خسوف القمر أذهل الناس وحيرهم لعدة قرون، حيث تحدث هذه الأحداث السماوية عندما تصطف الأرض والقمر والشمس بطريقة تلقي بظل الأرض على القمر. 

وعندما يمر القمر عبر ظل الأرض، فإنه يخضع لتحول مذهل، حيث يتغير من البدر اللامع المكتمل إلى الجرم السماوي الداكن والغريب ذو اللون المحمر أو النحاسي. 

ولقد ولّد هذا الحدث الآسر العديد من الأساطير والمفاهيم الخاطئة على مر السنين، بدءًا من المعتقدات الثقافية وحتى المخاوف الصحية والغذائية المرتبطة بخسوف القمر.

 

وفي السطور التالية إليكم ابرزالخرافات حول خسوف القمر، والأساطير الشائعة المحيطة به، ونتعمق في المفاهيم الصحية والغذائية الخاطئة.

التفسير العلمي وراء خسوف القمر

يحدث خسوف القمر عندما تتحرك الأرض بين الشمس والقمر، مما يخلق محاذاة خط مستقيم تعرف باسم الاقتران، وتتيح هذه المحاذاة للأرض إلقاء ظلها على القمر، وهناك مكونان رئيسيان لظل الأرض:

شبه الظل: شبه الظل هو الجزء الخارجي من ظل الأرض، وهو ظل أخف وأقل كثافة، وعندما يمر القمر بهذه المنطقة، فإنه يؤدي إلى كسوف شبه ظلي، وهذه الخسوفات خفية وقد تمر دون أن يلاحظها أحد من قبل المراقبين العاديين.
الظل: الظل هو الجزء الداخلي والأكثر قتامة من ظل الأرض، وعندما يمر القمر بمنطقة الظل، يحدث خسوف جزئي أو كلي للقمر، وأثناء الخسوف الكلي للقمر، يكون القمر بالكامل داخل منطقة ظل الأرض، مما يؤدي إلى ظهور القمر باللون الأحمر أو النحاسي.

غالبًا ما يُشار إلى اللون المحمر للقمر أثناء الخسوف الكلي للقمر باسم "القمر الدموي"، وهذا التلون هو نتيجة قيام الغلاف الجوي للأرض ببعثرة أطوال موجية أقصر من الضوء (الأزرق والأخضر) والسماح للأطوال الموجية الأطول (الأحمر والبرتقالي) بالوصول إلى القمر وإضاءته. 

ويمكن أن يختلف الظل الدقيق للون الأحمر، اعتمادًا على الظروف الجوية للأرض وقت حدوث الكسوف.

الخرافات الصحية والغذائية المحيطة بخسوف القمر

تجنب الطعام والماء أثناء الكسوف

في بعض المناطق، يمتنع الناس عن الأكل أو الشرب أثناء خسوف القمر، خوفًا من أن يؤدي تناول الطعام أو الماء خلال هذا الوقت إلى مشاكل في الجهاز الهضمي أو مشاكل صحية، ولا يوجد أساس علمي لهذا الاعتقاد، توقيت تناول الطعام ليس له علاقة بحدوث خسوف القمر، ولا يوجد خطر متأصل مرتبط بالأكل أو الشرب خلال الخسوف.

التأثير السلبي على الصحة النفسية

يُقال أحيانًا أن خسوف القمر يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة العقلية، مما يؤدي إلى تقلبات مزاجية أو اكتئاب أو سلوك غير عقلاني، وهذه الادعاءات تفتقر إلى الدعم العلمي. في حين أن الأحداث السماوية يمكن أن تكون مذهلة ومؤثرة عاطفيا، إلا أن خسوف القمر ليس له تأثير سلبي مباشر على الصحة العقلية.

المخاطر الصحية على النساء الحوامل

كما ذكرنا سابقًا، هناك أسطورة مفادها أنه يجب على النساء الحوامل تجنب خسوف القمر، وقد تنبع هذه الأسطورة من المخاوف من أن الأحداث السماوية قد يكون لها آثار سلبية على نمو الجنين، وفي الواقع، لا يشكل خسوف القمر أي خطر على صحة أو سلامة النساء الحوامل أو أطفالهن الذين لم يولدوا بعد.

تجنب النشاط البدني

يُعتقد في بعض الثقافات أن النشاط البدني الشاق أثناء خسوف القمر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية أو حوادث، وهذا الاعتقاد الخاطئ لا تدعمه الأدلة العلمية، إن ممارسة النشاط البدني، ما دام يتم بشكل آمن، لا يشكل أي مخاطر إضافية أثناء خسوف القمر.

خسوف القمر يجلب الحظ السيئ

على مر التاريخ، ارتبط خسوف القمر بمعتقدات خرافية ويعتبر نذير هلاك وشيك، واعتقدت بعض الثقافات أن خسوف القمر يشير إلى غضب الآلهة أو ينبئ بالحروب والكوارث الطبيعية، في الواقع، يعد خسوف القمر أحداثًا فلكية طبيعية يمكن التنبؤ بها وليس لها أي تأثير سلبي متأصل على الشؤون الإنسانية.

يجب على النساء الحوامل تجنب خسوف القمر

في العديد من الثقافات، يُعتقد أن النساء الحوامل يجب عليهن البقاء في المنزل وتجنب مشاهدة خسوف القمر لحماية الجنين. من المحتمل أن تنشأ هذه الأسطورة من مخاوف بشأن المخاطر الصحية المحتملة أثناء التعرض لفترات طويلة للأحداث السماوية. في الواقع، تعتبر مراقبة خسوف القمر آمنة ولا تشكل أي تهديد للنساء الحوامل أو أطفالهن الذين لم يولدوا بعد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: النساء الحوامل خسوف القمر یؤدی إلى یمکن أن

إقرأ أيضاً:

شريحة دماغية تحول الأفكار إلى كلام فوراً

شمسان بوست / متابعات:

أعلن باحثون أمريكيون الاثنين، أن جهازاً معززاً بالذكاء الاصطناعي يحتوي على شريحة زُرع في دماغ امرأة مشلولة، مكّنها من ترجمة أفكارها إلى كلام بصورة فورية تقريباً.


ويستخدم الجهاز الذي لا يزال تجريبياً شريحة تربط مناطق من الدماغ بأجهزة كمبيوتر، ويمكنه أن يتيح للأشخاص الذين فقدوا القدرة على التواصل استعادة شكل ما، من أشكال الكلام.
وسبق لفريق البحث الذي يقع مقره في كاليفورنيا أن استخدم نظاماً يربط مباشرة بين الدماغ والكمبيوتر، لفك تشفير أفكار آن، وهي امرأة مصابة بشلل رباعي في السابعة والأربعين، قبل تحويلها إلى كلام.


لكن العملية كانت مشوبة بتأخير لثماني ثوانٍ بين اللحظة التي تفكر فيها المريضة في ما تريد قوله واللحظة التي تصدر فيها جملتها عن صوت اصطناعي يولّده الكمبيوتر.


وكانت هذه المشكلة تقيّد المحادثات التي تجريها آن، وهي معلمة رياضيات سابقة فقدت القدرة على الكلام بعد إصابتها بنوبة قلبية قبل 18 عاماً.
إلا أن نظام الاتصال الجديد الذي ابتكره فريق الباحثين بين الدماغ والكمبيوتر، وأُعلن عنه عبر مجلة «نيتشر نوروساينس»، يقلّص فارق الوقت بين الأفكار والكلام إلى 80 ميلي ثانية.


وقال الباحث الرئيسي في الدراسة غوبالا أنومانشيبالي من جامعة كاليفورنيا لوكالة «فرانس برس:«إن طريقتنا الجديدة القائمة على البث المتواصل تحوّل إشارات الدماغ إلى صوت شخصي في الوقت الحقيقي، في خلال الثانية التي تلي نية الشخص التحدث».
وأشار إلى أن هدف المعلّمة السابقة أن تصبح مستشارة إرشاد جامعي.

وقال:«مع أننا لا نزال بعيدين عن تحقيق هذا الهدف بالنسبة إلى آن، فإن من شأن هذه الخطوة في نهاية المطاف أن تُمكّننا من أن نحسّن بشكل كبير نوعية حياة الأفراد الذين يعانون شلل الصوت».
وعُرضت على آن في إطار هذه الدراسة جُمَلاً على الشاشة، من بينها مثلاً «بالتالي أنت تحبني»، كانت تقولها بعد ذلك في ذهنها.


وكانت هذه الجمل تُحوَّل بعد ذلك إلى نسخة طبق الأصل من صوتها، أُنشئت باستخدام تسجيلات تعود إلى ما قبل وقوع الحادث. وأكد أنومانشيبالي أن المريضة«كانت متحمسة لسماع صوتها وكانت تشعر وكأنها تقمصت »بهذه الطريقة.


وأوضح الباحث أن نظام الربط بين الدماغ والكمبيوتر يعترض إشارة الدماغ«بعد أن يقرر الشخص ما يريد قوله، وبعد أن يختار الكلمات التي سيستخدمها وكيفية تحريك عضلات المسالك الصوتية».


واستخدم النظام تقنية التعلم العميق للذكاء الاصطناعي، من خلال التدرّب على آلاف الجمل التي فكّرت فيها آن ذهنياً.
غير أن هذا النظام لا يخلو من الأخطاء، إذ يقوم على عدد محدود من المفردات لا يقتصر على 1024 كلمة.


وقال أستاذ الأطراف الصناعية العصبية في جامعة نيوكاسل البريطانية باتريك ديجينار الذي لم يشارك في الدراسة لوكالة فرانس برس، إن هذا البحث لا يزال في مرحلة«إثبات المبدأ» التي وصفها بـ«المبكرة جداً»، لكنه مع ذلك وصفه بأنه«رائع».


ولاحظ أن الطريقة تستخدم مجموعة من الأقطاب الكهربائية التي لا تخترق الدماغ، على عكس النظام الذي ابتكرته شركة«نيورالينك» المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك.


وتُعتبر العملية الجراحية لوضع مثل هذه الحزمة من الأقطاب الكهربائية شائعة جداً في أقسام المستشفيات المتخصصة في تشخيص الصرع. ومن شأن ذلك أن يسهل اعتمادها للمرضى الذين يعانون من اضطرابات النطق، وفق البروفيسور ديجينار.


وأمل غوبالا أنومانشيبالي أن يتيح التمويل المخصص للأبحاث في هذا المجال، تعميم تطبيق هذه التكنولوجيا خلال خمسة إلى عشرة أعوام.

مقالات مشابهة

  • شريحة دماغية تحول الأفكار إلى كلام فوراً
  • توقيف شاب خطير بتامسنا متورط في السرقة واعتراض السبيل تحت التهديد بالسلاح الأبيض
  • واحدة من سفن أسطول الظل..ألمانيا تصادر ناقلة النفط الروسية "إيفينتين" مع شُحنتها
  • اقتران هلال القمر مع حشد الثريا.. حدث فلكي مميز في سماء مصر والوطن العربي الليلة
  • 6 خرافات عن سرطان الثدي.. إليكِ حقيقتها العلمية
  • هاكر فى الظل.. الهاكر المعجب قصة عاشقٌ تحول إلى مجرم
  • الكرملين: روسيا وأمريكا تعملان على تنفيذ أفكار تتعلق بالتسوية الأوكرانية
  • قطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة
  • احرصي على تناوله.. فوائد مذهلة لـ الجوز على صحة النساء
  • تمويل الإرهاب في الظل.. كيف يستخدم "داعش" غرب إفريقيا العملات المشفرة لإخفاء أمواله