات الذكاء الاصطناعي، ويمكنه استشعار حركات المستخدمين وتقديم "مساعدة متزامنة" لتخفيف العبء عن الساقين.

ويعمل كل هيكل خارجي آلي ببطاريتين، ويستمر لمدة خمس ساعات تقريبًا، على حد قول نائب سكرتير لجنة الحزب لمجموعة "تايشان" للسياحة الثقافية، وانغ هوزي.  

ويستغرق الصعود إلى القمة ست ساعات بشكلٍ عام.

وبعد تجربة الجهاز، قال لي تشنغده، وهو سائح يبلغ من العمر 68 عامًا من العاصمة جينان، لوكالة أنباء "شينخوا" المملوكة للدولة: "إنّه يعمل حقًا! شعرت وكأن شخصًا ما يسحبني إلى أعلى التل!".

وقال وانغ لوسائل الإعلام الحكومية الصينية: "يمكن أن يساعد هذا المزيد من الأشخاص على تسلق الجبل والاستمتاع بمناظر جبل تاي.. دون أن يكون الأمر شاقًا للغاية".

واختبر جاكي، وهو صانع محتوى من شاندونغ طلب استخدام اسم مستعار لأسباب تتعلق بالخصوصية، للجهاز الأحد الماضي لمدة نصف ساعة على مئات الخطوات.

ومع أنّه وافق مع بعض ردود الفعل الإيجابية العامة للمستخدمين، إلا أنّه قال لـCNN إنّه لا يزال هناك مجال للتحسين.

وشرح جاكي: "التجربة (التسلق) أسهل بالتأكيد. ولكن بمجرد خلعه، شعرت أنّني أتعثر أثناء المشي (بمفردي)".

وأضاف جاكي أنّ الجهاز لم يكن مريحًا عندما احتاج إلى استخدام الحمام وربط حذائه أثناء ارتدائه. 

ويتطلب الهيكل الخارجي بعض المساعدة لارتدائه وخلعه، وقد يؤدي الجلوس في وضعية القرفصاء بالكامل إلى  كسر الأشرطة الضيقة.

وقال وانغ من مجموعة السياحة الثقافية في "تايشان" إنّ الفريق سيعمل على إطالة عمر البطارية وإنشاء محطات  لاستبدال الأجهزة على طول مسارات المشي، بحسب وسائل الإعلام الحكومية.

ومن المتوقع أن تصل الهياكل الخارجية، التي تخضع للاختبار التجريبي حاليًا، إلى السوق في أوائل مارس/آذار، وفقًا لقسم الدعاية المحلي.

ورُغم بعض التفاصيل الصغيرة، يرى جاكي أن الروبوتات الهيكلية الخارجية "منتج جيد" و"نعمة حقيقية" لكبار السن، والأطفال، والزوار من ذوي الإعاقة الحركية. وكان نصف المتنزهين الذين اختاروا تجربة الهياكل الخارجية النموذجية في جبل "تاي" من كبار السن.

مقالات مشابهة

  • ضبط كميات كبيرة من المشروبات الغازية منتهية الصلاحية ببورسعيد
  • هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل في البلاد
  • روسيا.. زيادة غير مسبوقة في عدد السياح الأجانب
  • وزير الزراعة الإيطالي: مصر صاحبة حضارة عظيمة قدمت للعالم الكثير
  • انخفاض أسعار الذهب محليا
  • “كل شيء أفضل من ذي قبل”.. سوريا تعيد فتح أبوابها أمام السياح
  • الخارجية النيابية تعلّق على تحركات السوداني الدولية: تجذب الكثير من المنافع
  • مهرجان الفراولة يجذب السياح فى عيد الحب بالغردقة
  • بالصور.. مهرجان الفراولة يجذب السياح في عيد الحب بالغردقة
  • بخصم لأهل الحب.. محلات التورت تتنافس على «الفلانتين»