جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-21@13:37:36 GMT

الأمة الإسلامية على المحك

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

الأمة الإسلامية على المحك

 

خالد بن أحمد الأغبري

 

تعيش أمتنا أمة الإسلام، الأمة التي اختارها الله لتكون تحت لواء نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وجزيل السلام، القائد الذي تحطمت تحت قدميه تلك الأصنام عندما ظهر الحق وارتعدت قلوب الطغاة الحاقدين أعداء الإسلام، وذلك بقوة خالق الكون عظيم الشأن، هذه الأمة التي أصبحت مهزومة في عقر دارها بعد ما سلّمت أمرها لأعدائها وباتت متفككة وغير قادرة على النهوض بواجباتها ومسؤولياتها وفقاً لأحكام الله وشريعته الغراء.

ها هي اليوم، تعيش هذه حالة استثنائية مليئة بالمفاجآت والاضطرابات النفسية والمعنوية المعقدة والاضطهاد المُعلن منه والخفي بمختلف أنواعه وأشكاله، ومحاطة بالكثير من المخاوف والهلع والقلق والهيجان المرعب والمرشح للتصعيد. مزيد من التوترات الإقليمية والدولية دخلت مرحلة خطيرة بالغة الأهمية يصعب التكهن بمداها الجغرافي وما يصاحبه من ظلم واضح وجلي ودمار شامل وتجويع الآمنين وقتلهم وانتهاك حقوقهم وحريتهم في ظل تفاقم الأوضاع والقبضة الحديدية التي تنتهجها إسرائيل في مقابل معاناة الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لحرب الإبادة وتدمير ممتلكاته ومحاصرته دون رحمة أو هوادة، وذلك على خلفية تلك الممارسات الاستفزازية والقمعية التي تلقي بضلالها على المنطقة بهدف خلق المزيد من التوترات وإثارة الفتن وتصعيد الخلافات البينية بشكل مباشر وغير مباشر من أجل تطبيق مرئيات الدولة العبرية ومخططاتها الرامية إلى احتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين وإقامة المستوطنات الصهيونية وتوسيع دولتهم على حساب حقوق الفلسطينيين وكرامتهم.

هذا من جانب وعلى حساب الدول العربية الأخرى من جانب آخر، وذلك بشكل من أشكال الإرهاب والعنف المتجدد أو بأي شكل آخر؛ بما يضمن لها استمرارية البقاء وفرض الأمر الواقع على الأراضي المغتصبة والتي تحددت مساراتها وقطرها الجغرافي من قبل تلك الدولة وشركائها الذين تستهويهم تلكم العنجهية والفوضى السلبية التي تربّوا عليها ويعيشون في ضلالها ساعة بساعة من أجل فرض الوصاية والتحكم في السلطة على حساب شعوب العالم، وذلك وفق مخططاتهم ومنهجهم الذي يعملون تحت فرضيته وقيادته المنحرفة عمّا أمر الله به من قيم وسلوك ونهج مستقيم.

إنهم بذلك يتجاوزون جميع الحواجز القانونية والحدود الجغرافية المنظمة لهذه القيم والمبادئ الأخلاقية والسلوكية، وليست لديهم أي أجندة إنسانية أو قيم أخلاقية تستحق الوقوف معها من باب احترام خصوصيتها وحقوقها وحدودها الدولية، بقدر ما يعانونه من انفصام في سلوكهم الشخصي المتمرد على خالقه وعلى نظام الحياة جملة وتفصيلاً والذي يقع ضمن دائرة ما يطلق عليه بجنون العظمة؛ فهذا الجنون لا يفرق بين الخير والشر ولا ما بين الحق والباطل ولا ما بين الظالم والمظلوم؛ فهؤلاء الناس الذين يتخبطون بأساليبهم وممارساتهم المتوحشة وقبيح أفعالهم لا يمكن أن يكونوا أناسًا أسوياء بالمستوى الذي يتعايش معه الطرف الآخر ولا يمكن أن تتحقق من خلاله طموحات وتطلعات شعوب العالم الحر الذي تتمثل فيه تلك المقومات الإنسانية، ولديه جاهزية وقابلية للتعاطي مع مكونات ومرتكزات السلام والعدالة، لكنه ما كتب لهذه الشعوب وقدر لها العيش في هذه الأجواء والأزمات القاسية التي تشكلت معطياتها خلال هذه المرحلة الحرجة والصعبة التي تَهمشت فيها المبادئ والقوانين والاتفاقيات الدولية، وأصبحت في ظل تلك التطورات مبعثرة تحت أقدام العنصرية وبين زوايا مقابر الحرية في انتهاك صارخ للمبادئ والمعايير الإنسانية، مع أنه كان من المفترض أن يكون هناك توجه لصياغة ورسم الاستراتيجيات التي تقام على حيثياتها الحضارات متعددة الأقطاب والثقافات الإنسانية المتقدمة التي تتطور مفاهيمها وأساليبها تلقائيًا؛ باعتبارها تمتلك إمكانيات حقيقية لكونها ذات اختصاص لبناء جسور العلاقات الدولية القائمة على قواعد المواءمة والتسامح والشعور بالمسؤولية البينية التي تنظم مسارات ومعطيات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تتمحور أهدافها من أجل تحقيق العدالة والمساواة بين مختلف شعوب العالم.

ما يشهده العالم في هذه المرحلة المغمورة بالعنف والحقد والكراهية والتي تتمثل في مجمل الأوضاع الدموية والإرهاصات العميقة والذل والهوان الذي يعيشه قطاع غزة والمناطق الفلسطينية، ليس سوى انعكاس سيئ لما تقوم به إسرائيل من أعمال إجرامية وانتكاسة خطيرة لمنظومة القوانين الدولية تحت مرأى ومسمع الجميع، فعلى المجتمعات الدولية مراجعة حساباتها واحترام حق البشرية في العيش بسلام وأمان واستقرار تسوده الحكمة والتسامح ونبذ الخلافات مهما كانت أهدافها وغاياتها. والله الموفق.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المخرج من دائرة الجهل التي تتميز بها دول العالم الثالث وتتجلي في الحروب الأهلية

المخرج من دائرة الجهل التي تتميز بها دول العالم الثالث وتتجلي في الحروب الأهلية ... المخرج هو التعليم والتعليم والتعليم !!..

ابننا العزيز المهذب الجنتلمان الأستاذ علي شندوق الشاعر والرياضي المطبوع الذي جمع بين المساقين العلمي والأدبي في بوتقة نادرة وعبر بها الي دنيا الابداع .
اولا السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
اطلعت اليوم علي ورقة صادرة منكم تحوي صيغة السؤال الاول لمادة الرياضيات للجالسين لامتحان الشهادة الابتدائية .
طالما أن العمل صادر منك ونحن نثق فيك كل الثقة في علمك وادبك وأسلوب حياتك ولا بد أن هذا العمل الهام سيكون إن شاء الله سبحانه وتعالى فأل حسن وطريق معبد للنجاح والفلاح في هذه المادة التي استعصت مؤخرا علي الكثيرين وانا منهم وقد استعصت علي من زمان حتي قبل أن تتحور الي كائن جديد يخيل الي أنه ليس فيه غير س و صاد والدالة ورسومات احيانا اراها مثل الكتابة الهيروغلوفية أو المسمارية ودائما اتحسر علي علم الحساب وثمن رطل السكر والملح وحساب المثلثات والجبر والهندسة والرسم البياني ورغم كل ماكانت تحويه حديقة الرياضيات من كل روض زهرة ومن كل ماء قطرة ولم يحدث أن رسبت في هذه المادة مطلقا لكن كان بيني وبينها بعد المشرقين وكنت اهرب من حصة الرياضيات واتعلل بأي سبب رغم أن الأساتذة الذين درسوها في حنتوب كانوا علماء بها نالوا تدريبهم الخارجي في بريطانيا التي لا تغيب عنها الشمس .
ابننا الأستاذ العزيز المهذب الجنتلمان علي شندوق هل هذه الرياضيات الحالية التي تدرس في بلادنا في مرحلة التعليم العام هل هي بديل للرياضيات التقليدية ؟!
ولماذا أسموها الرياضيات الحديثة لأنها كما وضعوا لها حيثية أنها عمود فقري لعلوم الكمبيوتر وفيما بعد للذكاء الاصطناعي ؟!
طيب اذا كان أمثالي ليس بينهم ود لا بالقديم ولا الجديد من الرياضيات فهل ستكون لنا مدارس خالية من لغة الأرقام هذه خاصة ونحن لسنا من أنصار الكمبيوتر ولا الموبايل ونري أن هذه الأجهزة مهمة في بعض الأحيان ولكن ليس في كل الوقت وقد أصبح الانشغال بها أكثر من العمل بالشيء المفيد وربما عند البعض صارت مضيعة للوقت ووصلت بالكثيرين الي درجة الإدمان مما استدعي فتح مشافي لعلاج هذه الحالات المستحدثة في تطور البشر الذين كانوا ينعمون بالهدوء والسكينة فقلب الموبايل مواجعهم وسلب النوم من جفونهم وجعلهم يعيشون في عزلة مجيدة !!..
شكرا ابننا العزيز المهذب الجنتلمان علي شندوق فجزاكم الله سبحانه وتعالى خيراً علي مساهماتكم المقدرة في كافة المساقين العلمي والأدبي وتفوقكم في الشعر وقد قرأت لأحد الفلاسفة والمفكرين أن الشاعر هو خير من يجيد في ميادين البحث والاستقصاء فهنيئا لك بهذه النعمة ونتمني لكم دائما دوام الصحة والعافية والسرور وراحة البال وراحة الضمير .
ودمتم في رعاية الله وحفظه .

عمكم حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • واشنطن تمارس الإرهاب الممنهج والجريمة المنظمة ضد شعوب العالم
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)
  • ريال بات رمزا لعملة السعودية.. ما الذي نعرفه عن رموز عملات العالم؟
  • رئيس جامعة الأزهر يحاضر حول «بناء التعاون العلمي من أجل ازدهار مستقبل الأمة الإسلامية»
  • المخرج من دائرة الجهل التي تتميز بها دول العالم الثالث وتتجلي في الحروب الأهلية
  • الفناء والدمار.. شيخ الأزهر يحذر الأمة الإسلامية من مخاطر الفرقة بين أبنائها
  • شيخ الأزهر: القضية الفلسطينية تظل الشاهد الأكبر على معاناة الأمة الإسلامية
  • شيخ الأزهر: لابد من اتحاد دول العالم الإسلامي لمصلحة الأمة
  • “الإسلامية لتمويل التجارة” توقّع مذكرة تفاهم مع الإيسيسكو
  • ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش دور القبلة في وحدة الأمة الإسلامية