باحث أميركي: هكذا فضحت حرب إسرائيل على غزة كراهية الغرب للفلسطينيين
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
يرى أستاذ السياسة العربية والتاريخ الفكري في جامعة كولومبيا الأميركية جوزيف مسعد أن الكراهية الغربية الواضحة للفلسطينيين حاليا تكشف أن الغرب لم يصبح أقل عدائية تجاههم، وأن أي تعاطف معهم يقتصر على كونهم ضحايا أبرياء، ولا تمتد لحقهم في التخلص من الاحتلال.
وقال مسعد -في مقال نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني- إن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة حشدت دعما غربيا هائلا لإسرائيل من مختلف ألوان الطيف السياسي، مقرونا بدعوات الإبادة الجماعية للقضاء على الفلسطينيين.
وأضاف الأكاديمي -وهو من أصول فلسطينية- أنه حتى الأصوات المتعاطفة مع الفلسطينيين سارعت أيضا إلى تبني الدعاية الإسرائيلية، بما في ذلك الادعاءات الغربية بقطع رؤوس الأطفال والاغتصاب، والتي تراجعت عنها لاحقا بهدوء مؤسسات إعلامية غربية مثل "سي إن إن" و"لوس أنجلوس تايمز" التي ساعدت في البداية في نشر هذه "الافتراءات".
وقال "لقد صدمت هذه الكراهية الغربية المتعصبة ضد الفلسطينيين والإعجاب بإسرائيل معظم العرب، حتى أولئك الذين اعتبروا الغرب العدو الرئيسي للشعب الفلسطيني".
ونبّه الكاتب إلى أنه على مدى العقود الأربعة الماضية كان هناك مفهوم سائد بين المثقفين العرب ورجال الأعمال والنخب السياسية الليبرالية المؤيدة للغرب، مفاده أن الليبراليين الغربيين، وحتى بعض المحافظين، قد غيروا وجهات نظرهم تجاه الفلسطينيين وأصبحوا أقل عدائية.
تتواصل الهجمات الإسرائيلية العنيفة على غزة منذ 22 يوما (الأناضول) ديناميكية جديدةواعتبر مسعد هذا التغيير في النظرة الغربية للفلسطينيين يقتصر على كونهم مجرد ضحايا للمذابح، لكنه لم يترجم إلى دعم غربي لحقهم في مقاومة "مستعمريهم الساديين"، وأي تعاطف يتلقونه ينسجم دائما مع الدعم الغربي الأبدي لإسرائيل بغض النظر عن عدد الفلسطينيين الذين تقتلهم.
وبحكم دراسته الأكاديمية، يرى الباحث أن وضع الفلسطينيين قد تغير في العقود اللاحقة، ويبدو أن ديناميكية جديدة قد تسللت إلى المفاهيم الثابتة التي تميز الفلسطينيين عادة في الولايات المتحدة وأوروبا. وبدأ المعلقون وصانعو السياسات من مختلف الأطياف السياسية الغربية في التعبير عن وجهات نظر الفلسطينيين الذين لم يعبروا عنها من قبل.
وقال إن الزلزال الأخير الذي أحدثته عملية المقاومة الفلسطينية "طوفان الأقصى" أدى إلى عودة الغربيين من جميع الأطياف السياسية إلى الموقف الافتراضي، وهو الإدانة الصريحة لمقاومة الفلسطينيين ودعم "مستعمريهم" الذين صُوروا كضحايا.
وهذا الدعم الغربي لإسرائيل لا يرجع إلى الشعور بالرعب الغربي من موت المدنيين المؤسف والمرعب دائما، بل لأنهم كانوا مدنيين إسرائيليين. ولم يظهر تعبير مماثل عن الرعب إزاء القتل الإسرائيلي المتعمد لعشرات الآلاف من الفلسطينيين وغيرهم من العرب.
تعصب ثابت
وفي ضوء هذا التاريخ، ليس هناك سبب يذكر يجعل هذه الكراهية الغربية للشعب الفلسطيني تشكل صدمة في العالم العربي، فقد ظل هذ التعصب ثابتا منذ القرن الـ19. ويبدو أن هؤلاء الذين يشكلون النسبة القليلة من العرب الذين أصيبوا بالصدمة أخطؤوا في فهم بعض التعاطف الغربي تجاه الفلسطينيين باعتبارهم ضحايا المجازر، حيث فهموه أنه دعم للمقاومة الفلسطينية والتحرير.
ومع ذلك، فإن معظم الليبراليين الغربيين المتعاطفين مع محنة الفلسطينيين باعتبارهم ضحايا للقمع الإسرائيلي، نادرا ما دافعوا عن حقهم في الإطاحة بالنظام الاستعماري العنصري الذي أسسته إسرائيل منذ عام 1948.
وهذه القلة المدافعة عن هذا الحق تريد من الفلسطينيين أن يطيحوا بالعنصرية الاستعمارية والقمع بالوسائل "السلمية"، ربما بإلقاء الزهور على الدبابات الإسرائيلية أو كتابة رسائل إلى الأمم المتحدة.
وعلى الأكثر، سعت عبارات التعاطف الغربية إلى تخفيف قمع تعتقد أن الفلسطينيين يجب أن يتحملوه بنبل بدون تهديد إسرائيل بأي شكل من أشكال العنف الانتقامي.
وختم الكاتب مقاله بأنه في اللحظة التي نفذ فيها الفلسطينيون هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول -في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى- اختفى كل التعاطف.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نقابة الصحفيين الفلسطينيين تدين استهداف إسرائيل مخيم النصيرات
أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، مجزرة الاحتلال الإسرائيلي التي ارتكبها فجر اليوم الخميس، وراح ضحيتها خمسة صحفيين باستهداف سيارة بث أمام مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأوضحت النقابة، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم، بأن هذه الجريمة تأتي في سياق سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة ضد الصحفيين الفلسطينيين، والتي تستهدف الإعلاميين في كل وقت ومكان، في محاولة لطمس الحقيقة وتضييق الخناق على حرية التعبير.
وأشارت النقابة، إلى أن أكثر من 190 صحفيًا وعاملًا في مجال الإعلام استشهدوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ما يعكس حجم الاستهداف الممنهج الذي يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون كما لفتت إلى أن هذا الاستهداف المتواصل يعد جريمة حرب وفقًا للمواثيق الدولية، ويشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وحرية الصحافة.
وعبرت النقابة، عن إدانتها واستنكارها الشديد لهذه الجريمة، مؤكدة أن استهداف الصحفيين هو انتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية، ويعد جريمة حرب تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال التي تستهدف الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام بشكل ممنهج وطالبت، المجتمع الدولي وكل المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بتوفير حماية عاجلة للصحفيين الفلسطينيين، واتخاذ خطوات عملية لوقف هذه الجرائم بحقهم، كما دعت المؤسسات الإعلامية الدولية إلى تسليط الضوء على معاناة الصحفيين الفلسطينيين وضمان عدم إفلات الاحتلال من العقاب.
وأكدت النقابة، أن الصحافة الفلسطينية ستظل تؤدي رسالتها بكل إصرار وعزيمة، رغم محاولات الاحتلال المستمرة لوقفها أو تهديدها.
اقرأ أيضاًمصر تعرب عن تعازيها لأذربيجان في حادث تحطم طائرة ركاب
ممثل الصحة العالمية يشيد بسيطرة حكومة «رواندا» على تفشي فيروس ماربورج
رئيس العربية للتصنيع يفتتح مشروع نانومان إيجيبت الشرق الأوسط بمصنع صقر للصناعات المتطورة