في إطار التهديدات الإيرانية المتوالية، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن الفصائل المسلحة المتحالفة مع طهران مستعدة للتحرك إذا استمرت الحرب الإسرائيلية في غزة.
«خطط أقوى»
ففي مقابلة مع «الإذاعة الوطنية العامة» الأميركية أجريت في نيويورك، أمس الجمعة، قال عبد اللهيان إنه التقى «قادة فصائل من لبنان وفلسطين» في الأسابيع الأخيرة، واستمع إلى خطط «أقوى وأعمق بكثير مما شهدتموه».

كما أوضح قائلا «قبل أسبوعين زرت المنطقة والتقيت بعض زعماء الدول وزعماء الفصائل في لبنان، وأيضا الفصائل الفلسطينية.. ما علمته من المخططات التي لديهم هي أن أصابعهم على الزناد».
«كل شيء وارد»
وأضاف عبد اللهيان «إذا استمر هذا الوضع، واستمر قتل النساء والأطفال والمدنيين في غزة والضفة الغربية، فسيكون كل شيء ممكنا». وأشار إلى أن «لديهم ما يكفي من الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة، ويمكنهم الحصول عليها بسهولة من أي مكان».
«لديهم كل ما يلزم لإنتاج أسلحتهم الخاصة»
كذلك، أضاف «لديهم كل ما يلزم لإنتاج أسلحتهم الخاصة، ولديهم تدريب خاص، ولهذا السبب قرروا بأنفسهم المضي قدما في هذه العملية». وأشار عبد اللهيان إلى أن إيران تقدم الدعم «السياسي فقط» لحماس، لكن ردا على سؤال عما إذا كان ينفي قيام إيران بتسليح حماس، قال الوزير إنه كان يشير فقط إلى «الوضع الراهن»، مضيفا أن حماس لديها أسلحة كافية حاليا.
«ندعو لوقف الجرائم»
لكن الوزير الإيراني عاد وقال «نحن لا نريد أن ينتشر هذا الصراع. في الواقع، نحن ننصح الجميع ونشجعهم على السير نحو وقف جرائم الحرب في أسرع وقت ممكن. لكن، يظل الوضع معقدًا. من الصعب على منطقتنا أن تتغاضى عن مقتل 7000 مدني نتيجة قصف النظام الإسرائيلي. هذه هي الصورة التي نراها الآن في المنطقة، وبسبب استمرار جرائم النظام الإسرائيلي تحولت المنطقة برمتها إلى برميل بارود».
«لم نكن مجرد متفرجين»
في السياق، نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن عبد اللهيان قوله في وقت لاحق، إن إيران لم ترسل قوات جديدة إلى سوريا والعراق والمنطقة في الآونة الأخيرة. وأضاف «لكننا لم نكن مجرد متفرجين على ما يحدث». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد، أمس الجمعة، بسقوط قتلى وجرحى في صفوف الفصائل الموالية لإيران جراء الضربات الأميركية الليلة الماضية على مواقع للفصائل في ريف دير الزور الشرقي.
«رد أميركي»
ونقلت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان أمس عن وزير الدفاع لويد أوستن قوله، إن القوات الأميركية شنت هجمات على منشأتين في شرق سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له. وقال أوستن إن الضربات تأتي ردا على سلسلة الهجمات المستمرة ضد أفراد أميركيين في سوريا والعراق من قبل جماعات مسلحة تدعمها إيران.
وقال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني لتلفزيون (الميادين) اليوم، إن «بعض الأيادي التي لا تطال إسرائيل قد تطال القوات الأميركية» التي قال إنها تدير الحرب في غزة. وأضاف المتحدث رمضان شريف «كل القواعد الأميركية ورحلاتهم الجوية تحت الرصد والمراقبة».

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا عبد اللهیان

إقرأ أيضاً:

فاطمة الصمادي: هذا هو سبب إصرار إيران على تصدير ثورتها وتعزيز نفوذها بالمنطقة

ووفقا لما قالته الصمادي خلال مشاركتها في بودكاست "ديوان أثير"، فإن إيران صادقة في دعمها لفلسطين رغم التعقيدات الكثيرة والكبيرة في علاقاتها بالدول العربية.

ورغم اعتقاد الصمادي بأن تصدير الثورة هو جزء أصيل من فكر النظام السياسي الإيراني فإنها أشارت أيضا إلى أن هذا الأمر يتقدم ويتراجع حسب قناعة النخبة به، وقالت إن ثمة العديد من النقاشات التي دارت بشأن "الأولويات الإيرانية".

ولم تنفِ الصمادي صعوبة فهم الدولة الإيرانية التي تضم التناقضات السياسية والاجتماعية والفكرية، لكنها ترى أن طهران قررت الابتعاد عن الحروب الشاملة بعدما رأت نتائجها في العراق وأفغانستان.

ومن هذا المنطلق، فقد قررت إيران خوض المعارك بالوكالة، كما تقول الصمادي التي ترى أن القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني هو من صنع نفوذ بلاده بالمنطقة.

سليماني صانع النفوذ الإيراني

ووفقا للباحثة في مركز الجزيرة للدراسات، فقد نجح سليماني في فهم المنطقة وتعقيداتها، ونجح في التلاعب بهده التعقيدات استنادا إلى الجرأة الكبيرة التي كان يمتلكها.

وبغض النظر عن الإشكاليات الكبيرة التي تفرضها تدخلات طهران في المنطقة إلا أن سليماني كان داعما كبيرا للمقاومة الفلسطينية حتى عندما حدث جفاء سياسي بين حماس وطهران بسبب الثورة السورية، كما تقول الصمادي.

إعلان

وللتأكيد على حديثها، قالت الصمادي "إن الخط الساخن بين طهران وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس لم يتوقف أبدا في ظل فترة فتور العلاقات السياسية بسبب إصرار سليماني على مواصلة تقديم الدعم العسكري للجانب الفلسطيني".

وتعتقد الصمادي أن الحديث عن النفوذ الإيراني في المنطقة وما انطوى عليه من إشكاليات لا يمكن التركيز عليه دون الحديث أيضا عن المواقف العربية.

واعتبرت أن النفوذ الإيراني في العراق كان نتيجة للاحتلال الأميركي الذي لم يجد رفضا عربيا، وأن حضور طهران القوي في القضية الفلسطينية "سببه التراجع وربما التواطؤ العربي مع الاحتلال".

وقالت المتحدثة إن بعض الدول العربية زودت الاحتلال بمعلومات استخبارية عن قادة حماس خلال الحرب الحالية.

وأعربت عن اعتقادها بأن زعيم حماس الراحل يحيى السنوار دفع باتجاه المواجهة وفق قراءته للمواقف الدولية والإقليمية، والتي قد يكون مخطئا في بعضها.

ودعت الصمادي إلى فتح الأسئلة الكبرى بشأن كافة الأطراف بدلا من الاكتفاء بإلقاء التهم على طرف دون آخر.

وقالت إن الحديث عن نفوذ إيران في المنطقة يتطلب أيضا الحديث عن نفوذ دول أخرى.

المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي (يمين) والقائد السابق لفيلق القدس الجنرال قاسم سليماني (يسار) (وكالة الأنباء الإيرانية) دعم صادق لفلسطين

وعلى عكس حزب الله -الذي يتبع إيران عقائديا- فقد حاولت إيران -كما تقول الصمادي- التعاون مع حليف فلسطيني قوي بدءا من الرئيس الراحل ياسر عرفات وصولا إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وعبرت الباحثة في مركز الجزيرة للدراسات عن اعتقادها بأن إيران صادقة في دعمها قضية فلسطين، وقالت إنها دفعت الكثير بسبب ذلك.

وبالرجوع إلى الوراء، ترى الصمادي أن الثورة الإيرانية كان لها دور أساسي في تغيير شكل المنطقة، مشيرة إلى أن الشاه محمد رضا بهلوي -الذي أطاحت به الثورة- كان عراب اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.

إعلان

وتعتقد الصمادي أن الثورة على الشاه -الذي كان حليفا وثيقا لأميركا وإسرائيل- حالت دون اتساع اتفاقية كامب ديفيد إلى كثير من دول المنطقة.

ومع ذلك، فإن الحالة السياسية في إيران ليست مستقرة كما يعتقد البعض، ولكنها تواجه الكثير من التناقضات والتغيرات، ومن ذلك مثلا أن الرئيس السابق حسن روحاني كان يعتقد أن مصلحة بلاده في التعامل مع الولايات المتحدة والغرب، وهو ما دفعه إلى رفض مقابلة قادة حماس، وفق تعبير الصمادي.

في المقابل، تقول الصمادي إن هناك من يعتقدون أن مصلحة إيران في مواجهة الولايات المتحدة والغرب، وعلى رأس هؤلاء المرشد الأعلى علي خامنئي الذي لا يثق كثيرا في نوايا الغرب ولا في تعهداته.

26/3/2025

مقالات مشابهة

  • رئيس البرلمان الإيراني: إذا هاجمتنا أمريكا فلن تكون قواعدها في المنطقة بمأمن
  • هل بدأت نهاية النفوذ الإيراني في اليمن؟ الضربات الأمريكية تدك مواقع سرية تحت الأرض وتستهدف قيادات ميدانية رفيعة
  • سياسة ترامب تجاه إيران بين الارتجال والأهداف الإستراتيجية
  • طائرات فوق إيران ورسالة إلى خامنئي… ماذا يريد ترامب؟
  • فاطمة الصمادي: هذا هو سبب إصرار إيران على تصدير ثورتها وتعزيز نفوذها بالمنطقة
  • إيران خادمة مملكة داوود المزعومة
  • مدمرة تابعة للبحرية الأميركية مزودة بصواريخ موجهة تعود من مهمة في البحر الأحمر
  • واشنطن: هجمات الفصائل العراقية تجر المنطقة إلى مواجهة مفتوحة
  • عيدروس الزبيدي يبلغ الإدارة الأميركية على ضرورة التنسيق بين الجهود المحلية والإقليمية والدولية لمكافحة المشروع الإيراني في المنطقة
  • وزارة الخزانة الأميركية تفرض عقوبات جديدة على إيران