يمانيون:
2024-09-19@16:55:02 GMT

عن اليهود والمسلمين والطوفان

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

عن اليهود والمسلمين والطوفان

عباس السيد

بعد اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، بين مصر وكيان العدو، سُئل رئيس وزراء العدو الأسبق “مناحم بيجن”: لماذا تنسحب من سيناء ؟ أجاب : سيناء منطقة مترامية الأطراف “60 ألف كيلومتر مربع” وهي تحتاج إلى ثلاثة ملايين يهودي يستوطنوها ويدافعون عنها.. وأضاف: عندما يهاجر إلينا 3 ملايين من «الاتحاد السوفيتي “ودول أخرى، سنعود إليها وستكون بحوزتنا”.


إجابة بيجن لا تخرج عن إطار الاستراتيجية الصهيونية التي كانت ولا تزال تعتمد بشكل رئيسي على استثمار العنصر البشري، ولذلك نرى تأثيرهم الفاعل في توجيه السياسة الدولية، مع أنهم يشكلون “اثنان من عشرة في المائة” من سكان العالم، 7 ملايين منهم يستوطنون فلسطين المحتلة، وتكاد أعداد الفلسطينيين تساوي أعداد اليهود 15 مليونا، منهم 7 ملايين يعيشون داخل حدود فلسطين التاريخية : 3,3 مليون في الضفة، و 2,2 مليون في غزة، و 1,7 مليون في الداخل الفلسطيني “عرب 48”.
يشعر كيان العدو بقلق بالغ مما يسموه خطر الفلسطينيين وتزايدهم على مستقبل كيانهم، وقد عمل ساسة الكيان وقادتهم بشتى السبل لإضعاف تأثير هذه القوة البشرية، ونجحوا إلى حد ما في إضعاف تأثير فلسطينيي الداخل بالترغيب والترهيب وعمليات “كي الوعي”. وبنسبة أقل نجحوا في الضفة الغربية بوسائل عديدة أهمها صناعة سلطة فلسطينية شكلية في رام الله، يستخدمها الإسرائيليون كعصا وجزرة.
لكن الحال يختلف في قطاع غزة، حيث تمكنت حركة حماس – التي تسيطر على القطاع – من استغلال طاقات الفلسطينيين في غزة وتوظيفها في المعركة مع الاحتلال. ولعل معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر هي التجسيد لقدرة الإنسان على قهر المستحيل إذا أحسن استغلال قدراته.
لا يختلف فلسطينيو غزة عن إخوانهم في الضفة أو الداخل، أو عن اللاجئين في الشتات، من حيث وطنيتهم وحماسهم ورغبتهم في دحر الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، لكن الفرق يكمن في كيفية التعامل مع “الموارد البشرية” واستثمار طاقاتها لتحقيق أهداف محددة، وهذا ما فعلته حركة حماس من خلال إدارتها للقطاع وحشد طاقات الناس التي تفجرت طوفانا في وجه الاحتلال.
صحيح أن الاحتلال لم ينته، بفعل الدعم الغربي والتخاذل العربي، لكنه أصيب بعاهة مستديمة لن يتعافى منها.
هذا ما لا تستطيع ولا تريد فعله سلطة رام الله، هذا الفشل لسلطة أوسلو، لم يؤد إلى تحييد 3,3 مليون فلسطيني من معركة مواجهة الاحتلال فحسب، بل تركتهم وأملاكهم رهائن لابتزاز المستوطنين وجيش الاحتلال.
ماذا عن اللاجئين ؟
ملايين الفلسطينيين يعيشون في الشتات، محرومون من العودة إلى وطنهم حتى لمجرد الزيارة، معظمهم لاجئون يعيشون ظروفا قاهرة في مخيمات اللجوء، 400 ألف في مخيمات سوريا، ونحو 1,5 مليون في الأردن، و 200 ألف في لبنان. ما هو دور هذه الملايين في المعركة مع الاحتلال؟. من يدير هذه المخيمات؟ وأسئلة أخرى حائرة عن سبب إهدار طاقات هذه الملايين، أو الاستفادة منها وتوظيفها سياسيا وإعلاميا في المعركة الحالية مع كيان الاحتلال.!!.
يسعى الإسرائيليون بدعم غربي إلى تهجير سكان غزة، وهم لا ينكرون هذه الغاية كواحدة من أهداف الحرب على القطاع، في المقابل، لماذا يتم تحييد هؤلاء الملايين، لماذا لا يتحرك عشرات ومئات الآلاف منهم في مسيرات عودة إلى الحدود مع فلسطين المحتلة.. مسيرات سلمية لا يحملون فيها سلاحا، فقط يحملون معهم مفاتيح بيوتهم التي أخرجتهم منها العصابات الصهيونية.؟!.
هل يمكن لدمشق وعمان وبيروت، أن تدعم مثل هذه المسيرات، بوسائل مواصلات، مش بالسلاح ؟!
يتمنى بيجن أن يتوفر لكيانه 3 ملايين يهودي إضافي، ليحتل سيناء بمساحتها البالغة 60 ألف كيلومتر مربع، بينما يفشل ملياري عربي ومسلم في تحرير فلسطين، أقل من نصف سيناء، فمتى ندرك حجم الطاقات البشرية التي نهدرها؟

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: ملیون فی

إقرأ أيضاً:

اللواء خالد مجاور يستقبل أسقف سيناء الشمالية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل اللواء دكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، في مكتبه بديوان عام المحافظة بالعريش، وفد مطرانية شمال سيناء برئاسة الأنبا قزمان أسقف سيناء الشمالية، وذلك في حضور اللواء أسامة الغندور سكرتير عام المحافظة، القس غبريال إبراهيم نائب أسقف شمال سيناء.

وقدم أسقف شمال سيناء التهنئة إلي المحافظ علي ثقة القيادة السياسية وتكليفه بمنصب محافظ شمال سيناء، موجهاً الشكر له علي الجهود المبذولة في تنمية وتعمير سيناء وتقديم الخدمات المتنوعة للمواطنين السيناويين.

وأكد المحافظ، على الروابط القوية والعلاقات الأخوية التي تجمع بين أبناء مصر عامة ومحافظة شمال سيناء خاصة، مشيراً إلى أن الجهود التنموية التي تجري علي أرض المحافظة بأيدي المصريين المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين، فالجميع يعمل من اجل رفعة هذا الوطن.

مقالات مشابهة

  • اللواء خالد مجاور يستقبل أسقف سيناء الشمالية
  • "مجاور" يستقبل وفدًا من مطرانية شمال سيناء
  • ماراثون مسافة 1.8 كم تنظمه مديرية الشباب والرياضة بشمال سيناء
  • شاهد| اللحظات الأولى عقب المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال بقصف مدرسة “ابن الهيثم” التي تؤوي نازحين بحي الشجاعية (فيديو)
  • وكيل «زراعة سيناء»: مساحات زراعة الزيتون تصل إلى 21 ألف فدان
  • 9 مشروعات بأكثر من 185 مليون جنيه ينفذها «تعمير سيناء» بالإسماعيلية
  • اللواء نصر سالم يكشف لـ «الأسبوع» كيف فجرت إسرائيل أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله؟
  • ضبط قضايا اتجار في العملة بـ5 ملايين جنيه
  • مصادر: "الخطوات المتهورة" التي تخطط لها حكومة نتنياهو في الشمال قد تورِّط إسرائيل في مشكلة أكثر صعوبة
  • المولد النبوي يوم أسود في تاريخ اليهود وأذناب اليهود