شركة بلدنا القطرية تستثمر 1.5 مليار دولار في مصر
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
وقّعت شركة "بلدنا" القطرية مذكرة تعاون مشترك مع هيئة قناة السويس المصرية، لدراسة إنشاء مشروع لتربية الأبقار بطاقة 20 ألف رأس ماشية، وإنتاج الألبان واستزراع أراض بمساحة 113 ألف هكتار بمحافظة الوادي الجديد في الجنوب الغربي لمصر، لتغطية احتياجات المشروع من الأعلاف والمنتجات الزراعية.
وتنظم المذكرة مجالات التعاون المبدئية لإنتاج وتصنيع الألبان في مصر، بحجم استثمارات يصل إلى 1.
وعقب توقيع مذكرة التعاون، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أن الاتفاق يعدّ تتويجا للجهود المبذولة نحو دفع العلاقات الثنائیة بین مصر وقطر على الصعيد الاقتصادي، وهي نتاج عمل مباحثات ودراسات مبدئية استمرت لأشهر عدة للوقوف على المبادئ الأولية للتعاون، ووضع خطة العمل خلال المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أن المشروع يحمل فرصا واعدة نحو دعم الأمن الغذائي من منتجات الألبان، وتوفير العديد من فرص العمل للشباب المصري، وتقليل تكلفة استيراد تلك المنتجات من الخارج، كما وجه رئيس مجلس الوزراء جميع الوزارات المعنية بتسهيل الإجراءات اللازمة لبدء الخطوات الفعلية لتنفيذ بنود مذكرة التعاون.
وأكد مصطفى مدبولي توفير الدعم الكامل لإنجاح المشروع في جميع مراحله، نظرا لتكامله مع جهود مصر نحو توطين الصناعات الغذائية، واستزراع واستصلاح الأراضي، ونقل المعرفة والتقنية المتعلقة بها.
من جانبه قال عضو مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة بلدنا القطرية، رامز محمد الخياط، إن توقيع مذكرة التفاهم يأتي تتويجا للمباحثات التفصيلية والدراسات الشاملة بين الجانبين، مؤكدا السعي أن يكون هذا المشروع الجديد ركيزة أساسية تسهم في تنمية القطاع الزراعي، وتعزيز الأمن الغذائي الذي يعدّ من أهم التحديات التي تواجه العالم، التي تسعى مختلف الدول والمؤسسات العالمية إلى اتخاذ شتى التدابير لمواجهتها.
وشدد على استعداد شركة "بلدنا" -التي تعدّ أكبر شركة منتجة للألبان في قطر- للاستثمار في هذا المشروع بكل ما تمتلكه من موارد وخبرات ذات مستوى عالمي، وبتطبيق أفضل الممارسات العالمية المستدامة.
ويعدّ هذا المشروع هو الثاني لشركة بلدنا القطرية في مصر، بعد أن أعلنت في يناير/كانون الثاني الماضي، عن رفع حصتها في شركة جهينة للصناعات الغذائية المدرجة في البورصة المصرية إلى 15.03%، بعدما اشترت نحو 600 ألف سهم إضافي في "جهينة" بنحو 7.4 مليون جنيه مصري (الدولار يساوي 31 جنيها).
ووفقا لآخر كشف عن البيانات في أغسطس/آب الماضي، تراجعت أرباح بلدنا إلى 42.3 مليون ريال (2.22 ريال/ للسهم)، بنهاية النصف الأول 2023، مقارنة بأرباح قدرها 47.6 مليون ريال تحققت خلال الفترة نفسها من 2022.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كيف تسببت رموز إن إف تي في صعود شركة أوبن سي واندثارها؟
في عام 2022 بلغت قيمة التداول على رموز "إن إف تي" (NFT) أكثر من 6 مليارات دولار، ولكنها الآن انخفضت إلى أقل من 430 مليون دولار، لتكون بذلك أولى رايات الغرق لأحد قطاعات العملات الرقمية التي بزغت فجأة وصعدت إلى القمة قبل أن تهوي إلى القاع مجددًا.
في وقت ما، كانت رموز "إن إف تي" هي كل ما يفكر فيه البشر من مختلف بقاع العالم، فالجميع يرغب في الحصول على الرموز النادرة والمميزة طمعًا في الثراء السريع وتخزين الرموز. وعلى غير العادة قامت كثير من الشركات العالمية وكبار المستثمرين في أنحاء العالم بالاستثمار في هذا القطاع وضخّ أموالهم فيه، وذلك تضمن علامات فارهة مثل "غوتشي" (Gucci) التي أطلقت مجموعة خاصة بها، فضلًا عن "لويس فيتون" (Louis Vuitton) وعدد كبير من المشاهير مثل سنوب دوغ وباريس هيلتون ولوغان بول وإيمينيم وغيرهم.
ورغم أن التقلب هو سمة عالم العملات الرقمية وكل ما يرتبط به، فإن شركة "أوبن سي" (OpenSea) التي كانت أهم متجر لبيع الرموز غير القابلة للاسترداد لم تتمكن من التعافي من هذا التقلب، وبدأت في رحلة من التدهور تهدد وجودها ذاته، فكيف حدث ذلك؟
السير وراء الصيحة
في عام 2017، تعاون ديفين فينزر مع أليكس عطا الله من أجل تطوير منصة جديدة تقدم فكرة ثورية في عالم الإنترنت، وهي منصة تتيح للمستخدمين مشاركة اتصال الإنترنت اللاسلكي الخاص بهم "واي فاي" مع الغرباء مقابل عملات رقمية، ورغم غرابة الفكرة فإن حاضنة الأفكار "واي" (Y Combinator) التي أطلقت شركات تقنية ناجحة للغاية مثل "آير بي إن بي" آمنت بها بشكل كامل لتتبنّى الفكرة وتضمها إلى مشروعاتها عام 2018.
تزامن هذا الأمر مع بزوغ صيحة "إن إف تي" أو الرموز غير القابلة للاسترداد، وهي رموز لا يمكن أن تكون موجودة إلا مرة واحدة فقط، لذا تعود ملكيتها إلى شخص واحد فقط، مثل اللوحات الأصلية لكبار الفنانين. وبسبب طبيعة العملات الرقمية وعدم وجود جهة رئيسية تتحكم بها، فإن هذه الرموز كانت تضم صورًا ومقاطع فيديو غريبة ومختلفة مثل القطط الطائرة أو القردة الأشبه بالبشر.
لاحظ فينزر وعطا الله التحول والترقب المحيط بهذه الرموز، لذا قرروا بشكل مفاجئ بعد انتهاء فترة الحاضنة أن يتحول مشروعهم "أوبن سي" ليصبح متجرًا لرموز "إن إف تي" يحصل على نسبة من مبيعات كل رمز منها. ورغم أن بعض العاملين معهم على الفكرة الأولى آمنوا بها وبنجاحها، فإن المؤسسين اختاروا التخلي عنها تمامًا، وفي الوقت ذاته أعلن فينز أن شركتهم قد حصلت على تمويل قدره 2 مليون دولار من بعض المستثمرين الكبار مثل "صندوق مؤسسي بيتر ثيل" (Peter Thiel’s Founders Fund) مما عزز ثقتهم بالمشروع وبأنفسهم.
في البدء، لم يكن المتجر ناجحًا نجاحا كاملا، إذ ضم بعض العمليات البسيطة عليه التي لا تتجاوز ألف عملية يوميا فضلًا عن حجم أضعف من المستخدمين، وهو ما جعلهم يبدؤون الشركة بأقل من 10 موظفين.
إعلانولكن في عام 2021، تغير الأمر تمامًا عندما تمكن مايك وينكلمان من بيع رمز "إن إف تي" مقابل 69 مليون دولار لتقفز قيمة التعاملات داخل المنصة لأكثر من 3 أضعاف الشهور الماضية وهو الأمر الذي جعل المستثمرين يركضون لضخ الأموال بها والمشاركة في هذا النجاح، لذا تمكنت الشركة من جمع 23 مليون دولار بعد تقييم الشركة بأكثر من 120 مليون دولار تقريبًا، ثم بدأ التوسع الحقيقي للشركة.
ومع نهاية الربع الثالث من عام 2021، قفزت أرباح الشركة من 9 ملايين دولار في مطلع العام إلى 186 مليون دولار، وقبل نهاية العام تمكنت الشركة من جمع 100 مليون أخرى بعد أن أصبح تقييمها 1.5 مليار دولار، ومع هذا النجاح العملاق بدأت المشاكل في الظهور.
سيل من المشاكلبدأت هذه المشاكل في عام 2023، عندما اكتشفت الشركة أن نيت تشاستاين رئيس قسم المنتجات في الشركة الناشئة كان يسرب المعلومات ويتاجر في الرموز عبر ترويج الرموز التي يملكها هو وأصدقاؤه في الصفحة الرئيسية للموقع ليحصل على مزيد من الأرباح.
بالطبع أقالته الشركة ثم حكم عليه بالسجن 3 أعوام في حادثة هي الأولى من نوعها، ولكن هذه المشكلة لم تكن الوحيدة أمام "أوبن سي"، إذ بدأ الموقع يواجه العديد من المشاكل ويخرج عن العمل بشكل مستمر فضلًا عن وجود العديد من الرموز العشوائية التي لا قيمة لها أو الرموز الاحتيالية بشكل واضح إلى جانب الرموز المسروقة.
ومن أجل التكيف مع هذا النمو المفاجئ وتزايد المشاكل، قامت الشركة بتعيين العديد من الخبرات الواسعة من الشركات التقنية الكبيرة مثل "أمازون" و"غوغل" و"ميتا"، وبينما كان هؤلاء الخيار الأفضل لإدارة الشركة فإن الموظفين لم يكونوا سعداء بذلك وفق ما تحدث به بعضهم مع موقع "ذا فيرج" (The Verge)، ليصل إجمالي عدد الموظفين في الشركة بعد بضعة شهور إلى 300 موظف قبل أن يتم خفضهم مجددًا في وقت قياسي.
إعلانوفي عام 2022، قفزت أرباح الشركة إلى 265 مليون دولار في الربع الأول من العام، لتتمكن الشركة من خوض جولة تمويل رابعة بقيمة 300 مليون دولار على اعتبار أن قيمتها السوقية 13.3 مليار دولار، لتبدأ بذلك في مناطحة الشركات التقنية العملاقة ولتبدأ المزايدات على أسهم الشركة، إذ شهدت هذه الفترة انضمام العديد من المستثمرين البعيدين عن المجال التقني مثل الممثل أشتون كوتشر ولاعب كرة السلة كيفن دورانت الشهير.
بالطبع، كان هذا الوقت المثالي لبيع بعض أسهم المؤسسين فينزر وعطا الله إلى جانب بعض الموظفين القدامى في الشركة، ليحصل هؤلاء على جزء كبير من قيمة أموالهم التي تمثلت في أسهم الشركة وسعرها.
وفي منتصف عام 2022 بعد أن وضعت الشركة قدمها على أول طريق النجاح الباهر، انخفض سوق الرموز غير القابلة للاسترداد ليصل إلى مليار دولار بعد أن كان يتخطى 6 مليارات دولار، فانخفضت بذلك أرباح الشركة لتصل إلى 171 مليون دولار.
ولأن الشركة كانت تدعم العملات الرقمية، فقد وضعت جزءًا كبيرًا من مخزونها النقدي في عملة "إيثر" التي كانت في ذلك الوقت الأشهر والأكثر استقرارًا، وفي حدود عام 2021 انخفضت قيمة العملة بأكثر من 80% لتبلغ خسائر "أوبن سي" أكثر من 170 مليون دولار، وبعد بضعة أشهر قامت الشركة بتسريح 20% من إجمالي الموظفين بها مع تخوفات المستثمرين والمؤسسين حول مستقبل هذه الشركة.
تزامنًا مع هذه التحديات التي ظهرت في الشركة، قرر عطا الله التنحي عن منصبه ليبدأ في مشروع جديد تابع له رغم كونه في مجلس إدارة الشركة. ولاحقًا كشف عطا الله عن صراع بدأ بينه وبين فينزر حول مستقبل الشركة، ومع غياب عطا الله ظل فينزر يدير الشركة التي هوت مبيعاتها إلى 32 مليون دولار فقط، لتمثل خسارة تصل إلى 90% من قيمة أرباحها في الربع الأول من العام ذاته فضلًا عن اختفاء 27 مليون دولار من حسابات الشركة.
إعلان ظهور منافس جديدكان يبدو أن متاعب "أوبن سي" لن تنتهي عند انحسار قيمة السوق، فقد ظهر في الوقت ذاته منافس آخر يدعى "بلور" (Blur)، مع نموذج عمل مختلف عن سابقه، إذ كان يشجع المتاجرين في الرموز عبر خفض الحصص والنسبة التي تحصل عليها المنصة منهم، وهذا جعل المنصة الجديدة أكثر رواجًا من "أوبن سي".
وفي فبراير/شباط 2023، كانت قيمة "بلور" تتخطى 3 أضعاف "أوبن سي" مع حجم تعاملات أكبر، وهو ما ساهم في خفض أرباح الشركة أكثر لتصل إلى 23 مليون دولار في الربع الرابع من عام 2022 و19 مليون دولار في الربع الأول عام 2023.
تحاول الشركة في الوقت الحالي لمّ شتاتها والعودة إلى ما كانت عليه، وذلك عبر مبادرة أطلقت عليها "أوبن سي 2.0″، ولكن مع وجود العديد من التحقيقات من الهيئات الفدرالية فضلًا عن مشاكل بيئة العمل الشائعة عن الشركة، فإن الأمر لا يبدو مبشرًا بالخير، وقد تنتهي الشركة بشكل غير متوقع.