علمت (عمان) أن وزارة الصحة تعمل على تنفيذ خطط لتحويل بعض مراكز الرعاية الصحية الأولية بمحافظة مسقط إلى عيادات متخصصة.

وأثار قرار الوزارة تحويل مركز صحي الخوير الجنوبية إلى مركز للأمراض الجلدية استياء المراجعين، حيث تم نقلهم إلى مركز الخوير الشمالية لتلقي العلاج رغم ما يشهده من ازدحام وتكدس وطول فترة الانتظار التي قد تصل إلى ساعات لمقابلة الطبيب وقلة عدد الأطباء والممرضين والموظفين.

وأكد مراجعون في لقاءات أجرتها معهم (عمان) تضررهم من قرار وقف خدمات مركز الخوير الصحي الذي كان يخدم شريحة كبيرة من أهالي المنطقة وطلبة الكليات.

وقال ناصر الوهيبي: المركز الصحي في الخوير الشمالية يعاني من ضغط هائل من المراجعين وهناك حاجة إلى إيجاد حلول بصورة سريعة، فقد كان مركز الخوير الصحي يخدم شريحة كبيرة من المرضى المراجعين في منطقة تعج بالسكان وطلبة الكليات والجامعات، كما لا يخفى أن الإقبال على الخدمات الصحية يرتفع في بعض المواسم خاصة مع دخول فصل الشتاء وفترة الأمراض الموسمية وهذا الازدحام ينهك الكوادر الطبية في المركز الصحي.

ويرى الوهيبي أن خطة تحويل مركز الخوير إلى مركز للأمراض الجلدية لم تأخذ بآراء جميع الأطراف.. والأمر غير مقبول لدى شريحة واسعة من المراجعين.

ويضيف الوهيبي: الكثير من المراجعين الآن في المركز البديل ينتظرون لساعات طويلة للمعاينة والعلاج وأخذ الأدوية وبعضهم لا يستطيع الانتظار فتراه يلملم آلمه ويذهب لمؤسسة صحية خاصة، وآخرون يرجعون بالفترة المسائية، حيث يتكرر سيناريو الانتظار أيضا وقد وصل الأمر إلى أنك قد لا تجد موقفا لسيارتك بسبب كثرة المراجعين.

ويتابع الوهيبي: من الطبيعي أن يتأثر مستوى الخدمة، فتجد الطبيب لا يعطي المريض حقه في العلاج لأنه مجبر على معاينة عدد كبير من المرضى، فينخفض مستوى جودة الخدمة وحتى إن تمت زيادة عدد الكوادر تظل هناك جوانب أخرى كالصيدلية والمختبر بحاجة إلى دعم أيضا..

وأشار الوهيبي إلى أن أهمية مركز الخوير الصحي تكمن في موقعه الاستراتيجي، حيث كان يستقبل عددا من الحالات الطارئة لقربه من مؤسسات حكومية وخاصة بالذات جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، كما قد يتضرر عدد كبير من كبار السن الذين كانوا يتابعون وضعهم الصحي فيه لقربه من سكنهم فيأتون إليه مشيا على الأقدام، أما الآن فقد يجدون صعوبة في البحث عن وسيلة لإيصالهم للمركز الصحي البديل.

وبين ناصر أن قرار تحويل المركز إلى مركز خاص بالجلدية لا يتناسب والوضع الحالي، فكما نعلم انه توجد بمجمع بوشر الصحي عيادة متخصصة للجلدية أيضا وعدد المرضى في هذا التخصص ليس كبيرا مقارنة بالرعاية الأولية، فلا حاجة طارئة تتطلب إيجاد مبنى مستقل.

دون تنسيق

وتساءل سليمان بن حمد البوسعيدي عن الأسباب التي دفعت وزارة الصحة إلى تحويل خدمات المركز الصحي إلى مركز للأمراض الجلدية دون تنسيق مسبق مع اللجنة الصحية بولاية بوشر؟ والتي أوضحت بدورها أن القرار لم يعرض عليها ولم يتم اطلاعها على الأمر أو الأخذ بمشورة أعضاء اللجنة التي تضم مسؤولين من مختلف القطاعات.

وقال: عند البحث في الموضوع أوضح لنا أحد المسؤولين أن تجربة تحويل مركز صحي إلى عيادة متخصصة كانت ناجحة في إحدى ولايات مسقط، ولكن نحن نتساءل هل المركز الصحي الذي نفذ فيه التجربة الأولية يستقبل نفس العدد من المراجعين كمركز الخوير الصحي؟ فالموضوع من وجهة نظري يحتاج إلى مزيد من البحث والتخطيط المدروس، وإن كانت هناك حاجة إلى عيادة جلدية لماذا لا يتم استئجار مبنى آخر لها لتسهيل توفر الخدمة؟

وأضاف البوسعيدي: إن موظفي المركز الصحي الذي أغلق تم توزيعهم على مراكز ومؤسسات صحية أخرى لا تخدم الفئة المتضررة في مركزي الخوير الشمالية أو بوشر، فقد اعطي الكادر الطبي والتمريضي خيارات أخرى ولم يجبروا على العمل في مركزي الخوير الشمالية أو بوشر لتغطية الزيادة في أعداد المراجعين.

وأكد البوسعيدي أن المراكز الصحية الجديدة في الخوير الشمالية وبوشر مهيأة لاستقبال العدد الأكبر من المرضى ولكن لا يوجد كادر صحي كاف لاستقبالهم، ولا يخفى أن ولاية بوشر ومنطقة الخوير خاصة يوجد بهما عدد كبير من طلبة مؤسسات التعليم العالي الذين يتجاوز عددهم الآلاف ولا يراجعون في المراكز الصحية بولاياتهم وإنما يراجعون مركز الخوير الصحي نظرا لقربه من مكان سكنهم.

وأبدت هناء اللواتية قلقها من إغلاق مركز الخوير الصحي وانتقالها للعلاج في الخوير الشمالية نظرا لبعده عن مكان سكنها، فقد كانت تذهب لتلقي العلاج والرعاية اللازمة سيرا على الأقدام، أما الآن فهي تضطر للبحث عن وسيلة نقل. وأوضحت أن المركز الصحي يخدم شريحة كبيرة من قاطني المنطقة لذا جاء القرار مفاجئا دون إبلاغ المرضى مسبقا حتى يستطيعوا تقبل الأمر، كما أن المواعيد المدرجة في المركز الصحي الآن تحتاج إلى إعادة جدولة، فالوضع غير مريح، خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة الذين يحتاجون إلى زيارة الطبيب بشكل متكرر لإجراء الفحوصات وأخذ الأدوية اللازمة.

وأشار علوي بن عبدالرزاق إلى الازدحام الحاصل في مركز الخوير الشمالية، حيث وصل الأمر إلى حدوث مشادات وانزعاج وتذمر بعض المراجعين خلال الفترة الصباحية فقال: لابد أن تعمل وزارة الصحة على إيجاد بعض الحلول السريعة للتغلب على هذه المشكلة بتغطية النقص الحاصل في عدد الأطباء والممرضين خاصة هذه الفترة التي يزداد فيها الطلب على الخدمات الصحية الأولية ومع تفشي الأمراض الموسمية وتغيرات الجو، فالوضع بحاجة إلى تدخل لاستيعاب العدد المتزايد من المرضى وتقليل طول انتظار المريض لتلقي الرعاية الصحية المطلوبة، وتنظيم العمل في المركز الصحي.

"الصحة" ترد

وردا على هذه الآراء والتساؤلات، قالت الدكتورة سميرة بنت موسى الميمنية مديرة دائرة الرعاية الصحية الأولية بالمديرية العامة للخدمات الصحية في محافظة مسقط: قبل تحويل مركز الخوير الصحي تم تشكيل فريق عمل لدراسة الوضع، علما أن المركز يقع بالقرب من مركز الخوير الشمالية ومركز بوشر الصحيين، ولقد تم إعلام المجتمع والعاملين الصحيين بالموضوع قبل تنفيذ القرار، كما أن مركز الخوير كان يستقبل قرابة 300 مريض في الأمراض المزمنة وحالتهم مستقرة ونسبة التحكم في المرض ممتازة.

ومن جانب آخر يصل عدد عيادات الاستشارات الطبية في كلا المركزين (الخوير الشمالية وبوشر) ضعف العيادات المتاحة بمركز الخوير الصحي، وبدأت خطة العمل بتحديد المراجعين وجدولة مواعيدهم وعمل ما يلزم قبل، وبالتزامن مع التحول التدريجي للمراكز الصحية الأخرى.

وعن إمداد المراكز الصحية البديلة بالكوادر الصحية الطبية والتمريضية، أفادت الميمنية قائلة: بالنسبة للعاملين الصحيين فقد تم توجيههم بناء على التوسع والاحتياج والأخذ بعين الاعتبار رضا الكادر الصحي.

وعن أسباب افتتاح العيادة الجلدية في مبنى مستقل، أكدت الدكتورة انه مع ازدياد الطلب على الخدمات الصحية التخصصية بمستشفى النهضة ومحدودية المكان وطول انتظار المواعيد المجدولة ارتأت وزارة الصحة تحويل مركز الخوير الصحي إلى مركز للأمراض الجلدية وذلك للتوسع وتجويد الخدمات المقدمة والرقي بها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی المرکز الصحی الصحیة الأولیة الرعایة الصحیة من المراجعین وزارة الصحة تحویل مرکز من المرضى

إقرأ أيضاً:

“اغاثي الملك سلمان” يواصل تقديم خدمات الرعاية الصحية للاجئين السوريين والمجتمع المضيف في بلدة عرسال

واصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تنفيذ مشروع تعزيز خدمات الرعاية الصحية للاجئين السوريين والمجتمع المضيف في بلدة عرسال بمحافظة بعلبك اللبنانية.

 

وجرى خلال شهر نوفمبر 2024م استقبال 10.815 مريضًا في مركز عرسال للرعاية الصحية قدمت لهم 20.691 خدمة، توزعت ما بين أقسام العيادات والصيدلية والمختبر والتمريض وبرنامج الصحة المجتمعية والنفسية، حيث بلغت نسبة الذكور 38% والإناث 62%، بينما شكلت نسبة اللاجئين 60% والمقيمين 40% من إجمالي المستفيدين.

 

ويأتي ذلك امتدادًا للجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المملكة عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة؛ للاجئين السوريين في جميع المجالات للتخفيف من معاناتهم جراء الأزمة الإنسانية التي يمرون بها.

مقالات مشابهة

  • استجابة لشكاوى المواطنين.. .محافظ المنيا يوجه بحل مشاكل الصرف الصحي والطرق بـ 3 مراكز
  • الرعاية الصحية: تقديم 36.6 مليون خدمة طبية من خلال 157 منشأة بإقليم القناة
  • «الرعاية الصحية» تبحث الاستفادة من «البيطريين» بمجال الخدمات الفندقية
  • تحديث استراتيجية هيئة الرعاية الصحية بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية
  • رئيس الرعاية الصحية يتابع أعمال اللجنة العليا لتحديث استراتيجية الهيئة
  • الرعاية الصحية: تحديث استراتيجية الهيئة خطوة أساسية لمواكبة التحولات المتسارعة
  • “اغاثي الملك سلمان” يواصل تقديم خدمات الرعاية الصحية للاجئين السوريين والمجتمع المضيف في بلدة عرسال
  • رئيس هيئة الرعاية الصحية يتفقد مركز 30 يونيو الدولي لأمراض الكُلى والمسالك
  • رئيس هيئة الرعاية الصحية يواصل الجولات الليلية المفاجئة للمنشآت بالإسماعيلية
  • برنامج تدريبي لإدارة رضاء المنتفعين بهيئة الرعاية الصحية ببورسعيد