مسيرات طلابية في حجة تضامناً مع غزة وتنديداَ بمجازر العدو الصهيوني
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
الثورة نت|
شهدت مديريات عبس وأفلح اليمن والمحابشة والمفتاح وكحلان الشرف وبني قيس ومستبأ في حجة مسيرات طلابية حاشدة، تنديدا بالمجازر وحرب الإبادة، التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
ورفع المشاركون في المسيرات العلم الفلسطيني، ورددوا الشعارات والهتافات المعبرة عن التضامن مع أطفال فلسطين، الذين يواجهون هم وأسرهم، آلة البطش والإجرام الصهيونية.
وأدانت المسيرات الطلابية التي شارك فيها مدراء مكاتب التربية بالمديريات والأقسام والكوادر التعليمية بأشد العبارات ما يرتكبه الكيان الغاصب بحق أبناء الشعب الفلسطيني والمدنيين في غزة من جرائم وحشية ومجازر إبادة جماعية غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية.
واستنكر طلاب المدارس، المواقف العربية المخزية تجاه ما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم في ظل صمت عربي مخزٍ وتطبيع عدد من الأنظمة العميلة التي سارعت في إدانة الضحية وبرأت ودعمت الجلاد في انسلاخ واضح عن الدين والقيم والهوية العربية والإسلامية.
وحمّلت بيانات المسيرات، المجتمع الدولي وأمريكا وكل الأنظمة المساندة للكيان الصهيوني مسؤولية ما يتعرض له الفلسطينيون من انتهاكات صارخة لكل الاعراف والقوانين الدولية والإنسانية.
وأكدت التأييد والمباركة لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية الباسلة ضد العدو الصهيوني وكل العمليات رداً على جرائم الإبادة والوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني.
وناشدت قادة الشعوب العربية والإسلامية التحرك لإيقاف وردع آلة الإجرام الصهيوني، ومساندة المقاومة لاستعادة الأراضي المغتصبة وإعلان دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
كما أكدت أهمية الدعم المالي والمعنوي لأبطال فلسطين والتفويض للقيادة الثورية في اتخاذ أي قرارات مرحلية خدمة للوطن والمواطن ونصرة للقضية الفلسطينية.
وجددت البيانات الدعوة لكل الأحرار في العالم الوقوف الصادق مع شعب فلسطين الصابر والصامد في وجه الصلف الصهيوني والغطرسة الأمريكية حتى تحرير كل شبر من أرض فلسطين.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: طوفان الاقصى العدو الصهیونی
إقرأ أيضاً:
التهجير في زمن التهريج
إيهاب زكي
قد تبدو تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن تهجير الغزيين إلى مصر والأردن فعلاً تهريجياً، ولكن المعضلة الكبرى هي أنّ هذا المهرج هو رئيس أكبر إمبراطورية في التاريخ، كما ترافق وجوده على رأس هذه الإدارة مع زمن التهريج، حيث كانت شعوب عربية تُذبح على البث المباشر، فيما يتلّهى الحاكمون العرب بسخافاتهم، وتتلّهى الشعوب باستهلاك تلك السخافات والتفاهات.
ينطلق ترمب بتهريجاته تلك من كونه رجل عقار أولًا، وشخصية استعراضية ثانيًا، وعلاقته الوطيدة بمجرم الحرب بنيامين نتنياهو ثالثًا، فهو يتعامل مع الأمر باعتباره نزاعاً عقارياً، وبالتالي فهو قابل للحلّ بأسهل الطرق، حيث المال مقابل الأرض، أو الفرصة مقابل الأرض، وهو يعتقد كذلك بأنّ الزعماء العرب ليسوا أكثر من موظفين لديه، خصوصًا أنّه خبِرهم في فترته الرئاسية الأولى.
كذلك فهو يرى أنّ سهولة توقيع اتفاقات”أبراهام”، تنسحب على مشروع التهجير سهولةً ويسرًا، كما يرتكز إلى تجربته بقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حين تم تحذيره من أنّ الأمر قد يفجر المنطقة برمّتها، ولكن بعد صمت دكّة غسل الموتى الذي مارسه العرب حكامًا ومحكومين، قال أرأيتم! لم يحدث شيء، فلماذا سيحدث الآن؟
وترمب لا يكتفي بالتهريج في منطقة الشرق الأوسط، بل يمارس التهريج أينما حلّ وارتحل. تصريحاته عن ضم كندا باعتبارها الولاية 51، والاستيلاء على قناة بنما وغرينلاند، هذا يعطينا قرينة على أنّ الرجل لا منطلقات أيديولوجية لديه، بل هي أفكارٌ مستوحاة من حياته الاستعراضية أولًا، ومن طبيعته التجارية ثانيًا.
ولكن، بما أننا نعيش زمن التهريج، فإنّ أفكاره تلك لن تكون حفلة مدفوعة الأجر تنتهي بانتهاء العرض، بل سيكون لها تداعيات خطرة على مستقبل المنطقة، لأنّ المستهدفين باستقبال الفلسطينيين، يعتبرهم ترمب أوهن من رفض أوامره أو حتى أمنياته بل وخيالاته، وكما ألمح للمعونات والحماية التي تقدمها لهم أميركا حين قال”سيفعلون ذلك، فنحن نفعل الكثير من أجلهم”، وطبعًا، هذا الكثير قد يتوقف في حال رفضهم.
المهرجون العرب تسقط من لغتهم حروف الرفض، إن كان ترمب هو الآمر الناهي، وتتلعثم ألسنتهم بحرفي اللام والألف”لا”، حين يكون لسان ترمب من يخاطبهم، لذلك فإنّ الاعتماد على مواقف أولئك المهرجين في إفشال تصورات ترمب، هو رهانٌ خاسر وبلا معنى، إنّما الاعتماد فقط على المقاومة والتمسك بها كسبيلٍ وحيد لمجابهة المهرجين وزمنهم.
فالوزير مجرم الحرب سموتريتش، يقول”إنّ المعتدلين في الإقليم، يطلبون منّا في الاجتماعات المغلقة سحق حماس”، وهو يدفع باتجاه العودة لحرب الإبادة، لأنّ هذه هي الطريقة الوحيدة لسحق حماس، وبالتالي فهي الطريقة الوحيدة ليلبّي المهرجون العرب كل مطالب ترمب وأمنيات سموتريتش بإفراغ غزة من أهلها.
في ظلّ حرب الإبادة على مدار ستة عشر شهرًا، حاول الكيان العدو بكل ما أوتي من إجرامٍ وهمجية، تطبيق خطة التهجير، لكنه اصطدم بعدة وقائع قاسية وبعض الحقائق الصلبة، تتلخص جميعها في بندين، الأول هو صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على البقاء في أرضه، أمّا الثاني فهو عدم قدرة العدو على سحق المقاومة، بل على العكس، فإنّ ما سُحق هو أهداف العدوان، وقدرة جيش العدو على تحقيقها.
وبالتالي طالما هناك من يمتشق بندقيته، ويتنقل من شارعٍ إلى زقاق، لا يستطيع المهرجون العرب إعلان انصياعهم لأوامر ترمب بالتهجير، لأنّه حينها سيكون تهجيرًا لمقاومين لا للاجئين، وبالتالي سيكونون بمثابة قنابل موقوتة، ستنفجر في وجوه الجميع، خصوصًا وجوه المستقبلين، وهذا سبب طلبهم من الكيان سحق حماس وفصائل المقاومة، حتى يستقبلوا لاجئين معذبين، في صورة عملٍ أخويّ إنقاذيّ إنساني، يستحقون عليه شكر الاستضافة والحماية والإجارة.
لا يجب أن نطمئنّ لمجرد أنّ هذا كلامٌ تهريجيّ، بل يجب إعادة تقييم قدرة المقاومة على الديمومة والبقاء، بل وتطوير القدرات التسليحية، كذلك إعادة الروح لمحور المقاومة الذي شكّل ولا يزال النواة الصلبة لمواجهة كل مشاريع التصفية، لأنّ المستهدف هو الجميع دون استثناء، بمن فيهم المهرجين.