رأي الوطن : غزة: النازية الجديدة فـي أبشع صورها
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
تساؤل يفرض نَفْسَه وعلَّ العالَم يُجيب: كم من الضحايا الفلسطينيِّين يجِبُ أن يسقطوا حتَّى نجدَ تدخلًا عاجلًا من المُجتمع الدوليِّ لوقف هذا العدوان الصهيونيِّ الهمجيِّ الغاشم على قِطاع غزَّة؟ كم طفلًا فلسطينيًّا يجِبُ أنْ يموتَ قَبْل أنْ يقولَ العالَم كفى؟ فما يحدث على أرض غزَّة من عدوان صهيونيٍّ يفوق بالتَّأكيد مزاعم الهولوكوست الَّتي لا يزال يبتزُّ بها كيان الاحتلال الصهيونيِّ دوَل العالَم الغربيِّ حتَّى يومنا هذا.
إنَّ ما يُمارسه كيان الاحتلال الإرهاب الصهيونيِّ من عدوانٍ غاشمٍ الآنَ في غزَّة من قصف مُكثَّف، وقتْلٍ، وقطْعٍ للكهرباء والإنترنت، وتدميرٍ لكُلِّ مظاهر الحياة، وحجْبِ كُلِّ مصادر الحقائق والمعلومات، هو إرهاب غير مسبوق، وانتهاكٌ واضحٌ لكُلِّ المواثيق والأعراف القانونيَّة والإنسانيَّة، وذلك بشهادة المؤسَّسات والمنظَّمات الإنسانيَّة الدوليَّة، وعلى رأسها منظَّمة العفو الدوليَّة (أمنستي)، الَّتي أكَّدت أنَّ المَدنيِّين في قِطاع غزَّة يتعرَّضون لخطَرٍ غير مسبوق ولَمْ تشهده الإنسانيَّة في تاريخها الحديث، فبَيْنَما يصعب توثيق الانتهاكات؛ نتيجة قطْعِ سُلطات الاحتلال الصهيونيِّ كافَّة سُبل الاتِّصال بالعالَم، كثَّفت في ذاتِ الوقت قصفها الجوِّيِّ والبَرِّيِّ والبحريِّ، لِيكونَ ما يحدُث تعتيمًا مقصودًا، يُخفي دلائل ما يرتكبه الكيان الصهيونيُّ المارق من جرائم فاقَتْ أيَّ مستوًى جرائميٍّ آخر عرفته الإنسانيَّة في العصر الحديث.
ويأتي حرص الكيان الصهيونيِّ على قطْعِ الإنترنت والاتِّصالات عن قِطاع غزَّة في إطار التعتيم المطلوب على ما يرتكبه من جرائم حرب وإبادة، ولِتفعلَ النَّازيَّة الجديدة على أرض غزَّة فِعْلَها، حيث يؤكِّد موظَّفو المنظَّمات الإنسانيَّة أنَّ هذا القطْعَ المتعمَّدَ يفقدهم الاتِّصال بزملائهم في غزَّة، ما يزيدُ من العقبات الَّتي تواجِه منظَّمات حقوق الإنسان في توثيق الانتهاكات بسبب كثافة الهجمات الصهيونيَّة الإرهابيَّة. ومن هذا المنطلق فقَدْ دعَتْ تلك المنظَّمات الحقوقيَّة إلى ضرورة إعادة تشغيل البنية التحتيَّة للإنترنت والاتِّصالات بشكلٍ عاجل، على الأقلِّ لِتتمكَّنَ فِرَق الإنقاذ من نقْلِ الشهداء وإسعاف المصابين الَّذين يتزايد عددُهم بسبب تكثيف القوَّات الصهيونيَّة الغادرة للقصف الجوِّيِّ والبَرِّيِ على غزَّة.
لَمْ يَعُدْ من الممكنِ قَبول هذا الصَّمْتِ المتعمَّدِ، خصوصًا من الدوَل الغربيَّة الَّتي طالما نادَتْ باحترام حقوق الإنسان، ونراها الآن تدعم كيان الاحتلال وتُطْلق لِيَدِه العنان في ممارسة أبشع أنواع الإرهاب الَّتي تسبَّبت باستشهاد وإصابة آلاف المَدنيِّين، بما في ذلك أكثر من 3000 طفل، وذلك على الرغم من أنَّ العالَم في مُعْظمِه قَدْ عبَّر عن موقفه الرافض لهذا العدوان الهمجيِّ، حيث تبنَّى العالَم قرارًا أمام الجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة بأغلبيَّة (120) صوتًا، ما يعكس الإرادة الدوليَّة الحقيقيَّة، بعيدًا عن «سُلطة الفيتو» الأميركيِّ البريطانيِّ الفرنسيِّ الَّتي أعاقت صدُور قرار مماثلٍ عن مجلس الأمن. لذا يجِبُ تكاتف كُلِّ أصحاب الضمير الحُرِّ لإيجاد حلٍّ فوريٍّ لإنقاذ هذا الشَّعب الفلسطينيِّ المظلوم الَّذي يمارس ضدَّه أبشع المجازر والمحارق لَمْ يعرف التاريخ الإنسانيُّ مثيلًا لها.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: العال م
إقرأ أيضاً:
موانئ البحر الأحمر تحمل المجتمع الدولي مسؤولية استهداف الكيان الصهيوني لموانئها
يمانيون../
حذرت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، من خطورة تصعيد العدوان الاسرائيلي للجرائم غير المبررة التي يواصل ارتكابها بحق موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ومعاودة تدمير بناها التحتية والمعدات التشغيلية، واستهداف العاملين فيها.
وحملت بيان صادر عن المؤسسة المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة تجاه ما تتعرض له الموانئ التابعة لها من أضرار كبيرة جراء الجرائم الارهابية المتواصلة التي يشنها العدو الاسرائيلي وتحويل هذه المنشآت التي تقدم خدماتها لملايين الشعب اليمني إلى أهداف عسكرية على مرأى ومسمع دول العالم.
واعتبر البيان، تعمد كيان العدو الصهيوني في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق هذه الموانئ الحيوية، واخرها استهداف مينائي رأس عيسى والحديدة، وما نجم عنها من أضرار بالغة وسقوط ضحايا، بعد أقل من أسبوع من استهداف موانئ الحديدة، جرائم حرب ضد الإنسانية هدفها تعطيل النشاط التجاري والملاحي ومضاعفة معاناة اليمنيين.
كما حذر البيان من تبعات استمرار الدعم والتواطؤ الأمريكي وتماهيه مع الإرهاب الصهيوني، الذي يشجع هذا الكيان المتغطرس على الإمعان في هذه الجرائم التي تطال الموانئ المدنية وتدمير مقدرات ومصالح الشعب اليمني، والإصرار على تحدي القانون الدولي الانساني والمواثيق الدولية التي تجرم الانتهاكات والاستهداف للمنشآت الخدمية والموانئ.
واعتبرت مؤسسة الموانئ، ما تتعرض له موانئ البحر الأحمر من تداعيات وانعكاسات وأضرار بالغة جراء هذه الهجمات، في ظل تواجد فريق بعثة الأمم المتحدة واستمرار أعماله الرقابية على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، دليلا واضحا على الشراكة والدور الأمريكي الذي يتحكم بالقرار الدولي لممارسة الإرهاب العالمي وتدمير مصالح ومقدرات الشعوب.
وجددت، استنكارها الشديد، لتنصل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تدعي حماية حقوق الانسان وكل المنظمات المعنية، عن المسؤولية وعدم اتخاذ أي موقف لإدانة مثل هذه الجرائم الصهيونية الممنهجة بحق موانئ الشعب اليمني لإعاقة عملها بهدف تجويع اليمنيين.
ونبه البيان إلى عواقب استهداف منظومة البنى التحتية والمعدات والمرافق الحيوية لموانئ البحر الأحمر في الحديدة، وما يترتب عليها من تبعات إنسانية، وحرمان الشعب اليمني من الحصول على الغذاء والدواء والوقود، فضلا عن الاستهتار بأرواح العاملين والموظفين، في الموانئ.
وجدد مؤسسة موانئ البحر الأحمر، مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها بالخروج عن صمتها والاضطلاع بمسؤولياتها، تجاه هذا الصلف الصهيوني الذي يواصل الإضرار بمصالح الشعب اليمني ومعاودة استهداف الموانئ، والقيام بدورها وفق ما ينص عليه القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية، التي تجرّم استهداف الموانئ والأعيان المدنية وتشدد على حمايتها والحفاظ عليها.