هبة أبو الندى؛ العروس الفلسطينية التي استشهدت تحت ركام الحقد
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
أثير- مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري
أزّف لكم ..نعم لأنّنا مسلمون أقول لكم ” أزّف لكم “.. زهرة مقاومة بالحرف والعلم والساعد..، يافعة لم تؤلم نملة ..فقط صدحت بحبّها المقيم لفلسطين ..ولغزّة المجيدة ..، أديبة فلسطينية صعدت إلى خالقها متبرمة من جور الظالمين، اسمها هبة أبو الندى من مواليد 24 جويلية .
كما أبدعت الشعر وكتبت عددا من المجاميع الشعرية مثل: أبجدية القيد الأخير ، والعصف المأكول ، وشاعر غزة ، وفيها تتناول قضايا المواطن الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، مازجة في أسلوبها مقاربات مختلفة عن الحبّ والحرب والتفاصيل اليومية ..، هذه العروس الفتية نسأل الله أن يتغمدها برحمته وأن يُرينا في المجرمين القتلة ..يوما يشفي الغليل
أقدّم لكم قصيدة نشرتها الشاعرة الشهيدة قبل 10 أيام من استشهادها :
أعيذُكِ
في الفروضِ
والاستخارة
وأرقي كلَّ مأذنةٍ
وحارة
مِنَ الصاروخِ لحظةَ
كانَ أمرًا
مِنَ الجينرالِ
حتّى صارَ غارة
أعيذُكِ، والصغارُ
قبيلَ يهوي
تغيّرُ بابتسامتِها
مسارَه
أعيذُكِ، والصغارُ هنا
نيامٌ
كما نامَ الفراخُ بحضنِ
عشِّ
ولا يمشونَ للأحلامِ ليلًا
لأنَّ الموتَ
نحوَ البيتِ
يمشي
ودمعُ الأمّهاتِ غدا يمامًا
ليتبعَهُمْ بِهِ
في كلِّ نعشِ
أعيذُ أبَ الصغارِ وبعدَ قصفٍ
يشدُّ البرجَ حتّى لا يميلا
يقولُ: للحظِة الموتِ
اِرْحَميني
“فماذا لو تأخّرتِ
قليلا؟”
يقولُ: “لأجلِهِمْ أحببتُ
عمري،
هبيهِمْ مثلَهُمْ
موتًا جميلا ”
من قال أنّ الشاعر رائي ؟..فقد صدق ..إنّ هبة في هذه القصيدة تهيّأ ذاتها للرحيل المرّ ..
كتبت عنها ضمن مقالات ” كتابات برائحة البلاد ” الصحفية نجلاء نجم مقالة ضافية تتطرّق خلالها لأسلوبها البهيّ في الكتابة…، ومن هذه المقالة التي كتبت قبل استشهادها بقرابة شهر ..نقتطف هذه الفقرة :
” كتبتْ لنا هبة كلُّ النهايات السِّعيدة كما تمنَّاها قلبُ كلِّ طفل..، هو ذاته القلم الذي أعلَنَ حروفه ثورةً عندما ضجَّ الكون في الانتفاضة الثانية بصوتِ والد الشهيد محمد الدرة “مات الولد”، فكان بيتُ العزاء الأول ينطلق من حروف هبة، ترثي محمد، وتنتفض في وجه العالم، ليُبْصِر: هنا فلسطين، ميلادُ الوجع والإبداع في آنٍ واحد..”
وقد لخّص الرواية بشكل دقيق وشامل الكاتب والصحفي الأردني معن البياري الذي هو في الأساس : رئيس قسم الرأي في “العربي الجديد ” ، وممّا ورد في تلخيصه المسهب :
” …في رواية “الأوكسجين ليس للموتى”، تمثّلت هبة أبو الندى شخصية ضابط مخابراتٍ، ونطقَت باسمه، وتمكّنت من تخيّل مكتبه ومنزله وإيقاعات نهاراتِه ومساءاتِه، ووازت هذا كله، وغيره، بتخيّل شخصياتٍ غير قليلة، أحدها شابٌّ ثائر، ترك ما يشبه المذكّرات، واستطاعت أن تصوّر علاقات حبٍّ إنسانية، ودافئةٍ وأنثوية، بين شبكةٍ من خيوط القصّ في أجواء موصوفةٍ بالقلق، حيث البلد تغشاها ظروف غضب الناس من الحاكمين وأهل السلطة..، ولا تتعيّن جغرافيا عربيةٌ مخصوصةٌ لهذا كلّه، وإنما نقرأ في قفلة الرواية، في آخر سطورها يقول أحد شخصياتها الكثيرة “الثورات لا تتوقّف، تخمد قليلا، وتعود في دورتها الكونية المطلقة..”
آخر ما دوّنته هبة أبو الندى، وكان ذلك قبل ستّ ساعات من موتها :
” نحن في غزّة عند الله بين شهيد وشاهد على التحرير وكلّنا ننتظر أين سيكون
كلّنا ننتظر اللهم وعدك الحقّ ”
رحمها الله وأسكنها فراديس جنانه ..وصبّر أهلها وأحبابها والقرّاء على فقدانها
رحم الله الشهيدة هِبة أبو ندى، فقيدة الرواية الفلسطينية الواعدة
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
ميقاتي استقبل وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي للاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى اللبنانيين
استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي بهدف الاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى الشعب اللبناني في السرايا اليوم.
وقال رئيس اللجنة وكيل وزارة التجارة السيد ستار جبار عباس الجابري بعد اللقاء:"كان لنا اليوم لقاء مع الرئيس ميقاتي استعرضنا ما قدمه العراق من منح ومساعدات وموقف العراق المبدئي والثابت تجاه الشعب اللبناني خلال الفترة الحرب الظالمة، حيث قدم العراق الكثير من الدعم السياسي والمالي واللوجستي ، وهذا الدعم تضمن آلاف الأطنان من المواد الغذائية والإغاثية وسائر المستلزمات. كذلك قدم العراق خلال فترة الحرب التي شنت على الشعب اللبناني مساعدات في المجال الطبي والغذائي ، مثلا هناك 320,000 طن مساعدات قدم من الشعب العراقي إلى الشعب اللبناني."
اضاف:" خلال هذه الزيارة تم عرض ما تم تقديمه في الفترة السابقة ، وأيضا خطة ما بعد الحرب التي وقعت على الشعب اللبناني، واليوم هذه اللجنة مكلفة بمهمتين ، الأولى تقديم المساعدات الآنية والإغاثية إلى المتضررين من الشعب اللبناني، وكذلك الى النازحين من الشعب السوري ، وقد جهزت هذه اللجنة ما يقارب ٣٠ الف سلة غذائية سوف تنطلق يوم غد إلى مختلف المناطق في لبنان، لتقديمها إلى المحتاجين والمتضررين من الحرب الظالمة. كذلك أيضا سوف تقوم هذه اللجنة بإعداد تقرير بالمناطق المنكوبة والمتضررة،وستقوم اللجنة برفع تقريرها الى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وهناك توجه للحكومة العراقية لتقديم ما يمكن تقديمه لمساندة الشعب اللبناني، من خلال تبني قطاع معين، سواء كان قطاعا صحيا أو تربويا ، أو تبني منطقة معينة للمساهمة في الاعمار، و لا شك ان هناك بعض الدول سوف تكون مساهمة ومشاركة في إعمار لبنان، لكن العراق سوف يكون حاضرا وفاعلا إن شاء الله بهذه الحملة، والعراق علاقته مع الدولة اللبنانية ومع الشعب اللبناني علاقة موروثة وتاريخية، وهناك الكثير من المساعدات التي قدمت في الفترة الماضية، وأيضا هناك توجه، إن شاء الله، وتبنّ واضح وصريح وحقيقي من قبل الحكومة العراقية وكل أطياف الدولة العراقية ومكوناتها لدعم الشعب اللبناني والاستمرار في هذا الدعم بإذن الله تعالى."
وختم بالقول: ان دولة الرئيس ميقاتي اثنى على مواقف العراق الداعمة، وذكر كل تلك المواقف التاريخية وما قدمه العراق وإن شاء الله سيستمر العراقي بدعمه للشعب اللبناني."