سواليف:
2025-03-14@03:05:40 GMT

نقطة أول السطر

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

نقطة أول السطر

#نقطة_أول_السطر “د. #هاشم_غرايبه”

الاجتماع الباهت الذي عقد قبل أيام في القاهرة تحت مسمى قمة السلام، لم يلفت انتباه أحد، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يكن مؤتمر قمة عربية؟.
الإجابة على ذلك تستحضر واقعا مؤلما على صعيد قيادات الأمة، فلم يكن في يوم طوال التاريخ أكثر هزالا مخزيا مما هو عليه اليوم.
ففي حين تجد قيادات دول العالم تتبارى في إظهار الدعم والتأييد للكيان اللقيط والتحيز الفاقع للتعاطف مع خسائره البشرية، بالرغم من عدم وجود أي رابط معه سواء كان قوميا أو عرقيا أو دينيا، بل ولا حتى لا يشكل هذا الكيان لضآلته أية أهمية له استراتيجية أو اقتصادية، بمقابل أن هنالك ارتباط وثيق للأقطار العربية بفلسطين وشعبها، بحكم الانتماء الى الأمة ذاتها، ووحدة القومية واللغة والدين، مما يبرر تعاطف الأمة مع نضال الشعب الفلسطيني المهجر من أرضه التي لم يغتصبها من أحد، بل هي أرض أجداده طوال التاريخ، ويفترض بالأنظمة الشقيقة دعم صمود من بقي فيها، وأن يدفع عنهم الظلم وعسف قوات الاحتلال، التي أقرت كل التشريعات الأممية ببطلان كل إجراءاته القمعية ومخالفتها للقانون الدولي.


رغم كل هذا الغطاء الأخلاقي وما اتفقت عليه الأعراف وما أقره القانون، الذي يبرر لهذه القيادات وقوفها مع هذا الشعب، ولا يمكن أن يلومها لائم لموقفها هذا، إلا أننا لم نجد مسؤولا عربيا واحد جرؤ على تأييد ها النضال المشروع، بل اكتفوا بإعلان رفضهم العنف واستهداف المدنيين، أي ساووا بين من يقاتل دفعا للحصار الخانق عن شعبه بما يملك من اسلحة بسيطة، وبين من يملك أحدث الأسلحة الفتاكة ويستعملها ضد مدنيين ومنشآت مدنية، وليس ضد قوات عسكرية أو آليات قتالية ولا استحكامات.
هذه هي المهانة بأجلى صورها، ليس العجز فقط عن الصدع بالواجب الملح بنصرة الشقيق المظلوم ومساعدته في محنته، ولا عن تقديم الدعم والمدد العسكري، بل وصل الأمر بها بسقوطها فى الحضيض بالسكوت عما يحصل له، والجبن عن استنكار التدمير الهمجي بحقه.
وأعلى ما يطالب به هؤلاء هو استجداء انسانية الغرب الكاذبة بوقف الفريقين عن القتال لإتاحة الفرصة لفرق الإغاثة لإسعاف عشرات الآلاف من الجرحى الذين يسقطون كل يوم، ليس بفعل كارثة طبيعية، بل بالقصف الجبان لبيوتهم من ارتفاعات عالية، ليس من قدرة للمدنيين المحاصرين على صدها ولا الهرب منها.
الأصل أن لا ينتظر ممن أدمن نهب الشعوب واحتلال ديارهم أصلا غير ذلك، لكن مما لمع صورتهم في أذهاننا هم العلمانيون العرب الممانعون لعقيدتنا، وبهدف تركها والالتحاق بهم، مع أنه لم تعتد شعوبنا الحياة الطبيعية للبشر، منذ أن اتبعناهم، ولم تر منهم غير الدمار، فلا تمر عليها عشر سنوات من غير شن حرب عليها تبقيها مشغولة بلملمة جراحها، حتى لا تملك ما تملكه الأمم الأخرى من ناصية العلم والتقدم والرخاء، فتستقل عن هيمنة المستعمرين.
ولا ينتظر ممن تسلم السلطة بالقوة أو بانقلاب عسكري أبطل ارادة شعبه، فرهن سياسته وفق ما يرضي من جاءوا به، أن ينتظر منه تجاوز السقف الذي حددوه له.
لذلك لم ينتظر من هذه القمة شيئا ذا قيمة، لكننا نؤمن يقينا بصدق وعد الله: “كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي” [المجادلة:21]، “وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا” [النساء:141]، لذا فالنصر حتمي، لا علاقة له بموازين القوى، لكنه لن ينجز بأيدي ممانعين لمنهج الله، ولا بجهود مطبعين استسلاميين، بل على يد فئة مؤمنة صابرة مرابطة: “لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ..” [صحيحي الخاري ومسلم].
لكنه لن يتحقق بغير الابتلاء، وبعد أن تستحكم حلقات الشدة، بدليل أنه في كل المرات التي تحققت هذه الحتمية، ما جاء النصر الا بعد ان انكشف المنافقون من ناحية، وبلغت القلوب الحناجر من شدة ضيق المؤمنين وخوفهم جراء ميل موازين القوى لصالح الأعداء بشكل ساحق من ناحية أخرى.
فعلينا التجهز وإعداد أنفسنا لنكون (عبادا لله ذوي بأس شديد) ليستعملنا في طاعته في (الوعد الثاني)، فلعل ساعة الفرج تكون قريبا، وأن نحظى بما نحلم به وما اعتدنا أن نحدث أنفسنا به، وهو المشاركة في الجـهـاد في سبيل الله.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

مصير قاتم ينتظر نتنياهو.. إليك أبرز المعلومات عن محاكمته

تستمر محاكمة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، رغم محاولاته الحثيثة للإفلات من حضور الجلسات، تحت ذريعة وضعه الصحي تارة، وحالة الحرب التي تعيشها "إسرائيل" على عدة جبهات.

ويمثل نتنياهو أمام المحكمة بوتيرة ثلاث جلسات في ثلاثة أيام أسبوعيا، لكن المحاكمة توقفت مرارا في أعقاب خضوع نتنياهو لعملية جراحية لاستئصال البروستاتا وكذلك في أعقاب سفره إلى واشنطن مؤخرا.

حددت المحكمة عدد الجلسات التي ستعقدها لنتنياهو بـ 24 جلسة، وسط توقعات بمصير سئ وقاتم ينتظره على مستوى مستقبله السياسي.

ما القضايا التي يحاكم فيها نتنياهو؟
يواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة في ثلاثة ملفات فساد معروفة بالملفات "1000" و"2000" و"4000" الأكثر خطورة.

ويتعلق "الملف 1000" بحصول نتنياهو وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال أثرياء، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهؤلاء الأشخاص في مجالات مختلفة، منها تسهيلات ضريبية ودعم دبلوماسي.


ويُتهم في "الملف 2000" بالتفاوض مع أرنون موزيس، ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية، إضافة إلى وعد بتمرير قانون كان من شأنه إعاقة توزيع الصحيفة المجانية "إسرائيل اليوم" الأكثر قراءة في "إسرائيل".

فيما تتعلق الاتهامات في "الملف 4000" بتقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي شاؤول إلوفيتش، الذي كان أيضا مسؤولا في شركة "بيزك" للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية.

متى بدأت محاكمة نتنياهو؟
قدم المستشار القضائي للحكومة السابق أفيخاي مندلبليت، لائحة الاتهام المتعلقة بقضايا الفساد ضد نتنياهو في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.

وبدأت محاكمة نتنياهو في هذه القضايا عام 2020، وما زالت مستمرة، وهو يُنكرها مدعيا أنها "حملة سياسية تهدف إلى الإطاحة به".

متى استؤنفت المحاكمة؟
قرر القضاة استئناف محاكمة نتنياهو يوم 10 كانون الأول/ ديسمبر 2024 في المحكمة المركزية في تل أبيب، وذلك بعد أن توقفت على خلفية الحرب الوحشية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.


ما هي احتمالات الحكم على نتنياهو؟
من الصعب التنبؤ بدقة بالنتيجة النهائية، لأن ذلك يعتمد على مسار المحاكمة، والأدلة المقدمة، ولكن إذا ثبتت التهم الموجهة إليه، فمن الممكن أن يُحكم على نتنياهو بالسجن، خاصة إذا أُدين في قضية الرشوة (القضية 4000)، وهي الأخطر لأنها تشمل انتهاكات صريحة للقانون.

وقد يلجأ نتنياهو إلى صفقة مع الادعاء لتجنب السجن، ومثل هذه التسويات قد تشمل اعترافًا جزئيًا ببعض التهم مقابل تخفيف العقوبة أو تجنب السجن.

عام 2022، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن اقتراب نتنياهو من عقد صفقة مع المحكمة بشأن تهم الفساد، لإنقاذ مسيرته السياسية المضطربة، والتي كانت مهددة رأسا على عقب.

وكان من المقرر أن يعترف نتنياهو بتهمة خيانة الأمانة، ما يؤدي إلى حكم بالسجن مع وقف التنفيذ، وبضعة أشهر من السجن سيتم تحويلها إلى خدمة مجتمعية.

لكن ما عرقل هذه الصفقة، هو إصرار المدعي العام الإسرائيلي على تهمة الفساد الأخلاقي، والتي كانت ستوقف حياته السياسية لمدة سبع سنوات على الأقل.


ما التأثير السياسي للمحاكمة؟
إذا أُدين نتنياهو، قد يُجبر على الاستقالة من منصبه كرئيس للوزراء، حيث أن الضغوط السياسية والشعبية ستزداد.

مع العلم أن المحاكمة زادت من الانقسام بين أنصار نتنياهو الذين يعتبرونه ضحية لمؤامرة سياسية، ومعارضيه الذين يرون أنه استغل منصبه لتحقيق مصالح شخصية.

ستؤثر المحاكمة أيضا على صورة "إسرائيل" على الصعيد الداخلي والدولي، حيث ستزيد حدة الانقسامات وضعف الثقة في النظام الداخلي، ودوليا تظهر دولة الاحتلال في وضع ضعيف، ذلك أن محاولات نتنياهو المستمرة للبقاء في السلطة، حتى في ظل المحاكمة، قربت "إسرائيل" من الأنظمة الديكتاتورية حيث يتمسك متهم بالفساد في السلطة.

مقالات مشابهة

  • النصر ينتظر مسببات رفض احتجاجها على مشاركة الرويلي
  • ماذا ينتظر سوسن بدر؟.. موعد عرض الحلقة الـ 13 من مسلسل أثينا
  • مفتي عام المملكة: تصوير وبثّ الصلوات على الهواء مباشرة مسألة خطيرة قد تنافي الإخلاص الذي يعد شرطًا أساسيًّا لقبول العمل
  • مصير قاتم ينتظر نتنياهو.. إليك أبرز المعلومات عن محاكمته
  • نزيف النقاط يهدد الاتحاد.. والهلال ينتظر الفرصة
  • ترامب والناتو .. مستقبل غامض ينتظر الحلف الأطلسي
  • مستشفى الكويت الجامعي.. صرحٌ طبي عريق ينتظر طوق النجاة
  • والدي الذي لم يلدني.. او قصة حياتي..
  • العريس الذي كان يتجهز لزفافه لكنه زُفّ إلى الجنة
  • عقوبات رادعة.. ماذا ينتظر الأهلي حال انسحابه من القمة