حسام عبدالنبي (أبوظبي) 
أكدت دراسة صدرت عن جامعة «هيريوت وات دبي» أن صناعة الخدمات اللوجستية في دولة الإمارات شهدت نمواً كبيراً على مر السنين بسبب الموقع الاستراتيجي للدولة واستثماراتها المستمرة في البنية التحتية.
وقالت: إن موقع دولة الإمارات على مفترق طرق التجارة الدولية الرئيسية وموانئها ومطاراتها الراسخة جعل منها مركزاً مثالياً للتجارة والخدمات اللوجستية العالمية، عازية التطور المستمر أيضاً إلى المبادرات الحكومية المستنيرة وتعزيز سهولة ممارسة الأعمال، بالإضافة إلى الاستثمار في التقنيات الرقمية.


وذكرت الدراسة، التي أعدتها الدكتورة شيرين نصار، المدير العالمي للدراسات اللوجستية، مدير برنامج ماجستير اللوجستيات وإدارة سلسلة التوريد في جامعة هيريوت وات دبي، أن مستقبل النقل والخدمات اللوجستية في دولة الإمارات مهيأ لتحول كبير، مع ظهور تقنيات التحكم الذاتي والذكاء الاصطناعي، ومن المقرر أن تُحدث هذه الابتكارات المتطورة ثورة في طريقة نقل البضائع والأشخاص.

شيرين نصار أخبار ذات صلة «المبارزة» ينهي «الألعاب العالمية» بـ 14 ميدالية 14 بطولة في «مهرجان ليوا الدولي»

وأوضحت أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تعمل على إعادة تشكيل العمليات اللوجستية من خلال تعزيز الكفاءة والتحسين، إذ يتم استخدام الطائرات من دون طيار والروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في المستودعات ومراكز التوزيع، ما يؤدي إلى أتمتة المهام مثل الانتقاء والتعبئة والفرز، مشيرة إلى أن المركبات ذاتية القيادة تمثل أيضاً أحد هذه الابتكارات التي لديها القدرة على إحداث تحول في المشهد اللوجستي، حيث تتضمن هذه المركبات تقنيات مختلفة وقادرة على العمل من دون أي تدخل بشري.
النهوض بالتكنولوجيا
ووفقاً للدراسة، فإنه على الرغم من كون دولة الإمارات لاعباً رئيسياً في مجال الخدمات اللوجستية، مع قدرة شحن واتصال رائعة، فإنها تعطي الأولوية للنهوض بالتكنولوجيا الكهربائية والقيادة الذاتية لترسيخ مكانتها كمكان واعٍ بيئياً، مدللة على ذلك بمؤشر جاهزية المركبات ذاتية القيادة لعام 2020 (AVRI) الصادر عن شركة كي بي إم جي، والذي يقيم جاهزية 30 دولة حول العالم، حيث حصلت دولة الإمارات على المركز الثامن للعام الثالث على التوالي؛ من حيث كونها مجهزة تجهيزاً جيداً لتسهيل المركبات ذاتية القيادة.
ونبهت دراسة جامعة «هيريوت وات دبي» إلى أن المركبات ذاتية القيادة، بما في ذلك الطائرات من دون طيار والشاحنات وأنظمة التوصيل الأخرى، سرعان ما أصبحت قوة ثورية في قطاع سلاسل التوريد في دولة الإمارات ليتم استخدامها بشكل متزايد لنقل البضائع وتبسيط عمليات سلاسل التوريد، لافتة إلى أن هذه المركبات توفر العديد من الفوائد، بما في ذلك زيادة الكفاءة وخفض التكاليف وتحسين السلامة، علاوة على أنه يمكن لهذه المركبات أن تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، مما يمكّن الشركات من تلبية متطلبات العملاء.
النقل الذاتي
ومن جهتها، قالت مُعدة الدراسة، الدكتورة شيرين نصار، المدير العالمي للدراسات اللوجستية، مدير برنامج ماجستير اللوجستيات وإدارة سلسلة التوريد في جامعة هيريوت وات دبي، إن دولة الإمارات، مع تطلعها إلى أن تصبح مركزاً إقليمياً للابتكار، تلتزم بتحويل جزء كبير من رحلات التنقل في دبي إلى وسائط ذاتية القيادة بحلول عام 2030. وأضافت أنه في العام الماضي أبرمت «دبي الجنوب» و«إيفوكارغو» مذكرة تفاهم للعمل على تحقيق هذا الهدف وإطلاق التجارب الأولى في دولة الإمارات للمركبات ذاتية القيادة لنقل البضائع في المنطقة اللوجستية في دبي الجنوب، بما يمهد الطريق للتطورات في مجال النقل الذاتي، منوهة بأنه علاوة على ذلك، وكجزء من تحدي دبي العالمي للنقل الذاتي، تم الإعلان عن استخدام السيارة ذاتية القيادة كحل تسليم الميل الأخير، وسيتم استخدامها في البداية على طول إعمار بوليفارد في وسط مدينة دبي، بحيث ستقوم السيارة ذاتية القيادة بتوصيل البضائع من تجار التجزئة بشكل مستقل، دون أي تدخل بشري، وسيتم استخدام رموز الاستجابة السريعة لفتح الطريق للجميع من قبل المتلقي.

فوائد للمستودعات
وفيما يخص الفوائد التي تعود على المستودعات، أفادت نصار، بأنه مع استمرار نمو التجارة الإلكترونية، تضطر المستودعات إلى تخزين المزيد من المنتجات وتلبية الطلبات بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، ومن ثم يتم استخدام المركبات ذاتية القيادة لتحسين أنظمتها اللوجستية، مبينة أن ذلك الأمر يغير الطريقة التي تتم بها إدارة المستودعات في مجال الخدمات اللوجستية، إذ يتم استخدام مركبات مثل الرافعات الشوكية المستقلة والعربات الآلية بشكل متزايد لتبسيط العمليات وزيادة الكفاءة وخفض التكاليف، لكونها مصممة لنقل البضائع في جميع أنحاء المستودع بسرعة ودقة، ما يقلل الوقت والجهد اللازمين لنقل العناصر يدوياً، ويمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى تنفيذ الطلب بشكل أسرع وزيادة الإنتاجية، علاوة على أنه يمكن للمركبات ذاتية القيادة أن تقلل بشكل كبير من الأخطاء، لافتة إلى أنه يمكن جمع البيانات في الوقت الفعلي حول مستويات المخزون والموقع والحركة، مما يوفر رؤى قيمة لمديري المستودعات التي يمكن استخدامها لتحسين العمليات.
وتوقعت نصار أن تشهد صناعة الخدمات اللوجستية نمواً كبيراً في اعتماد المركبات شبه المستقلة والمستقلة، إذ إن هذا الاتجاه الناشئ لديه القدرة على تقليل اللجوء إلى نماذج الأعمال التقليدية لأصحاب الأساطيل الذين يعتمدون في الغالب على المركبات التي يتم تشغيلها يدوياً. وأكدت أن مستقبل النقل والخدمات اللوجستية يحمل إمكانات هائلة بفضل تقنيات التحكم الذاتي والذكاء الاصطناعي، وتالياً فإن تبني هذه التطورات التحويلية سيؤدي إلى أنظمة أكثر أماناً وكفاءة واستدامة، ما سيشكل في نهاية المطاف الطريقة التي ننقل بها البضائع والأشخاص في السنوات القادمة. 
ونبهت نصار إلى أنه مع استمرار تقدم الأتمتة، ستحتاج شركات الخدمات اللوجستية إلى تكييف استراتيجياتها للاستفادة من الفوائد التي توفرها هذه التقنيات المبتكرة والحفاظ على قدرتها التنافسية في المشهد المتطور لهذه الصناعة. وذكرت أنه مع ذلك، فإن العمليات الفعالة والمبسطة ستتطلب دائماً فهماً متقدماً لتقنيات الإدارة الفعالة، ولذا سيكون من الضروري تحديد ورعاية القوى العاملة والموظفين لضمان الأداء الناجح للمركبات الآلية وغيرها من أحدث التقنيات.
ونبهت إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى برامج تحسين المهارات وإعادة صقلها للموظفين الذين سيتأثرون بإدراج المركبات ذاتية القيادة، مختتمة بالتأكيد على أنه علاوة على ذلك، تلعب مؤسسات التعليم العالي دوراً حيوياً في سد أي فجوات محتملة من خلال نقل المعرفة والمهارات اللازمة لتزويد القوى العاملة المستقبلية بالقدرة على إدارة الفرص والتحديات التي تنتظرنا بشكل فعال.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الخدمات اللوجستية المركبات ذاتية القيادة الإمارات المرکبات ذاتیة القیادة والخدمات اللوجستیة الخدمات اللوجستیة فی دولة الإمارات یتم استخدام علاوة على إلى أن

إقرأ أيضاً:

إطلاق محمد بن زايد سات: ركيزة لتعزيز مكانة الإمارات كمركز اقتصادي عالمي

دكتور عبدالرحيم بن أحمد الفرحان:
شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازًا جديدًا يضاف إلى سجلها الحافل في مسيرة الريادة والابتكار، مع إطلاق القمر الاصطناعي "محمد بن زايد سات"، الذي يمثل نقلة نوعية في مجال تكنولوجيا الفضاء. هذا الإنجاز ليس مجرد خطوة تقنية في استكشاف الفضاء، بل هو تجسيد لرؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز المركز الاقتصادي للإمارات على الساحة العالمية، مستندة إلى استثمار طموح في التكنولوجيا والمعرفة.
إن إطلاق هذا القمر الاصطناعي الأكثر تطورًا في المنطقة لا يقتصر أثره على توسيع آفاق العلوم والبحث العلمي، بل يتجاوز ذلك ليصبح محفزًا لتحولات اقتصادية بعيدة المدى. ففي عالم أصبح فيه الفضاء أداة أساسية لدعم الاقتصاد الرقمي، تأتي الإمارات لتضع بصمتها بقمر صناعي يعزز قدراتها في مراقبة الأرض، وإدارة الموارد الطبيعية، ودعم البنية التحتية. هذه التطبيقات المتقدمة تسهم بشكل مباشر في تحسين الكفاءة الاقتصادية، مما يجعل الإمارات نموذجًا يُحتذى به في دمج التكنولوجيا المتطورة مع التنمية المستدامة.

أخبار ذات صلة بطولة خالد بن محمد بن زايد للجوجيتسو تنطلق غداً في أبوظبي استقبله رئيس الدولة.. الرئيس المصري يصل البلاد في زيارة عمل

إن المزايا التقنية التي يتمتع بها "محمد بن زايد سات"، مثل دقة التصوير العالية وسرعة تسليم البيانات، تمنح الإمارات ميزة تنافسية على المستوى العالمي. ففي عصر يعتمد فيه الاقتصاد على البيانات والمعلومات، يوفر هذا القمر الاصطناعي مصادر غير مسبوقة لدعم قطاعات حيوية مثل الزراعة، وإدارة الكوارث، ومراقبة التغيرات المناخية. وبهذا، تصبح الإمارات في موقع القيادة في تقديم خدمات ذات قيمة مضافة للشركاء الدوليين، مما يعزز مكانتها كمزود رئيسي للتقنيات الفضائية.
أحد الجوانب اللافتة للنظر في هذا المشروع هو التطوير الكامل للقمر الاصطناعي بأيادٍ إماراتية، مما يؤكد على قدرة الدولة على بناء قاعدة معرفية مستقلة، تمكّنها من المنافسة في مجالات العلوم المتقدمة. هذا النهج يعكس رؤية القيادة الإماراتية التي وضعت الاستثمار في الكفاءات الوطنية على رأس أولوياتها. فالإمارات اليوم لا تكتفي باستيراد التكنولوجيا، بل أصبحت مركزًا لتطويرها وتصديرها، مما يعزز من موقعها كمحور عالمي لتكنولوجيا الفضاء. وبالإضافة إلى العوائد العلمية والتقنية، يعزز المشروع التعاون مع الشركات المحلية، مما يخلق فرص عمل جديدة ويسهم في دعم الاقتصاد الوطني. هذا التكامل بين الابتكار العلمي والتنمية الاقتصادية يُعد نموذجًا يُحتذى به للدول الساعية إلى تحقيق نهضة شاملة ومستدامة. علاوة على ذلك، فإن إطلاق "محمد بن زايد سات" يحمل رسالة رمزية بالغة الأهمية. فهو يؤكد على التزام الإمارات بدورها كفاعل رئيسي في تحقيق التنمية العالمية، حيث تسعى لتقديم حلول تقنية تخدم البشرية بأسرها.
إن استخدام القمر الاصطناعي في مراقبة البيئة، وإدارة الكوارث، وتحسين جودة الحياة هو دليل على رؤية الإمارات التي تجمع بين الطموح المحلي والمسؤولية العالمية. إن هذا الإنجاز يعزز من مكانة الإمارات كواحدة من الدول القليلة التي تمكنت من استثمار تكنولوجيا الفضاء لتعزيز تنافسيتها الاقتصادية.
فالقمر الاصطناعي لا يُعد فقط أداة لاستكشاف الفضاء، بل هو وسيلة لتحفيز التعاون الدولي، وبناء شراكات استراتيجية مع الدول والمؤسسات الرائدة في هذا المجال. ومع استمرار الجهود الحثيثة في تطوير مشاريع فضائية جديدة، تترسخ مكانة الإمارات كمركز اقتصادي عالمي، حيث تصبح قطاعات التكنولوجيا المتقدمة جزءًا لا يتجزأ من اقتصادها.
إن هذا الإنجاز لا يرمز فقط إلى الطموح الإماراتي الذي لا يعرف الحدود، بل هو دليل عملي على أن الإمارات قادرة على استثمار العلم والتكنولوجيا لصنع مستقبل أفضل لشعبها وللعالم بأسره.
إن "محمد بن زايد سات" ليس مجرد قمر صناعي، بل هو حجر أساس في صرح رؤية الإمارات المستقبلية، التي تجمع بين الريادة التقنية، والازدهار الاقتصادي، والتأثير الإيجابي على الإنسانية جمعاء. بهذا الإنجاز، تؤكد الإمارات أن المستقبل ملك لمن يجرؤ على الابتكار، ومن يضع العلم في خدمة التنمية والسلام.
مادة إعلانية

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • إطلاق محمد بن زايد سات: ركيزة لتعزيز مكانة الإمارات كمركز اقتصادي عالمي
  • رئيس مركز أجا: استكمال تركيب بلاط الإنترلوك بالأرصفة بالشوارع التي تم رصفها بالمدينة
  • اتحاد الشراع والتجديف مركز عالمي للتطوير والتدريب
  • خبيران: الإمارات رائدة الاستدامة ونموذج عالمي في العمل المناخي
  • الإمارات.. خطوات ريادية في الطاقة المتجددة عالميًا
  • «النقل» تؤكد أهمية الممرات اللوجستية التي يجري تنفيذها لربط مناطق الإنتاج بالمواني
  • تصنيف عالمي: "الإمارات للألمنيوم" تنضم لرواد الثورة الصناعية الرابعة
  • وزراء ومسؤولون: الشراكة مع نيوزيلندا وماليزيا ترسّخ مكانة الإمارات محوراً عالمياً للتجارة
  • مصدر تطلق اختبار المركبات ذاتية القيادة المتطورة
  • “مصدر” تطلق اختبار المركبات ذاتية القيادة المتطورة