قال الكاتب الدكتور ياسر ثابت، إن طه حسين يعد خلاصة عصر كامل من الكتابة والتفكير والإبداع وتحدي السائد المألوف، مشيرا إلى رسالته كانت تحرير العقل المصري، عن طريق التعليم، لكي يسعى نحو تحرره السياسي ويحافظ عليه، وكان يؤمن إيمانًا راسخًا بمدنية الدولة وقيم الحرية والديمقراطية والعدل الاجتماعي، وهو ما كان يدعو إليه وينادي به في محاضراته وأدبه القصصي والروائي.

وأوضح «ثابت» في تصريحات لـ«الوطن» في إطار إحياء ذكرى رحيل عميد الأدب الـ50، أن طه حسين كان مؤمنًا بمصريته، إذ يقول: «وإذا ذهبت مذهب المتحدثين في السياسة المصرية، فأنا مصري قبل كل شيء وبعد كل شيء، ولا أعدل بمصر بلدًا، ولا أوثر على الشعب المصري شعبًا آخر مهما يكن»، ويقول أيضًا: «وإنما أنا أعيش في مصر، واشارك المصريين في الحياة التي يحيونها، وآخذ بحظي مما في هذه الحياة، مما يرضى ومما يسخط»، وفي موضع آخر يقول: «الشخصية المصرية تقوم على مشخصات واضحة بيّنة.. تعصمها من الفناء في الأمم الأخرى».

صاحب رؤى إصلاحية وتنويرية شاملة تستحق الاحتفاء والتقدير

ولفت إلى أن «العميد» لم يكن الذي خاض معركة الإصرار على مجانية التعليم واستقلال الجامعة، حدثًا عابرًا في مسيرة مصر الحضارية والإنسانية، بل كان تعبيرًا عن ثورة ثقافية ورؤى إصلاحية وتنويرية شاملة تستحق الاحتفاء والتقدير، منها بأنه مثّل منذ البداية ظاهرة ثقافية ثورية، وكان كتابه «في الشعر الجاهلي» الذي صدر في إبريل من عام 1926، حَجره الأول الذي ألقاه في بحيرة ثقافتنا الراكدة.

وشدد على أنَّه أثرى المكتبة العربية بالبحث والنقد، وسال حبرٌ كثير من التجريح والتطاول على صاحبه، وتكفيره، والثناء والتكريم والشكر، وغير ذلك من المتناقضات، موضحا: «انفض كل هذا، وبقي الكتاب».

رواياته حملت بُعدا إنسانيا اجتماعيا ساطعا

وقال صاحب كتاب «الحرب في منزل طه حسين»، أن العميد بمثابة قلمٌ أعلن صاحبُه أننا من واجبنا تطوير اللغة العربية وتحديثها بما يواكب العصر، وعقلٌ ربط بين مستقبل الثقافة ومستقبل التعليم ومستقبل مصر، وقاد معارك التنوير بصلابةٍ، متسلحًا بثقافة واسعة ورؤية ثاقبة، فضلًا عن أن رواياته حملت بُعدًا إنسانيًا اجتماعيًا ساطعًا، يدين القهر والفقر والمرض والجهل.

واختتم بأن عميد الأدب العربي هتك حُجُب الممنوع وأشرف على مساحات في الوعي العربي ظلت من المسلمات أو المسكوت عنها، تحت هيمنة السلطتين السياسية والدينية، وهما تسوغان ما يحفظ مصالحهما البحتة، إضافة إلى قدرة لا حدود لها على المواجهة والمناورة بأسلوب ساحر مشوق، يجمع بين عمق الفكرة ونصاعة البيان وقدرة على حشد الأشياع والمريدين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: طه حسين صانع النور الهجرة الجماعية

إقرأ أيضاً:

المركز الوطني لإدارة الدين يقفل طرح شهر نوفمبر 2024

أعلن المركز الوطني لإدارة الدين عن الانتهاء من استقبال طلبات المستثمرين على الإصدار المحلي لشهر نوفمبر 2024م , ضمن برنامج صكوك حكومة المملكة بالريال السعودي، حيث تم تحديد إجمالي حجم التخصيص بمبلغ قدره 3.415 مليارات ريال سعودي.
وبحسب البيان الصادر من المركز , فقد قسمت الإصدارات إلى خمس شرائح، بلغ حجم الشريحة الأولى 2.524 مليار ريال سعودي لصكوك تُستحق في عام 2029م، وبلغت الشريحة الثانية 434 مليون ريال سعودي لصكوك تستحق في عام 2031م، وبلغت الشريحة الثالثة 137 مليون ريال سعودي لصكوك تُستحق في عام 2034م ، وبلغت الشريحة الرابعة 10 ملايين ريال سعودي لصكوك تستحق في عام 2036م ، وبلغت الشريحة الخامسة 310 ملايين ريال سعودي لصكوك تستحق في عام 2039م

مقالات مشابهة

  • المركز الوطني لإدارة الدين يقفل طرح شهر نوفمبر 2024
  • كتاب: سليم أغا: ملحمة أحد ضحايا الاسترقاق، تأليف جيمس مكارثي، ترجمة ياسر عَـبِـيدِى بَرْدَويل، 2024 (2-2)
  • بوفون: نيمار موهبة تستحق 5 كرات ذهبية
  • في «العين للكتاب».. أرشيف الإذاعات الشعرية يستعيد ألقه في قلعة الجاهلي
  • القبض على صاحب المنزل الذي اعتدى على موظف التعداد السكاني في الديوانية
  • وزير الدفاع يلتقي حاكم ولاية إنديانا الأمريكية
  • تعرف على ضيف كريستيانو الذي سيحطم الإنترنت
  • تعرف على ضيف كريستيانو الذي سيحطم الأنترنت
  • قيادة الجيش نعت الشهيدين بسام الزاخوري ومحمد حسين
  • كتاب: سليم أغا: ملحمة أحد ضحايا الاسترقاق، تأليف جيمس مكارثي، ترجمة ياسر عَـبِـيدِى بَرْدَويل، 2024..(2-1)