أصبحت مصر بيئة واعدة للاستثمارات الإيطالية خاصة في محور التنمية بقناة السويس والعاصمة الإدارية وغيرها من المشروعات القومية المنتشرة في كافة أنحاء مصر، وهناك اتفاقات عديدة بين البلدين في مجالات الطاقة التجارة والاستثمار والنقل وغيرها.

وتتنوع مجالات التعاون بين مصر وإيطاليا خاصة في مجال الطاقة والصناعات التحويلية، حيث تتواجد الكثير من الشركات الإيطالية الرائدة في مجال البحث والتنقيب العاملة داخل السوق المصرية، وعلى رأسها شركة "إيني" عملاق الطاقة.

استثمارات جديدة لشركة "إيني" بمصر

وفي هذا الصدد، تتوقع شركة "إيني" أن تستأنف مصر تصدير الغاز الطبيعي المسال بمجرد انخفاض الطلب المحلي والإفراج عن كميات للشحن، حتى لو ظل المعروض من إسرائيل منخفضاً.

تعتمد مصر على واردات الغاز عبر خطوط الأنابيب من جارتها لتكملة الإنتاج من حقولها، لكن التسليمات توقفت جزئياً في وقت سابق من الشهر الحالي عندما أغلقت إسرائيل حقل "تمار" الضخم بعد هجمات حماس، وقد أدى ذلك إلى إعاقة خطط مصر لاستئناف صادرات الغاز الطبيعي المسال في أكتوبر، بعد أن أدى الصيف الحار إلى زيادة احتياجات الوقود المحلية وتوقف التسليمات الخارجية.

وقال كريستيان سينيوريتو، نائب الرئيس التشغيلي للموارد الطبيعية لدى "إيني"، في مكالمة هاتفية حول الأرباح أمس الجمعة: "يتناقص الاستهلاك الآن في البلاد بشكل كبير بسبب التأثير الموسمي الطبيعي.. لذلك من المرجح استئناف الصادرات بمجرد أن يصبح هذا التأثير ملحوظاً".

وتمتلك "إيني" حصصاً في حقل غاز "ظهر" العملاق في مصر، وفي أحد مرفقيها للغاز الطبيعي المسال في دمياط. وقال سينيوريتو إن الحقل ينتج حالياً بمعدل 2.1 إلى 2.2 مليار قدم مكعب يومياً، وهو نطاق أقل قليلاً مما كان عليه في يوليو.

من جانبه، قال الدكتور أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية، إن العلاقات المصرية الإيطالية تطورت بشكل كبير منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد البلاد على كافة الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية، مشيرا إلى أن جميع الاتفاقيات والمعاملات بين مصر وإيني الإيطالية وعدد من كبار مسؤولي الشركة يعكس دور الشركة في تفعيل العلاقات الاقتصادية.

تبادل تجاري بـ  6 مليارات يورو

وأضاف سيد أحمد في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن العلاقات المصرية الإيطالية تتميز بالتطور الاقتصادي باعتبار إيطاليا شريكا تجاريا مهما لمصر حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 6 مليارات يورو، وكذلك توافر الاستثمارات الإيطالية الضخمة في مصر خاصة في قطاع النفط والغاز.

وتابع: "تعد شركة إيني الإيطالية أحد أبرز المستثمرين في قطاع الغاز والنفط في شرق البحر المتوسط مؤكدا أن استثمارات الشركة داخل حقل ظهر ساهمت في تحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة والغاز".

وزير البترول يبحث مع إينى الإيطالية ضخ استثمارات جديدة في مصر رئيس إيني الإيطالية: الفوز بثلاث مناطق استكشافية في مصر أمر مهم لشركتنا

ومن ناحية أخرى،  أثار الصراع المتصاعد في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ​​مخاوف بشأن قدرة مصر على توريد الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق العالمية مع بدء فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

وأظهرت بيانات تتبع السفن أن مصر صدّرت شحنتين فقط من الغاز الطبيعي المسال هذا الشهر، وكلاهما من مصنع إدكو للغاز الطبيعي المسال، وأوفت البلاد بنحو 4% من واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال في 2022، ونحو 2% حتى الآن هذا العام.

غيّرت سفينتان أخريان للغاز الطبيعي المسال مسارهما بعد أن كان من المقرر وصولهما إلى مصر للتحميل هذا الشهر. وخفض مستشارو شركة "إنرجي أسبكتس" (Energy Aspects) توقعاتهم لصادرات الوقود فائق البرودة من الدولة الواقعة في شمال أفريقيا.

اكتشاف جديد يتم الإعلان عنه 

وقالت "إنرجي أسبكتس" في مذكرة الأسبوع الماضي: "نحذّر من أنه قد يكون هناك المزيد من المخاطر السلبية لتوقعاتنا بشأن الصادرات المصرية.. نتوقع أن تقوم مصر بتحميل ثلاث إلى أربع شحنات شهرياً في أكتوبر ونوفمبر في ظل انخفاض التدفقات من إسرائيل".

وفي يوم الإثنين الموافق الثاني من أكتوبر الجاري، قال كلاوديو ديسكالزى، الرئيس التنفيذى لشركة إينى الإيطالية، إن فوز الشركة بثلاث مناطق استكشافية ضمن المناقصة التى طرحتها مصر للتنقيب عن البترول والغاز فى منطقة البحر المتوسط يعتبر أمرًا جيدًا للشركة، مؤكدًا أن هذه المناطق الثلاث مهمة لشركة إينى ولمصر.

عملاق الطاقة الإيطالية.. «إيني» تفوز بمزاد للتنقيب عن النفط والغاز في مصر الصحف تبرز تأكيد السيسي تطلع مصر لمواصلة التعاون المثمر مع إيني الإيطالية

وأوضح ديسكالزى -خلال تصريحات له، على هامش مشاركته فى مؤتمر ومعرض أبوظبى الدولى للبترول- أن إستراتيجية الشركة تهدف إلى الاستثمار بالقرب من منشآتها فى مناطق عملها المختلفة، مشيرًا إلى أن مصر تتميز بأنها تمتلك العديد من المنشآت والبنية التحتية، وبالتالى عندما يتم الإعلان عن اكتشاف جديد ستكون الشركة قادرة على تنميته وإحضاره إلى الإنتاج بشكل سريع.

وأضاف أن هذه الاستثمارات الجديدة فى المناطق الثلاث تأتى على رأس الاستثمارات التى تم الإعلان عنها خلال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى الشهر الماضى بقيمة 7ر7 مليار دولار خلال السنوات الأربع القادمة، وذلك فى إطار حرص الشركة على تعزيز مشروعاتها الناجحة فى مصر.

وأكد أن شركة إينى تسعى فى الوقت الحالى إلى تحقيق اكتشافات غاز جديدة وستبذل قصارى جهدها فى أعمال التنقيب والإنتاج فى المناطق الثلاث التى فازت بها الشركة، خاصةًً وأن مصر فى حاجة إلى تأمين احتياجاتها من الغاز، وكذلك تأمين إمدادات الغاز الطبيعى المسال إلى أوروبا، لافتًا إلى أن إينى تمتلك حوالى 18 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى المسال، وبالتالى مصر تعتبر منطقة مهمة لاستثمارات الشركة وضرورية لأوروبا.

اجتماعات السيسي مع إيني الإيطالية 

وخلال الشهر االماضي، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لـ شركة إيني الإيطالية، وعددًا من كبار مسئولى الشركة، وذلك بحضور المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية.

وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس السيسي ثمن خلال اللقاء العلاقات المصرية الإيطالية المتميزة، والشراكة الممتدة مع شركة إيني، وما تنفذه الشركة من أنشطة متعددة في مصر وفقًا لأعلى المعايير العالمية.

كما أعرب الرئيس السيسي عن التطلع لمواصلة التعاون المثمر بين مصر والشركة في مجالات البحث والاستكشاف والتنمية والإنتاج، بهدف تحقيق الاستغلال الأمثل لموارد مصر من قطاع الطاقة، وتعزيز النجاحات الكبيرة التى تحققت فى هذا الصدد خلال السنوات القليلة الماضية.

والجير بالذكر، أن كانت الشركة أعلنت في سبتمبر  الماضي عن اعتزامها ضخ استثمارات في مصر بقيمة 7.7 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة، بحسب كلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية، عقب لقائه مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في سبتمبرالماضي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ايني إيني الإيطالية السيسي الرئيس السيسي الطاقة الغاز الطبيعى الغاز الطبیعی المسال إینی الإیطالیة شرکة إینی من الغاز فی مصر

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني: علاقاتنا مع الإمارات تستعيد مسارها الطبيعي

حمد الكعبي (أبوظبي) 
أكد فخامة جوزيف عون رئيس الجهورية اللبنانية الشقيقة أن العلاقات الأخوية بين الإمارات وبلاده ستستعيد مسارها الطبيعي، واصفاً اللقاء الذي جمعه بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأنه تجاوز التوقعات.
ولفت فخامته إلى تأكيد صاحب السمو رئيس الدولة موقف الإمارات الداعم لتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية ودورها في حفظ السيادة والأمن والاستقرار، فضلاً عن دعم وحدة لبنان وسلامة أراضيه، معتبراً هذا الموقف شاهداً على عمق علاقات البلدين الأخوية والتاريخية الراسخة.
وفي هذا الصدد، أشار فخامة الرئيس جوزيف عون إلى احتضان الإمارات لنحو 190 ألف مقيم لبنانيّ، يقومون بدورهم الفاعل في تعزيز الروابط الثنائية، لافتاً إلى ما يحظون به من اهتمام من الإمارات، الأمر الذي يجسد روابط المحبة والتقدير الاحترام المتبادل بين الشعبين الشقيقين.
جاء ذلك خلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المحلية، على هامش الزيارة التي يقوم بها للدولة، والتي شهدت مباحثات أجراها مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» في قصر الشاطئ بأبوظبي أمس الأول.
وفي رد على تساؤل ل «الاتحاد» خلال اللقاء، كشف عون عن أن الفترة المقبلة ستشهد إصلاحات تشريعية اقتصادية، خاصة بعد قانون إصلاح المصارف الذي تم إقراره في بلاده مؤخراً، والذي سيعقبه قانون الفجوة المالية، منوها إلى الكثير من التعيينات الأمنية والقضائية والاقتصادية.
وفي رده على تساؤل ل«الاتحاد» خلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المحلية، أكد فخامته المضي قدماً في الإصلاحات التي شرعت الحكومة فعلياً في تطبيقها، في إطار مساعيها لتحقيق التعافي والنهوض الاقتصادي، مشيراً إلى أن المسارين السياسي والأمني يسيران نحو الاستقرار، منوهاً إلى الجهود الحثيثة المبذولة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، عبر حزمة الإصلاحات الهيكلية.
وأعرب عن تفاؤله بدور الاتفاقات التي وقعتها بلاده مع البنك الدولي، مع الاقتراب من توقيع اتفاقية مع صندوق النقد الدولي، في أعقاب الزيارة التي قام بها الوفد الوزاري اللبناني إلى اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن، والتي وصفها بالناجحة.
كما تطرق الرئيس عون خلال اللقاء إلى «أموال المودعين» في المصارف اللبنانية، مجدداً التأكيد على أن القانون هو من سيحدد المسؤوليات، في هذا الصدد، الأمر الذي ينطبق على المودعين اللبنانيين وغيرهم، معرباً عن أمله في عودة شركات التنقيب عن الغاز وفق الاتفاقات المبرمة، خاصة مع إنجاز عملية ترسيم الحدود.
ونوه فخامة الرئيس اللبناني إلى الإنجازات التي تحققت في الفترة القليلة الماضية، رغم التحديات، وفي أقل من 100 يوم من عمر الحكومة، واصفاً هذه الإنجازات بالمقبولة وغير المتسرعة، مشددا على
العزم على الانتقال بلبنان إلى مرحلة متقدمة من الإنجاز والتنمية والاستقرار.
وقال فخامته: إن الأوضاع الأمنية في لبنان أفضل من نظيرتها في كثير من الدول، وهي تحت السيطرة، على الرغم مما وصفه بالأزمة المالية الخانقة، خاصة مع وجود نحو مليون من النازحين السوريين، إضافة إلى المخيمات الفلسطينية، معرباً عن تقديره للجهود الحثيثة التي تبذلها الأجهزة الأمنية بكفاءة كبيرة.
وفي هذا الإطار، قال فخامة جوزيف عون: إن جيش بلاده يقوم بعمل جبار، بينما عملياته مستمرة جنوب الليطاني، رغم التحديات الجغرافية، والإمكانات المحدودة.
وفي الوقت الذي رفض فيه الحديث باستفاضة في وسائل الإعلام عن مسألة سلاح حزب الله شمال وجنوب الليطاني، أشار إلى ما يحمله الجيش اللبناني من عبء هائل، لافتاً إلى أن تركيزه اليوم ينصبّ على نزع فتيل الحرب جنوب الليطاني.
وقال عون: إن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتّخذ، بالحوار حول الهواجس، لا بالقوة التي تؤدي إلى حرب أهلية، التي شدد على أنه لن يقبل بها على أي حال ومهما كان الأمر.

أخبار ذات صلة «الإماراتي لكتب اليافعين» يشكّل مجلساً استشارياً جديداً «الأرشيف والمكتبة الوطنية» يطلق إصدارين يوثقان مراحل مهمة في تاريخ الإمارات

مقالات مشابهة

  • أوروبا تحطم الرقم القياسي باستيراد الغاز الطبيعي المسال في أبريل
  • الرئيس اللبناني: علاقاتنا مع الإمارات تستعيد مسارها الطبيعي
  • وضع حجر الأساس لمشروع مرسى لتزويد السّفن بوقود الغاز
  • 1.9 مليار ريال حجم القيمة المضافة لقطاع الغاز الطبيعي خلال 2024
  • وضع حجر الأساس لمشروع "مرسى" لتزويد السّفن بوقود الغاز في ميناء صحار
  • صيف مصري حار.. ماذا يعني انسحاب 4 شركات عالمية من امتيازات البحر الأحمر؟
  • البترول تكشف أسباب حادث اشتعال خط الغاز الطبيعي في السادس من أكتوبر
  • البترول: السيطرة على حريق خط الغاز الطبيعي بمدينة 6 أكتوبر
  • 3 اتفاقيات لبدء الأعمال بمشروع مرسى للغاز الطبيعي المسال في صحار
  • اقتراحات النواب والحكومة توافقان على توصيل الغاز الطبيعي لقرى دار السلام بسوهاج