جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-06@17:34:47 GMT

ضجيج الحمقى

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

ضجيج الحمقى

 

عائض الأحمد

 

هناك أوقات يعلو فيها الضجيج وتتداخل الأصوات وتعم الفوضى جميع الأوساط، حينها يعتقد البعض أن الظواهر الصوتية قد تجلب له الدعم وتجعله فى مقدمة القوم وكلما زاد "الرتم" تساقطت الأوراق الخضراء وحل الخريف مسرعًا على ربيع قوم لم يهنأ لهم دار أو تقف لهم أحزان بفعل هذا الجار وبعض أهل الدار.

حينما يأخذك الحلم إلى منطقة لا علاقة لك بها غير هذه "الهبة" التي منحتك حقاً يرفضه العقل والمنطق ويسبر أغواره العالمون ببواطن الأمور رافضين شرعه وحكمه، وأنت فى كل زمان ومكان تهذي كالمغشي عليه أو من تلبسه الشيطان من المس، فتارة "أنتم أحبتي" وتارة "من قال لكم ومن خولكم بالحديث عن قصتي وتتبع سيرتي فأنا الأول والثاني والثالث"، ربما مر مرور كرام لم نعرفهم أبدًا.

حينما تنصب هالتك وكل قدراتك معتقدًا أنك "حبة الرمان" وآخر عناقيد العنب التي لو وزعت على أهل الأرض لكفتهم، فأنت تنظر بمكبر يخدعك ولم تشأ النظر بعين مجردة تقول لك أنت أصغر مما ظننت فجنيت على من حولك ذلة وروعة وبسطة صوتية لم تتجاوز الحناجر، الخذلان ليس أقدام جاهل لم يحسب لخطواته ثم ينعق صباح مساء ياقوم إنى أغرق.

الخذلان صنيعة "فاجرٍ" يعلم عواقب ما يسميه جرأة وفي باطنه تهلكة تتملكه فمن يوقفه؟ من يدعوه لها لحاجة في نفس يعقوب لا تخفى على من يملك بصيرة.

"الضدية" ليست أين تقف ومع من؛ فالنثر يقال وكذا الشعر، كلها ألوان تسعدنا، فاختر ما تشاء، فالضرورة لن توقف صوت الشامتين ولن تأخذ صراخ الباغين وكأنه حق سنحشر به يوم الدين.

وجه العملة لم يكن شعارًا فقط، فاحفظ وجهك أنت ولا تجعل منه شعارًا يردده "حثالة" القوم في مأزقهم ثم ينثروا الورود في ساعات الصفاء ويترحموا على ذريتك من بعدك.

العالم يسير خلف مصالحه ولم يعد كما يتصوره مؤرخو القرون الوسطى، فإما أن تمضي قدمًا أو تعود وحيدًا تندب حظك وتلعن ساعات الظلام وأنت تحمل الشموع في يديك، وإن كانت متسخة.

ختامًا.. لن يأتيك الألم من شخص لم تحبه يومًا.

شيء من ذاته: التفسير الوحيد يعقبه حكم مطلق ويرافقه سوء نية حتمي.

نقد: أربأ بنفسي عن شرح مقصدي ومبتغاي لمن لا يريد أن يفهم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حرب التجويع

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي قطاع غزة، وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم البيوت الآمنة على رؤوس سكانيها، فضلا عن الحرمان من النوم والدواء والطعام والماء.
وكان العالم كله قد ضجّ عند رأى أجساد الشيوخ والنساء والأطفال ممزقة تحت الردم وركام الأبنية، وصولا إلى المستشفيات، ومن فيها من جرحى ومرضى وأطباء وممرضين وعاملين.
فلم يكتف أعضاء مجلس الحرب الصهيوني بالإبادة المهولة التي أفزعت العالم كله، ليرتفعوا بخطر الموت الجماعي، من خلال التجويع، إلى المساس بكل الشعب.
وباللجوء إلى هذا المستوى من حرب الإبادة، تكون قد وصلت هذه الحرب إلى مستوى تسميم المياه، وبث الغازات السامة في الهواء، والتجويع الشامل، أي تجاوز أعلى مستوى من المحرمات الدولية في الحرب، وأعلى مستوى في القتل الجماعي، الأمر الذي يفرض أن تعلو أخطار الإبادة التي يتعرض لها أهل غزة إلى أعلى مستوى، لتصمّ آذان الرؤساء العرب أولا، والرؤساء المسلمين ثانيا، وضمائر سكان المعمورة جميعا، كما الهيئات الدولية، ابتداء من هيئة الأمم المتحدة، ونزولا إلى المنظمات الإنسانية، إلى الجامعة العربية، فقد وصلت هذه الجريمة حدا لا يجوز لأحد السكوت عليه أو تجاهله، بل ضرورة الردّ على هذه الجريمة بمختلف أشكال الردود.
صحيح أن المقاومة والشعب في قطاع غزة ما زالا في المواجهة، ولن يَفتّ من عضُدهما استمرار التصعيد بالقصف والقتل الجماعي، ولن يضعفهما تحدّي المجاعة، بالصبر والإيمان، وبتصعيد المقاومة، تصعيدا راح يذهل العدو، فالعمليات العسكرية التي عرفتها بضعة الأسابيع الماضية، توحي وكأن المقاومة بدأت من جديد، كما بعد انتهاء أكتوبر 2023م.
صحيح أن الاتجاه العام للحرب البريّة ككل، والتعاطف العالمي مع شعب غزة البطل في صموده أمام الإبادة البشرية، والتدمير شبه الشامل، ما زالا على أشدّهما.. وصحيح أن عمليات نصرة محور المقاومة تصعدت بدورها، إلى حدّ أصبح فيه الوضع مهددّا باندلاع حرب إقليمية، كما عبّرت عن ذلك تصريحات في مسؤولين حكومة نتنياهو بشنّ حرب شاملة على لبنان.
ولكن مع كل هذا الصحيح، فإن مجموعة العوامل الفاعلة محليا غزاويا، وفلسطينيا، وإقليميا، وعالميا، كما ملاحظة تفاقم التناقضات التي أخذت تلف حبلا حول عنق نتنياهو، إلا أن الارتفاع بالإبادة إلى مستوى التجويع الجماعي للشعب كله، يتطلب مضاعفة تلك العوامل لإحباط حرب الإبادة، وحرب العدوان، وذلك للإسراع بانتصار غزة المحتوم بإذن الله.

مقالات مشابهة

  • حدث وأنت نائم| ضبط شخص يدير كيانا تعليميا وهميا.. وقوافل إنسانية من «الداخلية» لـ المناطق الحضارية الجديدة
  • حرب التجويع
  • حكومة بريطانية جديدة.. والقط لاري يتشبث بالسلطة منذ 13 عاما
  • أخطر ما قاله البرهان في لقاءه مع الصحفيين
  • ضجيج في أوروبا ترقبا لاجتماع أوربان وبوتين بموسكو بعد أيام من تولي المجر رئاسة الاتحاد
  • خطوات شراء شهادات الادخار أونلاين من البنوك.. «وأنت قاعد مكانك»
  • حلم الانتخابات
  • الطفلة ألما في مسلسل «نور» تفاجئ جمهورها بعد 16 سنة.. كيف تغيرت ملامحها؟
  • حدث وأنت نائم| انهيار عقار بولاق أبو العلا.. وقرار من النيابة بشأن البلوجر روكي أحمد
  • موظفون حزبيون خارج إعلامهم