وائل الدحدوح.. عُنفوان صحفي يواجه جبروت الاحتلال بنقل الحقيقة
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
"بينتقموا منا بالأولاد؟، معلشش، إن لله وإنا إليه راجعون" هي أكثر من مجرد جملة للتعبير عن الصبر في عمق الحزن، لكننا باتت رمزا للصمود؛ توجّهت من مدير مكتب الجزيرة في غزة ومراسلها، وائل الدحدوح، لتصل لقلوب الملايين من الناس، في كافة بقاع الأرض.
وسائل إعلام فلسطينية: استشهاد عدد من أفراد عائلة مراسل الجزيرة وائل الدحدوح بمن فيهم زوجته وابنه وابنته في قصف إسرائيلي استهدف منزله.
فيديو من وداع ابنه pic.twitter.com/rIREDhmq7h — العربي الجديد (@alaraby_ar) October 25, 2023
وتجسيدا منه لكافة معاني الصمود والقوة، قال الدحدوح، بعد استشهاد 12 فردًا من عائلته، بينهم زوجته وأبنائه وأحفاده، إثر قصف الاحتلال منزلين في مخيم النصيرات سكنته عائلته بعد تهجيرهم من غزة، أوضح الدحدوح: "دموعنا دموع إنسانية وليست دموع جبن وانهيار، فليخسأ جيش الاحتلال"، قالها وهو حاملا طفلته بين ذراعيه، في مشهد يبرز وحشية الاحتلال.
"بينتقموا منّا في الولاد".. استشـــ ـهاد زوجة وابن وابنة مراسل #الجزيرة وائل الدحدوح جراء قصــــ ـف الاحتلال منزلا نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط قطاع #غزة pic.twitter.com/uaOSdQgIIc — الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 25, 2023 دفن صباحا عددا من أفراد عائلته الذين استشهدوا في قصف إسرائيلي.. مراسل #الجزيرة وائل الدحدوح يأخذ قرارا بالعودة لتغطية الأحداث في #غزة ويقول: من الواجب أن نكون هنا في هذه اللحظات التاريخية وما من مفر إلا الاستمرار في حمل الرسالة#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/9ShZtRMZNR — قناة الجزيرة (@AJArabic) October 26, 2023
بعدها بساعات قليلة، ظهر وائل، بصمود وثبات، على شاشة قناة "الجزيرة" من أجل مواصلة أحداث قصف الاحتلال الإسرائيلي على غزة، في انتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية الإنسانية.
من هو وائل الدحدوح؟
ولد وائل، يوم 30 أبريل 1970، في حي الزيتون، وهو الذي يعتبر أقدم أحياء مدينة غزة، وعاش في كنف أسرة ميسورة الحال؛ فيما قضى شبابه في سجون الاحتلال الإسرائيلي لمدة سبعة أعوام، وذلك بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة عام 1988.
حصل وائل على شهادة ثانية للثانوية العامة في السجن الإسرائيلي، ثم على بكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية في غزة عام 1998، بعد أن قام الاحتلال بمنعه من السفر للدراسة في الخارج تخصص "الطب" الذي كان يطمح إليه؛ ثم حصل على درجة الماجستير في الدراسات الإقليمية من جامعة القدس أبوديس عام 2007.
"وراء الكاميرا إنسان".. المراسل #وائل_الدحدوح يروي في وثائقي سابق للجزيرة عن حياته الشخصية وتجربته في التغطيات للحروب الإسرائيلية على قطاع #غزة#حرب_غزة pic.twitter.com/R9aUPsYKZQ — قناة الجزيرة (@AJArabic) October 28, 2023
وائل الدحدوح هو مدير مكتب قناة "الجزيرة" في غزة، بدأ عمله الصحفي قبل ما يناهز 25 عاما، قضى جُلّها في تغطية أحداث فلسطين، من سنة 1998، ثم أحداث انتفاضة الأقصى عام 2000، إذ كان يشتغل لصالح قناة "سحر" الفضائية، ليتميز بصفته مراسلا لصحيفة "القدس" الفلسطينية، ثم مراسلا لقناة العربية عام 2003، قبل أن يلتحق بقناة "الجزيرة" عام 2004.
لم يترك وائل، ميدان المعركة أبدا، حتى بعد استشهاد عائلته، التي عرف خبرها وهو على الهواء مباشرة، فقال: "القصف الإسرائيلي استهدف عائلتي في منطقة تبعد عن شمال غزة الذي طلب جيش الاحتلال إخلائه"؛ وقبلها سطع نجمه مع عدد من التغطيات التي تعتبر "خطرة"، غير أنه نجح خلالها في فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المتكرر في القطاع، وأيضا غطّى عمليات اغتيال الاحتلال لمجموعة من أبرز الشخصيات الفلسطينية، أبرزهم الشيخ أحمد ياسين وشقيقه.
"غزة تنتصر"
لعل أبرز ما علق بالمشاهد العربي الذي يعرف وائل الدحدوح، منذ سنوات، هو تغطيته لأكثر الحروب التي مرّت تعقيدا، وهو "الحرب الثالثة" التي استمرت لمدة 51 يوما، في عام 2014، وما تلاها من حلقات سميت بـ"غزة تنتصر".
كذلك، عمل الدحدوح على إنتاج عدد من الحلقات عن "أنفاق المقاومة في غزة"، وآخر عن "عمليات المقاومة خلف خطوط جيش الاحتلال الإسرائيلي" خلال حرب عام 2014 نفسها. وكان صاحب أول تقرير على الهواء مباشرة في أولى حلقات برنامجه "الجزيرة هذا المساء" من قلب بلدة بيت حانون خلال تعرضها لاجتياح إسرائيلي.
وقال الدحدوح، خلال حوار صحفي معه سابقا: "دور الأب مفقود في مهنة الصحافة.. فعندما يحتاجك أولادك يفتقدون وجودك، وهذا شيء مؤلم جدا"؛ ليقول بعدها بسنوات، في تصريح لقناة "الجزيرة" التي يشتغل فيها: "من الواضح أن مسلسل استهداف الأطفال والنساء والمدنيين مستمر، وكنت تحدثت عن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت كل المناطق، بما فيها منطقة النصيرات، وكانت تراودنا بعض الشكوك بأن الاحتلال الإسرائيلي لن يترك هؤلاء دون عقاب، ومع الأسف هذا الذي حدث، وهذه هي المنطقة التي قال عنها الاحتلال الأخلاقي إنها آمنة".
منذ عامين.. كنا أنتجنا حلقة عن الزميل وائل الدحدوح لسلسلة “قصة إنسان”.. اليوم استشهدت زوجته وابنه وابنته وأفراد من عائلته في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. تعرفوا على حكاية الزميل وائل بمشاهدة هذه القصة: pic.twitter.com/ZGcIvtkvCc — AJ+ عربي (@ajplusarabi) October 25, 2023 وائل الدحدوح يغني مع ابنائه وعائلته قبل استشهادهم...
بكتب اسمك يا بلادي
لا مالي ولا ولادي عن حبك ما في حبيب.. رحمة الله عليهم. pic.twitter.com/iXqkErv0xx — محمد كريشان (@MhamedKrichen) October 26, 2023 مراسل #الجزيرة وائل الدحدوح وزوجته في زمن الحرب قبل أن تغادره في الحرب التي تلتها#حرب_غزة pic.twitter.com/WdA1TyaSg7 — قناة الجزيرة (@AJArabic) October 27, 2023
وأضاف وائل: "القصف الإسرائيلي استهدف عائلتي في منطقة بعيدة عن شمال غزة الذي طلب جيش الاحتلال إخلاءه" متابعا: "ينتقمون منا بالأولاد، دموعنا دموع إنسانية وليست دموع جبن وانهيار، فليخسأ جيش الاحتلال".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة وائل الدحدوح فلسطينية فلسطين غزة طوفان الاقصي طوفان القدس وائل الدحدوح سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجزیرة وائل الدحدوح الاحتلال الإسرائیلی إسرائیلی استهدف جیش الاحتلال غزة pic twitter com فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حاخاما يهوديا من منظمة "حاباد" اختفى في الإمارات منذ أربعة أيام في ظروف غامضة.
وتشتبه السلطات الإسرائيلية بأن الحاخام زفي كوغان، والذي ذكرت وسائل إعلام أنه ضابط في الجيش أيضا، تعرض للاختطاف أو القتل من قبل "جهة معادية" خلال وجوده في الإمارات.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن كوغان كان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي.
وينتمي كوغان إلى منظمة "حاباد" أو "شاباد" اليهودية، والتي برزت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي تموز/ يوليو ظهر علم "حاباد" باللون الأصفر على إحدى دبابات الاحتلال، التي دمرها مقاتل من كتائب القسام، بواسطة عبوة ناسفة في تل السلطان برفح.
ويظهر على العلم الملون بالأصفر، تاج أزرق، وتحته بالعبرية عبارة "مشيح" أو مسيح، ويقصد بها المسيح المخلص وفقا للاعتقاد اليهودي الذي سيأتي في آخر الزمان ليقود اليهود.
وترفع هذا العلم منظمة حاباد أو "حاباد لوبافيتش"، وهي من أشهر المنظمات اليهودية الأرثوذكسية الحسيدية، حول العالم، والتي تمتلك علاقات واسعة على مستوى السياسيين، وتنفتح على العلمانيين لتحقيق أهدافها.
والحسيديون هم اليهود المتدينون الغربيون، القادمون من دول أوروبا الشرقية، ونسبة انفتاحهم أكبر من الحريديم، وهم اليهود الشرقيون والذين يبقون منغلقين على أنفسهم، وخاصة على الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، والتي حرموها مؤخرا.
تأسيس المنظمة
يعود تأسيس الحاباد إلى عام 1775 على يد الحاخام شنيور زلمان ليادي واشتق اسمها من اختصار الكلمات العبرية الثلاث "دآت، بيناه، حوكماه"، وتعني "الحكمة والفهم والمعرفة"، وفي الثلاثينيات نقل أحد حاخاماتها مركزها من مدينة لوبافيتش بروسيا إلى بولندا، ثم مع الحرب العالمية الثانية والعلاقة السيئة مع النازيين انتقلوا إلى الولايات المتحدة.
وخلال العقود التي تلت الخمسينيات، باتت منظمة حاباد، واحدة من أكثر المنظمات اليهودية انتشارا حول العالم، وتشعبت في العديد من القطاعات مستهدفة اليهود في العالم، وكان يتزعمها آنذاك، الحاخام، مناحيم مندل شنايرسون، والذي وصل تقديس أتباعه له إلى حد أن يطلقوا عليه لقب المسيح.
ويقدر عدد أتباع الحاباد، من الحسيديم بنحو 95 ألف شخص، أي ما يمثل قرابة 13 بالمئة من الحسيديم حول العالم، ولها نفوذ واسع في الولايات المتحدة.
التخلص من الفلسطينيين
تعد منظمة حاباد، من المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين، وتدعو للتخلص منهم وطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من أراضيهم.
ونشطت منذ بدء العدوان على غزة، عبر دعم جيش الاحتلال، بالتجهيزات اللوجستية للجنود، وجمع التبرعات لتوفير احتياجاته، والحضور بشكل واضح باسمها خلال العدوان.
ونظمت العديد من الفعاليات، ورفعت لافتات، تدعو فيها بصراحة إلى عودة الاستيطانية إلى قطاع غزة، فضلا عن توسيع التهام الأراضي في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.
وقام عدد من جنود الاحتلال، في بداية العدوان، برفع لافتة على أحد منازل بيت حانون شمال غزة، وأطلقوا عليه اسم "أول بيت حاباد" في غزة، وأقاموا فيه احتفالا بعيد الحانوكاه اليهودي، قبل أن ينسحبوا على وقع ضربات المقاومة ويدمروا المنطقة.
وخلال المعارك في غزة، رفعت رايات ولافتات منظمة حاباد، وشعار المسيح كرايات وعلى الدبابات التي فجرتها المقاومة وظهر ذلك على الأقل في توثيقين مصورين لكتائب القسام.
كما قامت المنظمة بنصب شمعدان يهودي للاحتفال بعيد الحانوكاه في قطاع غزة، قبل أن ينسحبوا من المنطقة التي جرى فيها الاحتلال بدايات العدوان.
السيطرة على الجيش
كشفت تقارير عبرية، أن 80 بالمئة من الفعاليات التربوية الدينية، لجنود جيش الاحتلال، والتي يشارك فيها ضباط من قادة السرايا والرتب الأكبر، ويطلق عليها "أيام السبت التربوية"، تنفذها منظمات يمينية استيطانية، تخضع جميعها لحركة حاباد اليهودية.
وقالت صحيفة معاريف العبرية، إن الجيش تخلى عن المجال التربوي للجنود لصالح منظمات يهودية لها أجندة مثل حاباد، وهو ما يعتبره ضباط خطرا على خطاب الهوية الإسرائيلية.
وتمكنت حاباد من التسلل إلى القطاع التربوي في جيش الاحتلال، عبر بند التمويل، والذي يشترط فيه الجيش، أن تنظيم الفعاليات من أية جهة، يجب أن تموله المنظمة بنفسها عبر التبرعات، وحاباد من أقوى المنظمات التي يمكنها جمع التبرعات من اليهود المتطرفين، لإقامة فعاليات توراتية داخل الجيش.
مناطق التواجد
تسيطر منظمة حاباد على منطقة تدعى كفار حاباد، وهي الضاحية الملاصقة لمطار بن غوريون على أراضي يافا المحتلة، والتي يقدر عدد قاطنيها بأكثر من 7 آلاف نسمة، وهم من أتباعها، كما أن لهم وجودا في صفد، منذ تسلل اليهود من أوروبا الشرقية إلى فلسطين المحتلة، ما بين 1777- 1840، وقاموا بإنشاء مجتمع خاص بهم، ومعابد ومحاولات استيطانية مبكرة عبر الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
كما أن لهم تواجدا بعشرات الآلاف في كل من فرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات، والتي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة، ويوفر الدواجن الحلال وفقا للشريعة اليهودية "الطعام الكوشير"، لأتباع المنظمة في الإمارات، ويترأس مركز الحاباد الحاخام ليفي دوشمان.