نمو إنتاج السلطنة من الكهرباء 5% بنهاية أغسطس
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
مسقط- العُمانية
ارتفع إجمالي إنتاج سلطنة عُمان من الكهرباء حتى نهاية شهر أغسطس 2023م بنسبة 5 بالمائة ليبلغ 29,853.7 جيجاوات بالساعة مقارنة مع 28,433.4 جيجاوات بالساعة في الفترة نفسها من العام الماضي.
وبيَّنت الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أنَّ محافظات شمال وجنوب الباطنة والظاهرة سجلت ارتفاعًا في إجمالي إنتاج الكهرباء بنسبة 2.
وأشارت الإحصاءات إلى أنَّ صافي إنتاج سلطنة عُمان من الكهرباء حتى نهاية شهر أغسطس 2023م ارتفع بنسبة 5.2 بالمائة ليبلغ 28952.7 جيجاوات بالساعة.
وارتفع صافي الإنتاج بمحافظة الداخلية بـ160 بالمائة ليصل 150.8 جيجاوات بالساعة، وارتفع أيضًا صافي إنتاج الكهرباء في محافظات شمال وجنوب الباطنة والظاهرة بنسبة 2.7 بالمائة ليبلغ 18411.8 جيجاوات بالساعة، وبمحافظتي شمال وجنوب الشرقية 7.7 بالمائة ليبلغ 6571.5 جيجاوات بالساعة، وفي مسقط بنسبة 21.8 بالمائة ليبلغ 355.2 جيجاوات بالساعة، وبمحافظة ظفار 15 بالمائة ليبلغ 3024.7 جيجاوات بالساعة، حتى نهاية شهر أغسطس الماضي، فيما انخفض صافي إنتاج الكهرباء في محافظة الوسطى بنسبة 34.6 بالمائة ليبلغ إلى 129.4 جيجاوات بالساعة.
وأوضحت الإحصاءات أنَّ إجمالي كمية المياه المُنتجة في سلطنة عُمان ارتفعت بنسبة 1.8 بالمائة ليصل إلى 347590.1 متر مكعب حتى نهاية شهر أغسطس 2023، مقارنة مع 341359.4 متر مكعب في الفترة نفسها من عام 2022.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رسائل السلام والهيدروجين الأخضر
هلال بن عبدالله العبري
تشهد سلطنة عُمان في الآونة الأخيرة نهضة متكاملة الأبعاد، تضعها على مشارف مكانة عالمية متميزة، ليس فقط في مجال الطاقة النظيفة، بل في ميادين السياسة والدبلوماسية أيضًا. فمن جهة، باتت السلطنة قاب قوسين أو أدنى من أن تتصدر قائمة الدول المصدِّرة للهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط، بل وعلى رأس قائمة الدول على مستوى العالم، لما تمتلكه من إمكانيات طبيعية واستراتيجية تؤهلها لأن تكون لاعبًا رئيسيًا في مستقبل الطاقة المستدامة.
الهيدروجين الأخضر، هذا الوقود النظيف الذي يُنتَج عبر استخدام مصادر متجددة للطاقة، يمثل بارقة أمل للعالم في سعيه نحو تقليل الانبعاثات الكربونية ومواجهة التغير المناخي. وقد خطت سلطنة عُمان خطوات واثقة في هذا المجال، عبر مشاريع طموحة تستقطب الاستثمارات الدولية وتؤكد التزامها العميق بقضايا البيئة والتنمية المستدامة.
وفي موازاة هذا التقدم التقني والاقتصادي، تلعب عُمان دورًا لا يقل أهمية في الساحة السياسية الإقليمية والدولية، حيث تُعرف بدبلوماسيتها الهادئة ومبادراتها الفاعلة لنزع فتيل الأزمات. فقد كرّست السلطنة مكانتها كوسيط موثوق يسعى إلى مدّ جسور الحوار بين الفرقاء، ويعمل على تثبيت أسس السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
إن الجمع بين الريادة في الطاقة النظيفة والنهج الدبلوماسي المتزن، يرسل من عُمان إلى العالم رسائل متعددة: رسائل سلام، ورسائل أمل، ورسائل تؤكد أن التنمية الحقيقية هي التي تجمع بين الحفاظ على البيئة وتحقيق التوازن السياسي. وهكذا، تكتب السلطنة فصولًا جديدة في سجل نهضةٍ متجددة، وهي تمضي بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة.
وحين نتأمل في التوجهات الاستراتيجية التي تتبناها سلطنة عُمان، سواء في سعيها نحو تصدير الهيدروجين الأخضر كمصدرٍ نظيف ومستدام للطاقة، أو في جهودها الحثيثة لإرساء دعائم السلام والاستقرار في المنطقة، يتجلى أمامنا خيط ناظم يجمع بين هذه المساعي المتنوعة، ألا وهو الإنسان.
فالرؤية العُمانية، بوعيها العميق ومسؤوليتها الأخلاقية، تنطلق من إدراكٍ بأن أمن الإنسان وسلامته، وحقه في العيش في بيئة نقية ومستقبل آمن، هو جوهر كل مشروع تنموي أو تحرك دبلوماسي. وهي بذلك تسعى إلى بناء عالمٍ يتصالح فيه الإنسان مع بيئته، وتزول فيه أسباب الصراع، لتسود روح التعاون والتكامل.
وفي مبادراتها البيئية، تضع السلطنة بصمتها في خريطة الطاقة النظيفة العالمية، لتؤكد أن حماية الكوكب مسؤولية جماعية تتطلب رغبة في التغيير واستشراف المستقبل. وفي مساعيها السياسية، تثبت أن الحوار هو السبيل الأجدر لحل النزاعات، وأن السلام ليس خيارًا هامشيًا، بل ركيزة للتنمية المستدامة.
هكذا تتكامل الأدوار وتتعاضد الجهود، في سبيل إنسانٍ يعيش بكرامة، على أرضٍ تحفظ حق الأجيال القادمة، تحت سماء يسودها السلام.