شارك الدكتور زاهي حواس عالم المصريات الشهير، في فيلم وثائقي بعنوان "سفراء الحضارة: في حوار لإنقاذ كوكبنا"، الذي يهدف إلى نقل رسالة إلى العالم من خلال مجموعة من السفراء والشخصيات المؤثرة حول الحاجة الملحة لتوحيد الجهود والتعاون لحماية الحضارة الإنسانية من التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم مؤخرا، والناجمة عن الحروب والتغيرات المناخية وما يصاحبها من أزمات اقتصادية عالمية كبيرة.

 

التعاون العالمي لمعالجة القضايا المُلحة

 

ويسلط الفيلم الوثائقي الضوء على ضرورة التعاون العالمي لمعالجة القضايا المُلحة، كما يتزامن إصداره مع مؤتمر المناخ COP28 المقرر إقامته في دبي بالإمارات العربية المتحدة، حيث يجب على العالم أن يقف متحدا لمواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ، بالإضافة إلى الأحداث المتصاعدة الحالية التي تشهدها المنطقة نتيجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والحرب الروسية الأوكرانية.

 

ووجه الدكتور زاهي حواس، خلال مشاركته في الفيلم الوثائقي، رسالة إلى العالم أكد فيها ضرورة العمل الجماعي لمواجهة التحديات التي تفرضها الحروب وتغير المناخ، والمفهوم الأوسع للحوار بين الحضارات.

 

وأشار إلى أن مشاركته في الفيلم الوثائقي "سفراء الحضارة في حوار لإنقاذ كوكبنا" تأتي في إطار أهمية الحفاظ على التراث، واحتضان الحوار بين الثقافات المتنوعة، وحماية مستقبل البشرية والكوكب.

 

ومن جانبه، قال محمد صلاح، مخرج ومؤلف ومنتج الفيلم، إن "سفراء الحضارة في حوار لإنقاذ كوكبنا" يسلط الضوء على أهمية التعاون الدولي في حماية الحضارة الإنسانية، وتعزيز الحوار بين الثقافات المتنوعة.

 

ووصف "صلاح"، الفيلم بأنه "استثنائي"، حيث شارك فيه سبعة سفراء من دول مختلفة، إلى جانب العديد من الشخصيات البارزة من مختلف المجالات؛ لكي تكون رسالتهم مؤثرة وتصل إلى مختلف الشعوب، وأشار إلى أن هؤلاء السفراء على الرغم من أنهم يمثلون دولا مختلفة، لكنهم متحدون في مهمتهم المتمثلة في زيادة الوعي بأهمية التعاون الدولي في الحفاظ على كوكبنا وتعزيز الحوار بين الحضارات، وتؤكد مشاركتهم الجماعية أهمية الحوار الحضاري والحاجة الملحة لمعالجة تغير المناخ والتحديات العالمية الأخرى.

 

ولفت "صلاح"، إلى أهمية مشاركة الدكتور زاهي حواس في الفيلم الوثائقي لأنه يعد من الشخصيات البارزة في علم المصريات، والمعروف بعمله الدؤوب في الحفاظ على التراث والحضارة المصرية القديمة، كما أنه يمثل رمزًا للتفاني والشغف بالحفاظ على الماضي، وكشف النقاب عن الكثير من أسرار الحضارة المصرية القديمة، كما أن مشاركته تعكس رسالة قوية إلى العالم حول الحاجة الملحة لمعالجة المخاطر التي تواجه الحضارة الإنسانية، ولا تشمل هذه المخاطر التحديات البيئية فحسب، بل أيضا المفهوم الأوسع للحوار بين الحضارات، بهدف تحقيق الوئام العالمي.

 

والفيلم الوثائقي "سفراء الحضارة في حوار لإنقاذ كوكبنا"، هو مشروع سينمائي تم تصويره في المتحف القومي للحضارة المصرية بالقاهرة، باعتباره مكانا مثاليا يلخص التراث القديم لمصر وحضارتها الرائعة. ويحظى المشروع بأكمله بدعم من الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، والذي كان له دور فعال في نجاحه.

 

وشارك في فيلم "سفراء الحضارة في حوار لإنقاذ كوكبنا" سبعة سفراء من دول مختلفة، إلى جانب العديد من الشخصيات البارزة من مختلف المجالات، ومنهم: سفير الاتحاد الأوروبي في مصر، كريستيان بيرجر، وسفير بريطانيا لدى مصر، جاريث بايلي، وسفير ألمانيا بالقاهرة، فرانك هارتمان، وسفير إيطاليا بالقاهرة، ميشيل كاروني، وسفير إسبانيا لدى مصر، ألبارو إيرانثو، وسفير اليابان لدى مصر، أوكا هيروشي، وسفير المكسيك السابق في مصر، خوسيه أوكتافيو تريب، والمنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، إيلينا بانوفا، وممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، نعيمة القصير، والرئيس التنفيذي لمجموعة السويدي اليكتريك، المهندس أحمد السويدي، والمدير التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، الدكتور أحمد غنيم.


 

زاهي حواس يشارك بحوار الحضارات مع سفراء العالم لحماية الكوكب من الحروبزاهي حواس يشارك بحوار الحضارات مع سفراء العالم لحماية الكوكب من الحروب

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: زاهي حواس الحضارة الانسانية التغيرات المناخية أزمات اقتصادية الفیلم الوثائقی زاهی حواس فی مصر

إقرأ أيضاً:

هل انتصرت “إسرائيل” في حربها على غزة؟ 

#سواليف

النصر كمفهوم يعد إشكاليًا في #الحروب الحديثة والمعارك المسلحة، حيث تبرز تحديات في تعريفه من زوايا مختلفة مثل المستويات التكتيكية والاستراتيجية. يصعب تحديد الأهداف بدقة، وكذلك قياسها بعد تحديدها، مما يجعل الحرب ظاهرة اجتماعية معقدة.

دروس التاريخ تظهر أن مظاهر #السيطرة_العسكرية في #ساحة_المعركة لا تعني بالضرورة النصر في الحرب، وقد تُفضي بعض الحروب إلى نتائج غير مرضية رغم التفوق العسكري.

الحروب الحديثة مثل تلك في العراق وأفغانستان وفلسطين أكدت أن النجاح الاستراتيجي لا يُحقق بالقوة العسكرية وحدها، بل يتطلب معالجة أسباب الصراع العميقة.

مقالات ذات صلة التربية تعلن نتائج تكميلية التوجيهي لعام 2024 – رابط 2025/01/30

تغيرت طبيعة الحروب بعد الحرب الباردة بسبب التقدم التكنولوجي وظهور الجماعات الأيدلوجية التي تدافع عن هويتها. التصورات حول النصر و #الهزيمة قد تختلف عن الواقع. في 1969، خلص ريموند أوكونور في كتابه “النصر في الحروب الحديثة” إلى أن النصر التقليدي أصبح استثناء في الحروب الحديثة. ويقصد بمصطلح “الحرب الحديثة” الحروب التي نشبت بعد نهاية الحرب الباردة، والتي تغيرت فيها مفاهيم النصر والهزيمة.

يرى العديد من الباحثين في الشأنين السياسي والعسكري أن النصر هو تحقيق الأهداف المحددة مسبقًا، حيث يرتبط النصر بالأهداف التي تم تحديدها في بداية الحرب. في الحروب الحديثة، تتشابك المصالح السياسية والدبلوماسية والعسكرية، ما يجعل تحديد النصر أمرًا صعبًا. اليوم، يعتبر من الصعب خوض حرب دون النظر إلى ما بعد الحرب، حيث ترتبط أهداف الحرب بحلول دائمة ومرحلة ما بعد الحرب، وهي عملية قد تختلف وجهات النظر حولها بين الأطراف المتحاربة. في الوقت الحاضر، يكاد يكون من غير الممكن الخوض في تعريف الانتصار في الحرب دون النظر إلى فترة ما بعد الحرب. من الناحية النظرية، تتحقق أهداف الحرب في المرحلة الزمنية التي تلي وقف العمليات العسكرية، ويرتبط النصر ارتباطًا وثيقًا بمفاهيم إنهاء المعركة التي تهدف إلى إيجاد حلول دائمة.

يشير وليام مارتل في كتابه “النصر في الحرب، أسس الاستراتيجية الحديثة” الذي صدر عام 2012، إلى أن هزيمة الخصم عسكريًا ليست متطابقة مع تحقيق الهدف من الحرب، أي السبب الذي من أجله كانت الحرب. ولذلك، لفهم النصر، من الضروري وجود تمييز واضح بين الهدف السياسي (نهاية الحرب) والهدف العسكري (أحد الوسائل لتحقيق الهدف). يمكن النظر إلى النصر كنتيجة، أو كتعبير وصفي للوضع بعد الحرب، أو كطموح يعدّ هو المحرك لتحقيق أهداف محددة من خلال استخدام القوة.

النصر في الحروب يمكن تحليله على مستويات متعددة: التكتيكية، الاستراتيجية، والاستراتيجيات الكبرى. يشير التكتيك إلى كيفية توجيه القوات في المعركة، بينما الاستراتيجية تتعلق بكيفية استثمار العمل العسكري لتحقيق أهداف الحرب. أما الاستراتيجية الكبرى، فترتبط بالاستثمار في نهاية الحرب عندما تحقق أهدافها لتحقيق أهداف سياسية تشمل ما بعد الحرب، أو ما يُطلق عليه اليوم التالي. يميز وليام مارتل بين “النصر العسكري” الذي يشير إلى سيطرة عسكرية في ساحة المعركة، و”النصر الاستراتيجي” الذي يتعلق بإخضاع أحد الأطراف سياسيا وفكريا وثقافيا وتغيير قناعته بالمواجهة.

في ذات السياق، يعتبر بون بارثولومييس في دراسته “نظرية النصر” أن الحرب هي معركة إرادات بين خصوم، ولا تعني السيطرة العسكرية أن الطرف الآخر قد خسر. على هذا الأساس يرى بعض الخبراء العسكريين أن النصر والهزيمة ليسا ثنائيين، بل يمكن تقييمها ضمن معايير متغيرة. يتوافق مع هذه الرؤية نسبيا ريموند أوكونور، والذي يعتقد أن تعريف الهدف وغاية الحرب أو النزاع المسلح هو مسألة سياسية. لذلك يجب أن يُنظر إلى النصر في سياق الهدف السياسي، فالنصر لا لا يعني “فقط من هزيمة قوات العدو؛ بل يجب أن يشمل تحقيق الهدف الذي من أجله تم خوض الحرب”.

في الحروب والمعارك مع حركات المقاومة، من الصعب جدا تحديد مفهوم النصر. لكن أغلب الخبراء في الشأن العسكري يرون أن المعايير الهامة وذات الصلة في هذا السياق قائمة على فكرة “الشعور بالأمان” والسؤال عن أي المجتمعين المتصارعين الذين يمكنهم العيش حياتهم في أمان بعيدًا عن الخوف من المستقبل. حتى في هذه الحالة، تكون ملاءمة المعايير محل تساؤل عندما لا تكون أهداف الحرب واضحة أو مفهومة. بينما في الحالة الفلسطينية، وتحديدا في الحرب الأخيرة، فإن معايير “الشعور بالأمان” و”تحقيق أهداف الحرب” يمكنها الاجتماع في ذات الإطار من التقييم على نتائج الحرب.

بالإضافة لما سبق، تتأثر التصورات عن النصر أيضًا بالعوامل النفسية والثقافية والسياسية. يعتقد جونسون وتيرني إلى أن المعتقدات المسبقة والثقافة الوطنية تلعب دورًا في كيفية تفسير الحروب باعتبارها انتصارات أو هزائم. علاوة على ذلك، التغطية الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي تزيد من تعقيد التصورات المتعلقة بالنصر.إضافة إلى ذلك، تغيرت أهداف الحروب التي غالبًا ما تهدف إلى تغييرات اجتماعية وسياسية عميقة.

هذه التغييرات تجعل من الصعب تحديد النصر، لأنه يتطلب تحقيق توازن بين الأبعاد العسكرية والسياسية والاجتماعية.

في حربها على #غزة.. هل انتصرت ” #إسرائيل “؟

كان الهدف من التقديم النظري السابق لمفهوم النصر هو الحكم على نتائج الحرب الحالية من خلال الأطر النظرية العسكرية وليس من خلال الآراء والمواقف الأيديولوجية أو السياسية. في 16 أكتوبر 2023، حددت حكومة الاحتلال أهداف الحرب: الإطاحة بحكم حماس وتدمير قدراتها العسكرية والإدارية، إزالة تهديد المقاومة من قطاع غزة، تحرير الأسرى الإسرائيليين بالقوة العسكرية، وإزالة التهديد الأمني من غزة. وفيما يتعلق بإعادة المستوطنين للمستوطنات الشمالية، تم تحديد هذا الهدف وإضافته رسمياً لأهداف الحرب فقط في سبتمبر 2024. في هذا السياق، يعتقد جابي سيبوني، وهو مستشار عسكري لجيش الاحتلال الاسرائيلي، وكوبي ميخائيل الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، وأستاذ في المركز الدولي للشرطة والأمن في جامعة جنوب ويلز في المملكة المتحدة، أن عدم تحقيق هذه الأهداف يعني هزيمة على المستوى الاستراتيجي.

يشير دان داييكر، رئيس مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية ومدير مشروع الحرب السياسية، والذي شغل في السابق منصب الأمين العام للمؤتمر اليهودي العالمي، والباحث في المعهد الدولي للأمن ومكافحة “الإرهاب” في جامعة رايخمان، إلى أنه على عكس التفكير في جولات القتال السابقة والاعتماد على “شراء الهدوء” أو منطق “الهدوء يقابل الهدوء”، قررت “إسرائيل” تغيير قواعد اللعبة من الأساس والتحول إلى استراتيجية حاسمة. في هذا الإطار، فإن “النصر الكامل” هو تبني نهج هجومي وحازم هدفه تفكيك النظام القائم، أو بلغة استراتيجية؛ التغيير من الدرجة الثانية، الذي يعني تغيير النظام القائم، بخلاف التغيير من الدرجة الأولى الذي يعني تغييراً ضمن النظام القائم. لكنه يؤكد بأنه “بالرغم من 15 شهراً من القتال، لم تُحقق أهداف إسرائيل، إزالة التهديد، هزيمة حماس، وإعادة جميع الأسرى من أيدي العدو بالقوة العسكرية”.

بالنسبة للعقيدة العسكرية الإسرائيلية، هناك نوعان من الانتصار تم تعريفهما في ورشة لقادة هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال الإسرائيلي نظمها رئيس هيئة الأركان السابق أفيف كوخافي في أبريل 2019: الانتصار الذاتي أو الانتصار الموضوعي. الانتصار الذاتي هو انتصار إدراكي، في حين أن الانتصار الموضوعي هو انتصار واقعي. الانتصار الذاتي يعتمد دائمًا على الحكم الشخصي، بينما الانتصار الموضوعي يعتمد على الواقع، وليس على الحكم الإدراكي. يمكن الإشارة إلى أن “إسرائيل” لم تحقق الانتصار الموضوعي بعد أن فشلت في تحقيق أهداف الحرب الحاسمة التي ذكرت في سياق هذه المقالة، ولم تحقق الانتصار الإدراكي خاصة في ظل كم الانتقادات لطبيعة نهاية الحرب والتقارير التي تكشف عن عدم وجود حافز للمستوطنين للعودة إلى غلاف غزة أو مستوطنات الشمال.

مقالات مشابهة

  • أديبة تشيكية: الأدب أداة لتسليط الضوء على قضايا النساء
  • هل يشارك ميسي في كأس العالم 2026؟.. مدرب الأرجنتين يجيب
  • إشكالية الصراع والتعايش بين الحضارات
  • معرض الكتاب.. زاهي حواس: موسوعتي الجديدة حول الأهرامات موجهة للأطفال
  • موسوعة زاهي حواس حول الأهرامات: رؤية مبسطة للأطفال ونظرة جديدة على علم الآثار
  • كتابتها استغرقت 20 عاما.. زاهي حواس يكشف أسرار أهرامات مصر في ندوة بمعرض الكتاب
  • زاهي حواس: موسوعتي الجديدة حول الأهرامات موجهة للأطفال وتعكس عمق العمل الأثري الميداني
  • زاهي حواس: موسوعتي الجديدة عن الأهرامات موجهة للأطفال
  • زاهي حواس: قدّمت سيرتي بالكتابة عن الأشخاص الذين كانوا جزءًا من حياتي
  • هل انتصرت “إسرائيل” في حربها على غزة؟