يُدلي النَّاخبون في سلطنة عُمان اليوم الأحد بأصواتهم لاختيار من يُمثِّلهم لعضويَّة مجلس الشورى للفترة العاشرة عَبْرَ تطبيق «أنتخب» في أجواء يتوقع أن تشهدَ تغييرًا في الوجوه وفي العمل التشريعي خلال المرحلة القادمة. فالاختيار هذه المرَّة عَبْرَ تطبيق إلكتروني لاختيار كفاءات وطنيَّة من الجنسين الَّذين نتطلع أن يكُونَ اختيارهم مبنيًّا على الكفاءة والخبرة والشهادات العلميَّة والنتائج الملموسة أيضًا الَّتي تحقَّقت في الفترة الماضية من عمر المجلس.
العالَم يمرُّ بمراحل متعدِّدة من الأزمات والإشكاليَّات والحروب، وتحدِّيات عديدة أبرزها تنويع الاقتصاد وتكوين كوادر وطنيَّة ذات كفاءات عالية تستطيع مع مجلس الدَّولة تبنِّي توصيات تخدم الوطن والمواطن بشكلٍ عامٍّ، وتُنهي مُشْكِلة الباحثين عن عمل، فضلًا عن القضاء على الفساد والمساهمة في تعديل القوانين والأنظمة الَّتي تحُولُ دُونَ وجود استثمارات وعدم استغلال الموقع الاستراتيجي لهذا الوطن المعطاء. فنحن اليوم نقدِّم أصواتنا في انتخابات تُعدُّ في غاية الأهمِّية، وتعكس الرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ الَّذي اتَّخذ رؤية شاملة وتدريجيَّة لتعزيز وتخفيف الدَّيْن العامِّ وفتح البلاد أمام المستثمرين وصولًا لتحقيق رؤية عُمان 2040م.ومن هنا فإنَّ الانتخابات اليوم تجسِّد هذه الرؤية من خلال إيصال المواطن والمواطنة المستحقِّين لهذا المكان، لذا فعلى كُلِّ ناخب المشاركة بفاعليَّة في هذه الانتخابات الَّتي ستؤدِّي في النهاية لاختيار 88 عضوًا سيشاركون في رسم خريطة الطريق للمستقبل وتنمية عُمان في كافَّة المجالات الحيويَّة الَّتي نتطلع إليها جميعًا، فالقرار الآن في أيدينا للتغيير والتجديد. نحن اليوم أمام مسؤوليَّة تتطلب الوطنيَّة والمشاركة الفاعلة في العمليَّة الانتخابيَّة، واختيار مَن نراه مناسبًا لهذه المرحلة، ونُعطي صوتنا لِمَنْ يستحقُّ أن يكُونَ عضوًا في المجلس القادم. فالصوت الوطني يستحقُّ أن يذهبَ للأكفأ من ذكَرٍ أو أنثى، بعيدًا عن القبليَّة أو المذهبيَّة أو العواطف، المُهمُّ والأهمُّ أن يكُونَ قادرًا على إيصال صوت الشَّعب من مسندم لظفار وليس ولايته فقط، والتعبير عن قضايا تهمُّ المُجتمع وتؤثِّر على استقراره الاجتماعي والاقتصادي والصحِّي والمالي، مع العمل على رُقي الشَّعب وتنمية البلاد في كافَّة المجالات وتوفير أفضل الخدمات والتسهيلات وتحقيق الأمن والأمان. وعلى الرغم من أنَّ الحركة النيابيَّة في سلطنة عُمان قَدْ بدأت مبكرًا في عام 1976 مع إنشاء المجالس التخصصيَّة، إلَّا أنَّنا ما زلنا نتطلع لرؤية مجلس الشورى في دَوْرته العاشرة لِيكُونَ أكثر فاعليَّة ومشاركة وإنجازًا مع الحكومة من أجْلِ تحقيق الأهداف الوطنيَّة في رؤية عُمان الجديدة والتفاعل الديمقراطي الحُر وحُريَّة التعبير الَّتي تُعدُّ مسؤوليَّة وطنيَّة، عَلَيْنا جميعًا المساهمة فيها بإيجابيَّة بعيدًا عن حالة التجاذب والشَّدِّ والكراهية والتعصُّب. فالمصلحة الوطنيَّة تتطلب اليوم ممَّن له حقُّ الانتخاب أن يُدليَ بصوته بكُلِّ أمانة، لتحقيق شعار تعديل المسار هذه المرَّة، في كفاءات وطنيَّة قادرة على الإصلاح والتغيير والتجديد لمستقبل أفضل، كفاءات قادرة على صنع القرارات الاستراتيجيَّة وتحقيق الإصلاح والتنمية المستدامة، كفاءات يتجلَّى دَوْرها بشكلٍ فاعل، لِتكُونَ عونًا حقيقيًّا للحكومة والدَّولة.. والله من وراء القصد.
د. أحمد بن سالم باتميرا
batamira@hotmail.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
2 و3 ديسمبر عطلة اليوم الوطني الإماراتي للجهات الاتحادية
أعلنت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أن عطلة اليوم الوطني الــ53 لدولة الإمارات، لموظفي الوزارات والجهات الاتحادية، ستكون يومي الإثنين والثلاثاء 2 و3 ديسمبر (كانون الأول) 2024.
وأوضحت الهيئة أن الدوام الرسمي سيتم استئنافه يوم الأربعاء 4 ديسمبر.