اقتصاديون: دعوات المقاطعة تأثيرها ضعيف.. والعمالة هي الأكثر تضررًا

التداعيات الاقتصادية لحرب غزة تتخطى حدود فلسطين وإسرائيل.. والمنطقة العربية الأكثر تأثرًا

سيناريوهات مختلفة لمسار الاقتصاد العالمي أثناء وبعد انتهاء الحرب بغزة


 بعد عشرون يومًا من الدمار والخراب، عاشها أهالي غزة في كارثة تعد الأسوأ في تاريخ الإنسانية على الإطلاق، مخلفة وراءها أعداد كبيرة من الضحايا بين شهداء ومصابين، وأشلاء ومفقودون، ودماء أطفال وبواقي طعام لم يُبلع حتى نال أصحابه الشهادة، مشاهد مؤلمة تشيب لها الرأس، وتخلع القلوب فور رؤيتها.


وكما نعرف جميعًا أن الحرب لا تخلف إلا الدمار والكوارث على الأمم والشعوب كافة، ورغم ذلك تصر إسرائيل على مواصلة العدوان وإطالة أمد الحرب، بالرغم من تواصل الجهود الدبلوماسية العربية والدولية لمحاولة التهدئة، واحتواء الموقف المتأزم، الذي نتج عنه الكثير من التداعيات الاقتصادية العالمية، التي من الممكن أن تتسبب في خسائر عنيفة للكثير من الدول، لايمكن إصلاحها الا بعد سنوات عديدة.

 

وفي هذا السياق تواصلت "بوابة الوفد" مع بعض الخبراء الاقتصاديين؛ لكشف آثار وتداعيات الحرب في غزة على الاقتصاد العالمي، ودول الجوار، وتأثير دعوات المقاطعة على القضية الفلسطينية والأيدي العاملة في كل مكان، والسيناريوهات المتوقعة لمسار الاقتصاد في جميع الدول جراء هذه الحرب.
 

 الدكتور على الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحري

 

قال الدكتور على الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحري، وعضو الجمعية المصرية للإحصاء والتشريع، إن الحرب على غزة أثرت بشكل كبير على الاقتصاد العالمي منذ بداية اندلاعها، موضحًا أن الآثار والتداعيات الاقتصادية لهذه الحرب سوف تتخطى حدود فلسطين وإسرائيل، وتؤثر بشكل أكبر على الاقتصاد العالمي.

 

وأكد الإدريسي، في تصريحات خاصة لـ “الوفد”، أنه على المستوى العالمي سوف يشهد النفط ارتفاعًا كبيرًا ومتوقعًا خلال الفترة القادمة، إضافة إلى ارتفاعًا مماثلاً لأسعار الذهب، وتراجعات كبيرة بالنسبة لأسواق المال، ما يتسبب في زيادة معدلات التضخم بشكل واضح، وتراجع معدلات النمو، وأسعار صرف عملات دول المنطقة، وتأثيرات سلبية عديدة على القطاع السياحي في الكثير من الدول؛ تخوفًا من الوضع الأمني الجاري في جميع البلاد.


وذكر أن الحرب على غزة تسببت بشكل قوي على اقتصادات الدول، التي مازالت تعاني حتى الآن من صدمات متتالية، جراء جائحة كورونا وبعدها الحرب الروسية الأوكرانية، وغيرها، مشيرًا إلى أن كل التصريحات التي خرجت من صندوق النقد الدولي تحذر من أن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا هي الأكثر تأثرًا بهذه الحرب، وعلى الرغم من صعوبة الموقف الاقتصادي في إسرائيل، إلا أنه على الجانب الآخر تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم كافة المساعدات لها على مدار أكثر من سبعون عامًا، والتي تصل إلى 250 مليار دولار، ما يجعلها تواجه جزء كبير من التكاليف الناتجه عن الحروب، والصدمات الاقتصادية المتتالية.

 

وفيما يتعلق بتأثير المقاطعة على الشركات الأجنبية داخل العالم العربي أكد عضو الجمعية المصرية للإحصاء والتشريع، رفضه لها شكلا وموضوعًا، موضحًا تأثيرها السلبي على الاقتصاد المصري والعربي بشكل كبير، مشددًا على ضرورة عدم اتخاذ المواطن أي رد فعل قبل فهم ما يفعل وتأثيره؛ حتى لا يضر بلاده والاستثمار فيها.

 

وبين الخبير الاقتصادي، أن المقاطعة التي تظهر في العديد من الدول العربية من ضمنهم مصر، سيكون لها تأثير سلبي على زيادة معدلات البطاله، وتحمل الدولة توفير فرص عمل بديلة لهذه المنشآت والمؤسسات الإنتاجية التي نطالب بإغلاقها.

 

 الدكتور مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي


ومن جانبه قال الدكتور مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي، إنه بعد أحداث السابع من أكتوبر والهجوم الشرس التي قامت به إسرائيل على فلسطين، شهدت الأسعار العالمية وقطاع النفط ارتفاعًا ملحوظًا، لحق بها الذهب والغاز ووسائل النقل وماشابه ذلك، ما شكل تأثرًا كبيرًا على الاقتصاد العالمي، وشمل العديد من الدول خارج نطاق قطاع غزة وإسرائيل.


وأضاف بدرة، أن دول العالم بما فيهم رئيس صندوق النقل الدولي، أكدت أن استمرار الحرب في قطاع غزة لفترة أطول، ستكون لها تداعيات أكثر من ذلك على الاقتصاد العالمي، وستشهد جميع البلاد ارتفاع ملحوظ في مستويات الأسعار خلال الفترة القادمة، إلى أن يتم السيطرة على مجريات هذه الحرب.


وتوقع بدرة، حدوث آثار سلبية جسيمة تلحق بالأوضاع الاقتصادية بشكل عام في الدول كافة، مشيرًا إلى أن معظم الشعوب التي تشن الحروب، لا تضع في حسبانها تداعيات هذه الحروب على الوضع الاقتصادي العالمي، مؤكدًا أن الوطن العرب سيكون الأكثر تأثرًا بهذه الحرب.


وأفاد الخبير الاقتصادي، أن غزة ستحتاج إلى الكثير من الملايين لإعمارها وإعادة الأوضاع الاقتصادية فيها مرة أخرى، وكل ذلك يتحمله الوطن العربي، كما أن مصر لها وضع خاص في مسألة الاصلاح الاقتصادي هناك، فضلاً عن ما قامت به قبل ذلك من مساعدات، تحملت خلالها أكثر من 500 مليون دولار لإعاده إعمار غزة، قبل أن تقوم إسرائيل بتدمير بنيتها التحتية مرة أخرى.

 

الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية


وفي سياق متصل قال الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن استمرار الحرب في غزة، والأزمة المتصاعدة هناك، يزيد من حدة الخسائر الاقتصادية على مستوى العالم، وسط قلق في الأسواق العالمية من مخاطر اتساع رقعة الصراع إقليميا، و تكبد الدول مليارات الدولارات خلال هذه الفترة وحتى انتهاء الحرب.

 

وأكد الشافعي، أن الحرب المتواصلة بين إسرائيل وغزة، يمكن أن توجه ضربة خطيرة للتنمية الاقتصادية العالمية، وتؤثر بشكل سلبي على اقتصادات الدول المجاورة في المنطقة، مضيفًا أن القطاع السياحي سيشهد تغيرات كبيرة، بعد نفور السائحين من بعض الدول تخوفًا من تداعيات هذه الحرب، إضافة إلى زيادة كبيرة ومتوقعة في أسعار النفط والذهب، وتراجع معدل النمو، وزيادة معدل التضخم، وتراجع بعض العملات.


وأوضح رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، أن مواصلة الحرب على قطاع غزة، من الممكن أن تخلق مشكلات اقتصادية أبعد من المتوقع بكثير، يكون لها تأثير اقتصادي خارج النطاق، يشمل دول عديدة خارج الحدود، مؤكدًا أن استمرارية هذه الحرب سوف تضع التنمية الاقتصادية في منعطف خطير، وذلك بعد ارتفاع أسعار النفط والذهب إلى أعلى مستوياته.

 

وتوقع الخبير الاقتصادي، بعض السيناريوهات، أولها أن تخمد هذه الحرب في فترة وجيزة وتقل الأضرار الاقتصادية المترتبة على وجودها، والسيناريو الأسوأ هو استمرار هذه الحرب لفترة أطول، أو أن تكون نواه لحرب عالميه جديدة، مؤكدًا أن بعدها سيستفيق العالم على وضع اقتصادي جديد ورؤية مختلفة جراء الآثار السلبية التي ستتركها الحرب على الاقتصاد العالمي.
 

 

وعن دعوات مقاطعة شركات ومنتجات بعينها باعتبارها داعمة لإسرائيل، أكد أن تأثيرها محدود للغاية على القضية، كما أن معظم الشركات والمحال التجارية الخاصة بالمقاطعة تعمل فيها العديد من الأيادي المصرية، وتعد مصدر دخل أساسي  للكثير من العمالة المصرية والعربية، موضحاً أن معظم هذه المحال والشركات علاقتها بالشركة الأم تقتصر على استخدام العلامة التجارية فقط والحصول على الخبرة والمعرفة اللازمتين.


وأفاد أن هناك ما يعرف بحق الامتياز التجاري، والذي يعني بيع الشركة الأم حقوق استغلال علامتها التجارية مقابل مبلغ مالي معين، وهو ما ينطبق على شركات كثيرة في مصر والمنطقة العربية، وبالتالي فإن مقاطعة هذه الشركات يعد عقابا للمستثمر سواء المحلي أو الأجنبي والذي قد يغلق نشاطه ويطرد العمالة، وهو ما لا يخدم أي قضية، وقد يبعث رسالة لمستثمرين آخرين بخطورة الاستثمار في البلاد.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أهالي غزة الاقتصاد العالمي القضية الفلسطينية دعوات المقاطعة الحرب على غزة على الاقتصاد العالمی الخبیر الاقتصادی هذه الحرب الحرب على من الدول الحرب فی جمیع ا تأثر ا

إقرأ أيضاً:

الخسائر الاقتصادية جرّاء الحرب في السودان بعد عامها الثاني تبلغ مليارات الدولارات

صحيفة السوداني: تباينت التقديرات الحكومية الرسمية، والخاصّة حول حجم الخسائر التي تعرض لها القطاع الاقتصادي جرّاء الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع التي أكملت عامها الثاني في العام الحالي 2025، وأشارت التقديرات الرسمية لبلوغ الخسائر ما بين 108,8 – 200 مليار دولار، فيما قدرها المحللون الاقتصاديرن بتريليون دولار.

وجزم مراقبون تحدثوا لـ(السوداني) بصعوبة تقدير الحجم الكلي للخسائر بشكل قاطع بسبب استمرار الحرب وتتابع خسائرها على القطاعات الاقتصادية الحيوية وتدميرها لـ65% من القطاع الزراعي و75% من القطاع الصناعي، و70% من القطاع الخدمي. ووصفوا الأرقام المذكورة بالأولية ولا يعتد بها.

واستند المحلل الاقتصادي د. هيثم فتحي في تحديد حجم خسائر الاقتصاد لتقديرات التقارير الأممية والرسمية التي أكدت انها تبلغ في اجماليها نحو 200 مليار دولار أميركي،
مع دمار 60% من البنية التحتية،
وتشريد نحو 30% من السكان بين نازح ولاجئ اي قرابة 12،5 مليون سوداني من عدد السكان الذي يقدر بنحو 42 مليون نسمة.
ووصف في حديثه لـ(السوداني): القطاع الصناعي السوداني الذي يوجد 85% منه بالخرطوم بالأكثر تضرر وانهياراً.
ولفت لتباين الأضرار التي لحقت بالمصانع كافة من سرقة ونهب وحرق وهدم وتدمير.

وقدر وزير المالية د. جبريل إبراهيم خسائر الحرب بـ200 مليار دولار.
وبيّن فتحي اعتماد الاقتصاد السوداني على قطاع الخدمات بنسبة 46%، وعلى القطاع الزراعي بنسبة 33%، والقطاع الصناعي بنسبة 21%.
وأكد تدهور سعر صرف الجنيه السوداني فقط خلال عامي الحرب منذ 15 أبريل 2023 وحتى 15 أبريل 2025، بنسبة 85%.
وأشار لتدمير القطاع الزراعي والذي يعمل به 80% من القوى العاملة، بنسبة تقدر بنحو 65%، وتسبب الحرب في نزوح المزارعين وتعطل سلاسل الإمداد، وتراجع مدخلات الإنتاج من الوقود، والبذور، والأسمدة، وفقدت البلاد موسمين زراعيين، بينما يواجه الموسم المقبل تحديات كبيرة.
موضحاً خروج ولايات وأجزاء واسعة من السودان من دورة الاقتصاد القومي والإنتاج، خاصة الولايات التي يتواجد بها البترول، وصادرات الماشية واللحوم، والفول السوداني، والصمغ العربي والذهب.

وأبان أهمية هذه المنتجات وعائدها الضخم على الاقتصاد القومي واعتماد الدولة الكلي عليها.

من جانبه، بيّن وزير النفط والطاقة د. محيي الدين نعيم أن خسائر القطاع بلغت 20 مليار دولار، شملت حجم المنشآت النفطية وفقدان الخام النفطي والمشتقات النفطية في المستودعات الاستراتيجية وحدوث التلف المتعمد للحقول وسرقة الكوابل الخاصة بالآبار وقطع الغيار وتخريب مباني رئاسة الوزارة.

ودعا فتحي، الحكومة للبحث عن حلول عبر تحريك موارد البلاد الذاتية، أو بالاقتراض من المؤسسات المالية الإقليمية والدولية، أو عبر شراكات استثمارية جادة كمورد مهم لاقتصاد البلاد ما بعد الحرب.
وحمّل فتحي الحرب مسؤولية تآكل مقدرات البلاد الاقتصادية، وتجاوز تأثيرها على القطاعات الاقتصادية لتدمير البنى التحتية ومساكن المواطنين، وأثرها على مقومات التنمية الاقتصادية ومعيشة الأفراد وتفكك النسيج الاجتماعي.
وطالب الحكومة كذلك بالعمل على مختلف المسارات المتوازية للإنعاش والتعافي الاقتصادي.
ودعا للحفاظ على قيمة العملة، واستقرار الأسعار، واستعادة منظومة الخدمات الأساسية، وحشد الجهود التمويلية من المصادر الخارجية لإعادة إعمار ما خلفته الحرب سواء في جانب مساكن المواطنين، ومختلف القطاعات وابرزها الكهرباء، المياه، الطرق والجسور والكباري وغيرها، ناهيك عن التعليم والصحة والبنى التحتية والخدمات المتضررة.
وقال: “هذه الملفات جميعها بحاجة لإعادتها لوضعها الطبيعي ما قبل الحرب وتطويرها، حيث تشكل تحديات حقيقية للحكومة ولجميع الجهات المانحة”.

وقدرت اللجنة العليا للإعمار التي كونها مجلس السيادة خسائر القطاع الإقتصادي بسبب الحرب بـ108,8 مليار دولار.
واعلنت عن خطة لإعادة النسيج الاجتماعي والعمراني وإعادة بناء المؤسسات.
وكشفت اللجنة عن توجهها لتمويل خطتها الإعمارية من خلال فرض ضريبة إعمار على المغتربين السودانيين في الخارج، وخفض الإنفاق الحكومي، وعبر التمويل الخارجي بالقروض والمنح، وتقديم صيغ التمويل بالصكوك.

وذهب المحلل الاقتصادي د.كمال كرار في حديثه لـ(السوداني) لوصول الاقتصاد السوداني لدرجة الانهيار الكامل بعد مرور عامين على الحرب قياسا للمؤشرات الاقتصادية، وللتدمير الواسع الذي لحق بقطاعات الإنتاج الرئيسة والمنتجين على حد سواء.
وقال إن الأرقام المروعة تكشف ما فعلته الحرب بالاقتصاد، وان هذه الأرقام حصيلة أولية من مصادر رسمية.

وأشار كرار إلى أن الأرقام الرسمية تؤكد انه خلال الـ16 شهرا الأولى من الحرب من 15 أبريل 2023 وحتى 31 أغسطس 2024 توقف 70% من النشاط الاقتصادي، وانخفض الناتج المحلي من 51,6 مليار دولار في 2022 إلى 43,9 مليار دولار في 2023 وأدى ذلك لركود اقتصادي كبير.
وقدرت خسائر القطاع الصحي والذي يوجد 85% منه بالعاصمة الخرطوم بـ2,2 مليار دولار، شملت المشافي العامة والخاصة والأجهزة والمعدات الطبية.
ولفت كرار لتراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 17,6% في عام 2023.
وتدمير 120منشأة حيوية بالخرطوم، و20مبنىً أثرياً وشبكات المياه والكهرباء.
وأكد تسبب الحرب في توقف النشاط الاستثماري وارتفاع عجز الموازنة وتدهور الوضع الإنساني وارتفع الأسعار وانعدام الأمن الغذائي وزيادة النزوح الداخلي والخارجي
وأشار لخروج أكثر من 400 منشأة صناعية بالعاصمة والولايات من دائرة الانتاج. وفقدان الايرادات العامة أكثر من 80% من مصادرها.
وتضرر القطاع المصرفي خلال عامي الحرب بشكل كبير، حيث تآكلت موجودات المصارف بمقدار النصف، بمبلغ يقدر بـ45 تريليون جنيه، بعد خسارة العملة الوطنية الجنيه لنسبة تتجاوز الـ50% من قيمتها.
وتسببت الحرب في خسائر كبرى للقطاع الزراعي بلغت في نسبتها 65%، ما ادى لزيادة عدد المواطنين الذين يواجهون خطر الجوع لـ18 مليون سوداني.
وتضاعفت الحاجة للغذاء بمقدار 6 ملايين طن من الحبوب، والتي يصعب توفيرها جراء استمرار الحرب.
وقال كرار إن الحكومة اضطرت للجوء للتمويل المصرفي لسد العجز ما أدى لارتفاع التضخم.
واوضح ان إجمالي الايرادات المفقودة بلغ 8 مليارات دولار. وكشف عن ارتفاع التكلفة اليومية للحرب لـ900 مليون.
ولفت لتدمير الحرب للبنى التحتية للتعليم العام والعالي وتوقف العملية التعليمية.
وشملت الخسائر الاقتصادية قطاع البنى التحتية والتي قدرت بـ60 مليار دولار حتى نهاية 2023، وشملت المنشآت والبنى التحتية الجديدة بالخرطوم، بجانب القائمة أصلاً بالخرطوم.

وأكد كرار تسبب الحرب في تدمير أكبر قاعدتين صناعيتين بالسودان في الخرطوم وجنوب دارفور بنسبة 75%.
وقال إن حركة الصادرات تراجعت بنسبة 60% بسبب تأثر مناطق الانتاج التي تغذي الصادر، وتراجع قطاع الزراعة بنسبة 40%.
ووصف هذه الارقام بالخسائر المتواضعة بالقياس بحجم مجمل الخسائر التي حدثت وتحدث.
وأكد أن خسائر الحرب حتى الآن تفوق التريليون دولار.
واوضح ان هذا الرقم يساوي قيمة الناتج المحلي الاجمالي لمدة 20 عاما.
وأشار لتراجع الاقتصاد السوداني 60 عاما للوراء.

وشرح المحلل الاقتصادي عادل خلف الله لـ(السوداني) تأثيرات عامي الحرب الماضيين على القطاع الاقتصادي وتدميرها مجمل القطاعات الإنتاجية والخدمية والمراكز المالية والصناعية والتجارية وتسببها في نزوح 12 مليون مواطن.
وقال خلف الله إن الحرب ادت لفقدان اكثر من 80% من العاملين البالغ عددهم 25 مليون من إجمالي 48 مليون لوظائفهم، ما تسبب في فقدانهم مصادر الدخل وسبل كسب العيش.
وأوضح تزايد معدلات البطالة بأكثر من75%، فضلا عن تزايد هجرة رأس المال البشري من العمال والكفاءات الوطنية، وصار أكثر من 90% من السودانيين يعيشون تحت خط الفقر الحاد.
وقال خلف الله ان سنوات الحرب الماضية قفزت بالتضخم لمعدلات قياسية بلغت نسبة 145%، كما فقدت العملة الوطنية 350% من قدرتها الشرائية وتسببت في تدمير القطاع الصناعي والزراعي والخدمي.  

مقالات مشابهة

  • استطلاع: ارتفاع احتمالات الركود العالمي تحت ضغط رسوم ترامب
  • السوداني: أهمية إسهام الشركات الإيطالية في النهضة الشاملة التي يشهدها العراق
  • الخسائر الاقتصادية جرّاء الحرب في السودان بعد عامها الثاني تبلغ مليارات الدولارات
  • الصين وإفريقيا.. سباق الاقتصاد العالمي والمعادن النادرة
  • حين تطلق النار على نفسك: ثمن الحرب الاقتصادية على الصين
  • هل تُصنع السلع الغربية الفاخرة في الصين حقا؟ أم يستغل تجار التقليد الحرب الاقتصادية؟
  • خبراء قانون: مطالب ترامب تمثل عودة للعقلية الاستعمارية من جديد (خاص)
  • السوداني يؤكد أهمية تبسيط الإجراءات الإدارية التي تعترض مشاريع الاستثمار
  • الدبلوماسية الاقتصادية من أمستردام إلى موسكو
  • خبراء مصريون يرفضون التهجير ويطالبون بتفعيل مبادرة السلام العربية