الإنترنت الفضائي.. طريق الثورة على الدكتاتورية الرقمية
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
تلجأ العديد من الدول لقطع شبكة الإنترنت وفرض قيود على استخدامها للضغط على معارضيها، وللحد من انتشار المعلومات في الحروب والأزمات، وهذا ما لجأت له إسرائيل عند قطعها الإنترنت والاتصالات عن كامل قطاع غزة في ليلة 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشنت غارات وعمليات برية في القطاع لمطاردة المقاومة الفلسطينية هناك.
وللخروج من قبضة التحكم السلطوية الممارسة من بعض الحكومات، التي وصفتها مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بـ"الدكتاتورية الرقمية"، ينظر إلى "الإنترنت الفضائي" باعتباره أحد الحلول المثلى لتخطي مثل هذه الأزمات.
وقد أسهم الإنترنت الفضائي في إلقاء الضوء على الحرب الروسية على أوكرانيا ومتابعة مجرياتها بعدما قطعت موسكو الإنترنت في عدة مناطق بأوكرانيا، إذ قدمت "شركة ستارلينك" خدمات الإنترنت للأوكرانيين. فما "الإنترنت الفضائي"؟
ظهور الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية مرتبط بظهور الإنترنت و"الويب" بشكل عام. لكن تطوير هذه التقنية لم يحظ بالاهتمام نفسه مقارنة بالشبكات التقليدية الأخرى، وظل منحصرا على بعض التجارب القليلة إلى غاية تسعينيات القرن الماضي.
في تلك الفترة برزت شركة "تيلي ديسيك" بصفتها أحد رواد هذه التقنية، وأطلقت مشروعا لوضع مئات الأقمار الصناعية في مدارات منخفضة لتأمين الاتصال بالإنترنت، لكن مشروعها باء بالفشل سنة 2003 بسبب كلفته المرتفعة، وهو المصير نفسه الذي لاقته شركات أخرى على غرار "إريديوم" و"غلوبال ستار" و"آي سي أو".
وبسبب التكلفة الهائلة لهذا الحلم تأخرت تقنية الإنترنت الفضائي حتى عام 2014، وبعد التطور الهائل الذي عرفته شبكة الإنترنت حول العالم، بدأ الاهتمام يعود تدريجيا إلى المشروع، فتزعمته شركات مثل "سبيس إكس" و"ون ويب" و"أمازون"، التي تطور هذه التقنية دوريا عبر إرسال أقمار اصطناعية في مدارات منخفضة قريبة من الكرة الأرضية.
وتعتبر شركة "ستارلينك" -التابعة لمجموعة "سبيس إكس"- الشركة الأبرز والرائدة في توفير وتطوير الإنترنت الفضائي، إذ تحاول توفيره في كل الدول، وتسعى لخفض تكلفة الخدمة إلى الحد الأدنى، ورفع سرعته بما قد يتعدى سرعة الإنترنت الأرضي.
تغطية عالميةيبث الإنترنت الفضائي من الأقمار الاصطناعية في الفضاء، ويوفر تغطية عالمية، تسمح بالاتصال بالإنترنت من أي موقع في الكرة الأرضية، حتى وإن لم يتوافر فيه الإنترنت الأرضي، ودون الحاجة لمعدات أرضية معقدة.
ويتكون نظام الإنترنت الفضائي من عدة أجزاء:
القمر الصناعي. المحطات الأرضية، وتعد بمثابة بوابات لنقل البيانات من وإلى الأقمار الصناعية. هوائي مزود بجهاز إرسال واستقبال عند المستخدم، وهناك تقنيات حديثة يكفي معها جهاز كمبيوتر أو هاتف محمول موصول بـ"راوتر". كيف يعمل الإنترنت الفضائي؟في الحالات الطبيعية تكون شركات الاتصالات المرخصة في الدولة هي المصدر الأساسي للإنترنت في مناطقها، ويتم ذلك عبر تزويد هذه الشركات بخطوط أساسية عبر "كوابل" دولية تمر بمنافذ حكومية، وبصرف النظر عن مزود الإنترنت، تستطيع الدول عادة فرض "الرقابة والتحكم" بجميع الخدمات التي توفرها هذه الشركات.
لكن في حالة الإنترنت الفضائي، يصل الإنترنت للمستخدم فورا من شبكة الإنترنت العالمية عبر الأقمار الاصطناعية دون المرور عبر رقابة الحكومات، ودون الحاجة لأي "كابلات" أو توصيلات.
أنواع الإنترنت الفضائياتصال ثنائي الاتجاه: ويستلزم العديد من المعدات، لذا يعد مكلفا نوعا ما، ويتم عبر إرسال واستقبال البيانات عن طريق الأقمار الاصطناعية إلى منفذ اتصالات محوري (نقل فضائي).
اتصال أحادي الاتجاه: وهو الأكثر ملاءمة للمناطق النائية، ويستقبل البيانات عبر الأقمار الاصطناعية ولا يحتاج لإعادة الإرسال إليها، بل عن طريق إرسال أرضي (مودم أو هاتف).
بث أحادي الاتجاه: وهو لا يوفر اتصالا كاملا بالإنترنت ولا يمنح إمكانية التحكم بالبيانات المستقبَلة، ويشبه نظام عمل التلفزيون والراديو.
حلول ومعوقاتعلى الرغم من أن الإنترنت الفضائي قد يعد الحل الأمثل لمواجهة أزمة قطع الإنترنت، فإن تكلفته عالية جدا، فشركة "ستارلينك" الرائدة في هذا المجال توفر هذه الخدمة مقابل نحو 600 دولار أميركي لتوفير طبق وجهاز توجيه للاتصال بالأقمار الاصطناعية، فضلا عن رسوم شهرية تقدر بـ110 دولارت.
ويتأثر الإنترنت الفضائي بشكل كبير بحالة الطقس والعوائق المادية التي قد تقف حائلا أمام الإرسال والاستقبال كالأشجار والمباني. ولأن إشارات الإنترنت تقطع مسافات طويلة دون أسلاك وكابلات، فإنها أحيانا تصل بسرعة أبطأ نسبيا من السرعة التي توفرها التقنية التقليدية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأقمار الاصطناعیة الإنترنت الفضائی
إقرأ أيضاً:
تصعيد أميركي غير مسبوق ضد الحوثيين في اليمن.. ترامب يعلن عن إرسال قوات إضافية
شمسان بوست / خاص:
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إرسال تعزيزات عسكرية جديدة إلى الشرق الأوسط، في إطار التصعيد ضد جماعة الحوثيين، ودعماً للعمليات العسكرية المستمرة في اليمن.
وفي رسالة رسمية وجهها إلى قادة الكونغرس، أكد ترامب أنه أصدر توجيهات إلى وزارة الدفاع بنقل وحدات قتالية مجهزة إلى المنطقة لتعزيز القدرات الدفاعية والهجومية للقوات الأميركية، وتمكينها من تنفيذ عمليات نوعية ضد الحوثيين.
وأوضح أن التعزيزات تشمل أنظمة دفاع جوي وصاروخي لتأمين الحلفاء الإقليميين، وفي مقدمتهم إسرائيل، إلى جانب طائرات مقاتلة ووحدات استطلاع ودعم لوجستي، مشيراً إلى أن هذه القوات انتشرت بالفعل في عدة دول بالمنطقة.
ضربات مركزة على الحوثيين
وأشار ترامب إلى أن قوات القيادة المركزية الأميركية تنفذ حالياً عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد أهداف تابعة للحوثيين، تهدف إلى الحد من قدراتهم على شن هجمات ضد القوات الأميركية والسفن التجارية في البحر الأحمر.
وأضاف أن الضربات، التي تنفذها طائرات وقاذفات وسفن حربية أميركية، تستهدف مراكز القيادة والسيطرة، ومستودعات الأسلحة، والبنية التحتية العسكرية للجماعة.
وأكد استمرار العمليات العسكرية حتى زوال التهديد الذي تشكله الجماعة على حرية الملاحة الدولية والقوات الأميركية المنتشرة في المنطقة، قائلاً: “لن نسمح باستمرار تهديد أهم ممرات الملاحة في العالم، وسنتخذ كل الإجراءات لحماية مصالحنا”.
ضحايا مدنيون وتصاعد التوتر
وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد لافت للغارات الأميركية على مناطق متفرقة في اليمن منذ منتصف الشهر الماضي، ما تسبب في سقوط عشرات الضحايا، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى تدمير منازل سكنية وانقطاع الكهرباء في بعض المناطق.
وفي سياق متصل، حمّل ترامب إيران مسؤولية دعم الحوثيين، متوعداً بردّ قوي على أي هجوم تنفذه الجماعة في المنطقة.
هجمات الحوثيين مستمرة
من جانبها، تواصل جماعة الحوثيين تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف السفن الأميركية والإسرائيلية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن، إضافة إلى ضربات صاروخية وطائرات مسيّرة على مواقع في الأراضي المحتلة، في إطار ما تصفه بالرد على الحرب الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة منذ أواخر عام 2023.