ياسر ثابت: كتاب «في الشعر الجاهلي» الحجر الأول الملقى في بحيرة ثقافتنا الراكدة
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
قال الكاتب الدكتور ياسر ثابت، إن طه حسين يعد خلاصة عصر كامل من الكتابة والتفكير والإبداع وتحدي السائد المألوف، مشيرا إلى رسالته كانت تحرير العقل المصري، عن طريق التعليم، لكي يسعى نحو تحرره السياسي ويحافظ عليه، وكان يؤمن إيمانًا راسخًا بمدنية الدولة وقيم الحرية والديمقراطية والعدل الاجتماعي، وهو ما كان يدعو إليه وينادي به في محاضراته وأدبه القصصي والروائي.
وأوضح «ثابت» في تصريحات لـ«الوطن» في إطار إحياء ذكرى رحيل عميد الأدب الـ50، أن طه حسين كان مؤمنًا بمصريته، إذ يقول: «وإذا ذهبت مذهب المتحدثين في السياسة المصرية، فأنا مصري قبل كل شيء وبعد كل شيء، ولا أعدل بمصر بلدًا، ولا أوثر على الشعب المصري شعبًا آخر مهما يكن»، ويقول أيضًا: «وإنما أنا أعيش في مصر، واشارك المصريين في الحياة التي يحيونها، وآخذ بحظي مما في هذه الحياة، مما يرضى ومما يسخط»، وفي موضع آخر يقول: «الشخصية المصرية تقوم على مشخصات واضحة بيّنة.. تعصمها من الفناء في الأمم الأخرى».
صاحب رؤى إصلاحية وتنويرية شاملة تستحق الاحتفاء والتقديرولفت إلى أن «العميد» لم يكن الذي خاض معركة الإصرار على مجانية التعليم واستقلال الجامعة، حدثًا عابرًا في مسيرة مصر الحضارية والإنسانية، بل كان تعبيرًا عن ثورة ثقافية ورؤى إصلاحية وتنويرية شاملة تستحق الاحتفاء والتقدير، منها بأنه مثّل منذ البداية ظاهرة ثقافية ثورية، وكان كتابه «في الشعر الجاهلي» الذي صدر في إبريل من عام 1926، حَجره الأول الذي ألقاه في بحيرة ثقافتنا الراكدة.
وشدد على أنَّه أثرى المكتبة العربية بالبحث والنقد، وسال حبرٌ كثير من التجريح والتطاول على صاحبه، وتكفيره، والثناء والتكريم والشكر، وغير ذلك من المتناقضات، موضحا: «انفض كل هذا، وبقي الكتاب».
وقال صاحب كتاب «الحرب في منزل طه حسين»، أن العميد بمثابة قلمٌ أعلن صاحبُه أننا من واجبنا تطوير اللغة العربية وتحديثها بما يواكب العصر، وعقلٌ ربط بين مستقبل الثقافة ومستقبل التعليم ومستقبل مصر، وقاد معارك التنوير بصلابةٍ، متسلحًا بثقافة واسعة ورؤية ثاقبة، فضلًا عن أن رواياته حملت بُعدًا إنسانيًا اجتماعيًا ساطعًا، يدين القهر والفقر والمرض والجهل.
واختتم بأن عميد الأدب العربي هتك حُجُب الممنوع وأشرف على مساحات في الوعي العربي ظلت من المسلمات أو المسكوت عنها، تحت هيمنة السلطتين السياسية والدينية، وهما تسوغان ما يحفظ مصالحهما البحتة، إضافة إلى قدرة لا حدود لها على المواجهة والمناورة بأسلوب ساحر مشوق، يجمع بين عمق الفكرة ونصاعة البيان وقدرة على حشد الأشياع والمريدين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: طه حسين صانع النور الهجرة الجماعية
إقرأ أيضاً:
الاحتفاء بولادة أول ظبي رملي لموسم ربيع 2025
تبوك
احتفت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية، بولادة أول ظبي رملي لموسم ربيع 2025، ليصل بذلك إجمالي عدد الظباء الرملية التي وُلدت في المحمية إلى 94 مولودًا منذ انطلاق برنامج الإعادة للحياة الفطرية في عام 2022.
ويُعد الظبي الرملي، من الأنواع الأصيلة في المملكة العربية السعودية، وهو أحد الأنواع الـ23 التي اختارتها المحمية لإعادة توطينها في موائلها الطبيعية ضمن جهودها المستمرة لإعادة التوازن البيئي.
وقال الرئيس التنفيذي للمحمية أندرو زالوميس: “كل مولود جديد يقرّبنا خطوة من رؤيتنا في إعادة الحياة البرية إلى الجزيرة العربية، وقد نجحنا في إعادة توطين 11 نوعًا من أصل 23 نوعًا نعمل على إعادتها إلى بيئتها، ونعمل باستمرار على بناء قطعان قوية ومستقرة من خلال برنامجنا المتنامي في رعاية الحياة الفطرية”.
ويُصنَّف الظبي الرملي ضمن قائمة الأنواع “المعرّضة للانقراض” وفق الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، حيث يُقدّر عددها في البرية بنحو 3000 ظبي فقط، وشكّل الصيد الجائر وتدهور الموائل الطبيعية أبرز التهديدات التي واجهت هذا النوع تاريخيًا.
وبفضل جهود الحماية التي تقودها المحميات الملكية والمناطق المحمية في المملكة، يشهد هذا النوع اليوم تعافيًا تدريجيًا، وتزايدًا في أعداده، بما في ذلك في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية التي تمثّل نموذجًا متقدمًا في إعادة التوازن البيئي والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.