سواليف:
2024-11-24@14:08:50 GMT

د. فيصل القاسم يكتب .. كيف ستنتهي الحرب؟

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

د. فيصل القاسم يكتب .. كيف ستنتهي الحرب؟

#سواليف

كيف ستنتهي #الحرب؟

كتب.. د. #فيصل_القاسم

دعونا نتفق أولاً أن هذه #الحرب بين #إسرائيل و #غزة فريدة من نوعها ولا سابق لها أبداً، فكل الحروب السابقة كانت سريعة وانتهت كسابقاتها بتدخل عربي ودولي لوقف إطلاق النار وعودة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق. لقد كانت قواعد #الاشتباك واضحة للطرفين، ولم يحيدا عنها مطلقاً.

صحيح أن #المقاتلين في غزة رفعوا وتيرة #الهجمات على إسرائيل قبل عملية « #طوفان_الأقصى » باستخدام #الصواريخ العابرة لغلاف غزة واستهداف مدن ومناطق إسرائيلية، لكن تلك الاستراتيجية الجديدة ظلت، على الرغم من تطورها وجدتها، محدودة التأثير والصدى، ولا يمكن أبداً مقارنتها بما تلاها في العملية الأخيرة التي شكلت زلزالاً حقيقاً للإسرائيليين، وجعلتهم في أضعف حالاتهم منذ #احتلال #فلسطين عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين. صحيح أن البعض يلجأ في تحليله إلى نظرية المؤامرة معتبراً بأن العملية الأخيرة كانت أشبه بحادي عشر سبتمبر إسرائيلي مدروس ومنظم لتحقيق أهداف أمريكية وإسرائيلية أكبر منه فيما بعد، كتهجير الغزاويين مثلاً، لكن آخرين يجادلون بأن الواقع يؤكد أن إسرائيل تواجه أكبر تحد في تاريخها، فهي لا تقابل جيوشاً عربية أمامها، بل تواجه حرباً من نوع نادر جداً، لأن غالبية مقاتليها تحت الأرض داخل شبكة أنفاق لم يسبق لها مثيل، والبعض يصفها بـ«مترو غزة» الطويل جداً، ولذلك فإن الانتصار الإسرائيلي إن حصل طبعاً باستخدام غازات محرمة دولياً تحت الأرض سيكون الأكثر كلفة في تاريخ إسرائيل، إن لم يكن ضربة تاريخية لها. لهذا سواء كانت العملية فخاً مدروساً أمريكياً وإسرائيلياً كما يتهكن البعض، أو أقوى ضربة تهدد حاضر إسرائيل ومستقبلها، فإن توابعها وأبعادها ونتائجها تبقى خطيرة جداً وغير مسبوقة على مستوى المنطقة كلها. وهذا ما نحن بصدده الآن، كيف ستنتهي الحرب؟
واضح اليوم وبعد حوالي ثلاثة أسابيع على العملية أن الأمور لن تأخد المسارات السابقة أبداً، بل بدأت تكشف عن مخططات ومشاريع وحتى صراعات لم تكن تخطر على بال الكثيرين رغم أنها كانت دائماً في بال شياطين السياسة والإعلام. الجديد الآن أن الحرب ستطول دون أدنى شك، وهذا ما يؤكده قادة الحرب والسياسة الإسرائيليون. لا يمكن مطلقاً أن تنتهي اللعبة بوساطة عربية أو دولية، فالمطلوب الآن إسرائيلياً وغربياً لا يمكن أن توقفه أي وساطة، فالفرصة بالنسبة لإسرائيل وداعميها مواتية جداً لتحقيق أهداف كان من الصعب مجرد التفكير بها في السابق حسب تصورهم، وعلى رأسها طبعاً تحقيق أمنية رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين الذي قال يوماً: «كم أتمنى أن أصحو ذات صباح وأرى غزة وقد ابتلعها البحر».

مقالات ذات صلة حماس تكشف تفاصيل الهجوم البري الفاشل والخسائر الفادحة لجيش الاحتلال/ تفاصيل جديدة 2023/10/28 دعونا نتفق أولاً أن هذه الحرب بين إسرائيل وغزة فريدة من نوعها ولا سابق لها أبداً، فكل الحروب السابقة كانت سريعة وانتهت كسابقاتها بتدخل عربي ودولي لوقف إطلاق النار وعودة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق

يبدو اليوم أن كثيرين في القيادة الإسرائيلية وحتى الأوروبية والأمريكية يريدون تحقيق رغبة رابين بأي طريقة كانت، حتى لو كانت كارثية على الجميع. المهم أن تختفي غزة عن رادار الأخطار التي تحيق بإسرائيل. طبعاً لا أحد يستطيع اليوم أن يجزم بإمكانية تحقيق تلك الرغبة كما أسلفنا، حتى لو تدخل الجيش الإسرائيلي برياً في غزة وقسمها إلى شطرين شمالي وجنوبي وهجّر الغالبية العظمى من سكانها. كبار العسكريين الأمريكيين والروس يتوقعون مثلاً أن يواجه الإسرائيليون حرباً ضروساً لم يخوضوا مثلها من قبل مع أي طرف عربي، وقد تكون وبالاً عليهم وعلى جيشهم وشعبهم، وهي عملية يعترف كبار الجنرالات الروس بأنها من أصعب وأخطر الحروب التي واجهها الجيش الروسي في سوريا والشيشان وأوكرانيا، وخاصة في باخموت. إذاً من المبكر جداً التنبؤ بالشكل الذي ستنتهي عليه الحرب.
أما على الصعيد الأوسع، تتواصل التحذيرات الدولية على لسان كبار المسؤولين الدوليين من أن الحرب قد تتسع رقعتها وتأخذ شكلاً إقليمياً ودولياً أكبر. لا شك أن من حق البعض أن يتساءل هنا: ومن هي الجهة التي يمكن أن تدخل على خط الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، فالعرب لا يريدون المشاركة في أي حرب ضد إسرائيل، لا بل إن الغالبية العظمى منهم يساندون الطرف الإسرائيلي من تحت الطاولة وأحياناً من فوق الطاولة. وحتى ما يسمى بمحور «المقاومة» لا يبدو متحمساً جداً لدخول الحرب، وكل ما نراه من اشتباكات سخيفة بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان لا يرتقي مطلقاً إلى مستوى الحرب، فهو اشتباك مدروس بعناية، ويبدو أن هدفه الأول والأخير الضحك على الذقون وذر الرماد في العيون. إذاً لماذا يحذر المسؤولون الدوليون من اتساع رقعة الصراع إذا كانت كل أطراف ما يسمى بمحور المقاومة بما فيها سوريا تبدو خانعة مستسلمة ولا تستطيع الرد على العدوان الإسرائيلي على المطارات المدنية السورية، فما بالك أن تتدخل في صراع خارج أراضيها؟ هكذا يبدو المشهد حتى الآن، لكن قد يضطر حزب الله وغيره للانجرار إلى الحرب، إلا أن ذلك إن حدث لا يعني بالضرورة حرباً إقليمية كبرى أبداً.
ماذا يقصد إذاً الذين يحذرون من اتساع #رقعة_الحرب؟ المشكلة أن لا أحد يفصح عن ماهية تلك الحرب، فهل يقصدون مثلاً حرباً إيرانية على بعض البلدان العربية؟ البعض يستبعد ذلك لأن #إيران تريد فتح صفحة جديدة مع دول المنطقة والتركيز على وضعها الداخلي بعد أن تردى كثيراً، وتسبب قبل فترة بانتفاضة شعبية عارمة. لكن الذين يعبرون عن وجهة النظر الإيرانية غير الرسمية في وسائل الإعلام لا يخفون تهديداتهم لبعض الدول العربية التي تتظاهر إيران بأنها تريد ترميم العلاقات معها، فقد ظهر أحد المقربين من طهران قبل أيام على إحدى الفضائيات ليهدد الأنظمة العربية التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل أو تنوي التطبيع معها بالاسم. وقال حرفياً إن الميليشيات الإيرانية في المنطقة تعد العدة لمهاجمة دول عربية بعينها باعتبارها حليفة لإسرائيل، فهل يلتقي هنا المشروعان الصهيوني والصفيوني ليعيدا رسم خرائط المنطقة وتقاسمها؟ أم إن مثل هذا السيناريو نفسه يبقى من بنات أفكار أصحاب نظرية المؤامرة فقط؟

كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الحرب فيصل القاسم الحرب إسرائيل غزة الاشتباك المقاتلين الهجمات طوفان الأقصى الصواريخ احتلال فلسطين رقعة الحرب إيران

إقرأ أيضاً:

كيف سيخرج لبنان من الحرب مع إسرائيل؟

واقع قاتم يعيشه لبنان مع تحوله إلى نقطة محورية لحرب بالوكالة بين إسرائيل وإيران، يلعب فيها حزب الله دوراً مركزياً. وتعكس الدعوة العلنية التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، للمواطنين اللبنانيين لتحدي حزب الله المخاطر العالية المترتبة على هذا الصراع المتصاعد، وفق مديرة مركز مالكولم كير في كارنيغي الشرق الأوسط، مهى يحيى.

يواصل جيل أصغر من القادة، مدفوعاً بالحماسة الإيديولوجية، دعم طموحات حزب الله الإقليمية

وتضيف في مقالها المطول بموقع مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية: على النقيض من ذلك، فإن تورط إيران المتزايد من خلال حزب الله يؤكد طموحاتها الإقليمية الأوسع نطاقاً. وفي خضم هذا الشد والجذب، يعاني لبنان بشكل كبير، سواء كساحة معركة أو كرمز لمنافسات أيديولوجية واستراتيجية أكبر في الشرق الأوسط. الأزمات التي تشل الحياة في لبنان

ويذكر أنه قبل وقت طويل من اندلاع أعمال العنف الأخيرة، كان لبنان يعاني بالفعل من أزمات متشابكة، على رأسها الانهيار الاقتصادي، حيث أدى الانهيار المالي في لبنان إلى تقليص الطبقة المتوسطة، مما دفع معدلات الفقر من 12% في عام 2012 إلى ما يقدر بنحو 44% بحلول عام 2022.
ويواجه لبنان، الذي يعد بالفعل أحد أكثر بلدان العالم مديونية، دماراً اقتصادياً جديداً، حيث يتنبأ البنك الدولي بأن يؤدي الصراع المستمر إلى خسائر اقتصادية مباشرة تبلغ 8.5 مليار دولار. كما حدث عجز في القطاع الزراعي، الذي يساهم بشكل كبير في الدخول الريفية، بسبب العنف الدائر.

Israeli strikes pounded parts of Beirut's southern suburbs on Tuesday, a day after eight people were killed, according to the authorities. Strikes from Lebanon killed two people in northern Israel on Tuesday, the Israeli authorities said. https://t.co/0Wbhye436Z pic.twitter.com/UGwZzoDzN4

— The New York Times (@nytimes) November 12, 2024

ويعاني لبنان أيضاً من جمود سياسي؛ فقد أدى فشل لبنان الطويل الأمد في انتخاب رئيس إلى جعل حكومته غير قادرة على اتخاذ إجراءات حاسمة، كما تعمل الانقسامات الطائفية العميقة بين النخبة الحاكمة على إدامة الخلل الوظيفي.
كما يعاني النسيج الاجتماعي في لبنان من انقسام شديد، وتفاقمت الانقسامات الطائفية بعد استهداف القوات الإسرائيلية معاقل حزب الله في المناطق ذات الأغلبية الشيعية؛ فالبعض يرى أن حزب الله يدافع عن لبنان والبعض الآخر يتشكك في ذلك ويطالب بنزع سلاحه والانخراط في العملية السياسية فحسب؛ ويؤدي هذا التفاوت في الآراء إلى تعميق الاستياء وتأجيج المظالم القائمة بين الطوائف الدينية في لبنان.

التداعيات الإنسانية

وتناولت الكاتبة الخسائر البشرية الناجمة عن الحرب جنوب لبنان ووصفتها بالصادمة. على صعيد الخسائر البشرية، فقد أكثر من 3481 شخصاً حياتهم، وأصيب 14786 شخصاً، وتشرد 1.2 مليون شخص، وهو ما يرسم صورة قاتمة للدمار الذي حل بلبنان. ويعيش أغلب النازحين في ظروف مزرية، مع مأوى غير ملائم ومساعدات إنسانية غير كافية.
وبالنسبة للبنية الأساسية، دمرت الحملة العسكرية الإسرائيلية المكثفة البلدات والمدن في جنوب لبنان، حيث أفادت تقارير باستخدام قذائف الفوسفور الأبيض التي لا تدمر الأرواح والمنازل فحسب، بل تخلق أيضاً مخاطر بيئية تهدد جهود التعافي على المدى الطويل.

The proxy war between Iran and Israel has come to Lebanon “at perhaps the worst possible moment,” writes @mahamyahya. To prevent a new era of conflict and unrest, Lebanon’s political parties must act quickly to stabilize their country’s institutions. https://t.co/Ti1LyE5FG8

— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) November 21, 2024

أما من ناحية التأثير الاقتصادي على العمالة والناتج المحلي الإجمالي، فَقَدَ أكثر من 166 ألف شخص وظائفهم، ومن المتوقع أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي في لبنان بنسبة 9%. وتواجه البلاد مستقبلاً اقتصادياً قاتماً مع شلل السياحة والزراعة والصناعات المصرفية.

حالة حزب الله وخلّفت الحرب خسائر فادحة في حزب الله، سواء على المستوى المادي أو السياسي. ودمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية 80% من ترسانة حزب الله بالقرب من الحدود الجنوبية، في حين قُتل كبار القادة، بمن فيهم الأمين العام حسن نصر الله.
وعدّت الكاتبة هذه التطورات تحولاً حاسماً في القدرات العملياتية لحزب الله. ومع ذلك، ورغم هذه الخسائر، ما يزال حزب الله يتمتع بنفوذه، مع تدخل إيران لإعادة تنظيم صفوفه. ويواصل جيل أصغر من القادة، مدفوعاً بالحماسة الإيديولوجية، دعم طموحات حزب الله الإقليمية.


خطوات نحو الاستقرار: الحوار والإصلاح

وقالت الكاتبة إن تعافي لبنان يتوقف على تضافر الجهود لمعالجة قضاياه العميقة الجذور؛ فالحوار الوطني، الذي يشمل جميع الفصائل، أمر ضروري. وتشمل الأولويات الرئيسية: أولاً: استراتيجية الدفاع الوطني؛ فتنفيذ اتفاق الطائف وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بدمج قوات حزب الله في القوات المسلحة اللبنانية أمر بالغ الأهمية لتعزيز سيطرة الدولة.
ثانياً: القيادة السياسية؛ فانتخاب رئيس وتشكيل حكومة طوارئ سيمهد الطريق للإصلاحات المؤسسية والتعافي الاقتصادي.

ثالثاً: التماسك الاجتماعي؛ فإعادة بناء الثقة بين المجتمعات اللبنانية؛ أمر حيوي لتجنب المزيد من الصراعات الطائفية واستعادة الاستقرار.

دور المجتمع الدولي

وأضافت الكاتبة أن الدعم الخارجي أمر بالغ الأهمية لبقاء لبنان، وأكدت الكاتبة ضرورة توسط المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار بالضغط على إسرائيل لوقف حملتها العسكرية في لبنان مع إشراك إيران دبلوماسياً للحد من عمليات حزب الله؛ وتعزيز مؤسسات الدولة عن طريق تمكين الجيش اللبناني عبر المساعدات العسكرية للعمل كقوة موحدة، والحد من نفوذ حزب الله؛ والمساهمة في جهود إعادة الإعمار لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة في لبنان بالشفافية والمساءلة لضمان الاستخدام الفعال.

مخاطر عدم الاستقرار ومضت الكاتبة بالقول: إذا استمر الصراع، فإن لبنان يخاطر بالانزلاق إلى مزيد من الفوضى. وقد ينهار التوازن الدقيق بين مجموعاته الطائفية، مما يؤدي إلى إبطال عقود من التعايش الهش. وقد تستغل القوى الإقليمية، بما في ذلك إيران وإسرائيل، عدم استقرار لبنان لتحقيق أجنداتها، وتحويل البلاد إلى ساحة معركة طويلة الأمد.
من هنا، تؤكد الكاتبة الحاجة الملحة للإصلاح والمصالحة في لبنان. فبدون اتخاذ إجراءات حاسمة في هذا الصدد، ستواجه البلاد مستقبلاً غير مؤكد، مشوهاً بالدمار الاقتصادي والخلل السياسي، مع احتمال تجدد الاضطرابات المدنية.
وشددت الكاتبة على أن الجهد التعاوني الذي يشمل القادة اللبنانيين والمجتمع الدولي هو السبيل الوحيد للبنان نحو الاستقرار والتعافي.

مقالات مشابهة

  • تعرف على القوانين التي أقرها الكنيست الإسرائيلي.. عنصرية وتعزز الاحتلال
  • الدفاع المدني ينشر مجمل الخسائر التي تكبدها جرّاء الحرب على قطاع غزة
  • إشارات ميدانيّة.. متى ستنتهي حرب لبنان؟
  • بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين
  • كيف سيخرج لبنان من الحرب مع إسرائيل؟
  • بشأن الحرب مع لبنان... ماذا يُريد الإسرائيليّون؟
  • زيباري: تهديدات إسرائيل للعراق كانت متوقعة
  • قائد الثورة: الأمريكي شريك أساسي مع العدو الإسرائيلي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن