194 يوماً من الصمود المستحيل
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
194 يوماً من الصمود المستحيل
في ١٥ أبريل عندما بدأ الدعم السريع في حربه، هاجمت قوات الدعم السريع عدة نقاط تأمين تتبع للفرقة ١٦ مشاة التي كانت تنتشر في أطراف ومناطق متعددة في ولاية جنوب دارفور، وقام قادة هذه النقاط بالتصدي للسيول الغائرة عليهم وتجمعوا رويداً رويداً في مركزهم بحامية الفرقة ١٦ مشاة بنيالا التي تواصل عليها الهجوم المستمر.
في ١٩ مايو، أي بعد أكثر من شهر من الهجمات على الحامية وبعد اشتداد الحصار والمعارك واقتراب الدعم السريع من حامية الفرقة ١٦ مشاة، كان قد تقرر وقتها عسكرياً أن صمود الحامية غير ممكن، ولكن وقف عليهم قائدهم آنذاك اللواء الشهيد/ ياسر فضل الله، وقال لهم بأنهم سيواصلون القتال حتى تلامس اناملهم “أفق الحدث” وقد كان! فخرجوا يصدون تقدمات الميليشيا بلا هوادة وظلوا فيها صامدين.
في ٢١ أغسطس، دفعت الميليشيا بأيدي الغدر والخيانة لتغتال قائد الحامية التي كانت عصية عليهم وطالت هذه الأيدي اللواء الشهيد/ياسر فضل الله -عليه رحمة الله- وقد ظنت الميليشيا بأن هذا العمل الدنيء كافٍ لإسقاط الفرقة ١٦ مشاة ولم يعلموا بأن أبناء ياسر هم مثل ياسر، الذي من بعده تسلم اللواء/حسين جودات راية القيادة وسار على منهاج قائده في الصمود المستحيل.
في مساء الخامس والعشرين من أكتوبر، وبعد التصدي لتدفق السيول البشرية الذي لم بتوقف، وجد اللواء جودات قائد الفرقة ١٦ مشاة نفسه قد تجاوز حدود المنطق، فها هم يقاتلون لأسابيع وقد نفذ “الشاش” منهم، والمصابون فيهم يلفون جراحهم بقطعة قماش يقتطعونها من زيّهم ليلفوا جرحهم ويعودوا لخط النار، يأكلون ما تيسّر لهم بما وجدوا ولا يدخرون قطعة سلاح في أواخر المخزن لصد العدو وهم يعلمون أن لا إمداد ولا إسناد يمكن أن يصلهم، فأقرب حاميات الجيش على بعد عشرات الكيلومترات تعيش في الحصار على طول امتداد الطريق التي تسيطر عليه الميليشيات.
أدرك جودات أنه قد نفّذ وصية قائده، فهو الآن قد وصل نقطة اللاعودة، وصار أمامه خياران: إما أن يهلك جنوده في معركة خاسرة كما تفعل الميليشيات، وإما أن يحافظ على جنوده ويتخلى عن معسكره، وقد أتخذ جودات خيار القائد الصحيح ووضع خطة الإنسحاب للحفاظ على أرواح من معه.
في صبيحة ٢٦ أكتوبر، قام أبطال الفرقة ١٦ مشاة بتنفيذ خطة الإنسحاب، وودعوا معسكرهم الذي صمدوا فيه ل194 يوماً بعد أن صار الصمود هلاكاً، وبرغم أن الميليشيا كسبت المعسكر، إلا أن الإنسحاب حرمهم من إشباع لذاتهم البربرية في التمثيل بجثث الشهداء والأسرى، ونسأل الله السلامة للواء جودات ومن معه في الفرقة ١٦ مشاة.
.
.
إلى من يقفون خلف الدولة السودانية وقواتها المسلحة:
من لا يتقبل الهزيمة لن يعرف طعم الإنتصار، سقطت مدينة نيالا في أيدي الميليشيا الإرهابية وهم الآن يعوثون فيها فسادهم المعهود، قد خسرنا المعركة ولكننا لم نخسر الحرب، وعزائنا أن اللواء جودات وجنوده بخير.
.
.
إلى سيوف الغربية، أبطال الفرقة ١٦ مشاة، عَلّي أجد في صفحتي مَن يوصل لكم رسالتي:
قد آتيتمونا ببعض المستحيل!
سطّرتم بدمائكم ملحمة للتاريخ، تحديتم المنطق وصارعتم المستحيل ولم تَهنوا أبداً في مواجهة العدو ورسّختم معنى شرف الجُندية في القتال.
لا تحزنوا، فمعسكركم الذي فقدتموه، ستعودون له محررين بإذن الله.
مع تمنياتي لكم بالسلامة في رحلتكم إلى مستقركم الجديد وأنتم ما زلتم تواصلون القتال.
.
.
نصر الله قوات شعبنا المسلحة ورحم الشهداء وشفى الجرحى والمصابين.
#حرب_السودان
احمد خليفة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الفرقة ١٦ مشاة
إقرأ أيضاً:
قيادي بارز.. كشف هوية عضو حزب الله الذي استهدفه غارة إسرائيلية في بيروت
ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن هدف الغارة الإسرائيلية على بيروت، فجر السبت، كان القيادي الكبير في حزب الله طلال حمية.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن إعلام عبري أن حزب الله عين حمية رئيسا للعمليات خلفا لإبراهيم عقيل، الذي اغتالته إسرائيل في 20 سبتمبر الماضي.
وهاجم الجيش الإسرائيلي صباح اليوم السبت مبنى من ثمانية طوابق بوسط العاصمة اللبنانية بيروت، بصواريخ خارقة للتحصينات "ارتجاجية" أحدثت دمارا هائلا، فيما كشفت مصادر عن محاولة استهداف شخصية بارزة في حزب الله.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان عن "استشهاد 4 أشخاص وإصابة 33 شخصا في الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطا".
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد شن اليوم السبت غارات جوية عنيفة استهدف فيها مناطق سكنية في ضاحية بيروت الجنوبية، بعد إنذارات مسبقة وجهها للسكان بضرورة الإخلاء الفوري.