تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عدوانها على قطاع غزة المحتل لثمان ساعات متواصلة، شهد فيها سكان القطاع المحتل قصفا غير مسبوقا برا وبحرا وجوا، مع محاولات دخول بري.

وسبق للمنظمة العربية لحقوق الإنسان أنَّ حذرت من استمرار وتصاعد العدوان على 2.3 مليون فلسطيني، بينهم 1.05 مليون طفل، في مساحة 362 كيلومترا مربعا، ما يجعل القطاع المحاصر منذ 17 عامًا أعلى مناطق العالم اكتظاظًا سكانيًا، وأكبر سجن مفتوح في التاريخ.

وقالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إنَّه بحلول الساعة السابعة بالتوقيت المحلي لقطاع غزة مساء 27 أكتوبر 2023، قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بقطع كل خدمات الاتصالات عن القطاع، وشرعت في قصف غير مسبوق في ظلمة الليل الدامسة لإخفاء الفظاعات والجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين المحميين بموجب قواعد القانون الدولي وأحكام القانون الإنساني الدولي.

وأضافت المنظمة: قبل هذا التوقيت (7 مساء 27 الجاري)، وخلال 20 يوما من العدوان، وثقت المصادر الفلسطينية الميدانية استشهاد 7326 فلسطينيا، بينهم 3 آلاف طفل وألفين من النساء وألف من المسنين، فضلا عن ما لا يقل عن ألف من المدنيين الفلسطينيين العزل غير المنخرطين في القتال، فضلا عن نحو ألفين مدني تحت أنقاض المباني المنهارة الذين تم الإبلاغ عنهم وتعجز وسائل الدفاع المدني الفقيرة في القطاع عن انتشال جثاميهم.

وتابعت العربية لحقوق الإنسان: كما بلغ عدد الجرحى ما لا يقل عن 20 ألف فلسطيني، 60% منهم من النساء والأطفال، مشيرة إلى أنه خلال الساعات السابقة على التصعيد مساء 27 الجاري، جاء التشكيك المخزي للإدارة الأمريكية في صحة أرقام الخسائر البشرية الفلسطينية، فقد أكدت وكالات الأمم المتحدة العاملة في القطاع دقة هذه الأرقام.

وأوضحت المنظمة أن المفوض أبلغ العام لوكالة الأونروا عن استشهاد 57 من موظفي الوكالة نتيجة العدوان، كما راح 34 صحفيا على الأقل (مرفق صورة بالأسماء)، و45 من الأطباء وطاقم الإسعاف.

وتابعت: لليوم العشرين على التوالي، واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قطع امدادات المياه والكهرباء والغذاء والدواء عن القطاع، الذي عانى بالأساس من تدهور وهشاشة شديدة نتيجة جرائم الاحتلال في حراره وتجويع سكانه على مدار 17 عاما، وهو ما يشكل وفقا لمسؤولي الأمم المتحدة حكما بإعدام السكان في القطاع.

وأشارت العربية لحقوق الإنسان إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تعبأ في ظل غطاء أمريكي أوروبي بموقف العالم، والذي عكسه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر بعد 4 ساعات من بدء تصعيد العدوان مساء 27 الجاري، بأغلبية 120 دولة، ومعارضة 14 دولة فقط بينهم الولايات المتحدة الأمريكية، بل وضم الممتنعين عن التصويت (45 دولة) دولا رفضت القرار لأنه أدنى من أن يستجيب لحقوق الشعب الفلسطيني وفقا لقواعد القانون الدولي.

واستطردت: يأسف المراقبون الحقوقيون الخبراء في شلون النزاعات المسلحة بأنه وفقا للمعطيات القائمة، فإنه وحتى صباح 28 الجاري، سيكون الآلاف من المدنيين الفلسطينيين قد انضموا إلى قوائم الشهداء والمصابين، أخذا في الاعتبار شدة القصف وتكدس السكان الذين ورغم إرهاب سلطة الاحتلال فلا يزال 500 ألف نسمة في مساكنهم شمال قطاع غزة بدلا من التشرد جنوبي القطاع الذي لجأ اليه وتشرد فيه 1.5 مليون فلسطيني.

وأكدت المنظمة أن مراسلو وسائل الإعلام الغربية الموجودين في مناطق غلاف قطاع غزة أكدوا بأن الانفجارات الناتجة عن قصف قطاع غزة مساء 27 الجاري تسبب هزات أرضية في دائرة 10 أميال في محيط القطاع، وهو ما يعكس فداحة التصعيد العدواني الذي يشكل دون لبس أشد الفظاعات الإنسانية، وربما منذ قصف الولايات المتحدة الأمريكية لمدينتي هيروشيما وناحازاكي في اليابان في أغسطس 1945 بالقنابل الذرية.

وأوضحت أن داعمو الاحتلال الإسرائيلي يفتقدوا الإنسانية والأخلاق، ولا لشرف الالتزام بإنفاذ القانون الذي لطالما زعموا أنهم أصحاب فضل حضاري في تحقيقه، وهم بهذه الأفعال شركاء متورطين في الجرائم والفظاعات المرتكبة، وسيكون لرسالتهم السلبية التي تلقاها العالم ثمنها الفادح على مستقبل الأسرة الإنسانية.

وتؤكد المنظمة  أن الاحتلال يبقى أصل الأزمة وسببها، وأنه دون إنهاء الاحتلال سيبقى الباب مفتوحا دوما لمزيد من الكوارث والأزمات على الدوام.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المنظمة العربية لحقوق الإنسان حقوق الإنسان غزة الاحتلال الإسرائيلي العربیة لحقوق الإنسان الاحتلال الإسرائیلی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤولون في غزة: 17 ألف طفل بالقطاع فقدوا أحد والديهم أو كليهما جراء العدوان

أعلن مسؤولون في قطاع غزة، أن 17 ألف طفل في القطاع فقدوا أحد والديهم أو كليهما جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد المدنيين في غزة، وفقا لخبر عاجل أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".

"منطقة حيوية وغنية".. كل ما تريد معرفته عن منطقة جبل مويا السودانية الانتهاء من توزيع اللحوم البلدي لدعم أهالي 40 قرية بمحافظة أسوان

وقال كاظم أبو خلف، متحدث اليونيسف، إن المنظمة تقدم تقارير للمنظمات الأممية عن تداعيات الحرب الإسرائيلية في غزة، مضيفًا أن أطفال غزة هم الفئة الأكثر معاناة داخل القطاع، إذ إن هناك 9 أطفال من 10 يقتربون من دائرة انعدام الأمن الغذائي، لافتًا إلى أن المنظمة تحتاج من 6 لـ8 أسابيع لعلاج حالات سوء التغذية.

وأضاف المتحدث باسم اليونيسف في تصريحات لـ "القاهرة الإخبارية"، أن المنظمة تعد خططًا لإعادة أطفال غزة إلى المدارس وتوفير مساحات مخصصة للتعليم.

ودعا إلى إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة لتجنب حدوث مجاعة، مشيرًا إلى أن ما يجري في القطاع يمثل كارثة كبرى جراء سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين.

وأكد كاظم أبو خلف، أن هناك 800 ألف حالة في قطاع غزة تعاني عديدًا من الأمراض التنفسية، مطالبًا المجتمع الدولي أن يضع تقارير اليونسيف عما يحدث بغزة في عين الاعتبار ووضع آلية لوقف الحرب الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • متحدثة أممية تعقب على استخدام الاحتلال الكلاب ضد المعتقلين الفلسطينيين
  • 265 يومًا.. غزة تحت القصف وتحذير من إتساع رقعة العدوان إلى لبنان
  • مسؤولون في غزة: 17 ألف طفل بالقطاع فقدوا أحد والديهم أو كليهما جراء العدوان
  • الجامعة العربية تؤكد ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين
  • «العربية لحقوق الإنسان» تستقبل وفدا من فلسطين لتوثيق انتهاكات الاحتلال
  • مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك خلال جلسة لمجلس الأمن: منطقتنا العربية تشهد مرحلة جديدة من مخاطر الانحدار نحو تصعيد شامل جراء جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الفلسطينيين وتهديداته بشن عدوان على لبنان واعتداءاته المتكررة على
  • الشعبية: استمرار مجازر الاحتلال محاولة فاشلة  للضغط على المقاومة وكسر إرادة شعبنا
  • الأمم المتحدة تستنكر القصف الإسرائيلي المستمر على غزة والضفة الغربية
  • مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يدين الانتهاكات الإسرائيلية بالضفة الغربية
  • المجاعة تتفاقم في غزة