موقع النيلين:
2025-01-30@18:01:18 GMT

194 يوماً من الصمود المستحيل

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

194 يوماً من الصمود المستحيل


194 يوماً من الصمود المستحيل
في ١٥ أبريل عندما بدأ الدعم السريع في حربه، هاجمت قوات الدعم السريع عدة نقاط تأمين تتبع للفرقة ١٦ مشاة التي كانت تنتشر في أطراف ومناطق متعددة في ولاية جنوب دارفور، وقام قادة هذه النقاط بالتصدي للسيول الغائرة عليهم وتجمعوا رويداً رويداً في مركزهم بحامية الفرقة ١٦ مشاة بنيالا التي تواصل عليها الهجوم المستمر.


في ١٩ مايو، أي بعد أكثر من شهر من الهجمات على الحامية وبعد اشتداد الحصار والمعارك واقتراب الدعم السريع من حامية الفرقة ١٦ مشاة، كان قد تقرر وقتها عسكرياً أن صمود الحامية غير ممكن، ولكن وقف عليهم قائدهم آنذاك اللواء الشهيد/ ياسر فضل الله، وقال لهم بأنهم سيواصلون القتال حتى تلامس اناملهم “أفق الحدث” وقد كان! فخرجوا يصدون تقدمات الميليشيا بلا هوادة وظلوا فيها صامدين.
في ٢١ أغسطس، دفعت الميليشيا بأيدي الغدر والخيانة لتغتال قائد الحامية التي كانت عصية عليهم وطالت هذه الأيدي اللواء الشهيد/ياسر فضل الله -عليه رحمة الله- وقد ظنت الميليشيا بأن هذا العمل الدنيء كافٍ لإسقاط الفرقة ١٦ مشاة ولم يعلموا بأن أبناء ياسر هم مثل ياسر، الذي من بعده تسلم اللواء/حسين جودات راية القيادة وسار على منهاج قائده في الصمود المستحيل.
في مساء الخامس والعشرين من أكتوبر، وبعد التصدي لتدفق السيول البشرية الذي لم بتوقف، وجد اللواء جودات قائد الفرقة ١٦ مشاة نفسه قد تجاوز حدود المنطق، فها هم يقاتلون لأسابيع وقد نفذ “الشاش” منهم، والمصابون فيهم يلفون جراحهم بقطعة قماش يقتطعونها من زيّهم ليلفوا جرحهم ويعودوا لخط النار، يأكلون ما تيسّر لهم بما وجدوا ولا يدخرون قطعة سلاح في أواخر المخزن لصد العدو وهم يعلمون أن لا إمداد ولا إسناد يمكن أن يصلهم، فأقرب حاميات الجيش على بعد عشرات الكيلومترات تعيش في الحصار على طول امتداد الطريق التي تسيطر عليه الميليشيات.
أدرك جودات أنه قد نفّذ وصية قائده، فهو الآن قد وصل نقطة اللاعودة، وصار أمامه خياران: إما أن يهلك جنوده في معركة خاسرة كما تفعل الميليشيات، وإما أن يحافظ على جنوده ويتخلى عن معسكره، وقد أتخذ جودات خيار القائد الصحيح ووضع خطة الإنسحاب للحفاظ على أرواح من معه.
في صبيحة ٢٦ أكتوبر، قام أبطال الفرقة ١٦ مشاة بتنفيذ خطة الإنسحاب، وودعوا معسكرهم الذي صمدوا فيه ل194 يوماً بعد أن صار الصمود هلاكاً، وبرغم أن الميليشيا كسبت المعسكر، إلا أن الإنسحاب حرمهم من إشباع لذاتهم البربرية في التمثيل بجثث الشهداء والأسرى، ونسأل الله السلامة للواء جودات ومن معه في الفرقة ١٦ مشاة.
.
.
إلى من يقفون خلف الدولة السودانية وقواتها المسلحة:
من لا يتقبل الهزيمة لن يعرف طعم الإنتصار، سقطت مدينة نيالا في أيدي الميليشيا الإرهابية وهم الآن يعوثون فيها فسادهم المعهود، قد خسرنا المعركة ولكننا لم نخسر الحرب، وعزائنا أن اللواء جودات وجنوده بخير.
.
.
إلى سيوف الغربية، أبطال الفرقة ١٦ مشاة، عَلّي أجد في صفحتي مَن يوصل لكم رسالتي:
قد آتيتمونا ببعض المستحيل!
سطّرتم بدمائكم ملحمة للتاريخ، تحديتم المنطق وصارعتم المستحيل ولم تَهنوا أبداً في مواجهة العدو ورسّختم معنى شرف الجُندية في القتال.
لا تحزنوا، فمعسكركم الذي فقدتموه، ستعودون له محررين بإذن الله.
مع تمنياتي لكم بالسلامة في رحلتكم إلى مستقركم الجديد وأنتم ما زلتم تواصلون القتال.
.
.
نصر الله قوات شعبنا المسلحة ورحم الشهداء وشفى الجرحى والمصابين.
#حرب_السودان

احمد خليفة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الفرقة ١٦ مشاة

إقرأ أيضاً:

من الحصاحيصا وأبو عشر وحتي الخرطوم وجبل أولياء.. الميليشيا.. الهروب من الطوفان!!

من الحصاحيصا وأبو عشر وحتي الخرطوم وجبل أولياء..
الميليشيا.. الهروب من الطوفان!!
الجيش يعد العدة لوثبته الأخيــــــــــــرة في العاصمة..
خبراء: هؤلاء مجرد مرتزقة قدموا للنهب والسرقة والاغتصاب
صور لنقل أُسر المتمردين من شرق النيل والرياض والطائف
تقرير_ محمد جمال قندول- الكرامة
يبدو واضحًا من خلال المؤشرات الماثلة، بتقدم الجيش في كل محاور القتال، وفك حصار القيادة، وتحرير مصفاة الجيلي، أن الحرب في خواتيمها.
الميليشيا أصبحت محاصرة مع وثبة مرتقبة للقوات المسلحة والقوات المساندة لها في قادم المواعيد، ومع اقتراب الطوفان وحالة الانهيار التام لميليشيات آل دقلو الإرهابية عسكريًا وسياسيًا، وحصار شبح الموت لأفراد التمرد، تزايدت أعداد الهروب الكبيرة لهم.
الهزائم المتكررة
ونقلت وكالات ومواقع أمس، حالات هروب جماعي لعناصر الميليشيا من الحصاحيصا وأبو عشر وانسحابات للخرطوم وجبل أولياء، هذا بجانب صور مسربة لنقل عوائل وأسر للميليشيا من شرق النيل والرياض والطائف، التي كانت تحتضن أعدادًا كبيرة من ذويهم.
ودخل الجيش في المرحلة الثالثة التي قد تكون الأخيرة في (معركة الكرامة) خلال الأيام الماضية بانتصارين كبيرين، الأول كان التقاء الجيوش القادمة من أم درمان وبحري في سلاح الإشارة، ثم العبور الكبير للقيادة العامة وفك الحصار عنها بعد 21 شهرًا، والثاني كان بتحرير مصفاة الجيلي أحد أكبر معاقل مجموعات دقلو الإرهابية.
ويرى خبراء عسكريين أنّ حالات الهروب التي تزايدت داخل الميليشيا طبيعي ومرده الهزائم المتكررة بوتيرة سريعة مقابل طوفان الجيش الذي أصبح بالنسبة لهم كابوس لا مفر منه، وهو ما دفع أعدادًا كبيرة من الميليشيا خاصةً المتواجدين بمناطق شرق النيل والخرطوم شرق في أحياء الرياض والطائف والمعمورة وأركويت للهروب خشية الموت.
ويشير الخبراء إلى أنّ الهروب الجماعي يؤكد بأن التمرد ليس له أهدافٌ واضحة أو قضية محورية، وإنهم مجرد مرتزقة قدموا للنهب والسرقة والاغتصاب.
زحفٌ كبير
وكانت القوات المسلحة قد تقدمت أمس (الاثنين) وحررت مقر الشرطة الأمنية بشارع السيد عبد الرحمن بوسط العاصمة، فيما بدأ الجيش والقوات المساندة وتحديدًا (النخبة) التابعة لجهاز المخابرات العامة تطهير شرق النيل والتقدم بثبات.
وتوقع مراقبون تزايد حالات الهروب والانسحابات وذلك بعد الحصار الذي فرض على الميليشيا بالعاصمة، مع توقعات بزحف كبير ومرتقب للجيش لتحرير العاصمة بأكملها، خاصةً بعد فك الحصار على القيادة الذي سيكون مفصليًا بالوثبة الأخيرة للقضاء على الميليشيا المتمردة.
وبدا واضحًا الأثر الكبير للضربات المتتالية للميليشيا بالخرطوم والجزيرة، خاصة الأخيرة بعد تحرير عاصمتها مدني، ما أدى لتقهقر الميليشيا وهروب عناصرها خوفًا من المواجهة القادمة مع القوات المسلحة في الحصاحيصا ومنطقة أبو عشر.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد: الإمارات جعلت من المستحيل هدفاً وغاية
  • انتحار العقل التقليدي و هزيمة الميليشيا
  • لماذا اصدرت قيادة الميليشيا اوامرها بتصفية جلحة ؟
  • البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
  • بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً... لهذه الاسباب لم يُصعّد حزب الله
  • مثل الشهيد مازن كمثل الصحابي الجليل عمرو بن ثابت الذي حفظ الله جسده من الأعداء
  • من الحصاحيصا وأبو عشر وحتي الخرطوم وجبل أولياء.. الميليشيا.. الهروب من الطوفان!!
  • بعد مهلة الـ60 يوما.. انتهاكات الاحتلال مستمرة وحزب الله يلوّح بالرد
  • رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يصل شندي ويتفقد الفرقة الثالثة مشاة
  • البرهان يصل شندي ويتفقد الفرقة الثالثة مشاة